2- المجتمع العربي … بين الأخذ بالعولمة وتركها :-
نتيجة للانقسام العالمي اتجاه العولمة بين فريقين مؤيد ومعارض ، فإن المجتمع العربي لا يعيش في عزلة عن التطورات التي تحدث في الساحة العالمية ، وبذلك انقسم المجتمع العربي إلى تيارين :
أولاً: تيار الأخذ بالجوانب الإيجابية للعولمة /
يدعي هذا التيار أن للعولمة جوانب سلبية وأخرى إيجابية ، وأن إيجابياتها في غاية الأهمية ، خصوصاً بعد تطبيقها في المجتمعات العربية ، ونرد على أصحاب هذا الاتجاه ، بأن بداية الأخذ بالجوانب الإيجابية ، تؤدي إلى اتباع ما يلي :
1. تحرير التجارة الخارجية والمساهمة فيها .
2. إزالة كل العراقيل والعقبات أمام السلع الأجنبية لاكتساح الأسواق المحلية .
3. إتاحة فرصة التنافس التجاري بين السلع الأجنبية والسلع المحلية .
بطبيعة الحال التجارة الخارجية خارجة عن طوعنا ، لأن الولايات المتحدة والسوق الأوروبية هما اللذان تتحكمان بالتجارة الخارجية وتحريرها ، ونحن لا نستطيع المساهمة فيها لعدم امتلاكنا للرأس المال اللازم فيها .فإذا ارتضت المجتمعات العربية الأخذ بالاعتبارات السابقة ، فإنها سوف تجعل نفسها أمام مواجهة مصيرية بين الجودة العالية للمنتجات الأجنبية وبين الجودة الرخيصة للمنتجات العربية المحلية .
ثانياً: تيار يناشد بعدم التورط في العولمة /
هذا التيار كشف اللعبة الخطيرة التي قامت بها منظمة الاقتصاد العالمي ( الجات) ، تحت ضغط الشركات متعددة الجنسيات ، التي تلعب دوراً سياسياً واقتصادياً في الضغط على حكومات الدول . ويعطي هذا التيار المبررات التالية :
1. الدخول في لعبة العولمة يعني البقاء للأقوى ، والمجتمعات العربية ليست بدرجة عالية من القوة لمواجهة لعب غربية تمس ثقافته .
2. إذا كان البقاء للأقوى فإن دول العالم الثالث ، تكون بين خيارين :
-إما الانضمام إلى دول أخرى : وبذلك تكون تلك الدول لا وجودية ، وهذا ما ترفضه معظم الدول .
-أو القبول بالمواجهة : والتي سوف تحدد من سيبقى .