كتب حنا مينه في صحيفة تشرين :
كان أبو حيان التوحيدي يسمي مسألته مع الفقر «ملكة المسائل» والجواب عليها «أمير الأجوبة» ويرى أن «الغريب من هو في غربته غريب» لماذا؟.
أغلب الظن لأنه لم يسافر إلى الدنيا مثلما سافرت وفي سفري الطويل «أنا الجناح الذي يزهو به السفر» كنت أحاول، في ذاتي، أن أهرب من ذاتي، ظناً مني أن في الهرب من الذات، أجد خلاصي من دودة الفكر التي تلوب في دماغي، منقبة عن المستور فيه، وعن المسكوت عنه، لتظهرهما إلى الناس، فوق كل ما عرف الناس عني في رواياتي.
إنني، عند نفسي، صفحة بيضاء، لكنني، في خبث اللاشعور، لست كذلك، وقد حملت صليبي على كتفي منذ ستين عاماً، ولم أجد من يصلبني عليه، انتقاماً من نشداني للراحة، في غير أوان الراحة، وغير موضعها أيضاً، فالكاتب مطالب بالكتابة، ولشدما بتّ أكره الكتابة، هذه المهنة الحزينة والمفرحة، والتي لا انفكاك من أسرها سوى بالموت، وهذا، لسوء الحظ لا يؤاتي، حتى بت أخاف ألا أموت!
أعيش «على قلق كأن الريح تحتي» وأبارك هذا القلق ثلاثاً، وألعن الطمأنينة ثلاثاً، وبينهما تظل دودة الفكر القارضة تحفر في دماغي، والفكر، كما تعلمون رهيب، وعند كل غروب أردد: «اسجدي لله يا نفسي فقد وافى المغيب/ واستريحي من عناء الفكر فالفكر رهيب» إلا أن النفس تأبى أن تستريح، لأن دودة الفكر تأبى أن تستريح.
الإشكالية، هنا، في البعد عن الحبر والورق، رغم أننا نحتاجهما في ردع كل منكرة، «إذا وني الضمير عن ردع هذه المنكرة»، لذلك قلت: في سنوات خلت من عمري، لسيدة قدمت لي بيتها على البحر، لأكتب فيه شتاء: «إنني، يا سيدتي، إذا قبلت عرضك، وسكنت بيتك، فإنني، فيه، سأفكر دون أن أكتب، فأنا هارب من التفكير، لذلك أشكرك، وأعتذر إليك» وقبلت السيدة زوبورا استور، كما هو واضح من إهدائي في رواية «الفم الكرزي» اعتذاري، مع الشك في عقلي، وهو شك مبرر تماماً.
هذه الإشكالية، في البعد عن الحبر والورق، أو الرغبة في ذلك، تكررت معي في زيارتي الأخيرة لإمارة أبو ظبي، حيث زارني رجل له في القانون مكرمة، وفي الدفاع عن العدالة مكرمة أكبر، هو الأستاذ محمود رضا العظمة، وزوجته الفنانة التشكيلية السيدة عطاف نصري العظمة، اللذان أكرماني بغير حدود، وأثنيا على أدبي بغير حدود أيضاً، وعرضا علي الإقامة في شقة الضيوف التي يملكانها على البحر، فاعتذرت مرة أخرى!
لم أقل لهما سبب الاعتذار، وفي بيتهما المترف إلى حد لا يصدق، تحدث الزوج إلي عن الوطن، عن دمشق مدينته، التي عشت فيها حتى الآن، اثنين وخمسين عاماً، ولم أكتب عنها اثنتين وخمسين كلمة، سوى مقطوعة «هل تعرف دمشق يا سيدي؟» وهذه، في المعالجة، تحولت إلى قصة طويلة، لا علاقة لها بدمشق أصلاً، ولم أقل للسيدة الفنانة، التي تلطفت، وهي تتقد حماسة، باطلاعي على لوحاتها، وما فيها من فن نابض بالتأثر، وبالمشاركة الوجدانية، مع كفاح إخوتنا في فلسطين، وفيها إلى هذا، صرخة مدوية، لا لضرب العراق!
إن العرض الصادق، في أن أقيم ما شئت، في بيت ضيافتهما على البحر، كان أخوياً، حميمياً، فيه إلحاح مسربل باللطف، إلا أن هذا الإلحاح في الدعوة، قوبل مني بإلحاح في الاعتذار، لأنني لو سكنت بيتهما لن أكتب، بل سأفكر، وأنا هارب من التفكير، وهذا ما لم أقله، كيلا يشكا في سلامة عقلي، كما شكت قبلهما تلك السيدة بجنوني.
ما فعلته، في غرفتي بالفندق، أنني كتبت لهما رسالة، قلت فيها: «أن نندم على الصمت، أفضل من أن نندم على الكلام، وهذه كلمة تعلمتها من غيري، وقد اقترفت، في بيتكما المترف، خطأ الكلام الذي ندمت عليه، لأنه، كما يخيل إلي، كان نافلاً في بعضه، وكان علي أن أصغي أكثر مما أتكلم، لو أن الموعظة البوذية نفعتني وأنا مشرد في الصين، فلغة القانون فن من الفن، وكان علي أن أستوعب حقيقتها، ونغم الفرشاة، في إبداعات السيدة الفنانة، كان جديراً بالإصغاء إليه، لأنه يقول ولا يقول، وفيه ما يتذوق بغير قول، ويتناغم مع المشاعر دون فضول في اللفظ، مهما يكن عذباً طلياً.
«إنني، عند نفسي، أنف في الكبرياء كإنسان، وتأبى شمائل الإنسان في الوفاء، إلا أن تكون على وفاء أكبر، وهذا ليس بمستطاعي، لكوني، الآن، في فقر أبيض، وفي طفولتي، عندما كنت عارياً حافياً جائعاً، كنت في فقر أسود، وفي الحالين لا أبلغ «أن أجزي على الجميل جميلاً!» لذلك أحس، أمام الصدق، والعفوية، والتلقائية، والحميمية، أنني مدين ولست بدائن، وهذا إثم لا أقترفه، ففي البساطة ولدت، وعليها نشأت، وفي موكبها أرحل، وهذا قدري، الذي في ثناياه طموحي، وإني على كفاء مع هذا الطموح، فالدنيا ابتهالات بكلماتي، وهذا حسبي، وهذا صلحي مع هذه الدنيا بالنسبة لشخصي، وهذا خصامي معها من أجل غيري: الفقراء، البؤساء، والمعذبون في الأرض».
أضفت: «ترى لو علمتم»، أن الذي كان في بيتكم خريج سجون، لا خريج جامعات، وأنه، في شقاء الغربة، كان خريج المنافي، لا نزيل فنادق، من أي درجة كانت، وأنه، في سبيل الوطن والشعب، قد عرف التعذيب أيام «الانتداب» الفرنسي حتى ازرقت منه العيون في بياضها، لا الجسم وحده في سمرته، ترى لو علمتم ذلك، أما كان موقفكم مني قد تغير!؟ ما أظن، لأنكم في الأريحية «أندى العالمين بطون راح» وفي الوطنية تأتون في مقدم الركب، إلا أن الاحتياط واجب، تفادياً للانجراف مع العاطفة، أو للانزياح عن خط العقل، وبسبب من أنني أؤثر أن أبقى حيث أنا، على أديم النضال بالقلم، بعد أن ناضلت طويلاً بالجسد، أداءً لواجب، لا منة فيه، ولا تعب معه، وكما قال صديقي الشاعر شوقي بغدادي: «وطني أحبك لا ليرفعني حبي، ولكن تغلب الشيم».
«بحار أنا، والبحار الصادق، في شرف اللجة، وعلى اسمها، يجهد كي يمحو من ذاكرته، من تاريخه، لحظة كان فيها جباناً، ولن أزعم أنني كنت في الشجاعة رباناً، وأنني، في عواصف الدهر، بحراً وبراً، كنت الذي لا يخاف.. بلى! خفت، غير أنني صمدت لخوفي، تغلبت عليه، وهذه هي الشجاعة في قاموسي، وقد عشت، عمري كله، مع المغامرة على موعد، فحيث تكون هي، أكون أنا، ورأيت الموت ولم أهبه، فالموت جبان لمن ينذر له نفسه، وها هي الثمانون تضفي على مشارفها، والموت الذي أسعى إليه يفر مني.
«أقول هذا حتى لا أخدعكم في شيء، حتى لا أذأب كما يذأب الذين في تطلعهم إلى ما في أيدي غيرهم، ينافقون، ويفخرون في نفاقهم، دون أن يرف لهم جفن، وحتى تغلقوا بابكم في وجهي، أنا خريج السجون، شريد المنافي، معتذراً عن الإقامة في بيت ضيافتكم، لأنني، فيه، لن أكتب، بل سأفكر، والتفكير مهنة شاقة لو تعلمون..
هل أستطيع الهرب من دودة التفكير التي في دماغي تقولون؟ وما قيمة الحياة بغير تفكير في شؤونها وشجونها؟ ولماذا كنا، وكان الفكر، إذا ما كان دأبنا السعي لإعدامه؟ ولماذا نقنط إذا رأينا الكأس فارغة، مادام «في كل عام ينضج العنب؟» ولماذا أهرب من البحر إلى البحر، في عبثية لا طائل تحتها؟
في الجواب أقول: إنني لا أسكن إلا في بيت أبي، وأبي ليس له بيت على البحر، أو في الرياح الأربع، وهذا هو السبب في اعتذاراتي لمن عرضوا استضافتي مشكورين، ويكفيني، من مكافآت السماء، أن أتملى عنا قيد نجومها وهي تتدلى، مشعة وبهية!».
كان أبو حيان التوحيدي يسمي مسألته مع الفقر «ملكة المسائل» والجواب عليها «أمير الأجوبة» ويرى أن «الغريب من هو في غربته غريب» لماذا؟.
أغلب الظن لأنه لم يسافر إلى الدنيا مثلما سافرت وفي سفري الطويل «أنا الجناح الذي يزهو به السفر» كنت أحاول، في ذاتي، أن أهرب من ذاتي، ظناً مني أن في الهرب من الذات، أجد خلاصي من دودة الفكر التي تلوب في دماغي، منقبة عن المستور فيه، وعن المسكوت عنه، لتظهرهما إلى الناس، فوق كل ما عرف الناس عني في رواياتي.
إنني، عند نفسي، صفحة بيضاء، لكنني، في خبث اللاشعور، لست كذلك، وقد حملت صليبي على كتفي منذ ستين عاماً، ولم أجد من يصلبني عليه، انتقاماً من نشداني للراحة، في غير أوان الراحة، وغير موضعها أيضاً، فالكاتب مطالب بالكتابة، ولشدما بتّ أكره الكتابة، هذه المهنة الحزينة والمفرحة، والتي لا انفكاك من أسرها سوى بالموت، وهذا، لسوء الحظ لا يؤاتي، حتى بت أخاف ألا أموت!
أعيش «على قلق كأن الريح تحتي» وأبارك هذا القلق ثلاثاً، وألعن الطمأنينة ثلاثاً، وبينهما تظل دودة الفكر القارضة تحفر في دماغي، والفكر، كما تعلمون رهيب، وعند كل غروب أردد: «اسجدي لله يا نفسي فقد وافى المغيب/ واستريحي من عناء الفكر فالفكر رهيب» إلا أن النفس تأبى أن تستريح، لأن دودة الفكر تأبى أن تستريح.
الإشكالية، هنا، في البعد عن الحبر والورق، رغم أننا نحتاجهما في ردع كل منكرة، «إذا وني الضمير عن ردع هذه المنكرة»، لذلك قلت: في سنوات خلت من عمري، لسيدة قدمت لي بيتها على البحر، لأكتب فيه شتاء: «إنني، يا سيدتي، إذا قبلت عرضك، وسكنت بيتك، فإنني، فيه، سأفكر دون أن أكتب، فأنا هارب من التفكير، لذلك أشكرك، وأعتذر إليك» وقبلت السيدة زوبورا استور، كما هو واضح من إهدائي في رواية «الفم الكرزي» اعتذاري، مع الشك في عقلي، وهو شك مبرر تماماً.
هذه الإشكالية، في البعد عن الحبر والورق، أو الرغبة في ذلك، تكررت معي في زيارتي الأخيرة لإمارة أبو ظبي، حيث زارني رجل له في القانون مكرمة، وفي الدفاع عن العدالة مكرمة أكبر، هو الأستاذ محمود رضا العظمة، وزوجته الفنانة التشكيلية السيدة عطاف نصري العظمة، اللذان أكرماني بغير حدود، وأثنيا على أدبي بغير حدود أيضاً، وعرضا علي الإقامة في شقة الضيوف التي يملكانها على البحر، فاعتذرت مرة أخرى!
لم أقل لهما سبب الاعتذار، وفي بيتهما المترف إلى حد لا يصدق، تحدث الزوج إلي عن الوطن، عن دمشق مدينته، التي عشت فيها حتى الآن، اثنين وخمسين عاماً، ولم أكتب عنها اثنتين وخمسين كلمة، سوى مقطوعة «هل تعرف دمشق يا سيدي؟» وهذه، في المعالجة، تحولت إلى قصة طويلة، لا علاقة لها بدمشق أصلاً، ولم أقل للسيدة الفنانة، التي تلطفت، وهي تتقد حماسة، باطلاعي على لوحاتها، وما فيها من فن نابض بالتأثر، وبالمشاركة الوجدانية، مع كفاح إخوتنا في فلسطين، وفيها إلى هذا، صرخة مدوية، لا لضرب العراق!
إن العرض الصادق، في أن أقيم ما شئت، في بيت ضيافتهما على البحر، كان أخوياً، حميمياً، فيه إلحاح مسربل باللطف، إلا أن هذا الإلحاح في الدعوة، قوبل مني بإلحاح في الاعتذار، لأنني لو سكنت بيتهما لن أكتب، بل سأفكر، وأنا هارب من التفكير، وهذا ما لم أقله، كيلا يشكا في سلامة عقلي، كما شكت قبلهما تلك السيدة بجنوني.
ما فعلته، في غرفتي بالفندق، أنني كتبت لهما رسالة، قلت فيها: «أن نندم على الصمت، أفضل من أن نندم على الكلام، وهذه كلمة تعلمتها من غيري، وقد اقترفت، في بيتكما المترف، خطأ الكلام الذي ندمت عليه، لأنه، كما يخيل إلي، كان نافلاً في بعضه، وكان علي أن أصغي أكثر مما أتكلم، لو أن الموعظة البوذية نفعتني وأنا مشرد في الصين، فلغة القانون فن من الفن، وكان علي أن أستوعب حقيقتها، ونغم الفرشاة، في إبداعات السيدة الفنانة، كان جديراً بالإصغاء إليه، لأنه يقول ولا يقول، وفيه ما يتذوق بغير قول، ويتناغم مع المشاعر دون فضول في اللفظ، مهما يكن عذباً طلياً.
«إنني، عند نفسي، أنف في الكبرياء كإنسان، وتأبى شمائل الإنسان في الوفاء، إلا أن تكون على وفاء أكبر، وهذا ليس بمستطاعي، لكوني، الآن، في فقر أبيض، وفي طفولتي، عندما كنت عارياً حافياً جائعاً، كنت في فقر أسود، وفي الحالين لا أبلغ «أن أجزي على الجميل جميلاً!» لذلك أحس، أمام الصدق، والعفوية، والتلقائية، والحميمية، أنني مدين ولست بدائن، وهذا إثم لا أقترفه، ففي البساطة ولدت، وعليها نشأت، وفي موكبها أرحل، وهذا قدري، الذي في ثناياه طموحي، وإني على كفاء مع هذا الطموح، فالدنيا ابتهالات بكلماتي، وهذا حسبي، وهذا صلحي مع هذه الدنيا بالنسبة لشخصي، وهذا خصامي معها من أجل غيري: الفقراء، البؤساء، والمعذبون في الأرض».
أضفت: «ترى لو علمتم»، أن الذي كان في بيتكم خريج سجون، لا خريج جامعات، وأنه، في شقاء الغربة، كان خريج المنافي، لا نزيل فنادق، من أي درجة كانت، وأنه، في سبيل الوطن والشعب، قد عرف التعذيب أيام «الانتداب» الفرنسي حتى ازرقت منه العيون في بياضها، لا الجسم وحده في سمرته، ترى لو علمتم ذلك، أما كان موقفكم مني قد تغير!؟ ما أظن، لأنكم في الأريحية «أندى العالمين بطون راح» وفي الوطنية تأتون في مقدم الركب، إلا أن الاحتياط واجب، تفادياً للانجراف مع العاطفة، أو للانزياح عن خط العقل، وبسبب من أنني أؤثر أن أبقى حيث أنا، على أديم النضال بالقلم، بعد أن ناضلت طويلاً بالجسد، أداءً لواجب، لا منة فيه، ولا تعب معه، وكما قال صديقي الشاعر شوقي بغدادي: «وطني أحبك لا ليرفعني حبي، ولكن تغلب الشيم».
«بحار أنا، والبحار الصادق، في شرف اللجة، وعلى اسمها، يجهد كي يمحو من ذاكرته، من تاريخه، لحظة كان فيها جباناً، ولن أزعم أنني كنت في الشجاعة رباناً، وأنني، في عواصف الدهر، بحراً وبراً، كنت الذي لا يخاف.. بلى! خفت، غير أنني صمدت لخوفي، تغلبت عليه، وهذه هي الشجاعة في قاموسي، وقد عشت، عمري كله، مع المغامرة على موعد، فحيث تكون هي، أكون أنا، ورأيت الموت ولم أهبه، فالموت جبان لمن ينذر له نفسه، وها هي الثمانون تضفي على مشارفها، والموت الذي أسعى إليه يفر مني.
«أقول هذا حتى لا أخدعكم في شيء، حتى لا أذأب كما يذأب الذين في تطلعهم إلى ما في أيدي غيرهم، ينافقون، ويفخرون في نفاقهم، دون أن يرف لهم جفن، وحتى تغلقوا بابكم في وجهي، أنا خريج السجون، شريد المنافي، معتذراً عن الإقامة في بيت ضيافتكم، لأنني، فيه، لن أكتب، بل سأفكر، والتفكير مهنة شاقة لو تعلمون..
هل أستطيع الهرب من دودة التفكير التي في دماغي تقولون؟ وما قيمة الحياة بغير تفكير في شؤونها وشجونها؟ ولماذا كنا، وكان الفكر، إذا ما كان دأبنا السعي لإعدامه؟ ولماذا نقنط إذا رأينا الكأس فارغة، مادام «في كل عام ينضج العنب؟» ولماذا أهرب من البحر إلى البحر، في عبثية لا طائل تحتها؟
في الجواب أقول: إنني لا أسكن إلا في بيت أبي، وأبي ليس له بيت على البحر، أو في الرياح الأربع، وهذا هو السبب في اعتذاراتي لمن عرضوا استضافتي مشكورين، ويكفيني، من مكافآت السماء، أن أتملى عنا قيد نجومها وهي تتدلى، مشعة وبهية!».