----------
بدأ أحد أكبر المشروعات العلمية طموحا ودلالة يؤتي ثماره، مع نشر العلماء لتفاصيل دراستهم عن رموز المورثات لدى الإنسان
وهذا العمل العلمي جزء من الجهود الدولية التي بذلت خلال السنوات العشر
الماضية للكشف عن جميع المورثات التي توجد لدى الإنسان وإحداث تغيير ثوري
في فهم الأمراض ومعالجتها ويتوقع أن تساعد المعلومات التي يوفرها مشروع
المورثات هذا المعروف باسم "الجينوم" في مكافحة الأمراض مثل البول السكري
والسرطان والإدمان على المخدرات، بل حتى الأمراض النفسية والعقلية مما
يجعل التوصل إلى علاج لها أمرا أقرب تناولا .
لدينا من المورثات ضعف ما يوجد لدى ذبابة الفواكه، وأكثر بنحو 300 مورث فقط مما لدى الفئران دكتور كريج فينتر
وقد اكتشف العلماء أن لدى الإنسان عددا أقل مما كانوا يتوقعونه من
المورثات يبلغ نحو 30 ألف مورث، أي أكثر من مورثات الفأر بنحو 300 مورث
فقط
ويعني هذا أن الإنسان ليس محكوما بمورثاته بالكامل، وأن البيئة تؤدي دورا مهما في نمو بني البشر .
إنقاذ لحياة الكثيرين
وتسعى مجموعتان علميتان متنافستان إلى رسم خريطة المورثات البشرية، وهما
مجموعة دولية وأخرى خاصة يقودها الدكتور كريج فينتر الذي يعمل في سيليرا
جينوميكس
وقال الدكتور فينتر لبي بي سي إن معظم العلماء في هذا المجال كانوا يظنون
أن لدى الإنسان ما بين 50 ألف و100 ألف مورث، ولكننا ذهلنا عندما عرفنا أن
ما لدينا من مورثات هو ما بين 26 ألفأ و30 ألفا
ولذلك فلدى البشر نحو ضعف المورثات الموجودة في ذبابة الفواكه،
ونتائج ذلك كبيرة جدا بالنسبة لنا جميعا، لأن تفسيري لهذا الكشف هو أن الإنسان ليس بمثل التعقيد الذي كنا نظنه
وسوف توجد اكتشافات تنقذ حياة عدد كبير من الناس ممن كان من المحتمل أن يموتوا بسبب بعض الأمراض المفزعة .
ويقول العلماء إن نحو 40 في المئة من الأمراض الوراثية المعروفة مرتبط
بنحو ثلث عدد المورثات الأربعة والعشرين في جسم الإنسان. وقد حددت هذه
المورثات الثمانية في بريطانيا
ولكن لا يزال أمام الباحثين عمل متواصل قد يستغرق عقودا من الزمن من أجل كشف جميع نتائج مشروع المورثات .
ومن المتوقع أن يؤدي فهم الطريقة التي يمكن بها إصلاح أي مورث معطوب إلى
علاجات جديدة والتوصل في نهاية المطاف إلى أدوية لعدد كبير من الحالات
المرضية مثل أمراض القلب والسرطان وحالات الاكتئاب والإدمان
ويقول الدكتور ديفيد ألتشولر الذي يعمل في معهد بحوث الأدوية البيولوجية
في أمريكا في معظم الأمراض الشائعة مثل السكري والأنواع المعروفة من
السرطان والأمراض النفسية يمكن لنصف المورثات أن تفسر لنا حالات التنوع
بين البشر
وإذا تمكنا من فهم هذا النصف من المورثات فإننا في نهاية المطاف نستطيع
الحد من الخلافات في تحديد رموز المورثات والتعرف على الكثير مما نجهله
اليوم
وقد يؤدي التغير في المورثات البشرية التي تحمل التعليمات التي تكون
الإنسان قد يؤدي إلى عدد من الأمراض مثل السرطان والخرَف وأمراض القلب
ولكن العلماء يحذرون من أن للتقدم الكبير في مجال المورثات عواقب خطيرة
قانونية وأخلاقية واجتماعية. ويشير العلماء إلى ضرورة الحاجة هنا إلى
الحكمة والتعقل لضمان استخدام فوائد هذا التقدم العلمي استخداما سليما .
يوجد نحو 30.000 مورث في الكرموسومات الستة والأربعين لدينا
المصدر : بي بي سي