أعلنت الشركة العامة لمصفاة حمص، يوم الأربعاء، أنها رصدت 6 مليارات ليرة سورية لتحويل المصفاة إلى منشأة صديقة للبيئة، وذلك عبر إعادة تأهيل وتطوير بعض الوحدات بشكل يضمن استمرار عمل المصفاة بشكل آمن واقتصادي ومتوافق مع المعايير البيئية للانبعاثات والنواتج الملوثة الغازية والسائلة والصلبة.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن مدير الشركة، المهندس أكرم سلطان، أوضح أن المشاريع التي تنفذها إدارة الشركة تسير بأربعة اتجاهات وهي تخفيض الانبعاثات الغازية والملوثات السائلة ومعالجة النفايات الصلبة، إضافة إلى تحسين المنتجات لمواكبة التطور العالمي بخصوص صناعة التكرير والمشتقات النفطية.
وأشار إلى أن أهم مشروع تسعى إدارة الشركة لتنفيذه هو تحسين جودة ومواصفات المنتجات بالمصفاة بقيمة 250 مليونا، وذلك من خلال إنشاء وحدات جديدة وإعادة تأهيل الوحدات القائمة للحصول على المنتجات وفقاً للمواصفات الأوربية وذلك على التوازي مع دليل المواصفات السورية لتصبح ملائمة للمواصفات المستخدمة عالميا.
كما بيّن أنه تم توزيع مجموعة المشاريع البيئية في المصفاة على مدى ثلاث سنوات كحد أدنى للانجاز وبما لا يزيد على الخطة الخمسية الحادية عشرة ومعظم هذه المشروعات ذات جدوى اقتصادية ستعمل على تحسين الريعية إضافة إلى الأثر الايجابي على صعيد خفض الملوثات.
وأشار سلطان إلى تنفيذ مشروع إعادة تأهيل بعض محللات الأوكسجين الموجودة على الأفران وتركيب محللات جديدة و تبديل الحراقات وتركيب أنظمة تحكم حديثة بالحرق، خلال ثلاث سنوات بكلفة 25 مليون ليرة سورية، وتنفيذ مشروع إنشاء وحدة كونش بنظام مغلق بدلا من النظام المفتوح بقيمة 11 مليون دولار ولمدة ثلاث سنوات أيضا.
وعن المشاريع التي تمت المباشرة فيها، لفت إلى أنه تمت المباشرة بتنفيذ مشروع تعديل وحدة تقطير الجوي 22 بقيمة 11 مليون دولار ولمدة سنتين، حيث أن المشروع يعالج الانبعاثات الغازية والروائح من وحدة التقطير الجوي 22، إضافة إلى تنفيذ مشروع لتعديل وحدات التقطير الجوي الفراغي بقيمة 5ر22 مليون دولار وهو قيد التعاقد.
وأوضح مدير المصفاة أن مشروع تركيب مرشات ماء دائمة لترطيب الفحم ومرشات في ساحة تجميع الكبريت بقيمة 8 ملايين ليرة ولمدة سنة واحدة لمنع تطاير هباب وذرات الفحم والكبريت من ساحات التخزين، إضافة إلى تنفيذ مشروع تأهيل وحدة الكبريت الموجودة وإنشاء وحدة جديدة بحمولة كافية لإنتاج منتجات وفق المواصفات المطلوبة بقيمة 35 يورو لمدة تقدر بسنتين.
كما تتضمن المشروعات إعادة تأهيل أو استبدال ضواغط المهدرجات بقيمة 8 ملايين يورو لمدة ثلاث سنوات بهدف منع تسرب الغازات الهدروكربونية من ضواغط المهدرجات، ومشروع تأمين أجهزة قياس لرصد الملوثات الغازية عند المصدر وفي بيئة العمل بقيمة 2 مليون ليرة ولمدة سنة واحدة بهدف معالجة الانبعاثات الغازية القصيرة الأمد من الوحدات وغازات المداخن.
في سياق متصل، أشار سلطان إلى أن مشروع تركيب نظام دارة استرجاع غازات شعلة المصفاة، يعد من المشاريع الهامة وله مردود اقتصادي جيد وتقدر قيمة المشروع بـ 13 مليون دولار ومدة تنفيذه سنتان، موضحا أن تنفيذ مشروع إعادة تأهيل محطة القوى وهو مشروع اقتصادي ويخفض الانبعاثات بقيمة 15 مليون يورو، مدة تنفيذه ثلاث سنوات لمعالجة انبعاث الغازات الملوثة الناتجة عن حرق الوقود من محطة القوى.
وأضاف أن مشروع تحسين واقع محطات معالجة المياه الملوثة يتم تنفيذه من خلال إعادة تأهيل الوحدتين 32 و8 وإعادة تأهيل محطة معالجة المياه 32 و6 و7 وإنشاء وحدة معالجة السلدج الصناعي بقيمة 360 مليون ليرة، مدة تنفيذه ثلاث سنوات بهدف معالجة الملوثات الهيدروكربونية الناتجة عن قصور أداء وحدات معالجة المياه الملوثة.
كما يتم تنفيذ مشروع إعادة تأهيل دارات التصريف السلوبس الأرضية المغلقة الموجودة حاليا في بعض والوحدات وإنشاء دارات في الأماكن التي تحتاج إلى ذلك، وربط كافة نقاط التصريف بهذه الدارات، ثم استرجاع هذه المواد إلى دارة السلوبس بقيمة تقدر ما بين 25 - 35 مليون ليرة بمدة عامين بهدف معالجة التلوث الناتج عن تصفية السوائل من المعدات.
ولفت سلطان إلى أنه تم إنشاء ساحات صغيرة خاصة بغسيل المبادلات أثناء العمرات في أماكن مختلفة ضمن ساحات الوحدات الإنتاجية مع تجهيزها بحاجز إسمنتي يتم تجميع الرواسب خلفه والتخلص منها بطرق آمنة بقيمة 5ر2 مليون ليرة سورية ولمدة سنة، مبينا أنه تم توقيع عقد مشروع معالجة السلدج الناتج عن وحدة معالجة المياه الملوثة، وإعطاء أمر المباشرة للمتعهد، حيث تبلغ قيمة المشروع مليون دولار ولمدة ثلاث سنوات، إضافة إلى مشروع إنشاء مخزن لتجميع النفايات الصلبة بشكل مؤقت بقيمة 2 مليون ليرة سورية ولمدة سنتان بهدف معالجة بعض النفايات الصلبة الضارة.
يشار إلى أن المصفاة أنشئت غرب مدينة حمص عام 1958 على بعد 4 كم، وجرى أول توسيع للمصفاة عام 1969 وشمل 11 وحدة بطاقة إنتاجية تبلغ 2.7 مليون طن سنوياً من النفط السوري و2.5 مليون طن من النفط الخام المستورد، وأصبحت المصفاة تنتج إضافة إلى النفط والإسفلت فحم الكوك النفطي والكبريت، وتزود معمل الأسمدة على العاصي بالهيدروجين والأوكسجين والتربنتين والكيروسين المهدرج.