انتحار العقرب خرافة وأسطورة شرقية !
<blockquote class="postcontent restore">
في الكتب القديمة المتخصصة بحياة
الحيوانات والزواحف، وأحيانا في الصحف والمجلات، في أقسام المنوعات من
الممكن قراءة معلومة قديمة جديدة تتكرر دائما ويتناقلها الناس فيما
بينهم ومفادها أن العقرب ينتحر إذا وقع في مأزق أي إذا وضعنا العقرب في
وعاء لا يستطيع الخروج منه .وتعرض هذا الوعاء للنار، يبدأ العقرب
بالبحث عن مخرج من المأزق الذي وضع فيه، لكن عندما يفقد الأمل ينهي
حياته بالانتحار حيث يقوم بلدغ نفسه بنفسه فيموت.كما هو معروف أن هذا
الرأي هو عبارة عن أسطورة صيغت للتعبير عن قوة وشراسة العقرب.
ومصدر هذه الأسطورة هي منطقة الشرق الأوسط وخصوصا في البلدان التي
تتواجد فيها العقارب بكثرة، فروتها وتناقلتها الأجيال منذ القدم على
لسان الرواة والعارفين وكبار السن. غير أن الأبحاث العلمية التي تناولت
حياة الحيوان تنفي قطعيا هذه الخرافة الشعبية التي تحكى يوميا في
الجلسات المسائية.
وفي ليالي السمر لإضفاء بعض الحيوية على هذه الجلسات. لكن الشرح
المنطقي لهذه الظاهرة ووجهة النظر من الناحية العلمية هو أن العقرب
وبتأثير الحرارة العالية تبدأ عضلاته بالتهيج مثله مثل أي كائن حي
يتعرض لمثل هذه الحرارة، فيبدأ بعدها بالركض محاولا الهروب وهو يلوح
بذيله يمنة ويسرة والى الأعلى والأسفل فبهذه الحركات بالإضافة إلى
الركض بسرعة نتيجة لتأثير الحرارة .
بالإضافة إلى ضعف التحكم بحركة الذيل فينتج عن ذلك أن يلدغ العقرب نفسه
صدفة. بعد ذلك تبدأ مرحلة الشلل الحراري أي بتأثير الحرارة العالية كما
أشير له سابقا وليس الشلل بسبب التسمم، فيعتقد الناس أن العقرب لدغ
نفسه وانتحر. على الرغم من ذلك فان العقرب إذا لم يحترق تماما، من
الممكن أن يعود للحياة مرة أخرى.
نفى عالم الطبيعيات الفرنسي بيير لوي في عام 1735 الشكوك حول انتحار
العقرب. والآن يقوم علماء الكيمياء الحيوية الفرنسيون وعلماء آخرون من
دول أخرى بدراسة العلاقة بين العقرب الضخم «اندروكتونوس» الاوسترالي
والذي يعيش في شمال إفريقيا أيضا وبين سمومه! إذ أن هذا العقرب يلدغ
سنويا حوالي 2500 شخص في تونس فقط .
وكلهم ينقلون الى المستشفيات ليدخلون قسم العناية المشددة ليموت منهم
25 شخصاً أي ما يعادل 1%. قام الباحثون بأخذ عقرب من هذا النوع الضخم
وحقنوه بجرعة من السم أخذت منه علما بأن هذه الجرعة تكفي لقتل حوالي
500 فأر من فئران المختبرات فلم يلحظ العلماء الباحثين أية آثار تذكر
على هذا العقرب وبقي بنفس الحيوية مما يعني أن العقرب لا يسمم نفسه.
المعروف أن هناك 400 نوع من العقارب وان التركيبة الكيماوية لسمها
تحتوي على 5,10% زلال وبيبتيد. وان جزء صغير من هذا الزلال يكون ساما
للحشرات والزواحف وحتى الحيوانات الصدفية وان لسعة بعض أنواع العقارب
الكبيرة مميتة بالنسبة للإنسان على الفور.
ـ فإذا أردنا أن نشرح آلية التأثير فإن سم العقرب يؤثر على الخلايا
العصبية والعضلات .
ويحدث فيهما خللا في عملية إعطاء النبض التهيجي بسبب إغلاق قنوات
الخلايا التي تجري فيها أيونات الصوديوم والبوتاسيوم. واتضح أن هذه
القنوات لدى العقرب موجودة في الغشاء الخارجي للخلية وذات بنية مختلفة
تماما عن بقية الحيوانات. وهكذا تبين أن العقرب لا يمكن أن يسمم نفسه
ولا أن يتأثر بسم عقرب آخر أثناء الصراع الذي يحصل دائما من اجل الفوز
بأنثى في مواسم التزاوج.
وضع العلماء مهمة أمام أنفسهم وهي معرفة بنية قنوات الأيونات في خلايا
العقرب. لان هذا من الممكن أن يساعدهم في المستقبل ليس فقط في علاج
لدغات العقارب بل وبعض الأمراض المتعلقة بخلل عمل قنوات الأيونات في
الخلايا العصبية والعضلية لدى الإنسان
</blockquote>
<blockquote class="postcontent restore">
في الكتب القديمة المتخصصة بحياة
الحيوانات والزواحف، وأحيانا في الصحف والمجلات، في أقسام المنوعات من
الممكن قراءة معلومة قديمة جديدة تتكرر دائما ويتناقلها الناس فيما
بينهم ومفادها أن العقرب ينتحر إذا وقع في مأزق أي إذا وضعنا العقرب في
وعاء لا يستطيع الخروج منه .وتعرض هذا الوعاء للنار، يبدأ العقرب
بالبحث عن مخرج من المأزق الذي وضع فيه، لكن عندما يفقد الأمل ينهي
حياته بالانتحار حيث يقوم بلدغ نفسه بنفسه فيموت.كما هو معروف أن هذا
الرأي هو عبارة عن أسطورة صيغت للتعبير عن قوة وشراسة العقرب.
ومصدر هذه الأسطورة هي منطقة الشرق الأوسط وخصوصا في البلدان التي
تتواجد فيها العقارب بكثرة، فروتها وتناقلتها الأجيال منذ القدم على
لسان الرواة والعارفين وكبار السن. غير أن الأبحاث العلمية التي تناولت
حياة الحيوان تنفي قطعيا هذه الخرافة الشعبية التي تحكى يوميا في
الجلسات المسائية.
وفي ليالي السمر لإضفاء بعض الحيوية على هذه الجلسات. لكن الشرح
المنطقي لهذه الظاهرة ووجهة النظر من الناحية العلمية هو أن العقرب
وبتأثير الحرارة العالية تبدأ عضلاته بالتهيج مثله مثل أي كائن حي
يتعرض لمثل هذه الحرارة، فيبدأ بعدها بالركض محاولا الهروب وهو يلوح
بذيله يمنة ويسرة والى الأعلى والأسفل فبهذه الحركات بالإضافة إلى
الركض بسرعة نتيجة لتأثير الحرارة .
بالإضافة إلى ضعف التحكم بحركة الذيل فينتج عن ذلك أن يلدغ العقرب نفسه
صدفة. بعد ذلك تبدأ مرحلة الشلل الحراري أي بتأثير الحرارة العالية كما
أشير له سابقا وليس الشلل بسبب التسمم، فيعتقد الناس أن العقرب لدغ
نفسه وانتحر. على الرغم من ذلك فان العقرب إذا لم يحترق تماما، من
الممكن أن يعود للحياة مرة أخرى.
نفى عالم الطبيعيات الفرنسي بيير لوي في عام 1735 الشكوك حول انتحار
العقرب. والآن يقوم علماء الكيمياء الحيوية الفرنسيون وعلماء آخرون من
دول أخرى بدراسة العلاقة بين العقرب الضخم «اندروكتونوس» الاوسترالي
والذي يعيش في شمال إفريقيا أيضا وبين سمومه! إذ أن هذا العقرب يلدغ
سنويا حوالي 2500 شخص في تونس فقط .
وكلهم ينقلون الى المستشفيات ليدخلون قسم العناية المشددة ليموت منهم
25 شخصاً أي ما يعادل 1%. قام الباحثون بأخذ عقرب من هذا النوع الضخم
وحقنوه بجرعة من السم أخذت منه علما بأن هذه الجرعة تكفي لقتل حوالي
500 فأر من فئران المختبرات فلم يلحظ العلماء الباحثين أية آثار تذكر
على هذا العقرب وبقي بنفس الحيوية مما يعني أن العقرب لا يسمم نفسه.
المعروف أن هناك 400 نوع من العقارب وان التركيبة الكيماوية لسمها
تحتوي على 5,10% زلال وبيبتيد. وان جزء صغير من هذا الزلال يكون ساما
للحشرات والزواحف وحتى الحيوانات الصدفية وان لسعة بعض أنواع العقارب
الكبيرة مميتة بالنسبة للإنسان على الفور.
ـ فإذا أردنا أن نشرح آلية التأثير فإن سم العقرب يؤثر على الخلايا
العصبية والعضلات .
ويحدث فيهما خللا في عملية إعطاء النبض التهيجي بسبب إغلاق قنوات
الخلايا التي تجري فيها أيونات الصوديوم والبوتاسيوم. واتضح أن هذه
القنوات لدى العقرب موجودة في الغشاء الخارجي للخلية وذات بنية مختلفة
تماما عن بقية الحيوانات. وهكذا تبين أن العقرب لا يمكن أن يسمم نفسه
ولا أن يتأثر بسم عقرب آخر أثناء الصراع الذي يحصل دائما من اجل الفوز
بأنثى في مواسم التزاوج.
وضع العلماء مهمة أمام أنفسهم وهي معرفة بنية قنوات الأيونات في خلايا
العقرب. لان هذا من الممكن أن يساعدهم في المستقبل ليس فقط في علاج
لدغات العقارب بل وبعض الأمراض المتعلقة بخلل عمل قنوات الأيونات في
الخلايا العصبية والعضلية لدى الإنسان
</blockquote>