"197" عاماً مضت على بناء مسجد الإمام "جعفر الصادق" الذي يعتبر من المساجد القديمة في الساحل السوري ويعود بناؤه إلى عام"1812" ميلادي.
الجامع مبني على نظام هندسي يسمى العقد الحجري وعنه يقول الباحث التاريخي "فائز دخيل" من أهالي "الدريكيش" :« نظام عمارة المسجد آرامي عربي حيث "أبو لودور الدمشقي" المهندس العربي الآرامي المعروف سافر إلى "روما" مع فريقه المعماري وبنى هناك دار العدل والجسرين الكبيرين ومكتبة وعلى طريقة نظام العقود الحجرية الآرامية وعندما جاء الرومان إلى بلادنا جلبوا معهم هذا النظام المعماري مدعين أنه روماني» .
مدخل المسجد قوسي ومئذنته مربعة الشكل يعود ذلك حسب قوله:« لأنه بني في العهد العثماني وبما أنه مبني على نظام الأقواس فهو مؤلف من قبتين داخليتين ومن حجارة كلسية أحضرت من المنطقة نفسها ،أما الساحة الخارجية فهي مبلطة بالحجر الأبيض وتبلغ مساحة المسجد الكاملة حوالي "400" متر مربع ».
تماسك شديد للبناء ومقاومة لكل عوامل الزمن يعزو ذلك إلى :«كون البناء بالحجر الكلسي بشكل عام حيث يتم إحراق بعض الأحجار الكلسية بنبات "البلان" الذي ينبت في الطبيعة ليصبح بشكل بودرة ويخلط بالتراب ليكون بمثابة الأسمنت في وقتنا الحالي ويوضع بين الأحجار».
كتب على باب المسجد شاهدة توضح من بناه ومن ساعد في بنائه وفيها:«بناه المتبرع والمحسن الكبير "دندش بن صقر الخضر" وكان "صقر الخضر" قائم مقام بلاد "صافيتا" بما فيها"الدريكيش" ،وقد ساعده في بناءه السيد"محمد شديد" وهو من آل"شمسين" ، ويقال أن كلفة البناء في تلك الفترة وصلت إلى "600" ليرة ذهبية عثمانية».
«ويتكون المسجد من قسمين على مستويين يصفهما :«يعادل القسم الأول والأخفض وهو للرجال ثلثي مساحة المسجد أما الثلث المتبقي والأعلى فهو للنساء وله مدخل مستقل».
وكان المسجد يغذى بالماء بفرع من نبع "الفزرة" الذي يقع في وسط المدينة بقنوات فخارية مكشوفة ،في حين كان خطيب المسجد يعين بقرار من متصرف "طرابلس" ومصدق من المراجع العثمانية في "اسطنبول"».