قال موقع إلكتروني سوري إن يبتعد التلفزيون الرسمي السوري لم يبتعد عن
مظاهر الفساد واستغلال النفوذ و(الواسطة) حاله كحال العديد من مفاصل
المؤسسات الحكومية، مغلقاً الباب في الكثير من الأحيان أمام الكفاءات
والخبرات.
ويأتي هذا التهام بعد أن أصدر وزير الإعلام السوري قبل نحو
سنتين قراراً بإقالة كل من بلغ الـ 60 من العمر من العاملين في الإذاعة
والتلفزيون، غاضاً النظر عن تراكم الخبرات لدى الكثير منهم، حيث خرج
العديد من مقدمي البرامج ومعديها إلى خارج الهيئة العريقة، ولتعويض الفراغ
الذي خلفه إقالة أصحاب الخبرة، عيّن التلفزيون السوري عشرات المذيعات
الشابات، اللواتي ـ في الغالب ـ يفتقدن للخبرات والمهارات الإعلامية
والصحفية والقدرات الحوارية، وحتى لناحية الجمال ابتعدت معظمهن عن السمات
الجمالية الجاذبة التي قد تشفع لهن في مهنتهن الجديدة.
وفي
هذا السياق وصف موقع (انفورمرسيريا) الحالة وقال "لقد تدفق الانتهازيون
إلى مبنى إعلامي وصرح كان في الستينات والسبعينات صرحاً ثقافياً هاماً
وتحول لمكب ومركز استقطاب لأشخاص لا هم سوى الشهرة والعمل بالمحطات
الخليجية ولا علاقة لهم بالإعلام لا من قريب ولا من بعيد، ولا يعرفون شيء
سوى انهم دخلوا بالقرابة والمحسوبية".
وتساءل "لماذا يعاكس التلفزيون
السوري التيار ويحارب العلم والشهادات والخبرة ويعتمد على مراهقات صغيرات
أعمارهم لم تتعدى السادسة والعشرين لا يمتلكن سوى شهادة بكلوريا بأحسن
حال"، وشدد على أن المحسوبية والوساطة هي عامل الفصل في اختيار المذيعات
في سورية، مشدداً على ضحالة ثقافة مذيعات التلفزيون السوري وضعفهن فكرياً
وثقافياً.
ويشار إلى أن ميزانية التلفزيون السوري تتجاوز الـ 1.5 مليار
ليرة (نحو 33 مليون دولار) سنوياً، ويعمل فيه أكثر من 6 آلاف موظف، وفيه
أكثر من 150 مذيعة تلفزيونية، تقول أوساط الهيئة العامة للإذاعة
والتلفزيون أن كثيراً منهن تم تعيينهن اعتماداً على صلاتهن الشخصية أو
ارتباطهن بالمسؤولين، ولأن وزارة الإعلام وزارة سيادية، ليس للرقابة
والتفتيش صلاحية فعلية في كشف مصاريف الهيئة.