بعد عامين ونيف عادت "فينيقيا" إلى أرض الأجداد التي صنعت فيها وانطلقت منها، بعدما زارت حوالي /16/ دولة، ورست في /20/ ميناء، قاطعة حوالي /20/ ألف ميل بحري، مؤكدة بذلك صحة وحقيقة الأسطورة القائلة بأن أجدادنا الفينيقيين زاروا القارة السمراء والتفوا حول "رأس الرجاء الصالح" عائدين بتجارتهم وغنائمهم إلى أرض الانبعاث والتجدد، "أرض الفينيق".
كان حفل استقبال السفينة "فينيقيا" بتاريخ "23/10/2010" في جزيرة "أرواد"، المهندس "محمد عبد الكريم عثمان" منسق حفل الاستقبال، الذي تحدث عن "فينيقيا" بقوله: «السفينة "فينيقيا" هي إعادة بناء لنموذج السفينة الفينيقية القديمة، التي بناها أجدادنا "الفينيقيون" في جزيرة "أرواد" بطريقتها البدائية التي اعتمدت على تعشيق الألواح الخشبية فيما بينها دون هيكل معدني يربطها، حيث كان يعتقد أنها طافت في "إفريقيا" وعادت إلى "المتوسط"، واليوم أثبتنا من خلال هذه السفينة حقيقة علمية هي أن السفينة الفينيقية قادرة على الطواف في البحار ومقاومة أعاصيرها العنيفة».
كان حفل استقبال السفينة "فينيقيا" بتاريخ "23/10/2010" في جزيرة "أرواد"، المهندس "محمد عبد الكريم عثمان" منسق حفل الاستقبال، الذي تحدث عن "فينيقيا" بقوله: «السفينة "فينيقيا" هي إعادة بناء لنموذج السفينة الفينيقية القديمة، التي بناها أجدادنا "الفينيقيون" في جزيرة "أرواد" بطريقتها البدائية التي اعتمدت على تعشيق الألواح الخشبية فيما بينها دون هيكل معدني يربطها، حيث كان يعتقد أنها طافت في "إفريقيا" وعادت إلى "المتوسط"، واليوم أثبتنا من خلال هذه السفينة حقيقة علمية هي أن السفينة الفينيقية قادرة على الطواف في البحار ومقاومة أعاصيرها العنيفة».
المهندس عبد الكريم عثمان
"عثمان" تحدث عن خط سير "فينيقيا" بقوله: «مرت أولاً بميناء "بور سعيد" في "مصر"، وعبرت "البحر الأحمر"، وتوقفت في "السودان" ثم اتجهت إلى "اليمن" وتوقفت في "عدن" وتابعت إلى "مرفأ صلالة" في "عمان"، ثم تابعت إلى "المحيط الهندي" وابتعدت عن سواحل "الصومال" لخطورة القرصنة البحرية هناك، حيث استغرقت الرحلة هنا حوالي خمسة وأربعين يوماً، ووصلت إلى "جزر القمر" وجزيرة "مايو"، وبعدها تابعت باتجاه "موزمبيق" ومرفأ "بيرا"، وكذا إلى جنوب "إفريقيا" و"دورمن"، حيث طافت حول "رأس الرجاء الصالح" إلى غرب القارة الإفريقية، واتجهت شمالاً إلى جزيرة "سنتي لاني"، وتوقفت بعدها في محطة بسيطة إلى جزيرة "قسطنتيو" ثم اتجهت إلى الغرب إلى منتصف المسافة المحيطة بين "أوروبا" و"أميركا" إلى جزر "الارزورس"، وانتظرت فيها حتى تحولت الرياح لتقود السفينة باتجاه الشرق، حيث مرت في "مضيق جبل طارق" من حوالي عشرين يوماً، وبعدها توقفت في أول مرفأ فينيقي "قرطاج" ثم في جزيرة "مالطا" ووصلت إلى "أرواد" في "طرطوس" بعد زيارتها لـ"بيروت" و"طرابلس"».
وأضاف "عثمان": «كان من المقرر بعد توقف السفينة في "أرواد" أن تستمر الرحلة والبعثة العلمية في طريقها إلى "المتحف البريطاني"، لكن تقرر في النهاية أن تبقى السفينة هنا- على الشواطىء السورية- لتكون نواة لمتحف بحري، وأتمنى أن يكون هذا المتحف في "طرطوس"، لأنها تستحق ذلك؛ لتاريخها العريق ولتكون وسيلة تثقيفية وتعليمية لطلاب المدارس والباحثين، ومقصدا سياحيا للزوار والمحبين لأجدادنا "الفينيقيين».
الكابتن فيليب بيل
الكابتن "فيليب بيل" قبطان السفينة "فينيقيا" تحدث عن طاقمها: «الطاقم هم من المتطوعين والباحثين العلميين، الذين أحبوا الاستكشاف والبحث العلمي، وهم من حوالي /20/ جنسية من مختلف دول العالم ومن مختلف الأعمار والأجناس، واستغرقت الرحلة حوالي سنتين وشهرين، حيث واجهت السفينة خلال الرحلة الرياح والأعاصير والأمواج العاتية، خاصة في "رأس الرجاء الصالح" عند الالتفاف حول القارة الإفريقية، فهي منطقة معروفة بالأعاصير والأمواج القوية، وحتى السفن الضخمة المحملة بالبضائع والمصنعة من الفولاذ تواجه مشاكل هناك، وهنا تأكدنا من صحة بناء هذه السفينة بدائية الصنع والمصنوعة من الألواح الخشبية المرتبطة مع بعضها بالألسنة الخشبية والخوابير، وأن طريقة صنع "فينيقيا" هي الطريقة التي صنع بها أجدادنا "الفينيقيون" سفنهم البحرية، التي استطاعت أن تصمد في وجه الأعاصير والأمواج، وتثبت أن "الفينيقيين" هم أبرع صناع السفن في العالم».
السيد "خالد حمّود"، الملقب بين الأهالي بلقب "أمهر صانع سفن في العالم"، لأنه حقق شروط وقواعد هذا اللقب، من خلال صناعته لسفينة "فينيقيا" وبزمن قياسي، وقد تحدث للموقع بقوله: «بنيت السفينة على "الطراز الفينيقي" القديم من خشب "الجوز" و"الصنوبر الحلبي" و"الزيتون"، وذلك بوضع الألواح الخشبية الخارجيّة قبل الأضلاع الداخليّة لهيكل السفينة، وهذا بعكس بناء السفن في أي مكان من العالم، حيث تُبنى الأضلاع الداخليّة لهيكل السفينة قبل توضع الألواح الخارجيّة، ويتم جمع الألواح الخشبية مع بعضها بصنع فراغ من طرفي اللوح بعمق /5/ سنتيمترات ووصل اللوحين الخشبيين المتقاربين بوضع قطعة خشبيّة تدخل ضمن الفراغ تُسمّى "اللسان"، ثمّ تصنع فتحة في لوح الخشب مكان دخول "اللسان" لوضع قطعة خشبيّة تُسمّى "خابور"، والذي يساعد على تقوية وصلة "اللسان" مع لوح الخشب، ويتم بعدها صنع الهيكل الداخلي وفق قياسات قدمها مهندس مختص بعلم "الآثار البحري" لتكون مشابهة للسفينة "الفينيقيّة" الأصليّة».
ترحيب أبناء الفينيق بوصول السفينة
دخول الفينيقيا الى مرفأ أرواد
الوفد الرسمي مع السفينة