أسطورة مشروب الصداقة
الأحاديث تناقلت أن أول من شرب المتة هم شعب الهواراني وكانوا سكان
أرض ضمن الباراغواي
وجنوب البرازيل شمال شرق الأرجنتين حالياً، إيماناً بأسطورة تقول إن
آلهة القمر والغيوم نزلت إلى الأرض مرة لتزورها ووجدوا فهداً حاول الإنقضاض عليهم
إلا أن رجلاً عجوزاً حكيماً ساعدهم في النجاة فكافأته الآلهة
بأن أعطته مشروب الصداقة.
تلك كانت أسطورة .....
والآن سأزودكم بمعلومات
واسعة عن هذا المشروب الرائع (المتة)
جلبها معهم المهاجرون السوريون الأوائل في القرن التاسع عشر حين
عادوا إلى بلدهم ، وجودها يعاصر فترة ظهور الشاي ، وأصل منبتها في أمريكا
الجنوبية ، وتصلنا حالياً من الأرجنتين التي تعتبر أكثر الدول تصديراً لها،
وتزايد وصولها إلى لبنان وسوريا مع بداية ستينيات القرن الماضي مع تزايد وصول
المغتربين تلك البلاد ، متعارف عليها باسم المتة واسمها العلمي (ليكس
باراغوارينسيس) والآن يعرفها الجميع في سوريا، البعض تذوقها ولم تعجبه والبعض
لم يفعل ذلك أبداً وقد اتخذ موقفاً سلبياً منها سلفاً ، بينما هناك من وقع في
غرامها وصارت مشروبه المفضل والأساسي (متلي أنا طبعاً) .....
الشجرة التي تعطي
المتة تسمى شجرة(بادوب) ، أو تسمى أيضاً شاي الجزويت ، وهي صغيرة معمرة، وهي
دائمة الخضرة أوراقها كبيرة مرنة بيضاوية الشكل ومسننة وقاسية ذات أزهار بيضاء
وثمارها حمراء صغيرة وأحياناً سوداء أو صفراء بحجم حبة الفلفل الأسود ، كما أن
المتة عبارة عن ساق رفيعة حولها أوراق ، ويتم قطف الساق كاملاً ما عدا الجذر
وطحنه، وتختلف نكهاتها بحسب طريقة إعدادها في المعمل أو المختبر، وتعقم عن طريق
صعقة الغاز كباقي الأعشاب كي لا تفقد خواصها العلاجية، ثم تغلف بإحكام لعدم
تعريضها للضوء ، وبعد تفريغها من الهواء تصبح جاهزة للإستخدام وللحفظ لفترات
طويلة ، وينمو هذا النبات في البراري ، ويمكن زرعه ، ولونه أخضر وطعمه مر، ويتم
تحضيره في أمريكا الجنوبية من قطع الفروع الصغيرة من شجرة المتة التي يصل
ارتفاعها إلى 8 أمتار وتجفيفها تحت أشعة الشمس، ومن ثم تضرب بالعصا لتتساقط
الأوراق ويتم تجفيفها ودرسها وتنخيلها لتكون جاهزة فيما بعد للتعليب..
ومع تزايد وصول كميات كبيرة من مادة المتة إلى البلد عبر
المغتربين وزيادة الاستهلاك المحلي تأسست منذ حوالي أربعين عاماً العديد من
الشركات السورية والتي تخصصت في استيراد المتة من الأرجنتين وتعبئتها في
سورية....ومع هذا الانتشار بدأ العديد من المصنعين والحرفيين السوريين بتصنيع
مستلزمات شرب المتة بأشكال وأنواع مختلفة، وتفننوا في زخرفتها حتى إنهم صنعوا
مجموعة كاملة منها أطلقوا عليها مجموعة المتة والتي تعتبر من الهدايا الجيدة
التي يتبادلها في المناسبات السعيدة ذواقوا المتة وهواة شربها.
فوائد المتة
تتعدد طرق تقديم مشروب المتة ، فهناك المتة السادة ،والمتة مع
الخلطات العشبية ،والمتة مع الحليب والعسل..
أما فوائدها فهي:
1.
المتة تضم عدداً من المواد الفعالة ومنها قلويد الكافئين
والثيوبرومين والثيوفلين ومواد عفصية بشكل حمضي ومكونات أخرى.
2.
تعتبر غذاء مغذياً ومنبهاً في حالة الرشح لاحتوائها على قدر كبير من
فيتامين (ج) الذي يوصي به العديد من الأخصائيين في حالة الرشح.
3.
قد حثت الدراسات الحديثة على شرب المتة لعلاج الصداع والشقيقة
والألم العصبي والتعصب والاكتئاب المعتدل كما أنها تخفض نسبة السكر في الدم.
4.
تعتبر المتة من أفضل المهضمات ويفضل شربها بعد الطعام بوقت طويل
لتسهل هضمه، وإذا شربت قبل الطعام فإن شاربها يشعر بالشبع، وإذا شربت على الريق
فإنها تلين المعدة والأمعاء والإكثار من شربها لا يحدث الإمساك.
5.
لا تضر بالقلب والأعصاب كما تفعل القهوة بل تبعث النشاط في الفضلات
والأعصاب وتزيل عسر النفس.
6.
تفيد الذين يرهقون أدمغتهم وعضلاتهم وتساعد العمال والرياضيين على
تحمل التعب والمشي والإرهاق.
7.
مشروب المتة مدر للبول ويفيد في التخلص من الرمال البولية والحصاة
الكلسية والوقاية من الالتهابات البولية.
8.
تحتوي المتة على مغذيات وفيتامينات منها
A,E,B,C
ويضم
عناصر معدنية منها الحديد والمغنسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم.
تسميات المتة
بالصيني: تشا ،
بالبرتغالي: شا ، بالأهواراني: كا ،
أما التسمية
العشبية(تيديل- ماته) فهي التسمية الحالية للمتة،أما التسمية العشبية (جيربا) فقد
جاءت من الهواراني وانتقلت إلى الإسبان، وكلمة (ماتة) أتت من جذور لغة أخرى لشعب
يدعى (كاتشوا) وهذا ما عرفه الأيزويتي من هذه اللغة، وهذه التسمية التي عرفها
ونقلها الأيزويتي من لغات شعب الهنود الحمر (الهواراني) صعبة اللفظ وتعني شيئاً غير
مستحب للإسبان، لذلك حذفت تسمية (جيربا) ووضعت تسمية أخرى (متة)،وكلمة متة تعني
حجم(سعة) أو كأساً ومع مرور العصور أصبحت تسمية(متة) واسعة الانتشار.