قد لا يقارن ازدحام طرطوس بازدحام محافظات أخرى، كدمشق أو حلب، ولكن أيضاً طرقاتها لا تقارن بسبب قدمها وضيقها، وغياب الجسور والأنفاق والمحلقات عنها بالكامل.. ولتزيد الطين بلّة، غابت المرائب عن المحافظة بالكامل، وبالتالي، بالإضافة إلى ضيق الطرقات، توقفت السيارات على يمينها ويسارها لتزيد الازدحام ازدحاماً، وليصبح مرور السيارة مشكلة كبيرة ومرور البشر مشكلة أعظم..
ويشكّل سوق طرطوس مثالاً يُحتذى للازدحام الذي يعود إلى منبت المرآب، فلا يعلم المواطن أين سيضع سيارته، ولاسيما إذا كان متّجهاً لشراء أي شيء بالسرعة القصوى، حيث عليه ركن سيارته والمسير وقتاً أكبر بكثير من الوقت الذي سيقضيه في محلّ ما..
وإضافة إلى ذلك، الأحياء ليست بأحسن حال، فكلٌّ ركن سيارته في الشارع الضيّق أصلاً، وما على السائق الذي يمر إلا الانتباه إلى المرايا لكي لا يكون مصيرها الاصطدام والوقوع..
إذاً، أحياء وأسواق، طرق رئيسية وفرعية، لا يوجد فيها أيّ آلية لتنظيم الازدحام، ولا تزال المرائب حلاً ترفيهياً وغير مكتمل بالنسبة إلى برامج مجلس المدينة..
إذاً، مكره أخوك لا بطل، وليس أمامك إلا أن تفتّش عن مكان تركن فيه سيارتك، وقد يُهدَر وقتك بسبب البحث عن المكان، وإن وجد فالبنزين كلّه لم يعد همّاً..
تجربة لا نحسد عليها..
مواقف الكورنيش البحري، التجربة الوحيدة التي شهدتها مدينة طرطوس، والتي حملت، ولا تزال تحمل، الكثير من النقد، والاتهام بالفشل، والواقع خير دليل..
حيث يستغرب الناس أن تكون المواقف المأجورة على الكورنيش البحري، بينما السوق التجاري المجاور للكورنيش خالٍ من المرائب، وهو الأكثر ازدحاماً، وأضيق اتساعاً.. فما كان من المواطنين إلا ركن سياراتهم في السوق، والاتجاه سيراً إلى الكورنيش، فازداد ازدحام السوق ازدحاماً..
ولكن حتى عندما أراد مجلس المدينة أن يحدث مرآباً، هل نجحت التجربة ؟؟
أحد المستثمرين أكّد أنه سيفسخ العقد تماماً، لأنّ العمل يتم دون ضوابط، حيث يستطيع أيّ مواطن في طرطوس أن يأخذ سيارته دون أن يدفع ليرة واحدة، لأنه لا يوجد أيّ ضبط أو بند يلزمه بذلك، بينما في مرائب دمشق يوجد «كلبشات» تحجز السيارة حتى يدفع صاحبها، وفي حمص – على حدِّ قول المستثمر - يوجد ضبط مخالفة للسيارة التي لا تدفع ثمن وقوفها من قبل ضابطة المدينة..
وأضاف المستثمر قائلاً: «القانون لا يصون حقنا، والتجربة غير مكتملة الجوانب، فمستثمرون آخرون فسخوا عقودهم قبلي، لأنّهم لم يجنوا التزاماتهم لمجلس المدينة – بحسب العقد - على اعتبار أنّ جميع الشوارع القريبة من الكورنيش البحري لا يوجد فيها مرائب، وبالتالي الوقوف فيها أفضل من دفع المال للمرآب، والنتيجة خسارتنا»..
لوقت قصير.. فقط
إذاً لا يوجد مرآب في طرطوس، وعندما قرروا أن ينفذوه، فشلوا، ولم تكتمل معالمه، والنتيجة شوارع ضيقة وازدحام، وكلٌّ يركن سيارته في المكان الذي يجده فارغاً، وكأنّ كنزاً من السماء قدّم للسائق، ولكن في المقابل لا بد من القول، بأنّ المشكلة في طرطوس لا تزال في بدايتها كون طرطوس مدينة صغيرة، ولا يزال نموّ السيارات فيها مقدوراً عليه بالنسبة إلى المخطط، ولكن لوقت قصير جداً..
المهندس مظهر حسن، مدير الشؤون الفنية في مجلس مدينة طرطوس، أكّد أنّه سيتمّ لحظ مرائب ضمن الدراسة المرورية، إضافة إلى مرائب جديدة يتمّ العمل عليها عند حديقة الباسل وحديقة المنشية.. لافتاً إلى أنّ مستثمري مواقف الكورنيش يحقّ لهم ضبط السيارة التي لا تدفع لهم وفق موافقة من المكتب التنفيذي.
المصدر : بلدنا
عدل سابقا من قبل AdmiNaSiM في الأربعاء أكتوبر 20, 2010 11:45 pm عدل 2 مرات