ديلاكروا
في العام 1832
سافر يوجين ديلاكروا إلى اسبانيا وشمال أفريقيا في مهمّة ديبلوماسية.وكان
لتلك الرحلة اثر كبير في اختيار الفنان مواضيع لوحاته التي ستظهر في ما
بعد، والتي سجّل فيها جوانب من ملاحظاته ومشاهداته الشخصية في تلك البلاد.
وحطّت به الرحال أخيرا في المغرب. حدث ذلك بعد فترة قصيرة من استيلاء فرنسا على الجزائر.
وفي المغرب تمكّن ديلاكروا من أن يشقّ طريقه إلى مجتمعات النساء وعالم الحريم
الغامض.
في "نساء الجزائر" نرى ثلاث نساء يجلسن على أرضية غرفة، بالإضافة إلى امرأة سوداء، لعلها خادمة.
وأكثر ما يلفت
الانتباه في المشهد هو منظر المرأة الجالسة إلى أقصى اليسار مستندةً إلى
أريكة، إذ تبدو ذات ملامح جميلة بنظراتها الحالمة وفستانها ذي الألوان
الباردة والمتناغمة.
أما المرأتان
الجالستان إلى يمين اللوحة فتبدوان كما لو أنهما تتبادلان حديثا شخصيا،
فيما تمسك إحداهن بالارغيلة بينما أدارت الخادمة السوداء ظهرها كـي تنظر
إلى سيّدتها "في الوسط" وهي تهمّ بالخروج من الغرفة.
ولعلّ أهمّ ملمح في هذه اللوحة هو حركة الألوان والأشكـال فيها وتلقائية شخوصها وتفاصيلها.
"نساء الجزائر"
اعتبرت دائما تحفة فنية من اللون والضـوء والتفاصيل الدقيقة الأخرى التي
برع ديلاكروا في رسمها لينقل إلينا عبرها صورة من صور الحريم في بيئتهن
الدافئة والمثيرة