عرضت قناة الجديد أمس تسجيل عن التحقيق مع سعد الحريري ,ولكن هذا التسجيل غير كامل "عبارة عن تسجيلات متقطعة"
وهذا نص هذه التسجيلات :
التسجيل الأول
جمعنا معلومات تشير الى اتصال هاتفي جرى بين جميل السيد ووالدك، حيث يقول والدك للسيد (بعد استقالة الحريري من الحكومة) "بما أني خرجت من الحكم ما هو رأيك بكلمتي يوم استقالتي" أي حين قال الحريري "استودعك الله هذا البلد الحبيب"، ورد جميل السيد على الحريري قائلاً "كان جيداً وعاطفياً وتعلم انني أعلم أنه لا يمكن ان تشكل حكومة مع الرئيس الحالي بالوساطة ذاتها". هل تملك هذا التسجيل؟.
الحريري: لا أعلم سنبحث عنه
المحقق: هل فاتحك والدك يوماً عن هذا الحديث بالتحديد الذي جرى مع جميل السيد؟
الحريري: لا
المحقق: هل أخبرك أي شخص آخر عن هذا الحديث؟
الحريري: لا ولكن أظن ان شخصاً قال لي ان جميل السيد هدّد والدي يوماً وأبلغه انه يجب ان يترك البلد وإلا سيقتل وأظن ان ذلك حصل عام 99.
المحقق: لماذا يسأل والدك رأي جميل السيد حول استقالته؟
الحريري: لأن جميل السيد في "جيبت" السوريين وهو كان دائماً على تواصل معهم.
استقالة الحريري من الحكومة:
الحريري: بشار الاسد قال لوالدي "شكل أي حكومة تريد وأظن ان بشار الاسد وكالعادة هو رجل صريح جداً بقول شي وبيفعل شي آخر، وفي الواقع حسني مبارك كان مضطلعاً على الموضوع لأن والدي نسق مع مبارك الامر كله.
التسجيل الثاني
الحريري: ولكن في النهاية كانوا يلعبون
ولم يريدوا والدي ان يعود رئيس حكومة.
المحقق: عفواً حين تقول "لم يريدوا" من تقصد؟
الحريري: يعني إميل لحود، جميل السيد، رستم غزالي وبشار الاسد.
التسجيل الثالث
المحقق: ما هي طبيعة العلاقة التي كانت تربط والدك الراحل والسيد طلال سلمان؟
الحريري: علاقة إبتزاز.. بحتة.. بمعنى إذا لم تعطنِ المال.. سأفجر كل شي بوجهك.. انشر كل ما يتوفر لدي ضدك.
المحقق: كل ما يتوفر ضد والدك؟
الحريري: كل ما من شأنه ان يضره.. في النهاية طلال كان مقرباً جداً من جميل السيد.. كان صديقه.. وفي نفس الوقت طلال وسأقول لك كيف كانت الامور تعمل.. السوريون عندها كانوا يريدون من والدي ان يساعد احداً كان رستم يأتي ويقول: رفيق.. طلال بحاجة الى مساعدتك.. لذلك عليك ان تدفع له بعض المال لأن جريدته مفلّسة.. ولسوء الحظ وعلى الرغم من ان والدي لم يكن يريد ان يفعل ذلك خصوصاً وان السفير كانت من أقسى الصحف عليه منذ عام 1992 مع انه لم يكن لديه أي مشاكل مع طلال.. لكن طلال كان من النوع الذي اذا دفعت له مالاً يكتب عنك بشكل جيد.. تماماً كما شارل ايوب.. لكن شارل أيوب كان اسوأ.. شارل أيوب عاهر.
طلال لديه جريدة وهو يكتب فيها من الممكن ان يكتب شيء سيء لكن لديه كتاب آخرون بإمكانهم ان يعكسوا وجهات نظر أخرى لذلك هو ليس كهذا الذي اسمه شارل ايوب.. شارل ايوب مقامر.. من وجهة نظري هو باع ضميره بشكلٍ كامل.. طلال سلمان مختلف.. كان يقوم بعمليات ابتزاز او بالاحرى كان يستخدم جريدته للحصول على مال وكان لديه صحافيون كإبراهيم الامين.. إبراهيم الامين كان من رجال جميل السيد.. ابراهيم الامين الذي يترأس الآن جريدة الاخبار كان من رجال السيد.. السيد كان لديه ابراهيم الامين في السفير.. ونقولا ناصيف في النهار.. وطارق ترشيشي في الشرق الاوسط.. وشارل ايوب في الديار.
المحقق
في مقابلة سابقة مع لجنة التحقيق قلت ان السوريين نظموا حملة ضد الحريري قبل 14 شباط 2005.. عندما تقول السوريين من تقصد؟
الحريري: رستم غزالي.. آصف شوكت.. وأدواتهم المتمثلة بجميل السيد وإميل لحود.. لقد قاموا بتنظيم حملة اعلامية وصفت والدك بالخائن وبأنه يقف وراء الـ1959 وهو الذي تسبب بإصداره وانه كما تعلم عدو لسوريا.. سليمان فرنجيه وهو قريب جداً من النظام السوري وصف رفيق الحريري بالمشروع المشبوه او ما شابه.. وطلال ارسلان وصفه ببركيل قريطم.. كانوا قاسين جداً عليه وإذا ما نظرت لما اتعرّض له اليوم من حملة اعلامية فسترى ان المسألة نفسها.
المحقق: في لبنان او في الدول الاخرى؟
الحريري: في لبنان.. او بالاحرى في لبنان وسوريا تحديداً تشرين والبعث وأذكر اعتبرت ذلك ملفتاً جداً للانتباه.. لانه كما تعلم فهم عادةً يكتبون تهديدات.. عندما تكتب البعث عنك شيئاً فهذا يعني بمثابة تهديد.. وأذكر أنني اتصلت بوالدي وسألته إذا ما كان قد قرأ ما كتب في صحيفة البعث لانني كنت أؤيد فكرة ان يقوم بتقديم تنازلات وسألته لماذا لا تتنازل؟
المحقق: يتنازل عن ماذا؟
الحريري: هل تذكر.. الاجتماع الذي قلت لك عنه بين رستم غزالي وشارل ايوب؟ كانوا يتفاوضون حول الانتخابات في بيروت ولائحة والدي قلت له تنازل، دائماً ما بتتنازل.. لماذا لا تتنازل هذه المرة.. وقال لا لن اتنازل.. عمري ستون عاماً.. قلت له سيقومون بإيذاءك.. فأجاب فليفعلوا ذلك.. يحفرون قبرهم بيدهم.
المحقق: وهل كان ذلك موقفك ايضاً من موضوع التمديد للحود؟
الحريري: التمديد للحود كان مختلفاً.
المحقق: لماذا هو مختلف ما دام ايضاً نوعاً من انواع التنازل؟
الحريري: السبب هو أنني عرفت ما الذي ينوون فعله بالبلاد.. قبل ذلك لم اكن اعرف.. كنت اشجعه في السابق على مواجهته ولكن بعد ان عرفت ما عرفته اصبحت ادعوه لتقديم التنازلات.
المحقق: شكراً على التوضيح.. إذا لماذا تعتقد ان الحملة شنّت على والدك في تلك الفترة تحديداً؟
الحريري: اعتقد ان ساعة الصفر كانت قد حانت لاغتيال والدي.
المحقق: متى جاء المعلم للقاء والدك؟
الحريري: جاء في كانون الثاني على ما اعتقد.. في كانون الثاني او شباط لا أذكر.. ربما في نهاية كانون الثاني او بداية شباط.. اعتقد ان والدي قال له.. وانتم تملكون الاشرطة.. قال له.. انت تطلب مني.. وانا اطلب منك ان تقول لبشار الاسد انني لا يمكن ان اكون ضد سوريا او ما شابه لكنكم لا يمكن ان تواصلوا التصرّف بهذا الشكل وليد.. ووليد أجابه إنك تمشي على ارض خطرة او شيء من هذا القبيل..
الحريري: كنت قد قلت شيئاً إيجابياً في السابق عن وليد المعلم.
سعد الحريري: لو استمعت الى تصريحات وليد المعلم الآن.. لقد اصبح اسوأ من بشار الاسد نفسه.
المحقق: تقصد بعد اغتيال والدك الحريري.
الحريري: لقد كنت اظن ان وليد المعلم ممكن ان يلعب دوراً ايجابياً في ذلك الوقت لكن ذلك لم يكن كافياً على ما يبدو كما نرى اعتقد كان هناك الكثير من التقارير ومن الكره والان إذا سألتني كيف حدث ما حدث ولماذا حدث فأنا اعتقد أن آصف شوكت وماهر الاسد لهما دور كبير في ذلك.
المحقق: في ماذا؟
الحريري: في عملية الاغتيال والتحضير لدفع بشار في اتجاه أخذ هذا القرار.. لانه عندما توفي حافظ الاسد ذهبت مع والدي لتقديم التعازي لوالدة بشار وذهبت لتقديم التعازي مع مصطفى طلاس الذي كان وزيراً للدفاع.. وبينما كنا ندخل كان آصف مغادراً فنظر طلاس الى والدي وقال له: (الله يستر سوريا من هالرجال) وكان على حق.
المحقق: هل كنت تعلم ان والدك كان سيتوجه لزيارة سوريا في 14 شباط؟
الحريري: لا، لو كان لديه نوايا للقيام بزيارة سوريا لكنت عرفت.. لكنت عرفت من وسام او عبد او من خلال الاشخاص الذين اعرفهم.
المحقق: لو كان لدى والدك نيّة للقيام بهذه الزيارة هل كان وسام او عبد سيعلمان بذلك
سعد: نعم كانا سيعلمان.. كيف كان سيذهب؟ سيراً على الاقدام
المحقق: لا، ولكن النية كانت لاتزال نية، لم يكن قد قرر بعد ذلك
الحريري: في الخامس عشر من شباط
المحقق: نعم غير مقرر. مجرد مخطط
الحريري: أشك في ذلك
المحقق: هل تعرف بشار الاسد شخصياً
الحريري: نعم التقيت به مرتين او ثلاثة، مرتين في فيلا في دمشق.. وفي مرة ثالثة ذهبنا للغداء.. انا وهو ورامي مخلوف، وايضاً في إحدى المرات عندما كان الملك عبدالله في دمشق بشار اصطحب الامير عبد العزيز بن عبدالله وعبد العزيز بن فهد وأحد اصدقائي عبدالله كامل وأنا طبعاً للعشاء
المحقق: متى كان ذلك
الحريري: أعتقد في عام 1999 أو عام 2000. باية العام 2000
المحقق: قبل وفاة والده
الحريري: بعد اغتيال والده. خلص (يضحك) صار رئيساً للجمهورية لم يعد يلتقي البسطاء مثلي والناس العاديين. وعندما ألتقيته في المرات التي ذكرتها كان يتحدث عن كل شيء، عن لبنان وعن أن لا مشكلة لديه مع والدي، وكنت أقول له أنه إذا كان هناك أي دور يمكن أن ألعبه للتقريب بينك وبين والدي سأكون سعيداً جداً لفعل ذلك، كان لدينا لقاء مطول بالحقيقة مرتين، في كل مرة كنا نجلس لساعتين، كان يتحدث كثيراً عن كل شيء عن وليد جنبلاط وعن والدي، لكنه لم يكن سلبياً، بل إيجابياً ومن ثم أصبح رامي مخلوف معه الوصل بيننا
المحقق: هل لازالت على تواصل مع رامي مخلوف منذ اتصل بك لتعزيتك بوفاة والدك
الحريري: لا أبداً، كانت تلك آخر مرة تواصلت بها مع أحد من السوريين
الحريري: كان هناك أحاديث انه سيلتقي وليد المعلم في (كوبنهاغن) عرفت بذلك بعد عملية الاغتيال، تيري رود لارسن أخبرني بذلك، تيري كان قد التقى والدي وأخبرني بذلك.
أعتقد انه كان في دمشق وجاء لزيارة والدي نهار السبت، وقال لوالدي سيقومون باغتيالك
شعر بشيء ما، وقال لي أنه قال لوالدي: رفيق، عليك أن تكون حذراً سيقومون بقتلك، وفي اليوم التالي كان تيري سيغادر لبنان، واتصل به والدي وقال له: يتعين عليّ أن اراك، وبالفعل التقيا. وسأله الى أي مدى ما قلته لي هو أمر جدي فأجابه هو بالفعل كذلك، هذا ما شعر به
في تلك الفترة كان تيري قد التقى بشار الاسد وتحدثوا عن الـ1559 وتطبيقه، وعندما تم التطرق الى موضوع الحريري رأى الغضب في عينيه، وكان بشار منزعجاً جداً، لا نستطيع أن نتحدث الى رفيق، قال له: لا أعرف التفاصيل، ولكن هذا ما قاله تيري لي.
لا أريد أن أكسر سوريا في لبنان:
المحقق: لو فاز والدك في الانتخابات، ماذا كان سيغير، وأي تأثير كان سيفعل والدك على رئاسة الجمهورية
الحريري: كان قد شل الرئاسة لو حاز على الثلثين، كان بإمكانه الانقلاب على الرئيس، لو حصل عليها، ولكن هذا لم يكن جزء من خطته، خطته كانت... يعني أنه لم يفكر يوماً أنه يريد أن يكسر سوريا في لبنان، كان دائماً يقول ذلك، إنو "أنا ما بدي اكسر سوريا بلبنان" ولكني أريد أن اقنع السوريين أنه يوجد طريقة أفضل لقيام علاقات بين سوريا ولبنان
علاقة رفيق الحريري بحزب الله:
المحقق: مع أي اطراف سياسية كان يحاول والدك بناء تحالف
الحريري: في حينها فتح والدي علاقة مع وليد جنبلاط، قرنة شهوان، وفتح حواراً مع حزب الله، أعتقد في حينها أن الرئيس نبيه بري خانه خيانة كبيرة ولم يعد يثق به ولم يريد العمل معه، ولذلك فتح قنوات جديدة مع أمين عام حزب الله حسن نصرالله
المحقق: من كان الرسول مع حسن نصراللها
لحريري: كان يوجد شخص يدعى مصطفى ناصر وحسين خليل، وكان يوجد ايضاً وسام الحسن، والذي كان يعلم بتفاصيل اللقاءات دائماً، ولكن لنقول أن والدي أراد (حسن نصرالله) كان يتضمن اللقاء حسن نصرالله، رفيق الحريري، مصطفى ناصر وحسين خليل، وكان وسام (الحسن) ينتظر في الخارج، وحين خرجوا من اللقاء كان والدي يقول لمصطفى ناصر إروِ لوسام كل ما دار في الاجتماع
المحقق: ومن هو مصطفى ناصر
الحريري: مصطفى ناصر أعتقد أنه من حزب الله
الحريري: والدي كان يثق بحسن نصرالله كثيراً ورأى انه بإمكانه أن يعمل معه وأن يعقد اتفاقاً مع حسن نصرالله واعتقد أن حسن نصرالله رجل يلتزم بكلمته، وهذا ما لا أعرفه أنا.
المحقق: كل متى كان يتم اللقاء بينهما
الحريري: لست متأكداً لكنني أعتقد حوالي كل اسبوع أو كل 10 أيام
المحقق: منذ متى بدأت تحصل هذه اللقاءات
الحريري: ستة اشهر قبل اغتياله الحريري.
التسجيل الثاني/ نجيب ميقاتي:
المحقق: كيف كانت طبيعة العلاقة بين والدك ونجيب ميقاتي؟
الحريري: طبيعية، كان وزيراً ولم يكن عاطلاً مع والدي، ولكن نجيب سياسي محنك، إذن طبعاً لم يكن يواجه والدي.
تعلم أنني جعلت نجيب (ميقاتي) رئيساً للحكومة، ومن ثم حاول طعني، وأنا لا أحب الذين يطعنون في الظهر.
المحقق:كيف كانت طبيعة العلاقة بين والدك والوليد بن طلال
الحريري: كانت العلاقة جيدة جداً الى أن لا أعلم لماذا تغير كل شيء.
الحريري: والدي لم يفهم لماذا كان الوليد بن طلال يفعل ذلك، كنا نخشى أن تكون الحكومة السعودية تحاول إرسال رسائل إلى والدي حتى في يوم اصدرت الحكومة السعودية قراراً من الديوان
الملكي تقول إن مواقف الوليد بن طلال لا تمثل وجهة النظر الرسمية للسعودية أو السياسة السعودية، لأن الأمير الوليد كان لا يكف عن إهانة والدي.
الحريري: أظن أن الوليد بن طلال أراد أن يصبح رئيس حكومة (لبنان)، واستحصل على الجنسية اللبنانية، ولم افهم لماذا؟.
(شيراك يقول للحريري انتهبه):
الحريري: قبل شهر ونصف أو شهرين (من اغتيال الحريري) كنا خائفين، لكن لا أحد.. يعني هو كان دائماً يقول إنهم لن يتجرأوا والرئيس شيراك اتصل به يوم قبل (اغتياله) وقال له: "إنني قلق جداً على أمنك، إنتبه يا رفيق".
المحقق: هل كان هذا على الخط المشفر
الحريري: لا، حصل هذا على الهاتف العادي، ولكنني أعلم أن الرئيس شيراك قال له هذا، أعتقد أنه قال ذلك أن تيري رود لارسن كان قد ابلغ الفرنسيين شيء والرئيس شيراك يعرف كيف يستخف والدي في أمنه.
المحقق: قلت "أعتقد" لماذا تعتقد ذلك؟
الحريري: ماذا تقصد؟
المحقق: أن السيد تيري رود لارسن...
الحريري: إنني أحلل أنه إذا اتصل الرئيس شيراك بوالدي ليقول له إنتبه، فالمعلومة تكون آتية إما من المخابرات أو من (تيري) فهو كان قريب جداً من غوردين مونت، وهو كان يبلغ (مونت) بالمشاورات التي تجري بينه (لارسن) وبين بشار الاسد فهو كان قد التقى وليد المعلم أو شخص آخر.
فراس
المحقق: وكيف كانت تدفع هذه الأموال
الحريري: على الأغلب عبر أبو طارق، أعتقد ذلك
المحقق: كيف كان والدك يدفع المال؟
الحريري: كان يعطي والدي المال لأبو طارق، وأبو طارق كان يدفع المبلغ لرستم.
المحقق: ومن أين كان والدك يحضر المال
الحريري: من خزنته، كان يطلب من درويش أن يحضر له عشرة آلاف أو خمسين الف أو مئة الف وكان يفعل ذلك.
المحقق: إذاً بشكل منتظم كم كان يدفع له
الحريري: لرستم؟
المحقق: نعم
الحريري: تسعين أو مئة الف، حسب، تحديداً كان الأمر يختلف بين كونه في بيروت وكونه في عنجر، عندما يكون في بيروت كان يطلب ثلاثين، وفي عنجر كان يطالب بستين الى تسعين الف، وأحياناً كان الحقير يطلب أكثر من ذلك، كان يقول أنا بحاجة الى أن أساعد شخصاً ما، وساعدني كي افعل ذلك، ويجب أن افعل هذا وأفعل هذا، يجب أن أصلح حمامي، يعني كانت مسألة ابتزاز، عملية ابتزاز كاملة، بل أكثر من ذلك كانوا يرسلون عرباتهم للتصليح لدى الاشخاص الذين يصلحون عرباتنا. وكان يقول أحياناً أن حديقته بحاجة الى ورود، فنرسل له شخص يعتني بالحديقة. يعني باتزاز كامل.
الحريري: عندما كان غازي كنعان في بيروت كان رستم غزالي شخصاً آخر، لم يكن يصرخ، لم يكن يهدد، عندما كان غازي كنعان قاسياً مع الحريري، كان رستم غزالي يأتي ويقول له: لا تخف، نحن كلنا أصدقاء، فكان والدي يعرف أن هذا نوع من توزيع الادوار، وكان والدي يقدم له المساعدة ويعطيه المال.
الحريري: التقيت رامي مخلوف ونحن نحاول قدر المستطاع ان نحسن العلاقة بين والدي وبشار. كان هناك شخص يدعى طه (لعب دوراً وكان قريباً من عائلة الاسد ومن بشار الاسد) شخص يدعى طه... طه هو شقيق نجيب ميقاتي رئيس الوزراء، وأعتقد انه لم يلعب دوراً ايجابياً، كان بإمكانه لعب دور إيجابي أكثر بكثير، لكنه لم يفعل
المحقق: طه ميقاتي ورامي؟
الحريري: رامي على ما أعتقد كل ما كنت ألتقيه وأحمل رسالة من والدي الى بشار، كانت الامور تجري على ما يرام، كان ينقل رسالة وكانت هناك ايجابية، ولكن عليك أن تتذكر أنه عندما اصبح بشار رئيساً، لم يعد يريد أن يلتقيني، فصار رامي صلة وصل بيني وبين بشار وايضاً بينه وبين والدي. وحاول والدي فتح علاقة مع بشار، حاول ذلك ولكن من خلال اقناع بشار أنه بإمكاننا فعل الكثير سوية، ولكن من غير كل هذا الفساد الذي يحصل في لبنان، وما الى ذلك، في البداية سارت الامور على ما يرام، ولكن على ما اعتقد بسبب التقارير التي كانت ترفع من جميل السيد واميل لحود وكل المحبين من أمثال ناصر قنديل وكل الذين يكرهون والدي بالاضافة الى حزب الله ونبيه بري، الذين لم يكونوا يريدون للعلاقة أن تتحسن، وكان من مصلحتهم السياسية أن لا يتقارب رفيق الحريري وبشار الاسد، وهذه كانت ايضاً مصلحة آصف شوكت، لأنه كان يرى في الحريري تهديداً أمنياً واستراتيجياً لسوريا، لأن والدي عندما كنت أذهب معه الى سوريا، كانت الناس تلوح له في الشارع، وهذا أمر لا يجب أن يحدث في سوريا، خصوصاً مع رئيس وزراء سني. هذا الأمر مثل تهديداً للسوريين، وجود رئيس وزراء سني قوي هو أمر لم يعجبهم على الاطلاق.
بدأت أشعر ان لدى بشار الاسد مشكلة... كل ما كنت اذهب الى سوريا لم أكد أرى صور والده.. شعرت أن لديه شيئاً ما ضد والديه... كما تعلم ان بشار الاسد أصبح رئيساً في عمر الـ39، وعندما أصبح رئيساً ذهب الى أول قمة عربية كرئيس لسوريا، وأعطى محاضر للملوك والرؤساء الذين يتربعون على مناصبهم منذ 15 عاماً، واستفزني لأنك يا غبي أقل ما تستطيع فعله هو أن لا تعطي الرؤساء محاضرة في القومية. كان يريد اثبات ذاته، لكنه لم يفعل ذلك بشكل ايجابي، بل على العكس كان فوقياً، ويتحدث بمنطق: أنا أعرف أكثر منكم.
التسجيل الثاني: الحريري وأمنه
المحقق: برأيك هل يوجد أحد من المقربين الى والدك والذي ممكن أن يسرب معلومات الى الآخرين، الى العالم الخارجي، الى الاشخاص المهتمين بنشاط والدك؟
الحريري: من الاشخاص المقربين جداً؟
المحقق: نعم
الحريري: أنت تعلم أن منزلنا كان كالقطار الى حد ما، الكثير من الصحافيين كانوا يدخلوا ويخرجوا وكان يوجد اشخاص يعلمون انك تعلم من هم كسمير منصور الذي كان يجلس لخمسة أو ستة ساعات، وثم يكتب تقارير لجميل السيد عن الاشخاص الذين يأتوا الى القصر. أعتقد ان الاشخاص المقربين من والدي والذين من الممكن أن يسربوا معلومات عنه.. إذا راودني الشك بأحد اشك بشخص كنهاد المشنوق، وهو كان مستشار والدي من الإعلام فضل شلق.
لا أشك بهاني حمود أو عبد (العرب) أو وسام (الحسن) أو أبو طارق. أؤمنهم على حياتي كما فعل والدي، ودفعوا ثمن، أبو طارق دفع ثمن، وسام لديه أعداء كثيرين، تعلم في محيط والدي وكذلك هاني.
الحريري: عبد بالطبع لا، ولكن الآن العقلية مختلفة، تعلم لم يكن هناك الوعي (الامني) الذي يوجد اليوم، يعني أبو طارق كانت علاقته مع أغلب السوريين، عبد كانت علاقته مع عباس ابراهيم والذي كان من ضمن فريق أمن الحريري، والذي يظهر عداءً تجاهنا. (عباس ابراهيم) على العكس، ولكنه يعلم كيف يعمل فريق أمننا، وعلي الحاج تعلم قصة علي الحاج
المحقق: كيف يمكن أن تتأكد من أنهم أوفياء وأنت كنت في أغلب الوقت ما كنت في السعودية
الحريري: من هؤلاء الأشخاص؟
المحقق: نعم وأنت تعلم أننا جميعنا بشر ولدينا نقاط ضعف، وفينا قابلية السقوط، فكيف يمكن أن تكون متأكداً
الحريري: تعلم من الاعمال التي يقوم بها الشخص.. هل من الضروري أن تسجل هذا الكلام
ينقطع التسجيل
التسجيل الثالث- رستم هدد باسم السبع
الحريري: هل فتح الجانب السوري تحقيقاً مباشرة بعد اغتيال والدي؟ أو حاولوا كشف وقائع من قتل الحريري؟ أو من حاول اغتيال مروان حمادة؟ لاشيء... في الواقع حول قضية مروان حمادة... باسم السبع... في إحد الاجتماعات كان والدي موجوداً وباسم السبع، واسألوا.. لا أتذكر التفاصيل.. لكن رستم غزالي قال لـ باسم (السبع) "لا تقلق باسم (السبع) لن نفعل بك ما فعلناه بمروان حمادة
وفي الأسابيع الثلاثة الأول بعد اغتيال والدي كانوا يتصرفون كأن شيئاً لم يحدث أو بالأحرى كانوا وقحين، فمثلاً بشار الاسد لم يتصل حتى
المحقق: هل يمكن ان تشرح لنا طبيعة العلاقة بين والدك الراحل وعبد الحليم خدام
الحريري: والدي لم يكن يحب فاروق الشرع، فاروق الشرع كان شخصاً لا يشعر والدي بالود تجاهه. على الرغم من أنه تحمل تكاليف علاجه عندما جاء من دمشق الى الجامعة الاميركية من أجل العلاج، وكان والدي متوتراً جداً وطلب من أطبائه الخصوصيين الاشراف على عملية علاجه... وكانوا افضل الأطباء، ولكن فاروق الشرع كان لديه دائماً مشاكل سياسية مع والدي. حتى في أيام حافظ الاسد، وكان حينها لم يكن على والدي ان يقلق، لأن عبد الحليم خدام كان حينها هو المسؤول وليس الشرع
التسجيل الثالث: آصف سفاح
المحقق: قلنا أن والدك لم يلتق ماهر الاسد بحياته، وماذا عن آصف شوكت
الحريري: آصف شوكت لا أعتقد أنه التقى والدي في الماضي، ولكنه (آصف) لم يحب والدي أبداً
وأغلب المشاكل التي كانت تحصل معنا كانت من آصف شوكت. وأيضاً آصف كان رجلاً سفاحاً، وأعرف ذلك ليس فقط مما سمعته في لبنان، ولكن ايضاً أشخاص تعاملوا معه في الاستخبارات، مثلاً تعلم ما يقوله السعوديون عن آصف.. يقولون انه مثل محمد بن نايف... هو رجل قوي، ويعلمون بكل أفعاله... مرة كنت أجلس مع الاستخبارات الباكستانية، وكان ذلك بعد اغتيال والدي وقال لي إنه التقى آصف شوكت وكان شوكت يجاهر بأفعال التعذيب التي كان ينفذها.
ووعدت القناة أن تعرض تحقيقات أخرى مع شخصيات سياسية مهمة.
تحياتي.
وهذا نص هذه التسجيلات :
التسجيل الأول
جمعنا معلومات تشير الى اتصال هاتفي جرى بين جميل السيد ووالدك، حيث يقول والدك للسيد (بعد استقالة الحريري من الحكومة) "بما أني خرجت من الحكم ما هو رأيك بكلمتي يوم استقالتي" أي حين قال الحريري "استودعك الله هذا البلد الحبيب"، ورد جميل السيد على الحريري قائلاً "كان جيداً وعاطفياً وتعلم انني أعلم أنه لا يمكن ان تشكل حكومة مع الرئيس الحالي بالوساطة ذاتها". هل تملك هذا التسجيل؟.
الحريري: لا أعلم سنبحث عنه
المحقق: هل فاتحك والدك يوماً عن هذا الحديث بالتحديد الذي جرى مع جميل السيد؟
الحريري: لا
المحقق: هل أخبرك أي شخص آخر عن هذا الحديث؟
الحريري: لا ولكن أظن ان شخصاً قال لي ان جميل السيد هدّد والدي يوماً وأبلغه انه يجب ان يترك البلد وإلا سيقتل وأظن ان ذلك حصل عام 99.
المحقق: لماذا يسأل والدك رأي جميل السيد حول استقالته؟
الحريري: لأن جميل السيد في "جيبت" السوريين وهو كان دائماً على تواصل معهم.
استقالة الحريري من الحكومة:
الحريري: بشار الاسد قال لوالدي "شكل أي حكومة تريد وأظن ان بشار الاسد وكالعادة هو رجل صريح جداً بقول شي وبيفعل شي آخر، وفي الواقع حسني مبارك كان مضطلعاً على الموضوع لأن والدي نسق مع مبارك الامر كله.
التسجيل الثاني
الحريري: ولكن في النهاية كانوا يلعبون
ولم يريدوا والدي ان يعود رئيس حكومة.
المحقق: عفواً حين تقول "لم يريدوا" من تقصد؟
الحريري: يعني إميل لحود، جميل السيد، رستم غزالي وبشار الاسد.
التسجيل الثالث
المحقق: ما هي طبيعة العلاقة التي كانت تربط والدك الراحل والسيد طلال سلمان؟
الحريري: علاقة إبتزاز.. بحتة.. بمعنى إذا لم تعطنِ المال.. سأفجر كل شي بوجهك.. انشر كل ما يتوفر لدي ضدك.
المحقق: كل ما يتوفر ضد والدك؟
الحريري: كل ما من شأنه ان يضره.. في النهاية طلال كان مقرباً جداً من جميل السيد.. كان صديقه.. وفي نفس الوقت طلال وسأقول لك كيف كانت الامور تعمل.. السوريون عندها كانوا يريدون من والدي ان يساعد احداً كان رستم يأتي ويقول: رفيق.. طلال بحاجة الى مساعدتك.. لذلك عليك ان تدفع له بعض المال لأن جريدته مفلّسة.. ولسوء الحظ وعلى الرغم من ان والدي لم يكن يريد ان يفعل ذلك خصوصاً وان السفير كانت من أقسى الصحف عليه منذ عام 1992 مع انه لم يكن لديه أي مشاكل مع طلال.. لكن طلال كان من النوع الذي اذا دفعت له مالاً يكتب عنك بشكل جيد.. تماماً كما شارل ايوب.. لكن شارل أيوب كان اسوأ.. شارل أيوب عاهر.
طلال لديه جريدة وهو يكتب فيها من الممكن ان يكتب شيء سيء لكن لديه كتاب آخرون بإمكانهم ان يعكسوا وجهات نظر أخرى لذلك هو ليس كهذا الذي اسمه شارل ايوب.. شارل ايوب مقامر.. من وجهة نظري هو باع ضميره بشكلٍ كامل.. طلال سلمان مختلف.. كان يقوم بعمليات ابتزاز او بالاحرى كان يستخدم جريدته للحصول على مال وكان لديه صحافيون كإبراهيم الامين.. إبراهيم الامين كان من رجال جميل السيد.. ابراهيم الامين الذي يترأس الآن جريدة الاخبار كان من رجال السيد.. السيد كان لديه ابراهيم الامين في السفير.. ونقولا ناصيف في النهار.. وطارق ترشيشي في الشرق الاوسط.. وشارل ايوب في الديار.
المحقق
في مقابلة سابقة مع لجنة التحقيق قلت ان السوريين نظموا حملة ضد الحريري قبل 14 شباط 2005.. عندما تقول السوريين من تقصد؟
الحريري: رستم غزالي.. آصف شوكت.. وأدواتهم المتمثلة بجميل السيد وإميل لحود.. لقد قاموا بتنظيم حملة اعلامية وصفت والدك بالخائن وبأنه يقف وراء الـ1959 وهو الذي تسبب بإصداره وانه كما تعلم عدو لسوريا.. سليمان فرنجيه وهو قريب جداً من النظام السوري وصف رفيق الحريري بالمشروع المشبوه او ما شابه.. وطلال ارسلان وصفه ببركيل قريطم.. كانوا قاسين جداً عليه وإذا ما نظرت لما اتعرّض له اليوم من حملة اعلامية فسترى ان المسألة نفسها.
المحقق: في لبنان او في الدول الاخرى؟
الحريري: في لبنان.. او بالاحرى في لبنان وسوريا تحديداً تشرين والبعث وأذكر اعتبرت ذلك ملفتاً جداً للانتباه.. لانه كما تعلم فهم عادةً يكتبون تهديدات.. عندما تكتب البعث عنك شيئاً فهذا يعني بمثابة تهديد.. وأذكر أنني اتصلت بوالدي وسألته إذا ما كان قد قرأ ما كتب في صحيفة البعث لانني كنت أؤيد فكرة ان يقوم بتقديم تنازلات وسألته لماذا لا تتنازل؟
المحقق: يتنازل عن ماذا؟
الحريري: هل تذكر.. الاجتماع الذي قلت لك عنه بين رستم غزالي وشارل ايوب؟ كانوا يتفاوضون حول الانتخابات في بيروت ولائحة والدي قلت له تنازل، دائماً ما بتتنازل.. لماذا لا تتنازل هذه المرة.. وقال لا لن اتنازل.. عمري ستون عاماً.. قلت له سيقومون بإيذاءك.. فأجاب فليفعلوا ذلك.. يحفرون قبرهم بيدهم.
المحقق: وهل كان ذلك موقفك ايضاً من موضوع التمديد للحود؟
الحريري: التمديد للحود كان مختلفاً.
المحقق: لماذا هو مختلف ما دام ايضاً نوعاً من انواع التنازل؟
الحريري: السبب هو أنني عرفت ما الذي ينوون فعله بالبلاد.. قبل ذلك لم اكن اعرف.. كنت اشجعه في السابق على مواجهته ولكن بعد ان عرفت ما عرفته اصبحت ادعوه لتقديم التنازلات.
المحقق: شكراً على التوضيح.. إذا لماذا تعتقد ان الحملة شنّت على والدك في تلك الفترة تحديداً؟
الحريري: اعتقد ان ساعة الصفر كانت قد حانت لاغتيال والدي.
المحقق: متى جاء المعلم للقاء والدك؟
الحريري: جاء في كانون الثاني على ما اعتقد.. في كانون الثاني او شباط لا أذكر.. ربما في نهاية كانون الثاني او بداية شباط.. اعتقد ان والدي قال له.. وانتم تملكون الاشرطة.. قال له.. انت تطلب مني.. وانا اطلب منك ان تقول لبشار الاسد انني لا يمكن ان اكون ضد سوريا او ما شابه لكنكم لا يمكن ان تواصلوا التصرّف بهذا الشكل وليد.. ووليد أجابه إنك تمشي على ارض خطرة او شيء من هذا القبيل..
الحريري: كنت قد قلت شيئاً إيجابياً في السابق عن وليد المعلم.
سعد الحريري: لو استمعت الى تصريحات وليد المعلم الآن.. لقد اصبح اسوأ من بشار الاسد نفسه.
المحقق: تقصد بعد اغتيال والدك الحريري.
الحريري: لقد كنت اظن ان وليد المعلم ممكن ان يلعب دوراً ايجابياً في ذلك الوقت لكن ذلك لم يكن كافياً على ما يبدو كما نرى اعتقد كان هناك الكثير من التقارير ومن الكره والان إذا سألتني كيف حدث ما حدث ولماذا حدث فأنا اعتقد أن آصف شوكت وماهر الاسد لهما دور كبير في ذلك.
المحقق: في ماذا؟
الحريري: في عملية الاغتيال والتحضير لدفع بشار في اتجاه أخذ هذا القرار.. لانه عندما توفي حافظ الاسد ذهبت مع والدي لتقديم التعازي لوالدة بشار وذهبت لتقديم التعازي مع مصطفى طلاس الذي كان وزيراً للدفاع.. وبينما كنا ندخل كان آصف مغادراً فنظر طلاس الى والدي وقال له: (الله يستر سوريا من هالرجال) وكان على حق.
المحقق: هل كنت تعلم ان والدك كان سيتوجه لزيارة سوريا في 14 شباط؟
الحريري: لا، لو كان لديه نوايا للقيام بزيارة سوريا لكنت عرفت.. لكنت عرفت من وسام او عبد او من خلال الاشخاص الذين اعرفهم.
المحقق: لو كان لدى والدك نيّة للقيام بهذه الزيارة هل كان وسام او عبد سيعلمان بذلك
سعد: نعم كانا سيعلمان.. كيف كان سيذهب؟ سيراً على الاقدام
المحقق: لا، ولكن النية كانت لاتزال نية، لم يكن قد قرر بعد ذلك
الحريري: في الخامس عشر من شباط
المحقق: نعم غير مقرر. مجرد مخطط
الحريري: أشك في ذلك
المحقق: هل تعرف بشار الاسد شخصياً
الحريري: نعم التقيت به مرتين او ثلاثة، مرتين في فيلا في دمشق.. وفي مرة ثالثة ذهبنا للغداء.. انا وهو ورامي مخلوف، وايضاً في إحدى المرات عندما كان الملك عبدالله في دمشق بشار اصطحب الامير عبد العزيز بن عبدالله وعبد العزيز بن فهد وأحد اصدقائي عبدالله كامل وأنا طبعاً للعشاء
المحقق: متى كان ذلك
الحريري: أعتقد في عام 1999 أو عام 2000. باية العام 2000
المحقق: قبل وفاة والده
الحريري: بعد اغتيال والده. خلص (يضحك) صار رئيساً للجمهورية لم يعد يلتقي البسطاء مثلي والناس العاديين. وعندما ألتقيته في المرات التي ذكرتها كان يتحدث عن كل شيء، عن لبنان وعن أن لا مشكلة لديه مع والدي، وكنت أقول له أنه إذا كان هناك أي دور يمكن أن ألعبه للتقريب بينك وبين والدي سأكون سعيداً جداً لفعل ذلك، كان لدينا لقاء مطول بالحقيقة مرتين، في كل مرة كنا نجلس لساعتين، كان يتحدث كثيراً عن كل شيء عن وليد جنبلاط وعن والدي، لكنه لم يكن سلبياً، بل إيجابياً ومن ثم أصبح رامي مخلوف معه الوصل بيننا
المحقق: هل لازالت على تواصل مع رامي مخلوف منذ اتصل بك لتعزيتك بوفاة والدك
الحريري: لا أبداً، كانت تلك آخر مرة تواصلت بها مع أحد من السوريين
الحريري: كان هناك أحاديث انه سيلتقي وليد المعلم في (كوبنهاغن) عرفت بذلك بعد عملية الاغتيال، تيري رود لارسن أخبرني بذلك، تيري كان قد التقى والدي وأخبرني بذلك.
أعتقد انه كان في دمشق وجاء لزيارة والدي نهار السبت، وقال لوالدي سيقومون باغتيالك
شعر بشيء ما، وقال لي أنه قال لوالدي: رفيق، عليك أن تكون حذراً سيقومون بقتلك، وفي اليوم التالي كان تيري سيغادر لبنان، واتصل به والدي وقال له: يتعين عليّ أن اراك، وبالفعل التقيا. وسأله الى أي مدى ما قلته لي هو أمر جدي فأجابه هو بالفعل كذلك، هذا ما شعر به
في تلك الفترة كان تيري قد التقى بشار الاسد وتحدثوا عن الـ1559 وتطبيقه، وعندما تم التطرق الى موضوع الحريري رأى الغضب في عينيه، وكان بشار منزعجاً جداً، لا نستطيع أن نتحدث الى رفيق، قال له: لا أعرف التفاصيل، ولكن هذا ما قاله تيري لي.
لا أريد أن أكسر سوريا في لبنان:
المحقق: لو فاز والدك في الانتخابات، ماذا كان سيغير، وأي تأثير كان سيفعل والدك على رئاسة الجمهورية
الحريري: كان قد شل الرئاسة لو حاز على الثلثين، كان بإمكانه الانقلاب على الرئيس، لو حصل عليها، ولكن هذا لم يكن جزء من خطته، خطته كانت... يعني أنه لم يفكر يوماً أنه يريد أن يكسر سوريا في لبنان، كان دائماً يقول ذلك، إنو "أنا ما بدي اكسر سوريا بلبنان" ولكني أريد أن اقنع السوريين أنه يوجد طريقة أفضل لقيام علاقات بين سوريا ولبنان
علاقة رفيق الحريري بحزب الله:
المحقق: مع أي اطراف سياسية كان يحاول والدك بناء تحالف
الحريري: في حينها فتح والدي علاقة مع وليد جنبلاط، قرنة شهوان، وفتح حواراً مع حزب الله، أعتقد في حينها أن الرئيس نبيه بري خانه خيانة كبيرة ولم يعد يثق به ولم يريد العمل معه، ولذلك فتح قنوات جديدة مع أمين عام حزب الله حسن نصرالله
المحقق: من كان الرسول مع حسن نصراللها
لحريري: كان يوجد شخص يدعى مصطفى ناصر وحسين خليل، وكان يوجد ايضاً وسام الحسن، والذي كان يعلم بتفاصيل اللقاءات دائماً، ولكن لنقول أن والدي أراد (حسن نصرالله) كان يتضمن اللقاء حسن نصرالله، رفيق الحريري، مصطفى ناصر وحسين خليل، وكان وسام (الحسن) ينتظر في الخارج، وحين خرجوا من اللقاء كان والدي يقول لمصطفى ناصر إروِ لوسام كل ما دار في الاجتماع
المحقق: ومن هو مصطفى ناصر
الحريري: مصطفى ناصر أعتقد أنه من حزب الله
الحريري: والدي كان يثق بحسن نصرالله كثيراً ورأى انه بإمكانه أن يعمل معه وأن يعقد اتفاقاً مع حسن نصرالله واعتقد أن حسن نصرالله رجل يلتزم بكلمته، وهذا ما لا أعرفه أنا.
المحقق: كل متى كان يتم اللقاء بينهما
الحريري: لست متأكداً لكنني أعتقد حوالي كل اسبوع أو كل 10 أيام
المحقق: منذ متى بدأت تحصل هذه اللقاءات
الحريري: ستة اشهر قبل اغتياله الحريري.
التسجيل الثاني/ نجيب ميقاتي:
المحقق: كيف كانت طبيعة العلاقة بين والدك ونجيب ميقاتي؟
الحريري: طبيعية، كان وزيراً ولم يكن عاطلاً مع والدي، ولكن نجيب سياسي محنك، إذن طبعاً لم يكن يواجه والدي.
تعلم أنني جعلت نجيب (ميقاتي) رئيساً للحكومة، ومن ثم حاول طعني، وأنا لا أحب الذين يطعنون في الظهر.
المحقق:كيف كانت طبيعة العلاقة بين والدك والوليد بن طلال
الحريري: كانت العلاقة جيدة جداً الى أن لا أعلم لماذا تغير كل شيء.
الحريري: والدي لم يفهم لماذا كان الوليد بن طلال يفعل ذلك، كنا نخشى أن تكون الحكومة السعودية تحاول إرسال رسائل إلى والدي حتى في يوم اصدرت الحكومة السعودية قراراً من الديوان
الملكي تقول إن مواقف الوليد بن طلال لا تمثل وجهة النظر الرسمية للسعودية أو السياسة السعودية، لأن الأمير الوليد كان لا يكف عن إهانة والدي.
الحريري: أظن أن الوليد بن طلال أراد أن يصبح رئيس حكومة (لبنان)، واستحصل على الجنسية اللبنانية، ولم افهم لماذا؟.
(شيراك يقول للحريري انتهبه):
الحريري: قبل شهر ونصف أو شهرين (من اغتيال الحريري) كنا خائفين، لكن لا أحد.. يعني هو كان دائماً يقول إنهم لن يتجرأوا والرئيس شيراك اتصل به يوم قبل (اغتياله) وقال له: "إنني قلق جداً على أمنك، إنتبه يا رفيق".
المحقق: هل كان هذا على الخط المشفر
الحريري: لا، حصل هذا على الهاتف العادي، ولكنني أعلم أن الرئيس شيراك قال له هذا، أعتقد أنه قال ذلك أن تيري رود لارسن كان قد ابلغ الفرنسيين شيء والرئيس شيراك يعرف كيف يستخف والدي في أمنه.
المحقق: قلت "أعتقد" لماذا تعتقد ذلك؟
الحريري: ماذا تقصد؟
المحقق: أن السيد تيري رود لارسن...
الحريري: إنني أحلل أنه إذا اتصل الرئيس شيراك بوالدي ليقول له إنتبه، فالمعلومة تكون آتية إما من المخابرات أو من (تيري) فهو كان قريب جداً من غوردين مونت، وهو كان يبلغ (مونت) بالمشاورات التي تجري بينه (لارسن) وبين بشار الاسد فهو كان قد التقى وليد المعلم أو شخص آخر.
فراس
المحقق: وكيف كانت تدفع هذه الأموال
الحريري: على الأغلب عبر أبو طارق، أعتقد ذلك
المحقق: كيف كان والدك يدفع المال؟
الحريري: كان يعطي والدي المال لأبو طارق، وأبو طارق كان يدفع المبلغ لرستم.
المحقق: ومن أين كان والدك يحضر المال
الحريري: من خزنته، كان يطلب من درويش أن يحضر له عشرة آلاف أو خمسين الف أو مئة الف وكان يفعل ذلك.
المحقق: إذاً بشكل منتظم كم كان يدفع له
الحريري: لرستم؟
المحقق: نعم
الحريري: تسعين أو مئة الف، حسب، تحديداً كان الأمر يختلف بين كونه في بيروت وكونه في عنجر، عندما يكون في بيروت كان يطلب ثلاثين، وفي عنجر كان يطالب بستين الى تسعين الف، وأحياناً كان الحقير يطلب أكثر من ذلك، كان يقول أنا بحاجة الى أن أساعد شخصاً ما، وساعدني كي افعل ذلك، ويجب أن افعل هذا وأفعل هذا، يجب أن أصلح حمامي، يعني كانت مسألة ابتزاز، عملية ابتزاز كاملة، بل أكثر من ذلك كانوا يرسلون عرباتهم للتصليح لدى الاشخاص الذين يصلحون عرباتنا. وكان يقول أحياناً أن حديقته بحاجة الى ورود، فنرسل له شخص يعتني بالحديقة. يعني باتزاز كامل.
الحريري: عندما كان غازي كنعان في بيروت كان رستم غزالي شخصاً آخر، لم يكن يصرخ، لم يكن يهدد، عندما كان غازي كنعان قاسياً مع الحريري، كان رستم غزالي يأتي ويقول له: لا تخف، نحن كلنا أصدقاء، فكان والدي يعرف أن هذا نوع من توزيع الادوار، وكان والدي يقدم له المساعدة ويعطيه المال.
الحريري: التقيت رامي مخلوف ونحن نحاول قدر المستطاع ان نحسن العلاقة بين والدي وبشار. كان هناك شخص يدعى طه (لعب دوراً وكان قريباً من عائلة الاسد ومن بشار الاسد) شخص يدعى طه... طه هو شقيق نجيب ميقاتي رئيس الوزراء، وأعتقد انه لم يلعب دوراً ايجابياً، كان بإمكانه لعب دور إيجابي أكثر بكثير، لكنه لم يفعل
المحقق: طه ميقاتي ورامي؟
الحريري: رامي على ما أعتقد كل ما كنت ألتقيه وأحمل رسالة من والدي الى بشار، كانت الامور تجري على ما يرام، كان ينقل رسالة وكانت هناك ايجابية، ولكن عليك أن تتذكر أنه عندما اصبح بشار رئيساً، لم يعد يريد أن يلتقيني، فصار رامي صلة وصل بيني وبين بشار وايضاً بينه وبين والدي. وحاول والدي فتح علاقة مع بشار، حاول ذلك ولكن من خلال اقناع بشار أنه بإمكاننا فعل الكثير سوية، ولكن من غير كل هذا الفساد الذي يحصل في لبنان، وما الى ذلك، في البداية سارت الامور على ما يرام، ولكن على ما اعتقد بسبب التقارير التي كانت ترفع من جميل السيد واميل لحود وكل المحبين من أمثال ناصر قنديل وكل الذين يكرهون والدي بالاضافة الى حزب الله ونبيه بري، الذين لم يكونوا يريدون للعلاقة أن تتحسن، وكان من مصلحتهم السياسية أن لا يتقارب رفيق الحريري وبشار الاسد، وهذه كانت ايضاً مصلحة آصف شوكت، لأنه كان يرى في الحريري تهديداً أمنياً واستراتيجياً لسوريا، لأن والدي عندما كنت أذهب معه الى سوريا، كانت الناس تلوح له في الشارع، وهذا أمر لا يجب أن يحدث في سوريا، خصوصاً مع رئيس وزراء سني. هذا الأمر مثل تهديداً للسوريين، وجود رئيس وزراء سني قوي هو أمر لم يعجبهم على الاطلاق.
بدأت أشعر ان لدى بشار الاسد مشكلة... كل ما كنت اذهب الى سوريا لم أكد أرى صور والده.. شعرت أن لديه شيئاً ما ضد والديه... كما تعلم ان بشار الاسد أصبح رئيساً في عمر الـ39، وعندما أصبح رئيساً ذهب الى أول قمة عربية كرئيس لسوريا، وأعطى محاضر للملوك والرؤساء الذين يتربعون على مناصبهم منذ 15 عاماً، واستفزني لأنك يا غبي أقل ما تستطيع فعله هو أن لا تعطي الرؤساء محاضرة في القومية. كان يريد اثبات ذاته، لكنه لم يفعل ذلك بشكل ايجابي، بل على العكس كان فوقياً، ويتحدث بمنطق: أنا أعرف أكثر منكم.
التسجيل الثاني: الحريري وأمنه
المحقق: برأيك هل يوجد أحد من المقربين الى والدك والذي ممكن أن يسرب معلومات الى الآخرين، الى العالم الخارجي، الى الاشخاص المهتمين بنشاط والدك؟
الحريري: من الاشخاص المقربين جداً؟
المحقق: نعم
الحريري: أنت تعلم أن منزلنا كان كالقطار الى حد ما، الكثير من الصحافيين كانوا يدخلوا ويخرجوا وكان يوجد اشخاص يعلمون انك تعلم من هم كسمير منصور الذي كان يجلس لخمسة أو ستة ساعات، وثم يكتب تقارير لجميل السيد عن الاشخاص الذين يأتوا الى القصر. أعتقد ان الاشخاص المقربين من والدي والذين من الممكن أن يسربوا معلومات عنه.. إذا راودني الشك بأحد اشك بشخص كنهاد المشنوق، وهو كان مستشار والدي من الإعلام فضل شلق.
لا أشك بهاني حمود أو عبد (العرب) أو وسام (الحسن) أو أبو طارق. أؤمنهم على حياتي كما فعل والدي، ودفعوا ثمن، أبو طارق دفع ثمن، وسام لديه أعداء كثيرين، تعلم في محيط والدي وكذلك هاني.
الحريري: عبد بالطبع لا، ولكن الآن العقلية مختلفة، تعلم لم يكن هناك الوعي (الامني) الذي يوجد اليوم، يعني أبو طارق كانت علاقته مع أغلب السوريين، عبد كانت علاقته مع عباس ابراهيم والذي كان من ضمن فريق أمن الحريري، والذي يظهر عداءً تجاهنا. (عباس ابراهيم) على العكس، ولكنه يعلم كيف يعمل فريق أمننا، وعلي الحاج تعلم قصة علي الحاج
المحقق: كيف يمكن أن تتأكد من أنهم أوفياء وأنت كنت في أغلب الوقت ما كنت في السعودية
الحريري: من هؤلاء الأشخاص؟
المحقق: نعم وأنت تعلم أننا جميعنا بشر ولدينا نقاط ضعف، وفينا قابلية السقوط، فكيف يمكن أن تكون متأكداً
الحريري: تعلم من الاعمال التي يقوم بها الشخص.. هل من الضروري أن تسجل هذا الكلام
ينقطع التسجيل
التسجيل الثالث- رستم هدد باسم السبع
الحريري: هل فتح الجانب السوري تحقيقاً مباشرة بعد اغتيال والدي؟ أو حاولوا كشف وقائع من قتل الحريري؟ أو من حاول اغتيال مروان حمادة؟ لاشيء... في الواقع حول قضية مروان حمادة... باسم السبع... في إحد الاجتماعات كان والدي موجوداً وباسم السبع، واسألوا.. لا أتذكر التفاصيل.. لكن رستم غزالي قال لـ باسم (السبع) "لا تقلق باسم (السبع) لن نفعل بك ما فعلناه بمروان حمادة
وفي الأسابيع الثلاثة الأول بعد اغتيال والدي كانوا يتصرفون كأن شيئاً لم يحدث أو بالأحرى كانوا وقحين، فمثلاً بشار الاسد لم يتصل حتى
المحقق: هل يمكن ان تشرح لنا طبيعة العلاقة بين والدك الراحل وعبد الحليم خدام
الحريري: والدي لم يكن يحب فاروق الشرع، فاروق الشرع كان شخصاً لا يشعر والدي بالود تجاهه. على الرغم من أنه تحمل تكاليف علاجه عندما جاء من دمشق الى الجامعة الاميركية من أجل العلاج، وكان والدي متوتراً جداً وطلب من أطبائه الخصوصيين الاشراف على عملية علاجه... وكانوا افضل الأطباء، ولكن فاروق الشرع كان لديه دائماً مشاكل سياسية مع والدي. حتى في أيام حافظ الاسد، وكان حينها لم يكن على والدي ان يقلق، لأن عبد الحليم خدام كان حينها هو المسؤول وليس الشرع
التسجيل الثالث: آصف سفاح
المحقق: قلنا أن والدك لم يلتق ماهر الاسد بحياته، وماذا عن آصف شوكت
الحريري: آصف شوكت لا أعتقد أنه التقى والدي في الماضي، ولكنه (آصف) لم يحب والدي أبداً
وأغلب المشاكل التي كانت تحصل معنا كانت من آصف شوكت. وأيضاً آصف كان رجلاً سفاحاً، وأعرف ذلك ليس فقط مما سمعته في لبنان، ولكن ايضاً أشخاص تعاملوا معه في الاستخبارات، مثلاً تعلم ما يقوله السعوديون عن آصف.. يقولون انه مثل محمد بن نايف... هو رجل قوي، ويعلمون بكل أفعاله... مرة كنت أجلس مع الاستخبارات الباكستانية، وكان ذلك بعد اغتيال والدي وقال لي إنه التقى آصف شوكت وكان شوكت يجاهر بأفعال التعذيب التي كان ينفذها.
ووعدت القناة أن تعرض تحقيقات أخرى مع شخصيات سياسية مهمة.
تحياتي.