اكدت مصادر اردنية بانها وفي اطار العمل على الحد من عمليات توريط الاردن في الاحداث السورية الاخيرة عملت ما في وسعها على وقف تصدير بندر بن سلطان للمسلحين من السعودية والعراق إلى درعا وإلى باقي المناطق السورية الحدودية مع الاردن ولكنها لم تفلح ، ويتابع المصدر:
الشيخ القرضاوي وفي اطار الفتوى التي اصدرها ساهم مساهمة فعالة في توريط عدد كبير من الشباب المتدين ولكن الغير مسيس في الاعمال الحربية ضد الشعب السوري حيث ان المئات من الشباب الاردني على سبيل المثال تحمس للقتال في سوريا ضد النظام بعد فتوى القرضاوي التي قال فيها " إنصروا اخوتكم السوريين " ففهمها المتدينين بان اذهبوا وفجروا أنفسكم في شوارع درعا واللاذقية.
القرضاوي الذي كان قد كسب شعبيته بين المتدينين من خلال حديثه المتواصل عن الجنس في الاسلام عبر برنامج بقناة الجزيرة ، وقد حظي بالاحترام في السنوات الماضية بسبب مهاجمة الاميركيين له ( عداء تمثيلي لاعطائه مصداقية عن الرأي العام) قبل ان ينكشف الرجل كـ.." محبط للاعمال الارهابية ضد الاميركيين " بالتعريف الاميركي ، وكعميل مزدوج لقطر داخل التيارات الدينية تستخدمه لتحقيق مصالحها التي تتوافق في كثير من الاحيان مع مصالح اسرائيل ومع مصالح آمر معسكر العيديد .
لكن وفي اطار متابعة الوضع السوري الاردني ، وضعت جهات امنية اردنية يدها على معلومات تكشف الخطة المتبعة من بندر بن سلطان لإحداث عاصفة أقتصادية ومالية في سوريا بما يؤدي إلى إنهيار الاقتصاد والمجتمع السوريين تحت ضربات ارتفاع اسعار المواد الغذائية الاساسية وتهاوي سعر صرف الليرة امام الدولار .
وتقوم تلك الخطة على العناصر التالية :
أولا
سحب السيولة النقدية بالعملات الصعبة من البنوك السورية الخاصة والعامة على يد المتمولين السوريين المرتبطين بالمال الديني او بالمال السعودي تحديدا والخليجي عامة .
ثانيا
أشاعة اجواء الهلع بين صغار المودعين وتذكريهم بالتجربة اللبنانية في الثمانينات حيث وصل سعر صرف الليرة اللبنانية إلى ثلاثة آلاف ، والحديث عن هروب رؤوس الاموال الكبيرة من البنوك السورية
ثالثا
إخفاء مواد غذائية اساسية من الاسواق ورع اسعار اللحم والمواد الغذائية الاساسية
رابعا
تكثيف الحديث عن توقف مشاريع استثمارية كبيرة في البلد
خامسا
الطلب من السفارات الاجنبية والعربية اثارة الهلع في سوريا من خلال الطلب إلى مواطنيهم مغادرة البلاد
سادسا
الضغط على شيوخ الجمعيات الدينية الخيرية (وبعضها يملك ميزانية تقاس بمليارات الليرات السورية ) للوقوف ضد النظام ولتحريض الناس على التظاهر ( وهنا يلاحظ بان مسيرة كبيرة تعد بالمئات خرجت في الخامس عشر من مسجد يؤمه شيخ ملياردير بعد خروج الاخير بدقائق من المسجد وركوبه سيارته الفارهة) .
المصادر الاردنية تخوفت من الدور المالي الذي يورط فيه " بندر " البنوك الاردنية في اطار خطة تعتمد اساسا على عدد من رجال الاعمال السوريين الموجودين على الارض من خلال شركاتهم حيث كلف بندر هؤلاء بتحطيم الاقتصاد السوري من خلال سحب السيولة النقدية بالدولار من البلاد والمضاربة على الليرة إعتمادا على الاوضاع القلقة واثارة الهلع بهدف دفع السوريين إلى سحب اموالهم من البنوك وتحويلها من الليرة إلى الدولار ما سيؤدي حتما إلى منع الشعب السوري من الاستفادة من القرارات المالية الاخيرة للرئيس بشار الاسد. والبنوك الاردنية واللبنانية متورطة في تمويل المضاربة على الليرة وهي عملت على وقف شحن العملات الصعبة إلى عملائها في السوق السوداء في سوريا.
هذا الدور المالي لبندر بن سلطان يعتمد اساسا على حقيقة وجود عدد من رجال الاعمال السوريين الذين هم في الواقع وكلاء ماليين لبعض الامراء السعوديين ولمحمد بن زايد (بندر الامارات) ويعتبر المتمول السوري " .........." احد ابرز افراد الكومندوس المالي السعودي في سوريا حيث انه يحرك في الاقتصاد السوري مليارات من الاموال النقدية التي دخل بها السوق قبل عشر سنوات وهي في الواقع اموال فهد بن عبد العزيز.
هذا الرجل يقوم حاليا بدور بالغ الخطورة ، فمن الناحية العملية هو يعيش في الخارج وأما من الناحية الفعلية فهو يدير اللعبة وكأنه يسكن في حي الميدان من خلال تواصله اليومي مع وكلائه الصيارفة في الاسواق الدمشقية الذين سحبوا من الاسواق اكثر من مئتي مليون دولار في ثلاثة ايام بحجة حاجته لتمويل استيراد صفقة تجارية من الخارج .
كما إن هذا الرجل وبأمر من بندر يفتح خطوط تواصل بين الشيخ يوسف القرضاوي وبين رجال دين سوريين ممن يمولهم بحجة الزكاة والاعمال الخيرية .
إلا ان كل ما سحبه هذا المتمول السوري المرتبط بالبندريين سقطت مفاعليه من خلال تدخل البنك المركزي السوري الحاسم في الموضوع حيث ان الاخير يملك عشرات المليارات من احتياط النقد بالعملة الصعبة ، كما أن جسرا جويا – وبريا اقامه رامي مخلوف وبعض شركائه المنتخبين من قبله في شركة تسمى " راماك " (تملك حصصا في شركات مالية وفي بنوك سورية ) اعادت ما سحب من سوريا وضخت ما يزيد في الاسواق الرسمية والموازية فلم يشعر المواطن السوري بأي خلل ، وتقول المصادر بان بعض التجار السوريين المرتبطين بالمتمول السوري البندري حاولوا التلاعب بالمواد الغذائية لكن تجارا آخرين مدعومين من النظام ومن رجال اعمال على رأسهم رامي مخلوف سارعوا إلى عقد صفقات تعيد التوازن أيضا إلى الاسواق الغذائية ما اضر بالتجار " البندريين " .
الجسر الجوي والبري الذي عمل رامي مخلوف من خلاله على اغراق الاسواق السورية بالعملة الصعبة وحد من تاثير المضاربة على الليرة فلم يتغير سعر صرفها إلا ليرة واحدة صعودا أغضب بندر فشن حملة اعلامية عبر الواشنطن بوست على رامي مخلوف لارهابه وتخويف البنوك التي تتعامل مع وكلائه في الخارج .
من ناحية الدور الذي يلعبه القرضاوي فقد يصدر الاخير فتوى جديدة تحرم التعامل مع شركات رامي مخلوف على إعتبار ان التعامل معها يفيد في ضرب اهداف " الثورة السورية المباركة "
و أكدت تلك المصادر بان القرضاوي شخصيا ينفذ دورا تحريضيا خطيرا حيث انه يقوم بالاتصال بمن يعرف وبمن لا يعرفهم من رجال الدين المسلمين في سورية خصوصا المرتبطين بالتبرعات التي يحصلون عليها من دول الخليج ومن ذلك المستثمر السوري (....) ويطلب القرضاوي من رجال الدين وائمة المساجد التوقف عن الدعوة الى التهدئة وهو قال لاحدهم على سبيل المثال ( إمام مسجد مهم في درعا يدعى احمد الصياصنة ) :(((كلمة حق تقال هنا بان هذا الامام نقل عنه في الاخبار بانه نادى المصلين بعدم اللجوء الى التظاهر وانا المطالب ستصل عبر الطرق المؤسساتية))))
" إدعو الناس للتظاهر والثورة ولتكن هتافاتكم ضد الرئيس شخصيا وضد أخيه وضد الراجل بتاع التلفون (يقصد رامي مخلوف ) وطالبوا باسقاط النظام وليس بالاصلاح ولو اضطر الامر وحاصروكم فسنرسل لكم عشرات الاف المتطوعين ليقاتلوا معكم واي مبلغ مالي تحتاجونه سيصلكم فورا ".
وقد ربط المصدر المخابراتي الاردني بين كلام القرضاوي وتحريضه رجال الدين المسلمين في سوريا وبين إختفاء بعض الخطباء عن الفضائيات السورية بسبب رغبتهم في عدم الظهور بمظهر داعمي النظام حتى لا يفقدوا اموال التبرعات وحتى يكسبوا اموال القرضاوي التي وعدهم بها وهي بالمناسبة مليارات الدولارات التي جمعت باسم غزة وفلسطين ولم يصل منها شيء للفلسطينيين .