مرحبا شبااااب
حبيت نزل هالموضوع لكل من يشرب مادة الحشيش و يشوف شو عم يعمل
نظرا لشيوع مادة الحشيش بسوريا و كثرة الاقبال عليها من بعض الشباب
اتمنى لكم كل صحة و عافية
اعتبر سوء استعمال القنب من المشاكل الشائعة في مجال الإدمان بل هي الأكثر شيوعا على الإطلاق. ولا يخلو استعماله من استعمال مواد أخرى ضارة وبالذات النيكوتين والخمور ومواد أخرى. ما يزيد من مشاكل الحشيش هو الاعتقاد السائد بأنه مادة لا تسبب الإدمان(الاعتمادية) وهذا خطأ شائع وأحيانا يلجأ المدمون لهذا الاعتقاد تخفيفا لما يشعرون به من الذنب أو الوصم بأنهم مدمنون. سهولة الحصول على الحشيش والتدني النسبي في قيمته يقلل من نظرة المدمنين له على أنه مادة خطرة وكذلك طريقة تناوله ليست بتلك الصورة المهيبة التي ينظر بها الناس لمادة الهيروين أو الكوكايين.
حاله حال العقاقير الأخرى التي تدخل الجسم, فإن تأثيره يختلف من شخص لآخر ولا يعني أن البعض تأثرهم طفيف وقابليتهم الادمانية عليه قليلة أنه سيؤثر بنفس الطريقة مع كل الأشخاص.
ما ينبغي الإحاطة به أن الحشيش يعتبر بوابة جهنم التي يفتحها من يستعمله إذ أنه يعتبر من المؤشرات الأولية على قابلية الشخص للإدمان على الكوكايين وغيره من المواد الأخطر من الحشيش نفسه. يطلق عليه باللغة الانجليزية (The Gateway Drug). حصلت تطورات مؤخرا في كيفية زيادة نسبة المواد المخدرة الفعالة في الحشيش( دلتا – 9 – تيترا هيدركانابينول) إذ كان تركيز هذه المادة في السيجارة الواحدة ما يساوي 10 ملغم وذلك في الستينات والسبعينات من القرن الماضي أما الآن فإن هذه النسبة أكثر بكثير. كما أن استعمال الزيوت المستخلصة من أوراق الحشيش زادت من تركيز هذه المادة الفعالة وبالتالي من تأثير الحشيش الفسيولوجي(السمية).
له الكثير من الأسماء اعتمادا على الشكل وتركيز المادة الفعالة فيه: فيسمى الماريجوانا(Marijuana) إذا كان تركيز المادة الفعالة 0.5 إلى 5% حيث يشتق من أوراق النبتة ومن أوراق الزهور المجففة. ويسمى الحشيش(Hashish) إذا كان تركيز المادة الفعالة من 2 إلى 20% حيث يؤخذ من صمغ النبتة المجفف ومن زهور النبتة. عموما سنطلق عليه هنا اسم الحشيش. الحشيش له الكثير من خصائص الإدمان(الاعتمادية الجسدية والنفسية) من أعراض التسمم والأعراض الانسحابية حاله حال المواد المحظورة الأخرى ولا يختلف إلا في أن هذه الآثار مؤجلة وطويلة الأمد نسبيا.
الاستخدام الطبي لمادة الحشيش:
بعد استخدامه لقرون عديدة كدواء عشبي للعديد من الأمراض, توقف استخدامه الطبي حاليا أو يكاد نظرا لوجود مشاكل التعود عليه وسوء الاستعمال. كانت مادة القنب تستخدم سابقا لعلاج القلق, الاكتئاب, مشاكل الجهاز الهضمي, الغثيان الذي تسببه أدوية السرطان, بعض أعراض تصلب الدماغ المتعدد, والايدز وارتفاع ضغط العين(الجلوكوما). يستعمل أحد مشتقاته(درونابينول Dronabinol) في علاج بعض الأمراض وذلك أن هذه المادة لها مفعول أضعف في قدرتها الادمانية.
مصدر المادة:
عرف القنب في الصين وآسيا الوسطى من أكثر من 4 آلاف سنة. والنبتة (الأنثى) التي يستخرج منها تسمى كانابس ساتيفا ( Cannabis Sativa) وكل أجزاء هذه النبتة تحوي المادة الفعالة وهي ( دلتا – 9 – تيتراهيدروكانابينول Delta – 9 - Hydrocannabinol) ولكن أقوى هذه الأجزاء تركيزا لهذه المادة هي من زهرة النبتة(في قمتها) أو من إفرازات (عصارة) الأوراق البنية الداكنة المجففة. تقطع أوراق النبتة وتجفف وتفرم ثم تلف في رقائق ورقية ليسهل استعمالها كسجائر أو تدخينها من خلال الشيشة. تخلط مادة الحشيش مع السجائر العادية أيضا كسلوك معتاد لدى المدمنين. لا تعد هذه الطرق ضرورية لحصول السمية بالحشيش فمجرد شم الدخان الصادر من سجائر الآخرين أو مشاركتهم المكان الذي يدخنون فيه قد يؤدي إلى نفس النتائج فالحشيش يمتص سريعا عن طريق الرئتين.
أرقام واحصائيات:
غالبا ما يبدأ استخدام الحشيش في الأعمار من 18 إلى 22 سنة. ونسبة القابلية لسوء استعمال وإدمان الحشيش حوالي 5%. تبلغ نسبة الذكور إلى الإناث حوالي الضعف وتتأثر النسبة بالنسبة للإثنية(العرقية) من عمر لآخر ولكنها تتساوى بعد سن الثلاثين. يداوم حوالي 10% من مستخدمي الحشيش على الاستخدام اليومي وحوالي 20 إلى 30% على الاستخدام الأسبوعي. والاستخدام اليومي يحمل خطورة أكبر ليس لإدمان الحشيش وحده بل والمواد الأخرى كالخمر, الكوكايين, المهلوسات......إلخ.
تأثير الحشيش على الدماغ:
تحوي نبتة الحشيش أكثر من 400 مادة كيميائية ترتبط منها حوالي 50 إلى 60 بمادة الــ(دلتا – 9 – تيتراهيدروكانابينول) التي تتحول مباشرة بعد امتصاصها إلى مادة فعالة أخرى هي ( 11 – هايدروكسي – دلتا 9 – تيتراهايدروكانابينول) والتي تلتحم بمستقبلات خاصة بمادة الحشيش تنتشر في الدماغ ولكنها تتركز في مناطق معينة مثل (العقد القاعدية Basal Ganglia) و(الهيبوكامباس Hippocampus) و ( المخيخ Cerebellum) وتوجد هذه المستقبلات بتركيز أقل في (قشرة الدماغ Cerebral Cortex). لا توجد مستقبلات كيميائية للحشيش في جذع الدماغ وهذا ما يفسر قلة تأثير الحشيش التثبيطي على وظائف القلب والجهاز التنفسي ولكن هذا لا يعني انعدام التأثير تماما فوجود مرض سابق في الرئتين أو القلب أو ارتفاع ضغط الدم قد يزداد سوءا مع استخدام مادة الحشيش. كما أن الحشيش مرتبط ارتباطا وثيقا مع الكثير من المضاعفات على الجهاز التنفسي بالذات. تؤثر المواد الفعالة في القنب على مستقبلات المواد المخدرة الأخرى مما يجعل لها نفس الخصائص التي للمخدرات الأخرى عكس ما يشاع من أن الحشيش له مفعول أخف. وبالرغم مما يثار من أن الحشيش لا يؤثر على مراكز الرغبة أو اللذة في الدماغ (المنطقة الغشائية البطنية Ventral Tegmental Area), وكذلك البطء في ظهور علامات التعود عليه والحاجة لكميات كبيرة منه إلا إنه يظهر تحمل الجسم للحشيش(قلة التأثر به) أو (Tolerance) وهذا ما يدل على وجود القابلية لإدمان الحشيش على الأقل على المستوى النفسي. كما أنه قد تم تصنيف أعراض انسحابية والإدمان في النسخة الرابعة من التصنيف التشخيصي الإحصائي للأمراض النفسية.
التأثير الفسيولوجي والأعراض:
عندما يدخن الحشيش فإن تأثيره يظهر مباشرة خلال دقائق ويصل للذروة خلال 30 دقيقة ويستمر من ساعتين إلى أربع ساعات حيث يشعر المستخدم بالنشوة والبهجة والاسترخاء والإحساس بالأشياء من حوله بمزيد من الرغبة واللذة كالاستمتاع بالطعام وسماع الموسيقى وإطلاق النكت والضحك. وتكون هذه التأثيرات مؤقتة ولكن التأثيرات الغير مرغوبة تستمر لفترات طويلة. فقد يستمر تأثيره على قوة الإدراك والقدرات الحركية لمدة تصل إلى 12 ساعة متواصلة. البعض يتناول الحشيش عن طريق مضغه بعد وضعه في الطعام ولكن يحتاج المدمن لكمية أكبر من الكمية المدخنة للحصول على المفعول المطلوب.
أكثر أعراض سمية الحشيش شيوعا هي توسع الأوعية الدموية في ملتحمة العينين مما يؤدي إلى ظهورها باللون الأحمر وكذلك زيادة طفيفة في عدد ضربات القلب. عند تناول جرعات كبيرة يعاني المدمن من انخفاض الضغط الانتصابي وزيادة الشهية للطعام وجفاف الفم. يؤدي تدخين الحشيش للكثير من المشاكل في الذاكرة وبالذات الذاكرة القريبة فيجد من يعتمد عمله على الذاكرة كالطلاب مثلا مشاكل جمة من الصعب التغلب عليها حال إدمانهم على الحشيش. يترافق تدخين الحشيش مع خطورة التدخين بحد ذاته من الإصابة بسرطان الرئة والانسداد المزمن لمجرى التنفس وانتفاخ الرئتين. مما يزيد من هذه الخطورة أن مدمن الحشيش يحرص كثيرا على تدخين السيجارة حتى نهايتها تماما(تسمى "الصراصير" لوجود الشبه الكبير) وهذا ما يشكل خطورة استنشاق مواد سامة إضافية وأكثر مما في تدخين السجائر العادية دون حشيش.
العناصر الأساسية في تشخيص سمية الحشيش:
1) ظهور تصرفات وتغيرات نفسية أثناء أو مباشرة بعد استخدام الحشيش كالابتهاج الزائد, اختلال الوظائف الحركية, القلق, الإحساس ببطء مرور الوقت, سوء الحكم على الأمور.
2) اثنين أو أكثر من العناصر التالية تظهر خلال ساعتين من استعمال الحشيش: a. احمرار العينين.
b. زيادة الشهية للطعام.
c. جفاف الفم.
d. زيادة ضربات القلب
الأمراض النفسية التي يسببها الحشيش والمصاحبة له
التسمم بالحشيش:
يعمل الحشيش أثناء وجوده في الجسم على زيادة وعي المريض بما حوله من مؤثرات خارجية ويكون اقدر على ملاحظات أدق التفاصيل والألوان من حوله أكثر وضوحا وإشراقا كما أن إحساسه بمرور الوقت يكون بطيئا. لا تعني هذه الأمور أن الحشيش يفيد في تحسين إدراك المريض لما حوله ويحسن ذاكرته فهذه التغيرات مؤقتة وغير طبيعية وغير منتجة أيضا أي أن المريض لا يستفيد منها. فقدرته القوية على الإحساس بالتفاصيل من حوله تثير قلقه وتوتره كثيرا وتجعل تفكيره مشتتا. التسمم بالحشيش (خصوصا بجرعات عالية) يسبب أيضا حالة من عدم الإحساس بالذات بشكل كبير قد تصل إلى أن المريض لا يعرف نفسه(تبدد الإحساس بالذات Depersonalization) أو ما حوله(تبدد الإحساس بالواقع Derealization). يستمر اختلال المهارات الحركية لمدة قد تصل إلى 12 ساعة أي بعد زوال التأثير المبهج للحشيش وهذا ما يؤثر على قدرة المدمن على القيادة أو تشغيل الآلات وبالذات الخطرة التي تحتاج للتركيز وهذا ما يضعه في خطورة شديدة كالحوادث المميتة. مخاطر سمية الحشيش تزداد كثيرا إذا تم تناول الحشيش مترافقا مع الخمر وهذا ما يحصل عادة.
الهذيان:
حتى الجرعات المتوسطة من الحشيش قد تؤدي للهذيان الذي يتميز بفقد القدرات الإدراكية والانتباه والتركيز والذاكرة والقدرة على أداء المهام. كما أن الحشيش يبطئ من قدرة المدمن على التفاعل مع الأحداث من حوله فمثلا قد يتأخر في استخدام فرامل سيارته حال وجود خطر يحب تفاديه أمامه. الجرعات الكبيرة تؤدي إلى اختلال درجة الوعي لدى المدمن.
الذهان(الجنون):
رغم أن حصول الذهان بصورته الكاملة مع استعمال الحشيش نادر نسبيا, إلا أن المدمن يعاني من وقت لآخر من أعراض زورانية تتميز بالشك في الآخرين وأوهام غير طبيعية وهلاوس قد تنتج عنها أفعال إجرامية أو عنيفة على أقل تقدير. تزداد خطورة الإصابة بالذهان كلما زادت الكمية أو تركيز المادة الفعالة في سجائر الحشيش. ينبغي التنويه هنا إلى أن ندرة الذهان مع استعمال الحشيش تعني في الأشخاص الغير مصابين سابقا بالذهان وليس لديهم الاستعداد الوراثي للذهان أما في الأشخاص الذهانيين (الفصاميين مثلا), فإن الانتكاسات تكون أكثر بكثير مع استعمالهم للحشيش.
القلق:
القلق شائع مع استعمال الحشيش وغالبا ما ينتج عن أوهام المريض وشكوكه وبالذات في الأشخاص المبتدئين في استعمال الحشيش. يصاب المريض بنوبات هلع حادة وتزداد الأعراض شدة مع الزيادة في الكمية المستعملة من الحشيش
مضاعفات استخدام الحشيش:
مع الاستعمال المزمن للحشيش, تظهر الكثير من المضاعفات الجسمانية والنفسية. هذه المضاعفات تضاف للتأثيرات العامة للمخدرات ككل مثل التدهور الاجتماعي والدراسي والوظيفي والعائلي والمشاكل القانونية المصاحبة.....إلخ:
1) ضمور قشرة الدماغ.
2) الصرع.
3) نقص وزن أو تشوه الأجنة: الحشيش يمر عبر حاجز المشيمة أثناء الحمل إلى الجنين ويؤدي للكثير من المضاعفات للجنين قبل وبعد الولادة. الحشيش أيضا يفرز بغزارة في حليب الأم وهذا مما يفاقم مشكلة الطفل الرضيع الذي يولد لأم تسيء استعمال أو مدمنة للحشيش.
4) اعتلال الجهاز المناعي: وعلى المدى البعيد قد يكون ذلك من العوامل المؤدية للسرطان. لذلك فمن أكثر الناس تعرضا للسرطان مع استعمال الحشيش هم المرضى المصابون بمرض نقص المناعة المكتسبة(الايدز).
5) اختلال نسبة هرمون التستيستيرون.
6) اختلال في الدورة الشهرية لدى النساء.
علاج سوء استخدام وادمان الحشيش:
لا يختلف علاج سوء استخدام وإدمان الحشيش عن المواد المحظورة الأخرى, إذ يعتمد العلاج على إيقاف الاستخدام والدعم النفسي للمريض. يتحقق التوقف عن استخدام الحشيش بوسائل منها التنويم في المصحات المختصة أو حتى من خلال ملاحظة دقيقة أثناء العلاج في العيادة الخارجية كالمواعيد المتكررة مع إجراء الفحوص المخبرية التي تظهر وجود مادة الحشيش في الجسم من عدمه. الدعم النفسي يتحقق بالعلاج النفسي الفردي أو الجماعي والعلاج العائلي أيضا. من أهم ركائز العلاج هو التثقيف الطبي, فمن لا يدرك ماهية وخطورة المشكلة فلن يسعى للعلاج منها. ولذلك ينبغي الاستمرار في تثقيف المريض وعائلته (إن أمكن) في جميع مراحل العلاج ويجب ألا يتوقف التثقيف عند التوقف عن استخدام الحشيش. قد يحتاج بعض المدمنين للأدوية النفسية لعلاج الأعراض الانسحابية أو الأمراض المصاحبة كالقلق والاكتئاب.
حبيت نزل هالموضوع لكل من يشرب مادة الحشيش و يشوف شو عم يعمل
نظرا لشيوع مادة الحشيش بسوريا و كثرة الاقبال عليها من بعض الشباب
اتمنى لكم كل صحة و عافية
اعتبر سوء استعمال القنب من المشاكل الشائعة في مجال الإدمان بل هي الأكثر شيوعا على الإطلاق. ولا يخلو استعماله من استعمال مواد أخرى ضارة وبالذات النيكوتين والخمور ومواد أخرى. ما يزيد من مشاكل الحشيش هو الاعتقاد السائد بأنه مادة لا تسبب الإدمان(الاعتمادية) وهذا خطأ شائع وأحيانا يلجأ المدمون لهذا الاعتقاد تخفيفا لما يشعرون به من الذنب أو الوصم بأنهم مدمنون. سهولة الحصول على الحشيش والتدني النسبي في قيمته يقلل من نظرة المدمنين له على أنه مادة خطرة وكذلك طريقة تناوله ليست بتلك الصورة المهيبة التي ينظر بها الناس لمادة الهيروين أو الكوكايين.
حاله حال العقاقير الأخرى التي تدخل الجسم, فإن تأثيره يختلف من شخص لآخر ولا يعني أن البعض تأثرهم طفيف وقابليتهم الادمانية عليه قليلة أنه سيؤثر بنفس الطريقة مع كل الأشخاص.
ما ينبغي الإحاطة به أن الحشيش يعتبر بوابة جهنم التي يفتحها من يستعمله إذ أنه يعتبر من المؤشرات الأولية على قابلية الشخص للإدمان على الكوكايين وغيره من المواد الأخطر من الحشيش نفسه. يطلق عليه باللغة الانجليزية (The Gateway Drug). حصلت تطورات مؤخرا في كيفية زيادة نسبة المواد المخدرة الفعالة في الحشيش( دلتا – 9 – تيترا هيدركانابينول) إذ كان تركيز هذه المادة في السيجارة الواحدة ما يساوي 10 ملغم وذلك في الستينات والسبعينات من القرن الماضي أما الآن فإن هذه النسبة أكثر بكثير. كما أن استعمال الزيوت المستخلصة من أوراق الحشيش زادت من تركيز هذه المادة الفعالة وبالتالي من تأثير الحشيش الفسيولوجي(السمية).
له الكثير من الأسماء اعتمادا على الشكل وتركيز المادة الفعالة فيه: فيسمى الماريجوانا(Marijuana) إذا كان تركيز المادة الفعالة 0.5 إلى 5% حيث يشتق من أوراق النبتة ومن أوراق الزهور المجففة. ويسمى الحشيش(Hashish) إذا كان تركيز المادة الفعالة من 2 إلى 20% حيث يؤخذ من صمغ النبتة المجفف ومن زهور النبتة. عموما سنطلق عليه هنا اسم الحشيش. الحشيش له الكثير من خصائص الإدمان(الاعتمادية الجسدية والنفسية) من أعراض التسمم والأعراض الانسحابية حاله حال المواد المحظورة الأخرى ولا يختلف إلا في أن هذه الآثار مؤجلة وطويلة الأمد نسبيا.
الاستخدام الطبي لمادة الحشيش:
بعد استخدامه لقرون عديدة كدواء عشبي للعديد من الأمراض, توقف استخدامه الطبي حاليا أو يكاد نظرا لوجود مشاكل التعود عليه وسوء الاستعمال. كانت مادة القنب تستخدم سابقا لعلاج القلق, الاكتئاب, مشاكل الجهاز الهضمي, الغثيان الذي تسببه أدوية السرطان, بعض أعراض تصلب الدماغ المتعدد, والايدز وارتفاع ضغط العين(الجلوكوما). يستعمل أحد مشتقاته(درونابينول Dronabinol) في علاج بعض الأمراض وذلك أن هذه المادة لها مفعول أضعف في قدرتها الادمانية.
مصدر المادة:
عرف القنب في الصين وآسيا الوسطى من أكثر من 4 آلاف سنة. والنبتة (الأنثى) التي يستخرج منها تسمى كانابس ساتيفا ( Cannabis Sativa) وكل أجزاء هذه النبتة تحوي المادة الفعالة وهي ( دلتا – 9 – تيتراهيدروكانابينول Delta – 9 - Hydrocannabinol) ولكن أقوى هذه الأجزاء تركيزا لهذه المادة هي من زهرة النبتة(في قمتها) أو من إفرازات (عصارة) الأوراق البنية الداكنة المجففة. تقطع أوراق النبتة وتجفف وتفرم ثم تلف في رقائق ورقية ليسهل استعمالها كسجائر أو تدخينها من خلال الشيشة. تخلط مادة الحشيش مع السجائر العادية أيضا كسلوك معتاد لدى المدمنين. لا تعد هذه الطرق ضرورية لحصول السمية بالحشيش فمجرد شم الدخان الصادر من سجائر الآخرين أو مشاركتهم المكان الذي يدخنون فيه قد يؤدي إلى نفس النتائج فالحشيش يمتص سريعا عن طريق الرئتين.
أرقام واحصائيات:
غالبا ما يبدأ استخدام الحشيش في الأعمار من 18 إلى 22 سنة. ونسبة القابلية لسوء استعمال وإدمان الحشيش حوالي 5%. تبلغ نسبة الذكور إلى الإناث حوالي الضعف وتتأثر النسبة بالنسبة للإثنية(العرقية) من عمر لآخر ولكنها تتساوى بعد سن الثلاثين. يداوم حوالي 10% من مستخدمي الحشيش على الاستخدام اليومي وحوالي 20 إلى 30% على الاستخدام الأسبوعي. والاستخدام اليومي يحمل خطورة أكبر ليس لإدمان الحشيش وحده بل والمواد الأخرى كالخمر, الكوكايين, المهلوسات......إلخ.
تأثير الحشيش على الدماغ:
تحوي نبتة الحشيش أكثر من 400 مادة كيميائية ترتبط منها حوالي 50 إلى 60 بمادة الــ(دلتا – 9 – تيتراهيدروكانابينول) التي تتحول مباشرة بعد امتصاصها إلى مادة فعالة أخرى هي ( 11 – هايدروكسي – دلتا 9 – تيتراهايدروكانابينول) والتي تلتحم بمستقبلات خاصة بمادة الحشيش تنتشر في الدماغ ولكنها تتركز في مناطق معينة مثل (العقد القاعدية Basal Ganglia) و(الهيبوكامباس Hippocampus) و ( المخيخ Cerebellum) وتوجد هذه المستقبلات بتركيز أقل في (قشرة الدماغ Cerebral Cortex). لا توجد مستقبلات كيميائية للحشيش في جذع الدماغ وهذا ما يفسر قلة تأثير الحشيش التثبيطي على وظائف القلب والجهاز التنفسي ولكن هذا لا يعني انعدام التأثير تماما فوجود مرض سابق في الرئتين أو القلب أو ارتفاع ضغط الدم قد يزداد سوءا مع استخدام مادة الحشيش. كما أن الحشيش مرتبط ارتباطا وثيقا مع الكثير من المضاعفات على الجهاز التنفسي بالذات. تؤثر المواد الفعالة في القنب على مستقبلات المواد المخدرة الأخرى مما يجعل لها نفس الخصائص التي للمخدرات الأخرى عكس ما يشاع من أن الحشيش له مفعول أخف. وبالرغم مما يثار من أن الحشيش لا يؤثر على مراكز الرغبة أو اللذة في الدماغ (المنطقة الغشائية البطنية Ventral Tegmental Area), وكذلك البطء في ظهور علامات التعود عليه والحاجة لكميات كبيرة منه إلا إنه يظهر تحمل الجسم للحشيش(قلة التأثر به) أو (Tolerance) وهذا ما يدل على وجود القابلية لإدمان الحشيش على الأقل على المستوى النفسي. كما أنه قد تم تصنيف أعراض انسحابية والإدمان في النسخة الرابعة من التصنيف التشخيصي الإحصائي للأمراض النفسية.
التأثير الفسيولوجي والأعراض:
عندما يدخن الحشيش فإن تأثيره يظهر مباشرة خلال دقائق ويصل للذروة خلال 30 دقيقة ويستمر من ساعتين إلى أربع ساعات حيث يشعر المستخدم بالنشوة والبهجة والاسترخاء والإحساس بالأشياء من حوله بمزيد من الرغبة واللذة كالاستمتاع بالطعام وسماع الموسيقى وإطلاق النكت والضحك. وتكون هذه التأثيرات مؤقتة ولكن التأثيرات الغير مرغوبة تستمر لفترات طويلة. فقد يستمر تأثيره على قوة الإدراك والقدرات الحركية لمدة تصل إلى 12 ساعة متواصلة. البعض يتناول الحشيش عن طريق مضغه بعد وضعه في الطعام ولكن يحتاج المدمن لكمية أكبر من الكمية المدخنة للحصول على المفعول المطلوب.
أكثر أعراض سمية الحشيش شيوعا هي توسع الأوعية الدموية في ملتحمة العينين مما يؤدي إلى ظهورها باللون الأحمر وكذلك زيادة طفيفة في عدد ضربات القلب. عند تناول جرعات كبيرة يعاني المدمن من انخفاض الضغط الانتصابي وزيادة الشهية للطعام وجفاف الفم. يؤدي تدخين الحشيش للكثير من المشاكل في الذاكرة وبالذات الذاكرة القريبة فيجد من يعتمد عمله على الذاكرة كالطلاب مثلا مشاكل جمة من الصعب التغلب عليها حال إدمانهم على الحشيش. يترافق تدخين الحشيش مع خطورة التدخين بحد ذاته من الإصابة بسرطان الرئة والانسداد المزمن لمجرى التنفس وانتفاخ الرئتين. مما يزيد من هذه الخطورة أن مدمن الحشيش يحرص كثيرا على تدخين السيجارة حتى نهايتها تماما(تسمى "الصراصير" لوجود الشبه الكبير) وهذا ما يشكل خطورة استنشاق مواد سامة إضافية وأكثر مما في تدخين السجائر العادية دون حشيش.
العناصر الأساسية في تشخيص سمية الحشيش:
1) ظهور تصرفات وتغيرات نفسية أثناء أو مباشرة بعد استخدام الحشيش كالابتهاج الزائد, اختلال الوظائف الحركية, القلق, الإحساس ببطء مرور الوقت, سوء الحكم على الأمور.
2) اثنين أو أكثر من العناصر التالية تظهر خلال ساعتين من استعمال الحشيش: a. احمرار العينين.
b. زيادة الشهية للطعام.
c. جفاف الفم.
d. زيادة ضربات القلب
الأمراض النفسية التي يسببها الحشيش والمصاحبة له
التسمم بالحشيش:
يعمل الحشيش أثناء وجوده في الجسم على زيادة وعي المريض بما حوله من مؤثرات خارجية ويكون اقدر على ملاحظات أدق التفاصيل والألوان من حوله أكثر وضوحا وإشراقا كما أن إحساسه بمرور الوقت يكون بطيئا. لا تعني هذه الأمور أن الحشيش يفيد في تحسين إدراك المريض لما حوله ويحسن ذاكرته فهذه التغيرات مؤقتة وغير طبيعية وغير منتجة أيضا أي أن المريض لا يستفيد منها. فقدرته القوية على الإحساس بالتفاصيل من حوله تثير قلقه وتوتره كثيرا وتجعل تفكيره مشتتا. التسمم بالحشيش (خصوصا بجرعات عالية) يسبب أيضا حالة من عدم الإحساس بالذات بشكل كبير قد تصل إلى أن المريض لا يعرف نفسه(تبدد الإحساس بالذات Depersonalization) أو ما حوله(تبدد الإحساس بالواقع Derealization). يستمر اختلال المهارات الحركية لمدة قد تصل إلى 12 ساعة أي بعد زوال التأثير المبهج للحشيش وهذا ما يؤثر على قدرة المدمن على القيادة أو تشغيل الآلات وبالذات الخطرة التي تحتاج للتركيز وهذا ما يضعه في خطورة شديدة كالحوادث المميتة. مخاطر سمية الحشيش تزداد كثيرا إذا تم تناول الحشيش مترافقا مع الخمر وهذا ما يحصل عادة.
الهذيان:
حتى الجرعات المتوسطة من الحشيش قد تؤدي للهذيان الذي يتميز بفقد القدرات الإدراكية والانتباه والتركيز والذاكرة والقدرة على أداء المهام. كما أن الحشيش يبطئ من قدرة المدمن على التفاعل مع الأحداث من حوله فمثلا قد يتأخر في استخدام فرامل سيارته حال وجود خطر يحب تفاديه أمامه. الجرعات الكبيرة تؤدي إلى اختلال درجة الوعي لدى المدمن.
الذهان(الجنون):
رغم أن حصول الذهان بصورته الكاملة مع استعمال الحشيش نادر نسبيا, إلا أن المدمن يعاني من وقت لآخر من أعراض زورانية تتميز بالشك في الآخرين وأوهام غير طبيعية وهلاوس قد تنتج عنها أفعال إجرامية أو عنيفة على أقل تقدير. تزداد خطورة الإصابة بالذهان كلما زادت الكمية أو تركيز المادة الفعالة في سجائر الحشيش. ينبغي التنويه هنا إلى أن ندرة الذهان مع استعمال الحشيش تعني في الأشخاص الغير مصابين سابقا بالذهان وليس لديهم الاستعداد الوراثي للذهان أما في الأشخاص الذهانيين (الفصاميين مثلا), فإن الانتكاسات تكون أكثر بكثير مع استعمالهم للحشيش.
القلق:
القلق شائع مع استعمال الحشيش وغالبا ما ينتج عن أوهام المريض وشكوكه وبالذات في الأشخاص المبتدئين في استعمال الحشيش. يصاب المريض بنوبات هلع حادة وتزداد الأعراض شدة مع الزيادة في الكمية المستعملة من الحشيش
مضاعفات استخدام الحشيش:
مع الاستعمال المزمن للحشيش, تظهر الكثير من المضاعفات الجسمانية والنفسية. هذه المضاعفات تضاف للتأثيرات العامة للمخدرات ككل مثل التدهور الاجتماعي والدراسي والوظيفي والعائلي والمشاكل القانونية المصاحبة.....إلخ:
1) ضمور قشرة الدماغ.
2) الصرع.
3) نقص وزن أو تشوه الأجنة: الحشيش يمر عبر حاجز المشيمة أثناء الحمل إلى الجنين ويؤدي للكثير من المضاعفات للجنين قبل وبعد الولادة. الحشيش أيضا يفرز بغزارة في حليب الأم وهذا مما يفاقم مشكلة الطفل الرضيع الذي يولد لأم تسيء استعمال أو مدمنة للحشيش.
4) اعتلال الجهاز المناعي: وعلى المدى البعيد قد يكون ذلك من العوامل المؤدية للسرطان. لذلك فمن أكثر الناس تعرضا للسرطان مع استعمال الحشيش هم المرضى المصابون بمرض نقص المناعة المكتسبة(الايدز).
5) اختلال نسبة هرمون التستيستيرون.
6) اختلال في الدورة الشهرية لدى النساء.
علاج سوء استخدام وادمان الحشيش:
لا يختلف علاج سوء استخدام وإدمان الحشيش عن المواد المحظورة الأخرى, إذ يعتمد العلاج على إيقاف الاستخدام والدعم النفسي للمريض. يتحقق التوقف عن استخدام الحشيش بوسائل منها التنويم في المصحات المختصة أو حتى من خلال ملاحظة دقيقة أثناء العلاج في العيادة الخارجية كالمواعيد المتكررة مع إجراء الفحوص المخبرية التي تظهر وجود مادة الحشيش في الجسم من عدمه. الدعم النفسي يتحقق بالعلاج النفسي الفردي أو الجماعي والعلاج العائلي أيضا. من أهم ركائز العلاج هو التثقيف الطبي, فمن لا يدرك ماهية وخطورة المشكلة فلن يسعى للعلاج منها. ولذلك ينبغي الاستمرار في تثقيف المريض وعائلته (إن أمكن) في جميع مراحل العلاج ويجب ألا يتوقف التثقيف عند التوقف عن استخدام الحشيش. قد يحتاج بعض المدمنين للأدوية النفسية لعلاج الأعراض الانسحابية أو الأمراض المصاحبة كالقلق والاكتئاب.