اختار محرك البحث العالمي جوجل ومنصة يوتيوب التابعة له الاحتفال على طريقتهما الخاصة بالذكرى 122 لميلاد الكوميدي العالمي شارلي تشابلن.
وقد قامت جوجل عبر صفحتها الرئيسية ببث مقطع فيديو صمم خصيصاً لهذه المناسبة، وهو عبارة عن أفلام قصيرة مقتبسة عن أشهر أعمال هذا الفنان.
شابلن المولود في ضاحية "والوورث" الأكثر فقراً في لندن سنة 1889 اختزل عبر أعماله السينمائية التناقضات السياسية والاجتماعية التي عاشتها أوروبا في فترة ما بين الحربين العالمية الأولى والثانية.
"رجل أوروبا البائس" وفق ما أطلقت عليه الصحف البريطانيية اشتهر بمناصرته لقضايا البؤساء والطبقة الكادحة"البروليتاريا"، وانتقاده للبرجوازية والطبقية الاجتماعية التي طبعت جل أعماله السينمائية الصامتة والناطقة، ووصفت بفن "الكوميديا السوداء".
ببدلته وقبعته السوداء وبعكازه الشهير انتقل شابلن من حياة البؤس والفقر التي عانى منها في سنوات طفولته إلى عالم الأضواء والشهرة والثراء، لكنه ظل دائماً وفياً للقضايا الإنسانية من خلال 100 عمل سينمائي قدمها للإنسانية.
استطاع شابلن بعبقرية فنية خارقة أن ينقل للجمهور بالحركة والصورة ما عجزت الأفلام الناطقة عن إيصاله، وظل متشبثاً حتى بعد ظهور الصوت بالسينما الصامتة لإيمانه أن هذا الاختراع يقتل السينما، وقدم "أضواء المدينة" سنة 1931.
ومن أشهر أعماله التي ظلت عالقة في تاريخ السينما "حياة كلب", و"الطفل " 1921 و"الدكتاتور"1940، فضح خلالها رجال الدين والسياسة والبوليس وأرباب العمل.
توفي شابلن سنة 1977 عن سن يناهز 88 عاماً، وظلت كلمته الشهيرة التي وثقها في مذكراته "لست نادماً لأنني مارست حياتي بحب وحاربت اليأس بالعطاء, لأن الله منحنا هبة الحياة وأمرنا أن نعمل ونتيح للآخرين سبيلاً ليعملوا، هذه رسالة أي مبدع وإنسان يرفض أن تكون القوة سبباً في الأذى وفي احتلال الشعوب الفقيرة والضعيفة".