ميديا الصباح
اعتبر محللون ومراقبون سياسيون سوريون أن التقارب الأخير بين سوريا ومصر من شأنه إعادة ترتيب التوازنات في منطقة الشرق الأوسط لصالح البلدين وإيجاد معادلة جديدة فيها وهذا التقارب هو إعادة مسار حقيقي وطبيعي في المنطقة .
ورأى المحللون في تصريحهم ل”الخليج” أن غياب مصر عن الساحة العربية أدى إلى تضخم غير طبيعي بأدوار إقليمية (تركيا وإيران) ومع الاحترام لهذين الدورين لكنهما بعيدان عن المكان الحقيقي والأزمات في الشرق الأوسط وبالتحديد الصراع العربي - “الإسرائيلي” على حد تعبير المحللين الذين أشاروا إلى أن هناك معادلة جديدة بدأت خطواتها الأولية تتبلور بشكل بطيء ناجم عن التحولات الكبيرة التي تشهدها مصر .
وأبدى المراقبون ارتياحهم لهذا التقارب الذي كان سريعاً أكثر من المتوقع بعد سقوط نظام مبارك في مصر واعتبروه أنه الحالة الطبيعية وأن الفترة السابقة هي الحالة الخاطئة، مشددين على أهمية هذا التقارب في تعزيز التضامن العربي في مواجهة أخطبوط الصهيونية وكيانه المتمثل في “إسرائيل” .
وعبر المراقبون عن تفاؤلهم بعد هذا التقارب بعودة المسار الثلاثي السوري - المصري - السعودي والذي يجب أن يتحول إلى شراكة لكنهم استدركوا بالقول أن هذا المسار لن يعود كما كان سابقاً بذات الأداء، فالمسار السابق ظهر إبان حرب تحرير الكويت لامتصاص الأزمات في الواقع العربي وتعويض الغياب الاستراتيجي للعراق، أما الآن سينشأ محور سوري - مصري تكون السعودية شريكاً فيه كون الأخيرة محاصرة بمجموعة من الأزمات في اليمن وعُمان والبحرين .
وعن تأثير هذا التقارب في عملية التسوية قال المراقبون والمحللون السياسيون إن هذا التقارب لن يشكل ضغطاً مباشراً على الكيان “الإسرائيلي” بل سيعيد تشكل المنطقة إن صح التعبير الأمر الذي يؤدي إلى شعور “إسرائيل” بالإرباك، فمصر لن تقطع علاقاتها أو تلغي اتفاقياتها مع الجانب “الإسرائيلي” من دون وجود محاور عربية جديدة وغطاء عربي جديد إلا أنها الآن أصبحت أكثر حرية بالتحرك فهي أي مصر لن تكون قاعدة لانتشار المخططات أو الرؤى الأمريكية و”الإسرائيلية” باتجاه العالم العربي، وهذا الأمر هو الذي يريح سوريا ويربك “إسرائيل” .
المصدر:الخليج