تعتبر عملية ميونخ من أهم وأكبر العمليات التي قامت منظمة أيلول الأسود بتنفيذها ضدالدولة العبرية ، بل هي الأهم من بين عمليات الثورة الفلسطينية على الإطلاق ..
،وبالرغم من ألإدعاءات التي حاول البعض ترويجها ونسب إنجازات تلك العمليةلنفسه !!إلا أن التاريخ يشهد للشهيد أبو محمد العمري أنه صاحب فكرة العملية والمخططالأول لها والمدرب الأوحد للشباب المنفذين لهذه العملية البطولية الكبيرة ،والمسئولالمباشر لهم . وتبدأ فصول هذه العملية الجريئة حينما رفضت اللجنة الأوليمبية قبولطلب فلسطين بالانضمام والمشاركة في بطولة الألعاب الأوليمبية في ألمانيا ،ولما كانالشهيد أبو محمد العمري رياضيا قديما ومهتما بشؤون الرياضة فقد ساءه كثيرا ألا يرىعلم بلاده يرفرف بين الأمم المشاركة بينما تشارك إسرائيل ،ويحرم أصحاب البلادالأصليين من المشاركة !!لذلك أقترح الشهيد أبو محمدالعمرى على الشهيد القائد صلاحخلف استغلال هذا الحدث الرياضي الكبير والقيام بعملية كبيرة داخل القرية الاوليمبيةيكون الهدف الاساسى لها لفت الانتباه لقضية الشعب الفلسطيني العادلة ، من خلالاحتجاز أفراد البعثة الرياضية الإسرائيلية ، والمطالبة بالإفراج عن الأسرىالفلسطينيين من سجون الاحتلال الاسرائيلى !! في البداية لم يستحسن الشهيد أبو إيادالفكرة وقال له مازحا أنت مجنون !! فقال له أبو محمد ألم يكن تأسيس الثورةالفلسطينية جنونا !!في ظل ظروف لم تكن لصالحنا ومع ذلك نجحنا !!فطلب منه الشهيد أبوإياد إعداد تصور عام عن العملية ، والإمكانيات المتاحة لذلك . بدأ أبو محمد بوضعتصور بالغ الدقة والتنظيم حول العملية قبل بدء دورة الألعاب بعدة أشهر حيث قام بجمعالمعلومات اللازمة حول البعثة الإسرائيلية ،وكانت متوفرة في الصحافة الإسرائيلية ،والعالمية حيث أعلن عن خمسة عشر رياضيا إسرائيليا سوف يشاركون في الألعاب بالإضافةإلى الطاقم الفنية لذلك قدر أبو محمد العمري أعضاء البعثة بحوالي 35 شخصا،وبالتاليكان تقديره أن يتم تجهيز 12 مقاتلا" متمرسا على درجة عالية من التدريب بغرض تنفيذهذه العملية ، أما الأسلحة فستكون عبارة عن رشاشات أوتوماتيكية من نوعK47 مع أعدادوافرة من المخازن الإضافية والقنابل اليدوية وأسلحة بيضاء وأشرطة لاصقة للتعامل معالأسرى اليهود بعد احتجازهم ،أما بخصوص جمع المعلومات عن القرية الاوليمبية فكانلابد من الاستعانة بأشخاص من جنسيات مختلفة وعلى الأخص الإيطاليين ،والفرنسيين،والجماعات الأجنبية الأخرى المتعاونة أو المناصرة للثورة الفلسطينية لأن هؤلاءبطبيعة الحال لا يثيرون الشكوك أثناء تنقلاتهم فى القرية الاوليمبية بسبب ملامحهمالأوروبية. وبعد عرض التصور العام عن العملية على القائد أبو إياد وافق على الفوروأبلغه بالاستعداد لمرافقته إلى ايطاليا ، وبلغاريا لترتيب هذه العملية وبعض الأمورالاخري الخاصة بالتحرك السياسي لفتح على الساحات الأوربية . بتاريخ 15/تموز/72حملتهما الطائرة إلى روما وهناك تم الاتصال بفرق جمع المعلومات الأوروبية العاملةمع أيلول وتجميعهم في روما لتكليفهم بعملية جمع المعلومات غن القرية الاوليمبية فيميونخ ، وهناك أقترح أبو محمد على أبو إياد استدعاء صديقهما القديم ( أبو داوود )،وأحد أعضاء أيلول من بلغاريا وتكليفه هو الأخر بجمع المعلومات عن القريةالاوليمبية خاصة وانه موجود في بلغاريا بلا أي مهمة فلا بأس من أن تتقاطع معلوماتهمع معلومات المصادر الأخرى ..فوافق أبو إياد وتم استدعاء أبو داوود إلى روما وفىاللقاء الذي تم بين الثلاثة أجل أبو أياد إطلاع أبو داوود على مهمته في ميونخوأقتصر الأمر بأن أعطاه فخري العمري التعليمات بخصوص صفقة الأسلحة المنوي شرائها منالبلغار وخاصة الرشاشات المزودة بكاتم صوت وقائمة أخرى من الأسلحة يعود بها أبوداوود إلى بلغاريا لتسليمها إلى المسئولين البلغار على أن ينتظرهما هناك . بعد ذلكقام الشهيدان أبو إياد وأبو محمد بزيارة ( وائل زعيتر )-( استشهد فيما بعد على يدالموساد الاسرائيلى انتقاما" لعملية ميونخ ) وتم اللقاء بين المجموعات الأوروبيةلجمع المعلومات في منزله وتم تكليف كل منهم بمهامه . بتاريخ 25/تموز/72 وصل أبوإياد وفخري العمري إلى صوفيا واصطحبا أبو داوود لمقابلة المسئولين البلغار وأتمواصفقة الأسلحة وعادوا إلى الفندق وهناك أطلعا أبو داوود على مهمته التي تقتصر علىجمع مايمكن من معلومات عن الإجراءات الأمنية في القرية الأوليمبية وأماكن تواجدالبعثة الإسرائيلية ومداخل ومخارج القرية ونقاط المراقبة الأمنية ونقاط الضعف .......الخ على أن يعود فخري العمري لملاقاته بعد نحو أسبوعين في ميونخ .
بتاريخ 7/8/72 وصل فخري العمري إلى ميونخ مصطحبا" معه (يوسف نزال – شي جيفارا ) ،وهو منتلاميذ الشهيد القائد أبو علي إياد ، وشارك معه في معارك جرش ، وعجلون في الأردن ثمانتقل إلي قاعدة عسكرية قرب النبطية في لبنان ، والتحق للعمل مع أبو إياد في شباط 72 ، ثم تم فرزه للعمل مع أبو محمد العمري فقد كان مقاتلا متمرسا وعلي دراية كبيرةبفنون الحرب و القتال المختلفة لهذا تم ترشيحه لقيادة مجموعة الفدائيين التي ستهاجمميونخ وتحتجز الفريق الأولمبي الإسرائيلي ، فقد ارتأى أبو محمد إنه لابد من اصطحاب (شي ) معه ليعاين بنفسه مكان العملية والتشاور في كيفية الدخول إلي هناك وتنفيذالمهمة .
استقبلهما أبو داوود ، وبعد الراحة والتعارف انتقل ثلاثتهم لمعاينةالقرية بعد أن استمع أبو محمد لتقرير أبو داوود فوجدها غير كافية خاصة وأن الفريقالأوروبي أورد معلومات مهمة لابد من التأكد منها و مقاطعتها مع معلوماتنا الخاصة ..
عند المعاينة اكتشفوا أن السور الحديدي عاليا بدرجة قد لا تسمح بتسلقه دونإحداث صوتا قد يلفت الأنظار إليهم !! كما أن عدد الفدائيين كبيرا ، فكيف سيدخلونبأسلحتهم وعددهم هذا دون لفت النظر إليهم ؟!!
عادوا جميعا بعد ذلك إلي الفندقلمتابعة دراسة العملية علي أن يعودوا ليلا علهم يجدون مخرجا !!
توجهوا مساءالمعاينة القرية من الخارج واللف حول السياج الحديدي في محاولة منهم لإيجاد نقطة ضعففي السياج ،ولكن بلا جدوى !! إلي أن وجدوا الحل في أحد الفرق الرياضية ( الغيرمنضبطة ) تتسلق السياج الحديدي بملابسهم الرياضية ويحمل بعضهم البعض علي مرآي منالحراس الألمان !! بل الأكثر من ذلك إنهم كانوا يرجونهم على استحياء بضرورة التقيدبمواعيد القرية وعدم التأخير مرة أخري !!
لم يكن صعبا علي الثلاثة استحياء فكرةالدخول إلي القرية من هؤلاء الرياضيين المنفلتين !،وسيستلزم ذلك فقط شراء ملابسرياضية وشنت رياضية كبيرة لوضع الأسلحة فيها بدلا من المعدات الرياضية !
أمضيثلاثتهم بعد ذلك الأيام التالية في تحديد الفنادق التي سينزل الفدائيين فيها ( اثنين- اثنين ) ، وكذلك المطاعم والمقاهي التي سينتظرون فيها في الساعات التي ستسبقالعملية .
بتاريخ 12/8/72 غادر أبو محمد العمري ،ورفيقه ( شي ) إلي ليبيالموافاة بقية الفدائيين في معسكر التدريب هناك ، والذين تم اختيارهم بعناية شديدةمن معسكرات فتح في طرابلس ( شمال لبنان ) .
أما أبو داوود فقد غادر إلي لبنانلأن أبو إياد كان في حاجة إلي جواز سفره الأردني من أجل ( تزوير التأشيرة الألمانية ) لمجموعة أيلول الفدائية ،و قد قام بذلك ( أبو الوليد العراقي) الذي مكن كافةمناضلي فتح والثورة الفلسطينية من الدخول إلي دول العالم بجوازات وتأشيرات علي درجةعالية من الدقة والحرفية في التزوير ..
بتاريخ 17/8/72 عاد أبو داوود إلي ميونخفي انتظار الفدائيين القادمين من ليبيا والأسلحة التي سيتولى أبو إياد بنفسهإدخالها إلي ألمانيا .
إدخال الأسلحةبتاريخ 24/8/72 وصل أبو إياد إلي مطارفرانكفورت برفقة ثري فلسطيني ورجل أعمال معروف بدعمه للثورة الفلسطينية هو ( عليأبو لبن ) وكذلك امرأة اسمها ( جولييت ) لعبت دور زوجة أبو إياد بينما كان أبوداوود في الخارج يراقبهم من بعيد واستمر في مراقبتهم بعد الخروج من المطار ،ووصولهم إلي الفندق للتأكد أنهم ليسومراقبين ،وقد شاهد بعينيه أبو إياد يفتحالحقائب بعد أن أصر رجال الجمارك علي ذلك ، وكيف أنه نثر أمامهم ملابس داخليةنسائية أدت إلي أن أخجلهم جميعا ثم جاملهم ، وانصرف بثقة , و هدوء إلي خارج المطارباتجاه الفندق ، بينما لحق بهم أبو داوود بعد نحو ساعة بعد أن تأكد من عدم وجودمراقبة .
وفي الفندق استلم أبو داوود الأسلحة وهى عبارة عن ( ستة كلا شينات + أثنين رشاش كارلوستاف وعدد كافي من المخازن ) أما بخصوص القنابل اليدوية فإن( عليأبو لبن) سوف يحضرهما في الرحلة التالية بعد يومين ، وبناءا علي ذلك فهم أبو داوودأن عدد الفدائيين هو (ثمانية ) وليس (عشرة )كما اتفق مع أبو محمد !!
ولما استفسرعن السبب أخبره أبو إياد أن هناك مشكلة حدثت أثناء التدريب في ليبيا حيث أصيب اثنانمن المغاوير بكسور لن تمكنهما من المشاركة في العملية بسبب البرنامج القاسي الذيوضعه أبو محمد في التدريب ، كما أنه ليس هناك وقت لتجهيز غيرهما ، وطلب منه أبوإياد الإسراع في نقل الأسلحة من فرنكفورت إلي ميونخ مع علي أبو لبن ووضعها في محطةالقطارات المركزية في خزائن الأمانات ...في انتظار وصول القنابل بعد يومين ،وبالفعلتم ذلك حيث طار بعدها( أبو لبن ) وعاد بتاريخ 26/8 / 72 ( يوم افتتاح دورة ميونخللألعاب الأولمبية ) محملا بالقنابل ،وتم تخزينها في نفس المكان السابق الإشارةإليه .
وصول الفدائيين:
بتاريخ 28/8/72 وصل (شي) المسئول العسكري ومعه ( محمدمصالحة ) المسئول السياسي للعملية من حيث عرض المطالب علي الألمان والتفاوض معهموهو شخص مثقف جدا وتم اختياره بعناية وهو ينتمي إلى مدينه حيفا ويحمل شهادة عاليةفي الجيولوجيا بالإضافة إلي إجادته للغة الألمانية وكان وضعه يؤهله لقيادة الجانبالسياسي من العملية شأنه في ذلك شأن رفيقه (شي ) ، حيث استقبلهم أبو داوودواستطاعوا جميعا القيام بمعاينة أخيرة خاصة وأن الفريق الأوربي استطاع تحديد مكانالبعثة الإسرائيلية في المبني (31 ) وهو مؤلف من طابقين يحتويان علي (6 ) شقق يبيتفي كل شقة اثنان من الرياضيين الإسرائيليين ،وهي المعلومات التي زودهما بها أبومحمد العمري قبل مغادرتهما إلي ميونخ ، وبالتقاطع مع المعلومات الاخري التي حصلعليها أبو داوود بمساعدة امرأة فلسطينية تدعي ( سهام ) لم يتبقي إلا وصول بقيةالفدائيين الستة من ليبيا ،وفي مساء الخميس 31/8/72 اتصل أبو داوود مع الشهيد عاطفبسيسو في بيروت حسب تعليمات أبو إياد وطلب منه أن يبلغ أبو محمد العمري بأن كل شيءأصبح جاهزا ,وإنهم في انتظارهم .
بتاريخ 3/9/72 وصل أبو محمد العمري والشبابالآخرين إلي ميونخ كل منهم في رحلة مختلفة ، وتم إنزال كل ثلاثة منهم في فندق مختلفأما أبو محمد فقد نزل في نفس فندق أبوداوود (أدن وولف ) ، وفي صباح 4/9 تم الاتصالبمصالحة وشي لموافاتهما بالفندق ، ومن ثم إحضار الأسلحة من المحطة المركزية إليالفندق وقاموا بتجهيز الأسلحة في الحقائب بالإضافة إلي بعض المعلبات الغذائيةوقام أبو محمد بإعادة التفاصيل مرة أخري والتقيد بمهام كل منهما في الجانبالسياسي والعسكري وعدم تدخل أي منهما في صلاحيات الآخر كما شدد علي تعليمات أبوإياد بالتمسك بالمطالب الواردة في البيان الذي سوف يعلن بتوقيع ( منظمة أيلولالأسود الدولية) ،وفي حالة أي طارئ أو عرض غير وارد في المخطط من جانب الألمان قامأبو محمد بإعطاء ( مصالحة) رقم هاتف عليه أن يتصل به في حالة الضرورة القصوى ،وعليهأن يقول( أنا من مينشن ،وبدي طلال !!) ، وقام بتسليمهما الحقائب الخاصة بالفدائيينالآخرين كل في فندقه علي أن يعودوا جميعا في التاسعة مساء في المطعم الخاص يبقيمفتوحا حتى الصباح ) بمحطة القطارات المركزية ، بعد أن يدفعوا لإيجار الغرف ،ومحوأي أثر يدل عليهم !! ، وفي الموعد المحدد حضر الفدائيين جميعا وهناك أطلع أبو محمدالعمري الفدائيين الستة بالعملية وأكد عليهم الالتزام بتعليمات (شي) ،كما أكد عليمصالحة تعليمات أبو إياد بخصوص المطالب الفلسطينية بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، كذلك الظهور بأننا لسنا مجرمين ،وإنما طلاب حرية ، عدم إراقة الدماء إلا في حالةالدفاع عن النفس ، وكذلك المعاملة الطيبة للأسري طالما التزموا الهدوء .. وقامبتوديعهم جميعا للالتحاق بطائرته إلي تونس حيث يبقي هناك لاستقبال أي طارئ منمصالحة وتحديدا إلي منزل صديقه السفير الأردني السابق ( فرحان الشبيلات) وهو ما لميكن يعرفه مصالحة ولا أبو داوود ، حيث أن هذا الرجل كان له ابن يدعي ( طلال ) ،وكانيقيم في تونس بعد إقالته بسبب تعطفه مع الثورة الفلسطينية ، ولم يكن يعلم شيئا عنتدبير صديقه أبو محمد العمري لعملية ميونخ ،ولاعن انتحاله لأسم أبنه (كأسم حركي له) أما الشباب فقد تركهم في عهدة أبو داوود لإيصالهم إلي القرية ،ومن ثم مغادرةالأراضي الألمانية فورا.
في تمام الساعة الثانية والنصف غادر الجميع المطعم بعدأن قام أبو داوود بجمع جوازات السفر من الفدائيين ،وأي شيء يدل علي الجهة التي أتوامنها ثم صعدوا التاكسيات باتجاه النقطة المحددة عند السياج الحديدي والذي يبعدخمسون مترا فقط عن مقر البعثة الإسرائيلية بعد تجاوزه !وتم إدخال الفريق كما هومتفق بمعاونة فريق أمريكي كان عائدا هو الأخر متأخرا، وقاموا بنقل الحقائب المليئةبالأسلحة دون علم منهم أنهم يساعدون الفدائيين في إيصال مشروعهم إلي غايته !!
فاجأ الفدائيون البعثة أثناء نومهم وحاول أحد المصارعين اليهود عرقلةالفدائيين وتخليص سلاح أحدهم ,وهو( موشيه واينبرغ ) فما كان من المقاتلين إلا أنأردوه قتيلا دفاعا عن النفس كما في التعليمات فلم يكن في مخططهم أبدا قتل أحد،وإنما أخراج زملائهم الأسري من السجون الإسرائيلية حسب البيان الذي سلموه للسلطاتالألمانية ، وعند الظهر تقريبا قام مدير مكتب الجامعة العربية ( محمد الخطيب) بنقلعرض ألماني إلي الفدائيين ينص علي مبادلة الرهائن الإسرائيليين بمتطوعين ألمانيقتادهم الفدائيين إلي دولة عربية ، وبعد شهرين أو ثلاثة أشهر تقوم إسرائيل بإطلاقسراح خمسين أسيرا سرا بعد أن تتولي عدة دول عظمى ضمان احترام الدولة الإسرائيليةلتعهداتها ،وقرر مصالحة وهو المناضل المنضبط مشاورة أبو محمد العمري (طلال) علي رقمالهاتف في تونس ، ولسوء حظ الجميع لم يصل أبو محمد في موعده فقد احتجزته السلطاتالتونسية بدعوي عدم حصوله علي تأشيرة مسبقة،وهو ما لم يكن معمولا به في دخول قيادةفتح إلي تونس والي أن انتهت المشكلة ووصول أبو محمد إلي منزل صديقه( شبيلات) متأخراجدا كان مصالحة قد استنفذ محاولاته في الاتصال به خاصة بعد الالتباس الذي وقع بينمصالحة وابن السفير الأردني (طلال) الذي يجهل تماما كامل الشيفرة المتفق عليهاكوسيلة تشاور !!
لم يكن أمام مصالحة إلا رفض العرض حيث توجه مصالحة عند الرابعةوالنصف إلي مفاوضيه الألمان ( وزير داخلية بفار يا -
[ برونو مارك]،و شيربنغينشر- مسئول أمني ) طالبا ثلاثة مروحيات لتلهم إلي مطار ( فورشتنفيلد بروك - العسكري ) والمغادرة علي متن طائرة إلي القاهرة .
وافق الألمان علي العرض بعدمشاورة (تسفي زمير- رئيس الموساد ) ، في الخطة التي وضعوها للقضاء علي الفدائيينوتحرير الرهائن في المطار ! ،وعند وصول الفدائيين للمطار أطلق قناصة ألمان النارعلي شي ومصالحة أثناء عودتهما من فحص الطائرة التي ستقلهما إلي القاهرة حيث استشهداعلي الفور بينما بادر الفدائيين الآخرين (الستة) حيث تواجد كل اثنين في مروحية معثلاث رهائن وانتهت المعركة باستشهاد ثلاثة فدائيين ،ونجاة ثلاثة آخرين ، وقتل جميعالرهائن علي الفور !!
يبقي القول أن النهاية المأساوية لهذه العملية لم تمنع منبلوغ الأهداف إلي غايتها فقد اطلع الرأي العام العالمي علي المأساة الفلسطينية بفضلالزخم الإعلامي للألعاب الأوليمبية كما فرض الشعب الفلسطيني حضوره علي هذا التجمعالدولي الذي كان يسعى لاستبعاده .