منتدى فور جامعة 4jam3a - طلاب كلية اقتصاد طرطوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الطلابي الأول في طرطوس .. والحاضر يعلم الغايب


    عزمي بشارة واحتمالات الحرب على غزة لبنان سوريا

    محمد عفارة
    محمد عفارة
    جامعي ذهبي
    جامعي ذهبي


    ذكر
    عدد المساهمات : 2250
    العمر : 38
    المكان : أتستراد ــــــــــ
    المزاج : الحمدلله تمااام
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : متخرج
    المستوى : 409
    نقاط : 3507
    تاريخ التسجيل : 10/10/2008

    عزمي بشارة واحتمالات الحرب على غزة لبنان سوريا Empty عزمي بشارة واحتمالات الحرب على غزة لبنان سوريا

    مُساهمة من طرف محمد عفارة الأحد فبراير 28, 2010 10:32 am





    غزة:

    -1-

    لقد ثبت أن
    الحرب على غزة في إطار الحدود المصرية الإسرائيلية لا تتطور إلى حرب شاملة،
    لأنه لا يوجد بتاتا أي واقع لأمن قومي عربي مشترك يعتبر العدوان على غزة
    تهديدا له. لا يوجد خارج نطاق الأيديولوجية العروبية أمن قومي عربي. إنه
    ليس كائنا، بل هو ما يجب أن يكون. وربما هو ما كان في يوم من الأيام.


    ولتجنُب نقاش
    جانبي لن نسجل اعتراضا على أنه كان قائما في مرحلة ما، ولكنه حاليا غير
    قائم. ومحاولة بعض القوميين العرب ممن خلّفتهم مرحلة الأنظمة القومية
    العربية أن يفسروا للنظام الحاكم في مصر أن مصلحته تكمن في اعتبار إسرائيل
    عدوا، (متجاهلين أنه في حالة اتفاق سلام، إن لم يكن أكثر، مع إسرائيل، وأنه
    يعرف أعداءه أفضل منهم) وحديثهم عن الأمن القومي المشترك كأمر قائم، هي
    محاولات مثيرة للشفقة. فهي تعبر عن عجز فكري، كما تعبّر عن عدم قدرة على
    التحول إلى معارضة، لأنهم بدل معارضة سياسة النظام القائم يقدّمون له النصح
    والإرشاد لكي يدرك مصلحته "الحقيقية" التي لا يعرفها.


    حاليا تعوِّلُ
    إسرائيل على الجدار الفولاذي لإحكام الحصار فعلا ومنع الأنفاق ولإحداث
    تآكل في النظام القائم في غزة أو دفعه لقبول شروط مصر لغرض تأمين متطلبات
    الحياة، أو تحويله الحصار إلى سبب لتفجير تبادر إليه غزة، لكي لا يتحول
    الحصار الكامل بالجدار الجديد إلى روتين لا يمكنها تحمله. فحصار شعب
    بالكامل وتجويعه، كما تهدف "المنشآت الهندسية"، هو خطوة أشبه بالحرب.



    وإذا لم تجد
    هذه الخطة فقد تلجأ إسرائيل إلى العدوان على غزة من جديد.


    -2-


    "
    تسعى إسرائيل لتجديد العملية
    السياسية المسماة زورا وبهتانا عملية سلام، لأنها مهمة جدا لاقتصادها
    الوطني
    "
    وتسعى إسرائيل لتجديد
    العملية السياسية المسماة زورا وبهتانا عملية سلام، لأنها مهمة جدا
    لاقتصادها الوطني. فقد أثبت محافظ بنك إسرائيل الجديد أن 3% من مجمل الدخل
    القومي الإسرائيلي منوط بمجرد استمرار هذه العملية. فهي ترفع نسبة
    الاستثمارات الداخلية والخارجية في إسرائيل. ولكن "عملية السلام" هي أيضا
    أفضل بيئة لحشد المواقف الدولية ضد إيران والمقاومة وضد "محور التطرف"
    عموما.


    -3-

    في هذه
    الأثناء تواصل إسرائيل التضييق على المقاومة الفلسطينية بالاغتيالات في
    الضفة وغزة. ومنذ نهاية الحرب على غزة قتلت إسرائيل أكثر من 170 فلسطينيا
    منهم عدد من المناضلين في القطاع، فضلا عن الاغتيالات المستمرة في الضفة.
    أما اغتيال الشهيد محمود المبحوح في دبي فيحمل برأينا ثلاث رسائل مفكر بها
    إسرائيليا بشكل واع، أي أنها لا تعكس تحليل الكاتب هنا بقدر ما تعكس ما
    يفكر به الإسرائيليون فعلا:


    أ- أن إسرائيل
    مؤسسة لا تنسى المطلوبين لها ولو بعد عقود.


    ب- أن المعركة
    ضد تهريب السلاح إلى غزة هي حرب. "وفي الحرب كما في الحرب".


    ج- أن إسرائيل
    غير ملتزمة باحترام سيادة دبي. في إطار الضغط على هذه الإمارة التي تشكل
    مخرجا تجاريا وماليا أساسيا لإيران يجعل أي حصار أمرا مستحيلا. وهنا تميز
    إسرائيل بين دبي وأبو ظبي.



    "
    إسرائيل غير ملتزمة باحترام
    سيادة دبي. في إطار الضغط على هذه الإمارة التي تشكل مخرجا تجاريا وماليا
    أساسيا لإيران يجعل أي حصار أمرا مستحيلا
    "
    في
    الماضي خرقت إسرائيل حتى سيادة دولة تعتبر العلاقة معها إستراتيجية مثل
    الأردن. وأجبرها الملك الراحل حسين على دفع ثمن لذلك. ولكنها لا تلتزم
    باحترام سيادة دول أخرى. وباعتقادي أنها قصدت في رسالة إلى دبي أن يجري
    الاغتيال بهذه الطريقة التظاهرية في دبي. لم يكن ذلك فشلا تنظيميا أو
    "لوجستيا".


    الأمر المذهل
    هو الصمت العربي الرسمي إزاء تجاوز فظ وعدائي لسيادة دولة عربية، وذلك في
    مقابل الجدية التي تبديها شرطة دبي. أما الكلام الأوروبي فهو كلام سياسي في
    ظل الحرج من وجود الصور، وتعرف شرطة دبي على الجوازات، أما الأجهزة
    الأمنية الأوروبية فمتفاهمة مع إسرائيل في "الحرب على الإرهاب".


    -4-

    في ظل حالة
    اللاحرب الحالية سوف تستمر سياسة الاغتيالات بتواز مع الحصار لاستنزاف
    المقاومة الفلسطينية. ولكن لا دليل على نجاح نموذج رام الله، والأخبار
    الصادرة من هناك بائسة بتعبير متواضع. والحالة في الضفة الغربية لا يمكن أن
    تستمر على ما هي عليه من استمرار الاحتلال وحل القضايا بسياسات اقتصادية
    كما خطط نتنياهو.


    لبنان
    وسوريا:


    -1-

    جرت العادة
    منذ فترة على اعتبار استعادة هيبة الردع عند الجيش الإسرائيلي سببا ممكنا
    لحرب مقبلة ضد لبنان. وهذا وارد طبعا. ولكنه ليس تبريرا كافيا لشن الحرب لا
    أمام العالم، ولا أمام المجتمع الإسرائيلي. يجب إيجاد سبب لشن الحرب، لكي
    تبرر استخدامها لاستعادة الردع. ولكن السؤال الأهم هو: إذا كان حزب الله
    كما ثبت في حرب تموز خصما إستراتيجيا وليس تكتيكيا (وإن لم يكن خطرا وجوديا
    كما ترى إسرائيل بحق أو بغير حق السلاح النووي الإيراني) فهل تصبر إسرائيل
    على أن يراكم هذا الخصم قوة أعتى؟


    هنا تأتي
    الإجابة جزئيا من حزب الله، ومن أطراف إسرائيلية في الجيش. إذا كان حزب
    الله قد انتقل في برنامجه السياسي الأخير، وفي سلوكه وخطابه السياسي منذ
    حرب تموز، من برنامج تحرير فلسطين إلى أيديولوجية تحرير فلسطين، والتي لا
    تعني إلا عدم الاعتراف بإسرائيل ورفض السلام معها.. وإذا انتقل من الهجمات
    على الحدود وعبرها إلى إستراتيجية الدفاع عن لبنان فقط إذا هوجم، فلماذا
    تهاجمه إسرائيل؟


    منذ حرب تموز
    انصاع الحزب عمليا للقرار 1701 في جزئه المتعلق بوقف النار. بهذا المعنى
    فإن حرب تموز نجحت في وقف عمليات المقاومة، وإن بثمن كبير جدا أذل إسرائيل،
    مع أنها فشلت في ضرب المقاومة. في المقابل يقول حزب الله إن العمليات في
    الأعوام الأخيرة قبل العدوان كانت متوقفة أصلا، ما عدا الاختطاف لغرض تبادل
    الأسرى.


    ونحن لا نقبل
    هذا الادعاء فقد وقعت عدة اشتباكات حدودية، هذا عدا التلويح بالمقاومة في
    مناطق شبعا. ولكن هذا نقاش آخر.


    يعلن حزب الله
    عبر السجال مع الفرقاء اللبنانيين أنه سوف يتجنب منح إسرائيل حججا لكي
    تبدأ هي بالحرب (مع أنها ليست بحاجة إلى حجج كما يقول). فما الداعي
    الإسرائيلي لشن الحرب عليه إذا؟ الجبهة اللبنانية في طريقها إلى أن تصبح
    أكثر شبها بالسورية. ولا يتناقض ذلك مع الاستفادة السورية من تجربة
    المقاومة اللبنانية الفذة في القتال، فالاقتراب نحو نقطة التشابه هو من
    الجهتين. والوضع السائد هناك هو توازن ردع وليس حرب.


    لقد ضاق هامش
    المقاومة كما على الحدود السورية. وأصبح إما حربا أو لا حرب، ولا مقاومة في
    الوسط. وبرأينا لم يحسم هذا النقاش في إسرائيل، بين قبول ميزان الردع
    الجديد وعدم شن الحرب وبين عدم السماح بتطوره وتفاقمه، وذلك بشن الحرب على
    لبنان.




    "
    من زاوية النظر الإسرائيلية
    سوف تنتصر إسرائيل في مثل هذه الحرب مع سوريا أو لبنان. ولكن قدرة الطرف
    الآخر على رفع ثمن هذا الانتصار تزداد باستمرار
    "
    من
    زاوية النظر الإسرائيلية سوف تنتصر إسرائيل في مثل هذه الحرب مع سوريا، أو
    لبنان. ولكن قدرة الطرف الآخر على رفع ثمن هذا الانتصار تزداد باستمرار.
    وهنا يسأل التوجه الأول: ليس السؤال هل يمكن لإسرائيل تحمل هذا الثمن، بل
    السؤال هو لماذا تتحمله، ولماذا الحرب أصلا؟ سبق أن أعلنت سوريا عن خيار
    السلام كخيار إستراتيجي. (ولكنها مؤخرا تؤكد أن لا شركاء له في الجهة
    الأخرى).


    وفي لبنان
    تشكل عمليا إجماع وطني يشمل حزب الله يتجنب الحرب مع إسرائيل، ويحوِّلُ قوى
    المقاومة من مقاومة فاعلة بعمليات، ولو متفرقة، إلى قوة دفاع عن لبنان.
    يتطلب الأمر من وجهة النظر الإسرائيلية هذه أن تغيّر بالمقابل إسرائيل
    سياستها تجاه لبنان، وعليها إعادة النظر في استباحته بالغارات والاجتياحات،
    وغيرها.


    وحزب الله لا
    يعترف بإسرائيل، ويعتبرها عدوا. والفرق بينه وبين سوريا أنه لن يبدأ معها
    لا تسوية ولا عملية سلام.. ولكنه لا يقوم بأعمال هدفها تحرير فلسطين، ولا
    عمليات مقاومة حتى في مناطق شبعا منذ حرب تموز.


    -2-

    لا شك أن
    التصعيد الكلامي الأخير مهم. ولكنه مهم في سياق الانتقال إلى المرحلة
    الجديدة. حزب الله لا يقوم بعمليات مقاومة، ولكنه يغطي بالتهديد والتصعيد
    الكلامي (الجدي فكونه خطابيا لا يعني أنه غير جدي) عملية الانتقال من
    مقاومة وجود إسرائيل، أو حتى من المقاومة الفاعلة لاسترداد أراض لبنانية،
    إلى الاكتفاء بإستراتيجية الدفاع عن لبنان. وهو الثمن كلي يكون سلاح
    المقاومة مقبولا لبنانيا.


    من هنا
    التهديد بالرد على أية عمليات إسرائيلية بلهجة حادة ومبرّرة. فهي تردع
    العدوان. وترضي بنبرتها الحادة جدا والدفاعية جدا أجزاءً أوسع من الرأي
    العام اللبناني. وهو الرأي العام الذي أصبح يشغل الحزب أكثر من أي وقت مضى.
    لا ننسى أنه يهدد بالرد على أي عدوان إسرائيلي، ولا يتحدث عن إدارة حرب
    مستمرة مع إسرائيل تتخللها عمليات مقاومة وهدنة وغيرها. لقد تقدم الحزب
    خطوتين نحو قوى سياسية لبنانية، أكثر مما انسحب أمام إسرائيل. وفي الظرف
    الدولي الجديد تقدمت نحوه بخطوات قوى سياسية لبنانية كانت قد خاصمته أثناء
    الحرب ودعت قبلها إلى تجريده من سلاحه.


    -3-

    لقد كان باراك
    يدعو للعودة إلى عملية التسوية مع سوريا حين صرَّح بأن جمودها قد يؤدي إلى
    حرب. كان يهدد اليمين الإسرائيلي بنتائج الجمود، أي بالتدهور إلى حرب.
    وكان ليبرمان يرد عليه، وليس على سوريا، ولكن لتسمع سوريا. لقد أكد على
    غياب آفاق التسوية والمفاوضات، إلا بالشروط الإسرائيلية. ويتابع قائلا: على
    من لا يعجبه الأمر ألا يهدد إسرائيل بالحرب، ففي مثل هذه الحرب "تخسر
    عائلة الأسد الحكم". هو يدعي إذا أن حالة اللاتسوية واللاحرب ممكنة. ولا
    يوجد حل للصراع، وليتجرأ من يتجرأ على شن الحرب. هذا مختصر موقف ليبرمان.
    وهذا موقف فج يزعج كافة الدول العربية، المؤيدة والمعارضة للتسوية، ويزعج
    أوروبا بشكل خاص.


    ولذلك من
    السهل كره ليبرمان. فهو لا يحترم حتى العرب مؤيدي التسوية. هذا النقاش
    الدائر في إسرائيل حول ضرورة العودة للتفاوض وبدائلها بين وزير أمن ضعيف
    بلا حزب ووزير خارجية تتهدده ملفات فساد قد تدخله السجن، ظهر وكأنه تهديد
    بالحرب.



    "
    لقد كان الحزم السوري في الرد
    على ليبرمان مفيدا، عربيا ودوليا، وحتى على المستوى الداخلي الإسرائيلي.
    ومن التجربة كان الحزم وحده مجديا لسوريا
    "
    وكان
    الرد السوري عليه مفاجئا لمن لم يفهم التغيّر في الخطاب السوري بعد. لقد
    كان الحزم السوري في الرد على ليبرمان مفيدا، عربيا ودوليا، وحتى على
    المستوى الداخلي الإسرائيلي. ومن التجربة كان الحزم وحده مجديا لسوريا منذ
    محاولات كولن باول فرض شروط عليها بعد الحرب على العراق 2003، مرورا
    بالانسحاب من لبنان تحت وطأة اغتيال الحريري، وحتى اليوم.


    أما التراجع
    والاستجداء فأدى ويؤدي إلى التعرض لضغوط أكبر. ولا شك أن التصعيد في
    التهديد من عواقب أي هجوم إسرائيلي يتغلب على التخويف المستمر بقوة
    إسرائيل، ويتجاوز قدرتها على الابتزاز. ويشكِّلُ أساسا لرفض الضغوط
    الإسرائيلية على العرب للتسليم بأية تسوية سياسية غير عادلة. ولكنه لا يشبه
    إطلاقا الخطاب العربي السابق ضد إسرائيل، والذي كان مدفوعا برفض وجودها،
    بما فيه الإعداد (الفاشل للأسف) لمحاربتها. لقد تغير الوضع إلى درجة أن منع
    الحرب يحتاج إلى لهجة صارمة وسلوك حازم.. وإعداد أفضل.


    فالتصعيد
    الكلامي بمجمله من قبل حزب الله وسوريا يأتي تحت عنوان تجنب الحرب وليس شن
    الحرب. ولكنه لا يتجنب الحرب بالاسترضاء أو بقبول التسوية، بل بالتهديد من
    عواقب أي عدوان إسرائيلي مقبل.



    هذه سياسة
    تعزز الصمود ضد فرض شروط سياسية في التسوية، ولكنها ليست سياسة مواجهة مع
    إسرائيل. يظهر ذلك في مثال التهديد بإزالة إسرائيل عن الوجود إذا شنت حربا.


    فإذا كان من
    يهدد مقتنعا بإزالة إسرائيل من الوجود، بل هذا محور أيديولوجيته السياسية،
    وإذا كان قادرا على إزالتها، فلماذا لا يزيلها؟ لماذا ينتظر أن تشن حربا
    عليه؟ على المستمع إذا أن يشكك إما بقدرته أو بإرادته.


    وطبعا لا
    تشكيك بالرغبة الأيديولوجية عند حزب الله بزوال إسرائيل، أما الإرادة
    السياسية فتتأثر بالقدرة فعلا، والظرف.



    "
    حزب الله لا يستطيع إزالة
    إسرائيل حاليا، ولفترة طويلة قادمة على الأقل. وتوجهه نحو السياسة الداخلية
    اللبنانية لا يحافظ على السلاح فحسب، بل يضع القيود عليه، ويغيره
    "
    حزب
    الله لا يستطيع إزالة إسرائيل حاليا، ولفترة طويلة قادمة على الأقل.
    وتوجهه نحو السياسة الداخلية اللبنانية لا يحافظ على السلاح فحسب، بل يضع
    القيود عليه، ويغيره. ويغير توقعات جمهوره منه. على كل حال من زاوية نظر
    أخرى سبق أن كتبنا أن تحرير فلسطين ليس مهمة المقاومة، لا حزب الله ولا
    حماس. فتحرير فلسطين هي مهمة الأمة كلها.



    يهدد حزب الله
    لأن لديه القدرة الفعلية على إيذاء إسرائيل بشكل جدي. وهو يقول ذلك ليس في
    سياق تهديدها بالحرب عليها، بل في سياق تهديدها بشن حرب على لبنان كله.
    هذه سياسة دفاعية من قبل الحزب، لا شك في ذلك. فإسرائيل إن شنت الحرب هذه
    المرة لن تخرج إليها للتسلية، ولا لاستعادة الهيبة، بل لتجاوز فشل حرب تموز
    في القضاء على الحزب.


    أي أن الهدف
    سيكون شاملا هو القضاء على الحزب قضاء مبرما، وهذا يتطلب حربا على لبنان
    كله. وبالتالي أي رد من قبل الحزب سيكون شاملا. هذه حرب. وهل يمكن لسوريا
    أيضا قبول فكرة القضاء على المقاومة اللبنانية، خلافا لمجرد الإغارة عليها
    أو عقابها؟ لا يمكنها حتى من ناحية مصلحة النظام الحاكم وقدرته على الصمود
    وحده بعدها أمام الشروط الأميركية الإسرائيلية.


    من هنا فالحرب
    القادمة على لبنان هي حرب على لبنان وسوريا. ولا يجوز أن يُستفرَد فيها
    بأحد. وهي حرب شاملة. وهذا ميزان ردع وتوازن رعب جديد، سوف يتضح خلال فترة
    قصيرة ما الممنوع وما المسموح في ظله: من إمكانية الانتقام للشهيد عماد
    مغنية (في ظل توازن الرعب الجديد) ولفرض الأعمال الانتقامية كإمكانية في ظل
    التوازن الجديد، وحتى آخر تفصيل. وطبعا سوف تستمر محاولات اغتيال أيضا ضد
    قادة المقاومة ومناضليها، وسوف تستمر إسرائيل بفعل كل ما يتاح في هذا
    التوازن الجديد.


    المصدر: الجزيرة نت

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 4:28 pm