اختار قراء موقع CNN بالعربية الرئيس بشار الأسد، ليكون شخصية العام 2009، بعد تنافس دراماتيكي شارك فيه أكثر من 30 ألف شخص .
وكان الرئيس الأسد تصدر قائمة القادة العرب الاكثر شعبية في الشارع العربي ضمن استطلاع سنوي للرأي أجرته جامعة ميريلاند الأميركية بالتعاون مع مؤسسة الزغبي الدولية لاستطلاعات الرأي
في ست دول عربية , وثاني أكثر رئيس يحظى بشعبية في العالم .
وبصرف النظر عن طبيعة المنافسة خلال التصويت الذي أجرته الـ cnn ، فإن الرئيس الأسد بلا ريب كان أحد أبرز الوجوه السياسية إقليمياً ودولياً خلال الفترة الماضية، فقد نجح في فك عزلة طالت لسنوات سوريا , حولت جهات عربية وإقليمية فرضها عليها بعد مقتل الحريري عام 2005، كما وطد علاقاته مع جهات أوروبية وعربية، وأعاد وصل ما انقطع مع السعودية، وعزز صلاته باللاعب الإقليمي الجديد تركيا .
فدمشق التي عانت الكثير من المشاكل بعد مقتل الحريري، جراء المؤامرة التي حيكت بتوجيه أصابع الاتهام إليها، من قبل جهات لبنانية مرتبطة بأمريكا ودول عربية تسير في ركبها ، عادت لتلعب دورها في محيطها، فكان لها خلال الفترة الماضية الكثير من المشاركة في صنع "الاستقرار السياسي" اللبناني .
وتوّج هذا الأمر بزيارة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، قبل أيام من انتهاء العام الماضي إلى دمشق، لتحمل الزيارة زخماً مكثفاً على المستويين الشخصي والسياسي، جعل الأسد في موقع قوة بالمنطقة، تتسابق قوى سياسية إلى التنصل من مواقفها السابقة ضده.
ولكن الثمار التي جناها الأسد في نهاية العام كانت قد زرعت في مطلعه، ففي مثل هذه الأيام من العام الماضي، كان قطاع غزة يشتعل بفعل العدوان الإسرائيلي على غزة ، وترافق ذلك مع انقسام عربي حول الموقف من العدوان , تعزز ما بات يعرف بـ" قمة الدوحة الطارئة "، التي ضمت مجموعة من الدول العربية، على رأسها سوريا.
وجاءت القمة بنتائج شعبية لمن حضرها، بمن فيهم الأسد، الذي فرض نفسه كصاحب موقف أجبر أصحاب الخط الاخر في المنطقة على السير في مصالحة عربية، أطلقها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الكويت الاقتصادية، التي كان من ثمارها فشل محاولة الحصار وفرض العزلة على سوريا ، وخاصة من قبل قادة دول الاعتدال .
وخلف البعد العربي في تحركات الأسد، يبرز البعد الدولي، فوصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما، و ما حمله معه من مشروع لـ"مقاربة جديدة" تجاه سوريا، كان له أبعد الأثر في تخفيف الضغط عن سوريا ، وباتت دمشق من جديد محطة للعديد من الوفود الأمريكية التي ناقشت قضايا تمتلك سوريا فيها أوراق قوية .
وبالتوازي مع الانفتاح الأمريكي، كانت فرنسا، تحت قيادة الرئيس نيكولا ساركوزي، تحاول القطع مع إرث الرئيس السابق جاك شيراك، الذي كان تحت سيطرة ال الحريري، وشن عليه سوريا والرئيس الأسد حملة دولية قاسية.
وسعى ساركوزي إلى تعزيز علاقاته بدمشق لتقوية موقع بلاده في الشرق الأوسط من جهة، ولضمان النجاح لمشروعه المتمثل ببناء "اتحاد متوسطي"، وتوّجت هذه العلاقات المتوطدة بين الطرفين من خلال الزيارة التي قام بها الأسد إلى باريس في منتصف تشرين الثاني الماضي.
وتعاملت سوريا مع قضية السلاح النووي الإيراني بمقاربة جديدة ، وهي التحدث كثيراً دون قول شيء، فأبقت جميع الأطراف بانتظار قرارها، الذي لم يصدر بعد، فقد عززت روابطها الاقتصادية والسياسية مع إيران، معلنة في الوقت عينه استعدادها للعب دور الوسيط في برنامجها النووي مع إيران.
وعلى خط متصل، فتح الأسد قنوات اتصال مع اللاعب الإقليمي الجديد، وهو تركيا، فأنقرة التي ملّت من انتظار قرار ضمها إلى الاتحاد الأوروبي، بدأت تلعب أوراقها في الشرق الأوسط، فتراجع منسوب علاقاتها مع تل أبيب، بمقابل تعزيز صلاتها بدمشق ودول في آسيا الوسطى، وحل نزاعها التاريخي مع أرمينيا.
واستفاد الأسد من هذا التوجه التركي الجديد، بسبب إدراكه وجود فائض قوة لدى أنقرة، التي تدرك مدى ضعف معظم الموجودين على الساحة اليوم، بمن فيهم الولايات المتحدة، فكسب بذلك حليفاً قوياً يتمثل في رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان.
ولم يكتف الأسد بردات الفعل ومحاولة استغلال تطورات الأوضاع في المنطقة لصالحه، بل قام بطرح "نظريات" سياسية واقتصادية، حاول خلالها وضع بلاده في قلب الأحداث، مثل فكرة "البحار الأربعة"، التي تناول فيها ربط الأسود وقزوين والخليج وحتى البحر الأحمر بالبحر المتوسط، لبناء شراكة اقتصادية في مجالات النقل والطاقة.
يشار إلى أن التصويت لاختيار شخصية العام على CNN بالعربية الذي شارك فيه 30679 شخصاً، لا يحمل الطابع العلمي، وقد نال الأسد 20687 صوتاً، بواقع 67 في المائة، بينما كان نصيب رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان 8442 صوتاً، بما نسبته 28 في المائة، وحصل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على 1550 صوتاً، بواقع خمسة في المائة من الأصوات.
وكان الرئيس الأسد تصدر قائمة القادة العرب الاكثر شعبية في الشارع العربي ضمن استطلاع سنوي للرأي أجرته جامعة ميريلاند الأميركية بالتعاون مع مؤسسة الزغبي الدولية لاستطلاعات الرأي
في ست دول عربية , وثاني أكثر رئيس يحظى بشعبية في العالم .
وبصرف النظر عن طبيعة المنافسة خلال التصويت الذي أجرته الـ cnn ، فإن الرئيس الأسد بلا ريب كان أحد أبرز الوجوه السياسية إقليمياً ودولياً خلال الفترة الماضية، فقد نجح في فك عزلة طالت لسنوات سوريا , حولت جهات عربية وإقليمية فرضها عليها بعد مقتل الحريري عام 2005، كما وطد علاقاته مع جهات أوروبية وعربية، وأعاد وصل ما انقطع مع السعودية، وعزز صلاته باللاعب الإقليمي الجديد تركيا .
فدمشق التي عانت الكثير من المشاكل بعد مقتل الحريري، جراء المؤامرة التي حيكت بتوجيه أصابع الاتهام إليها، من قبل جهات لبنانية مرتبطة بأمريكا ودول عربية تسير في ركبها ، عادت لتلعب دورها في محيطها، فكان لها خلال الفترة الماضية الكثير من المشاركة في صنع "الاستقرار السياسي" اللبناني .
وتوّج هذا الأمر بزيارة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، قبل أيام من انتهاء العام الماضي إلى دمشق، لتحمل الزيارة زخماً مكثفاً على المستويين الشخصي والسياسي، جعل الأسد في موقع قوة بالمنطقة، تتسابق قوى سياسية إلى التنصل من مواقفها السابقة ضده.
ولكن الثمار التي جناها الأسد في نهاية العام كانت قد زرعت في مطلعه، ففي مثل هذه الأيام من العام الماضي، كان قطاع غزة يشتعل بفعل العدوان الإسرائيلي على غزة ، وترافق ذلك مع انقسام عربي حول الموقف من العدوان , تعزز ما بات يعرف بـ" قمة الدوحة الطارئة "، التي ضمت مجموعة من الدول العربية، على رأسها سوريا.
وجاءت القمة بنتائج شعبية لمن حضرها، بمن فيهم الأسد، الذي فرض نفسه كصاحب موقف أجبر أصحاب الخط الاخر في المنطقة على السير في مصالحة عربية، أطلقها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الكويت الاقتصادية، التي كان من ثمارها فشل محاولة الحصار وفرض العزلة على سوريا ، وخاصة من قبل قادة دول الاعتدال .
وخلف البعد العربي في تحركات الأسد، يبرز البعد الدولي، فوصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما، و ما حمله معه من مشروع لـ"مقاربة جديدة" تجاه سوريا، كان له أبعد الأثر في تخفيف الضغط عن سوريا ، وباتت دمشق من جديد محطة للعديد من الوفود الأمريكية التي ناقشت قضايا تمتلك سوريا فيها أوراق قوية .
وبالتوازي مع الانفتاح الأمريكي، كانت فرنسا، تحت قيادة الرئيس نيكولا ساركوزي، تحاول القطع مع إرث الرئيس السابق جاك شيراك، الذي كان تحت سيطرة ال الحريري، وشن عليه سوريا والرئيس الأسد حملة دولية قاسية.
وسعى ساركوزي إلى تعزيز علاقاته بدمشق لتقوية موقع بلاده في الشرق الأوسط من جهة، ولضمان النجاح لمشروعه المتمثل ببناء "اتحاد متوسطي"، وتوّجت هذه العلاقات المتوطدة بين الطرفين من خلال الزيارة التي قام بها الأسد إلى باريس في منتصف تشرين الثاني الماضي.
وتعاملت سوريا مع قضية السلاح النووي الإيراني بمقاربة جديدة ، وهي التحدث كثيراً دون قول شيء، فأبقت جميع الأطراف بانتظار قرارها، الذي لم يصدر بعد، فقد عززت روابطها الاقتصادية والسياسية مع إيران، معلنة في الوقت عينه استعدادها للعب دور الوسيط في برنامجها النووي مع إيران.
وعلى خط متصل، فتح الأسد قنوات اتصال مع اللاعب الإقليمي الجديد، وهو تركيا، فأنقرة التي ملّت من انتظار قرار ضمها إلى الاتحاد الأوروبي، بدأت تلعب أوراقها في الشرق الأوسط، فتراجع منسوب علاقاتها مع تل أبيب، بمقابل تعزيز صلاتها بدمشق ودول في آسيا الوسطى، وحل نزاعها التاريخي مع أرمينيا.
واستفاد الأسد من هذا التوجه التركي الجديد، بسبب إدراكه وجود فائض قوة لدى أنقرة، التي تدرك مدى ضعف معظم الموجودين على الساحة اليوم، بمن فيهم الولايات المتحدة، فكسب بذلك حليفاً قوياً يتمثل في رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان.
ولم يكتف الأسد بردات الفعل ومحاولة استغلال تطورات الأوضاع في المنطقة لصالحه، بل قام بطرح "نظريات" سياسية واقتصادية، حاول خلالها وضع بلاده في قلب الأحداث، مثل فكرة "البحار الأربعة"، التي تناول فيها ربط الأسود وقزوين والخليج وحتى البحر الأحمر بالبحر المتوسط، لبناء شراكة اقتصادية في مجالات النقل والطاقة.
يشار إلى أن التصويت لاختيار شخصية العام على CNN بالعربية الذي شارك فيه 30679 شخصاً، لا يحمل الطابع العلمي، وقد نال الأسد 20687 صوتاً، بواقع 67 في المائة، بينما كان نصيب رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان 8442 صوتاً، بما نسبته 28 في المائة، وحصل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على 1550 صوتاً، بواقع خمسة في المائة من الأصوات.
عكس السير