يشكل البيت الدمشقي فنا معماريا متقنا حيث تناسب توزيع الغرف وانسجامها مع العادات والتقاليد الإسلامية والعربية الأصيلة، ويصف الباحث المهتم بالتراث الجمالي "زورو الهجري" لموقع eDamascus البيت الدمشقي القديم المنفذ بإتقان بالقول:
«حجارة يغسلها النور وأشجار يتغلغل فيها الضوء، فالبيت الدمشقي بأقسامه كافة فيه الطمأنينة والسكون والراحة والهدوء، حيث تنطلق حمامة الروح لتحلق في أجوائه، شيئاً فشيئاً ينعش القلب وترتخي الأعصاب وينطلق الحلم ندياً، ففي الشتاء تقبع في زاوية الباحة لتأخذ دفء الشمس وفي الصيف تلجأ إلى ظل الليوان..إنه أشبه بحلم شرقي مسحور!».
وأضاف "الهجري": «يضم البيت الدمشقي تقسيمات ترتبط بالتقاليد الاجتماعية وبالحياة الشامية المتوارثة وبتأثير فلسفة خاصة بين وظائف العمارة والتقاليد العربية والإسلامية وقد وصفه الشاعر "نزار قباني" مدينته "دمشق" بأنها قارورة عطر، فالداخل إلى البيت الدمشقي القديم يدهشه الانفتاح المفاجئ على السماء وكمية الأخضر وتلك الألوان المتعددة والروائح الفواحة».
ويصف الفنان التشكيلي الفرنسي الدكتور "شارل رينو" البيت الدمشقي قائلاً: «تفيض الحياة منه بحلم ٍ هادئ مسحور».
ففي الباحة أشجار البرتقال والليمون المحاطة بالورد والياسمين المقنطر وفي صدر
"زورو الهجري"
الباحة بوابة على شكل قوس يحيط بها الديوان، فما أجمل المساء حيث همسات مياه النافورة وينبعث من بين الأشجار نورٌ خفيف لفانوس ٍ من الزجاج الملون والعصافير تحتل الأشجار لتعزف أنغاماً شجية صيفاً وشتاءً وتتداخل الأبواب والنوافذ بسبب أغصان النباتات والأماليد والجذوع والياسمين المقنطر وأوراق الريحان والمليسة والنارنج.
ويضيف السيد "الهجري": «ويرى الباحثون أن هناك عاملين أثرا في البيت الدمشقي القديم، عامل إنشائي يرتبط بظهور مادة الإسمنت وإنشاء السقوف والطوابق وإقامة الغرف والشقق وتوسيع الشوارع، وعامل عمراني بسبب صناعة السيارات التي غيرت نظام المدينة حيث كانت العمارة الدمشقية داخلية ثم أصبحت خارجية تماماً، أي أن البيت العصري الحديث هو بيت لا يرتبط بالتقاليد المعمارية الدمشقية، كما أنه ينفصل عن التقاليد الاجتماعية وعن الظروف المناخية، ومن الأمثلة التي مازالت باقية على البيوت الدمشقية القديمة: "حي ساروجة" وهو من
بيوت دمشقية
الأحياء الشامية القديمة خارج السور ويوجد فيه بيوت عريقة ما زالت محافظة على فنها القديم الجميل، فهو يشبه جزيرة قديمة وسط البناء الحديث ومتحفاً حياً رائعاً ومتنفساً للهروب من ضجيج المدينة مع الإشارة لجهود جمعية أصدقاء دمشق في المحافظة على الطراز المعماري للحي وفق خطة متناغمة مع روح الأبنية الدمشقية، و"بيت العابد" يقع في "ساروجة" مساحته 1580 م ومؤلف من طابقين بُني من الخشب واللبن والآجر وواجهاته من الحجر الأبيض والأسود، و"بيت شطاح" وهو بيت دمشقي قديم حول إلى فندق "تلمسان" فيه توظيف متجانس للعمارة الدمشقية ولفن العمارة التقليدي، في هذا البيت توليفات ممكنة بين العمارة والديكور الدمشقيين، كما أنه يقدم الدليل الواقعي عن الفن العريق والطراز الشرقي الذي تقدمه البيوت الدمشقية كمتحف سياحي، ويخلص الباحث إلى القول: « يمثل البيت الدمشقي بهندسته المعمارية المتقنة وتداخل الأشكال والتصاميم متحفاً ذا إرث غني كبير للأجداد وذكرياتهم، فهل تحافظ الأجيال القادمة على ما تبقى من هذا التاريخ ... ؟!
«حجارة يغسلها النور وأشجار يتغلغل فيها الضوء، فالبيت الدمشقي بأقسامه كافة فيه الطمأنينة والسكون والراحة والهدوء، حيث تنطلق حمامة الروح لتحلق في أجوائه، شيئاً فشيئاً ينعش القلب وترتخي الأعصاب وينطلق الحلم ندياً، ففي الشتاء تقبع في زاوية الباحة لتأخذ دفء الشمس وفي الصيف تلجأ إلى ظل الليوان..إنه أشبه بحلم شرقي مسحور!».
وأضاف "الهجري": «يضم البيت الدمشقي تقسيمات ترتبط بالتقاليد الاجتماعية وبالحياة الشامية المتوارثة وبتأثير فلسفة خاصة بين وظائف العمارة والتقاليد العربية والإسلامية وقد وصفه الشاعر "نزار قباني" مدينته "دمشق" بأنها قارورة عطر، فالداخل إلى البيت الدمشقي القديم يدهشه الانفتاح المفاجئ على السماء وكمية الأخضر وتلك الألوان المتعددة والروائح الفواحة».
ويصف الفنان التشكيلي الفرنسي الدكتور "شارل رينو" البيت الدمشقي قائلاً: «تفيض الحياة منه بحلم ٍ هادئ مسحور».
ففي الباحة أشجار البرتقال والليمون المحاطة بالورد والياسمين المقنطر وفي صدر
"زورو الهجري"
الباحة بوابة على شكل قوس يحيط بها الديوان، فما أجمل المساء حيث همسات مياه النافورة وينبعث من بين الأشجار نورٌ خفيف لفانوس ٍ من الزجاج الملون والعصافير تحتل الأشجار لتعزف أنغاماً شجية صيفاً وشتاءً وتتداخل الأبواب والنوافذ بسبب أغصان النباتات والأماليد والجذوع والياسمين المقنطر وأوراق الريحان والمليسة والنارنج.
ويضيف السيد "الهجري": «ويرى الباحثون أن هناك عاملين أثرا في البيت الدمشقي القديم، عامل إنشائي يرتبط بظهور مادة الإسمنت وإنشاء السقوف والطوابق وإقامة الغرف والشقق وتوسيع الشوارع، وعامل عمراني بسبب صناعة السيارات التي غيرت نظام المدينة حيث كانت العمارة الدمشقية داخلية ثم أصبحت خارجية تماماً، أي أن البيت العصري الحديث هو بيت لا يرتبط بالتقاليد المعمارية الدمشقية، كما أنه ينفصل عن التقاليد الاجتماعية وعن الظروف المناخية، ومن الأمثلة التي مازالت باقية على البيوت الدمشقية القديمة: "حي ساروجة" وهو من
بيوت دمشقية
الأحياء الشامية القديمة خارج السور ويوجد فيه بيوت عريقة ما زالت محافظة على فنها القديم الجميل، فهو يشبه جزيرة قديمة وسط البناء الحديث ومتحفاً حياً رائعاً ومتنفساً للهروب من ضجيج المدينة مع الإشارة لجهود جمعية أصدقاء دمشق في المحافظة على الطراز المعماري للحي وفق خطة متناغمة مع روح الأبنية الدمشقية، و"بيت العابد" يقع في "ساروجة" مساحته 1580 م ومؤلف من طابقين بُني من الخشب واللبن والآجر وواجهاته من الحجر الأبيض والأسود، و"بيت شطاح" وهو بيت دمشقي قديم حول إلى فندق "تلمسان" فيه توظيف متجانس للعمارة الدمشقية ولفن العمارة التقليدي، في هذا البيت توليفات ممكنة بين العمارة والديكور الدمشقيين، كما أنه يقدم الدليل الواقعي عن الفن العريق والطراز الشرقي الذي تقدمه البيوت الدمشقية كمتحف سياحي، ويخلص الباحث إلى القول: « يمثل البيت الدمشقي بهندسته المعمارية المتقنة وتداخل الأشكال والتصاميم متحفاً ذا إرث غني كبير للأجداد وذكرياتهم، فهل تحافظ الأجيال القادمة على ما تبقى من هذا التاريخ ... ؟!