اليوم
وبعد أن حزم إبليس أمتعته وحجز تذكرته متوجهاً إلى أمريكا ...يقف في صالة
الانتظار وامام عينيه يمر شريط ذكريات سريع عن اللحظات التي عاشها في
سوريا ،والحزن يغمره على رفاقه الشياطين الذين خلفهم وراءه..متسائلاً :
كيف سيعيشون ويتدبرون أمورهم بعد أن تغيرت الامور وحدث ما حدث ..
في أخر فترة قضاها في سوريا أصابه الجوع فلم يجد شيئا ليأكله ، وشارف على
إعلان نهايته بعد أن أصبح عاطلا عن العمل لأسباب ليست بالبسيطة أو الصغيرة
إنما أسباب من عمق الأزمة وتدعو للتأمل ..
فبعد أن أن كان أبليس يتبع تعليمات زياد الرحباني بالحرف ويقوم بالوسوسة
للمرأة كي تترك ابنها في الشارع وعلى الرصيف ، لحين إكمالها الثرثرة مع
جارتها ، اليوم لم يعد هناك من داع لإبليس أصلا ، لأن النساء أصبحت تطبق
القاعدة منذ الولادة فترمي ولدها في الحاوية وبين أحضان الجيران وعلى
أبواب ورشات العمل .
غير إبليس المهنة وأخذ يوسوس للناس كي لا تنس التسمية بالله قبل أن تبدأ
كل طعام ، اليوم لا الناس ولا إبليس باتوا يجدون ما يأكلون وأخر مرة أكل
فيها إبليس تسمم فيها من سندويشة الشاورما فاستنجد بسندويشة اللبنة وطلعت
للأسف مغشوشة .
لم ييأس إبليس وحاول التجديد فانتقل إلى العمل مع جيل الشباب فأخذ يوسوس
للشباب للتلطيش على البنات ومعاكستهن في الشارع ، لكن الحظ السيء عاكسه
أيضا فأصبحت البنات أنفسهن يتحدثن مع الشباب بكلام يخجل حتى هو أن يقوله ..
اليوم إبليس أصبح يخاف على نفسه بين هذه الأصناف ولم يعد بمقدوره التحمل
أكثر ..آخر مشهد مر عليه في سورية عندما سرق أحدهم 200 مليون من المال
العام فحكموا عليه بالسجن لمدة خمس سنوات في فيلا فخمة على شاطيء البحر
بينما حكم على رجلين اثنين كانا ينبشا في حاوية الزبالة بحثا عن الطعام
بالإعدام رميا بالرصاص حرصا على النظافة العامة وسلامة المظهر العام .
خلاصة الأمر : أن إبليس توصل إلى استنتاج هام وهو أن السوريين وقد باتوا
قادرين على القيام بعمل إبليس على أكمل وجه بل لأكثر من ذلك أتقنوا العمل
فأصبح كل واحد في سورية هو أبليس أكثر من الثاني والشاطر هو من يبرز نفسه
.."سرقة ..جريمة ...اغتصاب ..خطف "
يأمل إبليس اليوم وهو في طريقه إلى عالم آخر أن يجد عملا ملائما يستر آخرته في أمريكا بعد أن أفنى حياته في خدمة الشعب السوري
صوت قادم من صالة المطار:
على الركاب الأبالسة المغادرين على الرحلة رقم 10 التوجه إلى القاعة التاسعة وشكرا
المصدر شوكو ماكو - ستاء ابراهيم