لشخصية الإنسان في هذه الحياة ثلاثة أبعاد، ومن مجموع التفاعل بين هذه الأبعاد الثلاثة تتكون شخصية الإنسان:
البعد الأول: العقل.
البعد الثاني: النفس.
البعد الثالث: الجسد.
أما الروح فهي وعاء يشمل هذه الأبعاد جميعاً
أما الجسد فأمره واضح ولا يحتاج إلى شرح وتحديد ..
فماذا نقصد بالروح؟ وماذا نقصد بالعقل ؟ وماذا نقصد بالنفس؟
معنى الروح:
إننا
نقصد بالروح هنا تلك القوة التي تبعث الحياة في الإنسان وتنبع منها
الحياة، والتي بمفارقتها للجسم تنتهي حياة الإنسان في هذه الدار الدنيا.
هذا
ما نقصده بالروح، ولذلك قلنا: إنها وعاء يشمل العقل والنفس والجسد؛ لأنه
من دون الروح التي تعطي الحياة أيّ عقل يكون؟! أو أية نفس تمارس دورها؟!
وأيّ جسد يتحرك؟! وإذا انتهت إقامة الروح في جسد الإنسان في هذه الدنيا
انتهى وجوده منها أيضاً وانتقل إلى عالم آخر.
ما هو العقل؟
نقصد
به ذلك ((النور الذي يميز الإنسان به بين الحق والباطل)) ، بين الشر
والخير، بين الممكن والمستحيل، وبعبارة أخرى هو قوة الإدراك والتمييز
والمعرفة، فبالعقل يدرك الإنسان ويميز ويقيّم الأشياء.
تعريف النفس:
نقصد
بالنفس هنا: ((مركز العواطف والميول والشهوات لدى الإنسان)). والقرآن يطلق
عليها تارة عنوان ((النفس)) ، ويطلق عليها تارة أخرى اسم ((القلب))
بين النفس والعقل:
بالعقل
تدرك الأشياء فتعرف أن هذا الأمر ممكن وذاك مستحيل، وأن واحداً زائداً
واحداً يساوي اثنين، واثنين في اثنين يساوي أربعة، العقل هو الوحيد القادر
على إدراك هذه الأشياء، فالعلم والمعرفة والتقييم والحكم على الأشياء كلها
تكون بواسطة العقل.
أما النفس ففيها عواطف
الإنسان مثل الحب والبغض، فالحب وحب الذات والأنانية والخوف وجميع العواطف
والأحاسيس تنبع من النفس، إذن فهناك فرق واضح بين العقل والنفس.
والنفس بهذا المعنى تعتبر أخطر منطقة في شخصية الإنسان؛ فهي مصدر سعادته أو شقائه.
أين دور العقل؟
العقل ليس له دور حاكم مثل النفس... لماذا ؟
لأن
العقل يدرك الأشياء ويقيمها، يدرك مثلاً أن العمل والنشاط جيد وأن الكسل
سيئ، ويدرك أن العدل حسن والظلم قبيح. فدور العقل في حياة الإنسان هو دور
الإدراك والتقييم، ولكن النفس تتخذ الموقف، وهي التي تبادر وتمتلك زمام
الموقف؛ فبيدها أن تصدق وتعمل بما يقوله العقل أو تنحرف وتزيغ عما يقوله.
كيف يؤسر العقل؟
العقل أسير ولكن عند مَنْ؟
إنه أسير عند الهوى المتآمر في حياة الإنسان؛ فيأمر العقل ويصبح أسيراً تحت سيطرته
إذن
النفس لها قدرة التحكم بالعقل واستخدامه، ومن هنا تبرز أهمية النفس ويكمن
الخطر، ومن هنا نجد القرآن الحكيم يعلق سعادة الإنسان وفلاحه ونجاحه على
مدى سلامة نفسه إذن فالمسألة مسألة النفس، من يزكي نفسه فقد فاز فوزاً
عظيماً، لذا يجب أن نولي قضية صحة النفس وسلامتها أهمية كبرى.
الاهتمام بالنفس :
فإذا
كانت النفس مريضة فإنها تستخدم العقل استخداماً سيئاً يؤدي بالجسد إلى
الهلكة، ولو راجعنا التاريخ ونظرنا إلى الواقع المعاصر لوجدنا أن أشخاصاً
لديهم القدرة الكبيرة في الجانب العلمي والعقلي وعقولهم تختزن معلومات
واسعة جداً، ولكنهم في أسفل الدرك من الشقاء والانحطاط، وأبرز مثال على
ذلك هو ((إبليس))
فهل كان انحطاطه وشقاؤه لقلة علمه ؟
كـــلا...
إبليس
مشكلته لم تأتِ لقلة معلوماته، بالعكس، فهو في هذا الجانب كان متفوقاً،
وكان عالماً كبيراً يعلم أشياء لا نعلمها نحن ولم نطلع عليها ،
ولكن من أين أُدين؟
مقتله كان " التكبر
" ، والتكبر حالة نفسية وليست عقلية؛ لذلك لم يستطع أن يستفيد من علمه
وعقله، وكثير من الذين انحرفوا، وكثير من الذين شقوا، المشكلة التي كانت
عندهم ليست مشكلة قلة العلم والمعرفة وإنما هي مرض النفس.
من
هنا يجب أن نولي جانب النفس أهمية قصوى؛ فالنفس إذا كانت مصابه بالأمراض
كالتكبر والغرور والخوف والجبن والكسل والأنانية والحقد وما أشبه، فكل شيء
لا يفيد ..
.......................
قبسات من كتاب النفس منطقة الخطر
البعد الأول: العقل.
البعد الثاني: النفس.
البعد الثالث: الجسد.
أما الروح فهي وعاء يشمل هذه الأبعاد جميعاً
أما الجسد فأمره واضح ولا يحتاج إلى شرح وتحديد ..
فماذا نقصد بالروح؟ وماذا نقصد بالعقل ؟ وماذا نقصد بالنفس؟
معنى الروح:
إننا
نقصد بالروح هنا تلك القوة التي تبعث الحياة في الإنسان وتنبع منها
الحياة، والتي بمفارقتها للجسم تنتهي حياة الإنسان في هذه الدار الدنيا.
هذا
ما نقصده بالروح، ولذلك قلنا: إنها وعاء يشمل العقل والنفس والجسد؛ لأنه
من دون الروح التي تعطي الحياة أيّ عقل يكون؟! أو أية نفس تمارس دورها؟!
وأيّ جسد يتحرك؟! وإذا انتهت إقامة الروح في جسد الإنسان في هذه الدنيا
انتهى وجوده منها أيضاً وانتقل إلى عالم آخر.
ما هو العقل؟
نقصد
به ذلك ((النور الذي يميز الإنسان به بين الحق والباطل)) ، بين الشر
والخير، بين الممكن والمستحيل، وبعبارة أخرى هو قوة الإدراك والتمييز
والمعرفة، فبالعقل يدرك الإنسان ويميز ويقيّم الأشياء.
تعريف النفس:
نقصد
بالنفس هنا: ((مركز العواطف والميول والشهوات لدى الإنسان)). والقرآن يطلق
عليها تارة عنوان ((النفس)) ، ويطلق عليها تارة أخرى اسم ((القلب))
بين النفس والعقل:
بالعقل
تدرك الأشياء فتعرف أن هذا الأمر ممكن وذاك مستحيل، وأن واحداً زائداً
واحداً يساوي اثنين، واثنين في اثنين يساوي أربعة، العقل هو الوحيد القادر
على إدراك هذه الأشياء، فالعلم والمعرفة والتقييم والحكم على الأشياء كلها
تكون بواسطة العقل.
أما النفس ففيها عواطف
الإنسان مثل الحب والبغض، فالحب وحب الذات والأنانية والخوف وجميع العواطف
والأحاسيس تنبع من النفس، إذن فهناك فرق واضح بين العقل والنفس.
والنفس بهذا المعنى تعتبر أخطر منطقة في شخصية الإنسان؛ فهي مصدر سعادته أو شقائه.
أين دور العقل؟
العقل ليس له دور حاكم مثل النفس... لماذا ؟
لأن
العقل يدرك الأشياء ويقيمها، يدرك مثلاً أن العمل والنشاط جيد وأن الكسل
سيئ، ويدرك أن العدل حسن والظلم قبيح. فدور العقل في حياة الإنسان هو دور
الإدراك والتقييم، ولكن النفس تتخذ الموقف، وهي التي تبادر وتمتلك زمام
الموقف؛ فبيدها أن تصدق وتعمل بما يقوله العقل أو تنحرف وتزيغ عما يقوله.
كيف يؤسر العقل؟
العقل أسير ولكن عند مَنْ؟
إنه أسير عند الهوى المتآمر في حياة الإنسان؛ فيأمر العقل ويصبح أسيراً تحت سيطرته
إذن
النفس لها قدرة التحكم بالعقل واستخدامه، ومن هنا تبرز أهمية النفس ويكمن
الخطر، ومن هنا نجد القرآن الحكيم يعلق سعادة الإنسان وفلاحه ونجاحه على
مدى سلامة نفسه إذن فالمسألة مسألة النفس، من يزكي نفسه فقد فاز فوزاً
عظيماً، لذا يجب أن نولي قضية صحة النفس وسلامتها أهمية كبرى.
الاهتمام بالنفس :
فإذا
كانت النفس مريضة فإنها تستخدم العقل استخداماً سيئاً يؤدي بالجسد إلى
الهلكة، ولو راجعنا التاريخ ونظرنا إلى الواقع المعاصر لوجدنا أن أشخاصاً
لديهم القدرة الكبيرة في الجانب العلمي والعقلي وعقولهم تختزن معلومات
واسعة جداً، ولكنهم في أسفل الدرك من الشقاء والانحطاط، وأبرز مثال على
ذلك هو ((إبليس))
فهل كان انحطاطه وشقاؤه لقلة علمه ؟
كـــلا...
إبليس
مشكلته لم تأتِ لقلة معلوماته، بالعكس، فهو في هذا الجانب كان متفوقاً،
وكان عالماً كبيراً يعلم أشياء لا نعلمها نحن ولم نطلع عليها ،
ولكن من أين أُدين؟
مقتله كان " التكبر
" ، والتكبر حالة نفسية وليست عقلية؛ لذلك لم يستطع أن يستفيد من علمه
وعقله، وكثير من الذين انحرفوا، وكثير من الذين شقوا، المشكلة التي كانت
عندهم ليست مشكلة قلة العلم والمعرفة وإنما هي مرض النفس.
من
هنا يجب أن نولي جانب النفس أهمية قصوى؛ فالنفس إذا كانت مصابه بالأمراض
كالتكبر والغرور والخوف والجبن والكسل والأنانية والحقد وما أشبه، فكل شيء
لا يفيد ..
.......................
قبسات من كتاب النفس منطقة الخطر