منتدى فور جامعة 4jam3a - طلاب كلية اقتصاد طرطوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الطلابي الأول في طرطوس .. والحاضر يعلم الغايب


    امراة تحاكي فنجان القهوة ....

    سا man تو
    سا man تو
    مشرف منتدى الأغاني والموسيقا


    ذكر
    عدد المساهمات : 3843
    العمر : 37
    المكان : Syria
    المزاج : عال العال
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : متخرج
    المستوى : 45
    نقاط : 4338
    تاريخ التسجيل : 08/02/2009

    امراة تحاكي فنجان القهوة .... Empty امراة تحاكي فنجان القهوة ....

    مُساهمة من طرف سا man تو الأربعاء فبراير 11, 2009 3:42 pm


    قررتُ أن يكون اليومً فنجاني / بلا رفاق ٍ / ..و بلا ثرثرة ٍ تتراقص على نغم ٍ هابط ٍ قاتلٍ للوقت ..
    أسرعت هاربة من نفسي .. و عانقت أحجار الأرصفة المتراصة بفنٍ .. و المتأملة ً إياي كمجنون يهرول إلى اللاشيئ .. بحثت عن ركن دافء يحتضنني و أمتعتي : من ذكريات و مناديل إجمع فيها ضحكاتي , و شالٍ خبأت فيه غصة فجرت عنقي .. و .. هو .. !
    إختبأت هناك تحت حائط أصفر كئيت .. و كأن يد من طلاه أصيبت بسهم الحزن فأدمتها بذاك اللون المثير للقشعريرة ..

    لن أنظر إليــه ,

    إستدرت ,

    و تأملت الشارع , تكويه خطوات يائسة .. وأخرى ترتفع عن تصدعه على نسمة سعيدة ..
    إقترَبتْ مني و سألتني و قد إرتدتْ تلكَ الإبتسامة المزيفة بإتقان ..

    كدت أن أنطق إسمه , فتلعثمت بأول حرف و تدراكت زلتي و قلت : قهوة قهوة سوداء ..

    ( إي بلا تعقيد بدون سكر أو حليب يغتال جمالها )
    ثوان ٍ و أنا أغازل عقارب الساعة , و أتقمص شخصيات تمرّ من خلف الحائط الزجاجي الفاصل بيني و بين الواقع .. المرتمي على أرصفة المدينة الهادئة , إلا من وقع المطر الموجع ..
    قدمت لي فنجاناً مزخرفاً بمنظر باريسي جميل ..

    إحتضن َ الفنجان منديلٌ مزركشٌ أبيض بدى و كأنه ثوب عروس تـُقدمُ وجبة ً شهية لزائر غريب ..
    و قطعة سكر واحدة وُضعت خجلاً , و كأن الفنجان كان لينتحر بدونها ..
    لوحة من طقس برجوازي مزيف ..

    إبتسمت ..
    أردت قهوة .. فقط .. بدون أن تأتيني معها بقطوف من عوالم أخرى .. ..
    إلتقطته و يدي ترتجف فقد بدأت جسور الرائحة السوداء تنتصب بينه و بيني ..

    و تنخر في راسي شبح رجل أردت الإبتعاد عنه و لو لمرة .. و ممارسة طقسي بدونه ..
    جسور وصلتي به بدون حتى أن ترقص أول رشفة في فمي من مخزون الذكرى تلك , المعبئ و المضغوط في ... فنجان .. !
    لا المطر أسعفني .. و لا طرق خطوات مدينة كاملة ..

    و لا ذاك الحائط الأصفر الكئيب , من أن أبعدك عن فمي ..
    إرتشفتك بنشوة ..

    و كنت كما تركتك آخر مرة .. تكون مرة سكراً يحلي غابة السواد تلك و مرة حليباً مضيئاً ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:19 pm