قبل دمعة من الوقت كانت شفتاه تحدد مساحات الشهوة بين شفتيها, يمرر فوقهما تعبه فيسكن الهمّ برداً وسلاما.
وكانت يداه ترسمان خارطة خصرها المخنوق كساعةٍ رمليةٍ تتسرب فيها الأنوثة على مهل, بينما راح هو يلملم بعينيه ذرّاتها المنسكبة عشقاً. يغرق طوعاً في رمال دفئها المتحركة, يراوده حبل النجاة عن نفسه فيأبى, فلقد نصب ذراعيها شاهدتين وبينهما تمدد انبهاراً. في حضرة وجودها المُثقل بالافتتان, كان لاحتضار الوقت لحظة الانتظار في عينيه ألق, كان يغريه التوحد بالترقب والفضول والضجر, وإن داعب جفنيه مللٌ, كان يرنو إليه الشبق, وكانت أنوثتُها ترتب شكل فوضاه كالقدر. قبل همسة من الصمت كان صوتها كرجع صدىً في كهف النشوة تَرَدد من تساقط قطرات رِقَتها على بحيرة دهشته. أحبها كما الفجر يترك هيامه على خد الورود ندىً. ولكنها وبعد أن امتلأت بكل أسباب الغياب قطفها سيد النهايات وضمّها ذبولاً تحت عباءة الرحيل الأخير ومضى. ما أخسرهما! ما أخسرهما وقد جاءها الموت على حين فاجعة. زحف خلفها ضباباً من كان بالأمس بين ذراعيها قمراً, زحف مضرجاً حتى الثمالة بالخيبة البلهاء, يرتكب بلا وعيٍ حماقة الأشياء, يبحث عن عناق منها يردّ لروحه النقاء. بعد طرفة فراق بات كالغريب في شوارع الخلاء يمارس سذاجة الانتظار, يرتقب طيف واحةٍ من سراب.
وكانت يداه ترسمان خارطة خصرها المخنوق كساعةٍ رمليةٍ تتسرب فيها الأنوثة على مهل, بينما راح هو يلملم بعينيه ذرّاتها المنسكبة عشقاً. يغرق طوعاً في رمال دفئها المتحركة, يراوده حبل النجاة عن نفسه فيأبى, فلقد نصب ذراعيها شاهدتين وبينهما تمدد انبهاراً. في حضرة وجودها المُثقل بالافتتان, كان لاحتضار الوقت لحظة الانتظار في عينيه ألق, كان يغريه التوحد بالترقب والفضول والضجر, وإن داعب جفنيه مللٌ, كان يرنو إليه الشبق, وكانت أنوثتُها ترتب شكل فوضاه كالقدر. قبل همسة من الصمت كان صوتها كرجع صدىً في كهف النشوة تَرَدد من تساقط قطرات رِقَتها على بحيرة دهشته. أحبها كما الفجر يترك هيامه على خد الورود ندىً. ولكنها وبعد أن امتلأت بكل أسباب الغياب قطفها سيد النهايات وضمّها ذبولاً تحت عباءة الرحيل الأخير ومضى. ما أخسرهما! ما أخسرهما وقد جاءها الموت على حين فاجعة. زحف خلفها ضباباً من كان بالأمس بين ذراعيها قمراً, زحف مضرجاً حتى الثمالة بالخيبة البلهاء, يرتكب بلا وعيٍ حماقة الأشياء, يبحث عن عناق منها يردّ لروحه النقاء. بعد طرفة فراق بات كالغريب في شوارع الخلاء يمارس سذاجة الانتظار, يرتقب طيف واحةٍ من سراب.