أنا رأيته ..كان رأساً بحجم الفراغ ..شعره منكوش و عليه آلاف الأطنان من الغبار ..و الشعر واقف : كل شعرة لحالها : وأعتقدتُ للحظة أن الغبار هو ( الجل ) إللي مخلّي الشعر يوقّف ..،،
العينان اللتان في الرأس ..حمراوان ..ليس من أثر التفريك ..وليس لوجع أو مرض ..بل حمراوان طبيعيّاً ..للتخويف فقط ..وتأكدتُ بأنهما لا تريان ..فقد حرّكتُ يدي مئات المرات أمامهما ..لم ترمشا : ولم تتحركا ..،، إذنْ ..السنة القادمة ستكون عمياء : ولن ترى ما سيجري فيها ..،،
الأذنان اللتان في الرأس ..كل أُذن كأنها جبل على شكل ( طعموز ) ..شي يقرف ..ومع إنني تمالكتُ نفسي ..إلاّ إنني قررتُ أن أردّ السلام : السلام عليكم ..ما حدا رد ..،، هاي يا أهل الهاي ..برضو ولا كأني حكيت ..،، طيّب مرحبا ..يا أهل الله يا اللي
هان ..ضاع صوتي ..فتأكدتُ بأن السنة رأسها بأذنين لا تسمعان ..،، مهما يجري : لن تريا أو تسمعا ..،،
أمّا الأنف ..كان كأنه جسر معلّق لا نهاية له ..أين آخره : لا أدري ..؟ وكنتُ قد تعطّرتُ جيداً لاستقبال رأس السنة ..فصرتُ أقرّب بنفسي نحو الجسر أو نحو الأنف ..وأرقص كي يتناثر عطري ..،، كي أرى ابتسامة رضى أو سحبة هواء من أنف الرأس ..،، لا حول ولا قوة إلا بالله ..السنة لا تشم أيضاً ..يعني رح تكون سنة ( ما تستحي ) لأنها ما ( تشم على حالها ) ..،،
أكلنا هوا ..،، كل شيء في ( رأس ) السنة مُعطّل ..،، إذنْ : لًمَ الاحتفالات ..؟؟ هل رأيتم أحداً يحتفل بقدوم مولود بهذه المواصفات ..؟؟ ،، وبقدر ما أشفقتُ على المحتفلين ..بقدر ما أشفقتُ على ( رأس ) السنة ..،، ليس كيف سنعيشها و هي معطوبة ..؟ بل من سيساعد هذه العمياء الطرشاء فاقدة الإحساس و الشم على التعايش بيننا ..؟، .
في لحظةْ بكيتُ ..لأني رأيتُ مشوارنا على مدار سنة قادمة ..وأشحتُ برأسي عن ( رأس ) السنة ..وأعطيته ظهري ..وأردتُ أن أغادر المكان ..ويا لهول المفاجأة ..نطق ( رأس ) السنة ..نعم ..نطق ..وقال لي : وين رايح ؟ شايفك ..و سمعت كل كلامك إللي بينك وبين حالك ..ريحتك ذبحتني ..،، ارجع على دارك ..وين بدك تروح منّي ..قاعد على قلبك ثلاثمائة و خمسة وستين يوم ..والله لأخلك تشوف كل ساعة يوم ..،، وضحك الرأس ضحكة مُزلزلة جعلت ملابسي تسقط جميعها عن بدني ..وأخذتُ أركض بلا ملابس نحو اللاطريق ..،،
- كامل النصيرات -
العينان اللتان في الرأس ..حمراوان ..ليس من أثر التفريك ..وليس لوجع أو مرض ..بل حمراوان طبيعيّاً ..للتخويف فقط ..وتأكدتُ بأنهما لا تريان ..فقد حرّكتُ يدي مئات المرات أمامهما ..لم ترمشا : ولم تتحركا ..،، إذنْ ..السنة القادمة ستكون عمياء : ولن ترى ما سيجري فيها ..،،
الأذنان اللتان في الرأس ..كل أُذن كأنها جبل على شكل ( طعموز ) ..شي يقرف ..ومع إنني تمالكتُ نفسي ..إلاّ إنني قررتُ أن أردّ السلام : السلام عليكم ..ما حدا رد ..،، هاي يا أهل الهاي ..برضو ولا كأني حكيت ..،، طيّب مرحبا ..يا أهل الله يا اللي
هان ..ضاع صوتي ..فتأكدتُ بأن السنة رأسها بأذنين لا تسمعان ..،، مهما يجري : لن تريا أو تسمعا ..،،
أمّا الأنف ..كان كأنه جسر معلّق لا نهاية له ..أين آخره : لا أدري ..؟ وكنتُ قد تعطّرتُ جيداً لاستقبال رأس السنة ..فصرتُ أقرّب بنفسي نحو الجسر أو نحو الأنف ..وأرقص كي يتناثر عطري ..،، كي أرى ابتسامة رضى أو سحبة هواء من أنف الرأس ..،، لا حول ولا قوة إلا بالله ..السنة لا تشم أيضاً ..يعني رح تكون سنة ( ما تستحي ) لأنها ما ( تشم على حالها ) ..،،
أكلنا هوا ..،، كل شيء في ( رأس ) السنة مُعطّل ..،، إذنْ : لًمَ الاحتفالات ..؟؟ هل رأيتم أحداً يحتفل بقدوم مولود بهذه المواصفات ..؟؟ ،، وبقدر ما أشفقتُ على المحتفلين ..بقدر ما أشفقتُ على ( رأس ) السنة ..،، ليس كيف سنعيشها و هي معطوبة ..؟ بل من سيساعد هذه العمياء الطرشاء فاقدة الإحساس و الشم على التعايش بيننا ..؟، .
في لحظةْ بكيتُ ..لأني رأيتُ مشوارنا على مدار سنة قادمة ..وأشحتُ برأسي عن ( رأس ) السنة ..وأعطيته ظهري ..وأردتُ أن أغادر المكان ..ويا لهول المفاجأة ..نطق ( رأس ) السنة ..نعم ..نطق ..وقال لي : وين رايح ؟ شايفك ..و سمعت كل كلامك إللي بينك وبين حالك ..ريحتك ذبحتني ..،، ارجع على دارك ..وين بدك تروح منّي ..قاعد على قلبك ثلاثمائة و خمسة وستين يوم ..والله لأخلك تشوف كل ساعة يوم ..،، وضحك الرأس ضحكة مُزلزلة جعلت ملابسي تسقط جميعها عن بدني ..وأخذتُ أركض بلا ملابس نحو اللاطريق ..،،
- كامل النصيرات -