عبد الفتاح العوض:
ـ
أبدأ بالأمثلة: قدر الفريق الاقتصادي أن عدد المحتاجين والمستحقين للدعم
سيكون 1.5 مليون أسرة... لكن الرقم صعد إلى أكثر من ذلك بكثير فهم يتحدثون
الآن عن 3.9 ملايين شيك. وهذا يعني أن الحكومة بدلاً من إنفاق 15 مليار
ليرة لدعم المازوت ستفق 39 مليار، لتفسير هذا الاختلاف بين الرقمين لدينا
أحد احتمالين:
الاحتمال الأول أن الحكومة قدرت الرقم الأول بناء على التخمين والحدس والظن!!!
والاحتمال الثاني....
أن الحكومة قدرت الرقم بناء على معدلات رقمية وبيانات حول أحوال الناس ومستواهم المعيشي. وفي كلتا الحالتين... التفسير مر وعلقم..
فحسب
الاحتمال الأول.. فهذا يعني أن حالة الناس أسوأ مما ظنت الحكومة أو الفريق
الاقتصادي وأن حدس الفريق خاب بالمواطنين!! وحسب الاحتمال الثاني: فإن ذلك
يعني أن المعدلات الرقمية والبيانات التي استندت عليها الحكومة في تقدير
الرقم لم تكن صحيحة...
وهذا أدهى وأمر!!
أما
المثال الثاني ففيه المشكلة أوضح حيث أعلن الفريق الاقتصادي أن معدل
التضخم في سورية لعام 2009 كان أقل من 3 بالمئة متراجعاً عن 15 بالمئة
لعام 2008 ومثل هذا المعدل جاء في تقدير صندوق النقد الدولي الذي يقف عند
حدود 2.5 بالمئة. لكن عندما ينخفض معدل التضخم من 15 بالمئة إلى 3 بالمئة
ينبغي أن تظهر تأثيرات هذا الانخفاض بشكل واضح جداً بحيث لا يخفى على أحد
وأولهم المستهلك...
فهذا
الانخفاض أكبر حجما من عدم إدراك أو لمس انعكاساته. أبرز انعكاسات هذا
الانخفاض يفترض أن تتبدى أولا على الأسعار بحيث تنخفض بصورة ملحوظة على
اعتبار أن أشهر وأسهل تعاريف التضخم «ارتفاع في المستوى العام للأسعار».
لكن
الأسعار لم تنخفض بصورة تعكس انخفاض التضخم من 15 بالمئة على 3 بالمئة.
وكذلك لم تتأثر أسعار الصرف بهذا الانخفاض بل إننا لم نشهد تغيراً ملحوظا
في أسعار الصرف. إضافة إلى عوامل كثيرة تتأثر بشكل مباشر وغير مباشر بمعدل
التضخم وتنعكس على حياة الناس ومعيشتهم. المثال الأخير...
أحيي
فيه السيد وزير الزراعة لصراحته حول تقديرات عدد الأغنام فقد تبين أن
الرقم وصل إلى 23مليوناً حسب توزيع المقنن العلفي وأقل قليلا بمناسبة
تحصين الثروة الحيوانية وأقل كثيراً على أرض الواقع.
ماذا يعني كل هذا؟؟
يعني
وأخص هنا معدل التضخم إما الرقم الأول غير صحيح وإما الرقم الثاني غير
دقيق.... وإما الاقتصاد السوري خارج القوانين الاقتصادية المتعارف
عليها....
ولا أظن الاحتمال الأخير ممكنا. بقيت محاولة تفسير واحدة: أن هناك صالون تجميل أرقام يقدم لنا الأرقام بحلة خاصة تليق بكل مناسبة.
العنوان الأصلي: صالون تجميل الأفكار
ـ
أبدأ بالأمثلة: قدر الفريق الاقتصادي أن عدد المحتاجين والمستحقين للدعم
سيكون 1.5 مليون أسرة... لكن الرقم صعد إلى أكثر من ذلك بكثير فهم يتحدثون
الآن عن 3.9 ملايين شيك. وهذا يعني أن الحكومة بدلاً من إنفاق 15 مليار
ليرة لدعم المازوت ستفق 39 مليار، لتفسير هذا الاختلاف بين الرقمين لدينا
أحد احتمالين:
الاحتمال الأول أن الحكومة قدرت الرقم الأول بناء على التخمين والحدس والظن!!!
والاحتمال الثاني....
أن الحكومة قدرت الرقم بناء على معدلات رقمية وبيانات حول أحوال الناس ومستواهم المعيشي. وفي كلتا الحالتين... التفسير مر وعلقم..
فحسب
الاحتمال الأول.. فهذا يعني أن حالة الناس أسوأ مما ظنت الحكومة أو الفريق
الاقتصادي وأن حدس الفريق خاب بالمواطنين!! وحسب الاحتمال الثاني: فإن ذلك
يعني أن المعدلات الرقمية والبيانات التي استندت عليها الحكومة في تقدير
الرقم لم تكن صحيحة...
وهذا أدهى وأمر!!
أما
المثال الثاني ففيه المشكلة أوضح حيث أعلن الفريق الاقتصادي أن معدل
التضخم في سورية لعام 2009 كان أقل من 3 بالمئة متراجعاً عن 15 بالمئة
لعام 2008 ومثل هذا المعدل جاء في تقدير صندوق النقد الدولي الذي يقف عند
حدود 2.5 بالمئة. لكن عندما ينخفض معدل التضخم من 15 بالمئة إلى 3 بالمئة
ينبغي أن تظهر تأثيرات هذا الانخفاض بشكل واضح جداً بحيث لا يخفى على أحد
وأولهم المستهلك...
فهذا
الانخفاض أكبر حجما من عدم إدراك أو لمس انعكاساته. أبرز انعكاسات هذا
الانخفاض يفترض أن تتبدى أولا على الأسعار بحيث تنخفض بصورة ملحوظة على
اعتبار أن أشهر وأسهل تعاريف التضخم «ارتفاع في المستوى العام للأسعار».
لكن
الأسعار لم تنخفض بصورة تعكس انخفاض التضخم من 15 بالمئة على 3 بالمئة.
وكذلك لم تتأثر أسعار الصرف بهذا الانخفاض بل إننا لم نشهد تغيراً ملحوظا
في أسعار الصرف. إضافة إلى عوامل كثيرة تتأثر بشكل مباشر وغير مباشر بمعدل
التضخم وتنعكس على حياة الناس ومعيشتهم. المثال الأخير...
أحيي
فيه السيد وزير الزراعة لصراحته حول تقديرات عدد الأغنام فقد تبين أن
الرقم وصل إلى 23مليوناً حسب توزيع المقنن العلفي وأقل قليلا بمناسبة
تحصين الثروة الحيوانية وأقل كثيراً على أرض الواقع.
ماذا يعني كل هذا؟؟
يعني
وأخص هنا معدل التضخم إما الرقم الأول غير صحيح وإما الرقم الثاني غير
دقيق.... وإما الاقتصاد السوري خارج القوانين الاقتصادية المتعارف
عليها....
ولا أظن الاحتمال الأخير ممكنا. بقيت محاولة تفسير واحدة: أن هناك صالون تجميل أرقام يقدم لنا الأرقام بحلة خاصة تليق بكل مناسبة.
العنوان الأصلي: صالون تجميل الأفكار