"التلاج" أو"الثلاج" حلويات شعبية اشتهرت بها محافظة "طرطوس" منذ عشرات السنين، وتوارث صنعها الأبناء عن الآباء. يقال إنها انتقلت إلى "طرطوس" من "مصر" وتسمى فيها "كولاج"، وهناك من يقول إنها جاءت من "ليبيا" والتي تسمى فيها "ورقة بوريك".
وللتعرف على "التلاج" وكيفية صنعه التقينا السيد "إبراهيم يوسف" الذي يصنع رقائق "التلاج" في منزله، ويقوم ببيعها في محله فيوضح قائلاً: «أقوم بعجن "السميد" مع قليل من الملح لتصبح العجينة متماسكة، ثم أقوم بوضع العجينة على طبق معدني من النحاس فوق نار خفيفة، وتستغرق عملية شي العجينة دقيقة ليتم بعدها نزعها عن الطبق. ثم أقوم بوضع الرقائق بعضها فوق بعض على طبق مدهون بالسمن أو الزيت، وتترك مدة "ساعة" ثم توضع بالفرن، وبعد أن تبرد يوضع فوقها "القطر" وهو عبارة عن ماء مغلي وسكر وقطر صناعي، وتقطع الرقائق حسب الطلب».
من جهتها تقول "اكتمال مجذوب" والتي تعمل في صناعة "التلاج" منذ خمسة وثلاثين عاماً: «تعلمت المهنة على يد المرحومة "أم جوهر" من
"أرواد" والتي طلبت مني إحضار السميد لأبدأ العمل معها، وعلمتني التطبيش "مد عجينة السميد على الطبق النحاسي" ولم نعرف في تلك الأيام الغاز بل كنا نستعمل "التمز" في صنع رقائق "التلاج"».
السيد "سالم حمزة" الذي تابع بعد والدته "أم سالم" صنع "التلاج" حدثنا عن صعوبات العمل بهذه الصناعة بقوله: «العمل يتطلب جهدا ووقتا طويلا لإنجاز الكميات المطلوبة، وأصعب ما في الأمر التعامل مع النار، ففي الصيف يتوقف عملنا بسبب الحر الشديد، وأحياناً نتعرض لخسائر مادية بسبب سوء نوع السميد الذي يرتخي في كثير من الأحيان، ما يضطرنا لاستبداله».
العمل على الغاز عوضاً عن "التمز" سهل الكثير من الأمور وهذا حسب قوله: «رغم أن الرقاقة تكون أطيب على "التمز"، لكن وجود الغاز خفف الجهد والوقت، وساهم في إنجاز عدد أكبر من رقائق "التلاج"».
"أم محمد" زوجة السيد "سالم" تعلمت المهنة منذ ست سنوات وتعمل إلى جانب زوجها في صنع الرقاقات، وبيعها إلى عدد من محلات الحلويات، وتلبي طلبات جيرانها تقول: «"التلاج" حلويات شعبية يكثر الطلب عليها في فصل الشتاء ونحن نقوم بصنع الرقائق وتوزيعها في الأسواق، كما نلبي طلبات الجيران والتي تكون في معظم الأحيان رقائق ملفوفة ومحشوة "بالجوز" أو "بالكاجو" أو "بالفستق الحلبي" وذلك حسب الطلب».
وتتابع "أم محمد" حديثها: «تأتينا طلبات عديدة من محافظات ومناطق عديدة، مثل "اللاذقية" و"تلكلخ" و"بانياس" و"جبلة" و"الدريكيش" و"طرابلس"، كما تأتينا طلبات إلى "الإمارات" و"استراليا" و"امريكا"».
الطلب على "التلاج" اكثر من غيره من الحلويات كما ذكر السيد "حيدر العاني" صاحب محل حلويات: «"التلاج" حلويات شعبية يكثر
الطلب عليها في أيام الأعياد، وخاصة في عيد "الحلوة". ويعود هذا الإقبال عليها لكونها زهيدة الثمن مقارنة بغيرها من الأنواع، كما أنها حلويات مشهورة في "طرطوس" وكثير من الناس يأتون من خارج المحافظة ويسألون عنها. ولها أنواع كالتلاج السادة، والتلاج المحشو "بالجوز" أو "بالقشطة"».