وصل الفريق في الساعة الثالثة .. لا بل بالرابعة .. ، الاحتفالات ستكون في ساحة سعد الله الجابري .. ، لا .. ستكون أمام مقر النادي .. سنحتفل بالمطار .. ، لا سنخرج بمسيرات فرح .. !
و بين كل ما سبق ، حرمت الفوضى التنظيمية التي رافقت وصول فريق الاتحاد المتوج بكأس الاتحاد الآسيوي ، مدينة حلب الشهباء من ليلة تاريخية قلما شهدت سوريا مثلها ، و صدمت التفاصيل التي تخللتها عملية الاستقبال عشرات الآلاف من الجماهير الأهلاوية العاشقة التي انتظرت وصول نجومهما في جو قارس البرودة حتى الصباح الباكر .
البداية كانت مع تهادي موعود وصول الطائرة إلى أسماع الأهلاويين الذين ما لبثوا أن خرجوا شيباً و شباناً و قبل ساعات من وصول الطائرة ، لاستقبال صانعي الإنجاز الأحمر ، في الوقت الذي كان فيه حفظ النظام على أهبة الاستعداد أمام المطار .
أولى منغصات السهرة الأهلاوية تجلت بمنع الصحفيين و المصورين من الدخول إلى قاعة الشرف لتصوير الفريق و الحصول على تصريحات أعضاء البعثة فور وصولها ، بحجة عدم رفع أسمائهم من قبل الجهات المعنية ، و لم ندر أي الجهات هي المعنية عن وضع أسماء الصحفيين عند أمن المطار للسماح لهم بالدخول !.
و استطاع بعض الصحفيين من ذوي "الأسماء المسجلة" الدخول خلف الكواليس و التواجد مع الفريق داخل قاعة الشرف ، و بعد العديد من عمليات البحث "ضاعت الطاسة" و لم ندر من المسؤول عن "تسجيل الأسماء" ، أو فرع الاتحاد الرياضي بحلب أم المحافظة ..أم العلم عند الله !.
و هل كان الصحفيون الذين "نفدوا" إلى الداخل من المدللين أم من أصحاب الأسماء المسجلة ، و منا إلى من تقاذف المسؤولية حول ما حصل لعشرات الصحفيين الذين تسمروا أمام الأبواب دون أي جدوى .
و بالانتقال إلى الطوفان البشري الأحمر المتواجد خارج المطار و المطوق من قبل حفظ النظام ، فإنه انتظر على أحر من الجمر خبر هبوط الطائرة على مدرج مطار حلب الدولي ، إلا أن الحيرة تملكت الحضور بعد جهلهم بالمخرج الذي سيظهر منه الفريق .
و تفرقت الجماهير بين الأبواب في محاولة لرؤية الباص الذي يقل الفريق ، و نالت ما نالته من هراوات حفظ النظام التي اعتادت عليها أثناء الدخول إلى الملاعب .
و في خطوة "أكشن" هوليوودية خرج أحد الباصات أمام الجماهير و فيه عدد من الكادر المرافق للفريق ، فما كان إلا أن تبعه نصف الجماهير الحاضرة ظناً منهم أنه الباص الذي يقل الفريق ، بينما لم يبتلع النصف الآخر الطعم و ظل منتظراً وصول الباص الحقيقي ، في ظل سيل الضربات التي يكيلها حفظ النظام على المتجمهرين و التي تطورت إلى تبادل للضربات في بعض الأحيان ، و كان من الممكن أن يؤدي سوء التعامل الحاصل إلى كارثة لا يحمد عقباها ، و لازالت جماهير الرياضة السورية ترزح تحت وطأة سوء تعامل "حفظ النظام" مع هكذا أوضاع تتطلب تدريباً نوعياً يستوعب تلك الجموع الغفيرة ، لا تصرفات غواغائية تصب الزيت على النار .
و بعد أن استطاع الباص "الأصلي" الخروج من بين الحشود التي حفته بالهتاف و بفلاشات الكاميرات ، توجه إلى مقر النادي في الشهباء إلا أن خيبة الأمل التالية تجلت باختفاء نصف اللاعبين الذي آثروا الراحة على الاحتفال .
و بوجود الدكة و الحمصي و الحميدي و الدياب و القلعجي و الكلاسي و الرشيد رقصت الحشود الحمراء أمام النادي حاملة لاعبيها على الأكتاف حتى الصباح الباكر ، و بدأت الجموع بالتضاؤل حتى انتهت السهرة الأهلاوية بحلول السادسة صباحاً .
و في اتصال هاتفي مع عضو إدارة نادي الاتحاد عبد الفتاح تلجبيني لتوضيح صورة "سوء التنظيم" الذي رافق وصول الفريق ، أكد فيه التلجبيني إن "إدارة النادي لا علاقة لها بما حصل ، و بما أن أعضاء الإدارة الاتحادية مسافرون رفقة الفريق إلى الكويت فمن المفترض أن يقع التنظيم على عاتق فرع حلب للاتحاد الرياضي ".
و صرح التلجبيني لعكس السير أن احتفالاً جماهيرياً ضخماً سيتم تجهيزه قريباً ، إلا أن رفض تحديد وقت معين إلى حين اكتمال كافة التجهيزات .
من المسؤول ..؟!
أياًُ كانت الجهة المسؤولة عما حدث فجر الاثنين ، فإنه إجحاف و استخفاف بمشاعر آلاف خرجت رغم طول المسافة و سوء المناخ لاستقبال من رسم الفرحة على محياهم وزرع الأمل في قلوبهم بعد ان عافت نفسهم الرياضة زمناً طويلاً .
ولا ندري ما إذا كان سيناريو باص "التمويه" و تجهيزات الاحتفال في ساحة سعد الله الجابري ! ، أمر حصل بمحض الصدفة و تلك مصيبة ، أو أنه أمر خطط له مسبقاً و المصيبة هنا أعظم !.
و على فرض أن ما حصل هو أمر خطط له مسبقاً فمن هو المسؤول يا ترى عن تلك الخطة التي "كسرت خاطر" الجماهير الأهلاوية ، بعد أن كسر البرد عظامها !.
إن موضوع تنظيم استقبال يليق بالأبطال ليس بالأمر المستحيل ، و لا يتعدى بعض التعليمات التي يسهل تنفيذها على الجميع ، إذ كان من المفترض (لتجنب السيناريو السابق) ، إما السماح للجماهير بالاحتفال مع الفريق في المطار ، أو أن يتم التعتيم على موعد وصول الفريق لكي لا تخرج الجماهير إلى المطار و يتم تحديد موقع لاستقبال الفريق و الاحتفال معه ، فإما ملعب النادي أو ملعب الحمدانية أو إحدى الساحات العامة في حلب ، و لا ندري إن كانت هذه الأفكار البسيطة غائبة عن ذهن من تسبب بوأد فرحة الجمهور ، أو أن هناك أسباباً نجهلها !.
أما ختاماً فهي همسة عتب نوجهها لأبطال الاتحاد الآسيوي الذين آثروا التغيب عن احتفالات الجمهور ، و مهما كان العذر المقنع الذي منعهم من التواجد مع رفاقهم المحمولين على الأكتاف أمام مقر النادي ، فإن نصف ساعة من الاحتفال هي أقل ما يمكن تقديمه لجمهور قدم لهم الغالي و النفيس و كان شريكاً فعالاً في تحقيق البطولة ، و رغم كل ما سبق فقد حمل لاعبيه على الأكتاف و فرغ شحنات غبطته بمسيرات عمت شوارع حلب و "يضرب الحب شو بيزل" !.
و بين كل ما سبق ، حرمت الفوضى التنظيمية التي رافقت وصول فريق الاتحاد المتوج بكأس الاتحاد الآسيوي ، مدينة حلب الشهباء من ليلة تاريخية قلما شهدت سوريا مثلها ، و صدمت التفاصيل التي تخللتها عملية الاستقبال عشرات الآلاف من الجماهير الأهلاوية العاشقة التي انتظرت وصول نجومهما في جو قارس البرودة حتى الصباح الباكر .
البداية كانت مع تهادي موعود وصول الطائرة إلى أسماع الأهلاويين الذين ما لبثوا أن خرجوا شيباً و شباناً و قبل ساعات من وصول الطائرة ، لاستقبال صانعي الإنجاز الأحمر ، في الوقت الذي كان فيه حفظ النظام على أهبة الاستعداد أمام المطار .
أولى منغصات السهرة الأهلاوية تجلت بمنع الصحفيين و المصورين من الدخول إلى قاعة الشرف لتصوير الفريق و الحصول على تصريحات أعضاء البعثة فور وصولها ، بحجة عدم رفع أسمائهم من قبل الجهات المعنية ، و لم ندر أي الجهات هي المعنية عن وضع أسماء الصحفيين عند أمن المطار للسماح لهم بالدخول !.
و استطاع بعض الصحفيين من ذوي "الأسماء المسجلة" الدخول خلف الكواليس و التواجد مع الفريق داخل قاعة الشرف ، و بعد العديد من عمليات البحث "ضاعت الطاسة" و لم ندر من المسؤول عن "تسجيل الأسماء" ، أو فرع الاتحاد الرياضي بحلب أم المحافظة ..أم العلم عند الله !.
و هل كان الصحفيون الذين "نفدوا" إلى الداخل من المدللين أم من أصحاب الأسماء المسجلة ، و منا إلى من تقاذف المسؤولية حول ما حصل لعشرات الصحفيين الذين تسمروا أمام الأبواب دون أي جدوى .
و بالانتقال إلى الطوفان البشري الأحمر المتواجد خارج المطار و المطوق من قبل حفظ النظام ، فإنه انتظر على أحر من الجمر خبر هبوط الطائرة على مدرج مطار حلب الدولي ، إلا أن الحيرة تملكت الحضور بعد جهلهم بالمخرج الذي سيظهر منه الفريق .
و تفرقت الجماهير بين الأبواب في محاولة لرؤية الباص الذي يقل الفريق ، و نالت ما نالته من هراوات حفظ النظام التي اعتادت عليها أثناء الدخول إلى الملاعب .
و في خطوة "أكشن" هوليوودية خرج أحد الباصات أمام الجماهير و فيه عدد من الكادر المرافق للفريق ، فما كان إلا أن تبعه نصف الجماهير الحاضرة ظناً منهم أنه الباص الذي يقل الفريق ، بينما لم يبتلع النصف الآخر الطعم و ظل منتظراً وصول الباص الحقيقي ، في ظل سيل الضربات التي يكيلها حفظ النظام على المتجمهرين و التي تطورت إلى تبادل للضربات في بعض الأحيان ، و كان من الممكن أن يؤدي سوء التعامل الحاصل إلى كارثة لا يحمد عقباها ، و لازالت جماهير الرياضة السورية ترزح تحت وطأة سوء تعامل "حفظ النظام" مع هكذا أوضاع تتطلب تدريباً نوعياً يستوعب تلك الجموع الغفيرة ، لا تصرفات غواغائية تصب الزيت على النار .
و بعد أن استطاع الباص "الأصلي" الخروج من بين الحشود التي حفته بالهتاف و بفلاشات الكاميرات ، توجه إلى مقر النادي في الشهباء إلا أن خيبة الأمل التالية تجلت باختفاء نصف اللاعبين الذي آثروا الراحة على الاحتفال .
و بوجود الدكة و الحمصي و الحميدي و الدياب و القلعجي و الكلاسي و الرشيد رقصت الحشود الحمراء أمام النادي حاملة لاعبيها على الأكتاف حتى الصباح الباكر ، و بدأت الجموع بالتضاؤل حتى انتهت السهرة الأهلاوية بحلول السادسة صباحاً .
و في اتصال هاتفي مع عضو إدارة نادي الاتحاد عبد الفتاح تلجبيني لتوضيح صورة "سوء التنظيم" الذي رافق وصول الفريق ، أكد فيه التلجبيني إن "إدارة النادي لا علاقة لها بما حصل ، و بما أن أعضاء الإدارة الاتحادية مسافرون رفقة الفريق إلى الكويت فمن المفترض أن يقع التنظيم على عاتق فرع حلب للاتحاد الرياضي ".
و صرح التلجبيني لعكس السير أن احتفالاً جماهيرياً ضخماً سيتم تجهيزه قريباً ، إلا أن رفض تحديد وقت معين إلى حين اكتمال كافة التجهيزات .
من المسؤول ..؟!
أياًُ كانت الجهة المسؤولة عما حدث فجر الاثنين ، فإنه إجحاف و استخفاف بمشاعر آلاف خرجت رغم طول المسافة و سوء المناخ لاستقبال من رسم الفرحة على محياهم وزرع الأمل في قلوبهم بعد ان عافت نفسهم الرياضة زمناً طويلاً .
ولا ندري ما إذا كان سيناريو باص "التمويه" و تجهيزات الاحتفال في ساحة سعد الله الجابري ! ، أمر حصل بمحض الصدفة و تلك مصيبة ، أو أنه أمر خطط له مسبقاً و المصيبة هنا أعظم !.
و على فرض أن ما حصل هو أمر خطط له مسبقاً فمن هو المسؤول يا ترى عن تلك الخطة التي "كسرت خاطر" الجماهير الأهلاوية ، بعد أن كسر البرد عظامها !.
إن موضوع تنظيم استقبال يليق بالأبطال ليس بالأمر المستحيل ، و لا يتعدى بعض التعليمات التي يسهل تنفيذها على الجميع ، إذ كان من المفترض (لتجنب السيناريو السابق) ، إما السماح للجماهير بالاحتفال مع الفريق في المطار ، أو أن يتم التعتيم على موعد وصول الفريق لكي لا تخرج الجماهير إلى المطار و يتم تحديد موقع لاستقبال الفريق و الاحتفال معه ، فإما ملعب النادي أو ملعب الحمدانية أو إحدى الساحات العامة في حلب ، و لا ندري إن كانت هذه الأفكار البسيطة غائبة عن ذهن من تسبب بوأد فرحة الجمهور ، أو أن هناك أسباباً نجهلها !.
أما ختاماً فهي همسة عتب نوجهها لأبطال الاتحاد الآسيوي الذين آثروا التغيب عن احتفالات الجمهور ، و مهما كان العذر المقنع الذي منعهم من التواجد مع رفاقهم المحمولين على الأكتاف أمام مقر النادي ، فإن نصف ساعة من الاحتفال هي أقل ما يمكن تقديمه لجمهور قدم لهم الغالي و النفيس و كان شريكاً فعالاً في تحقيق البطولة ، و رغم كل ما سبق فقد حمل لاعبيه على الأكتاف و فرغ شحنات غبطته بمسيرات عمت شوارع حلب و "يضرب الحب شو بيزل" !.