من طرف تربية معلم صف الأربعاء أغسطس 24, 2011 2:23 am
أهداف التخطيط التربوي :
يرتبط التخطيط عموماً والتخطيط التربوي خصوصاً بمفهوم الهدف ،فالتخطيط في الأصل يتضمن مجموعة من الأهداف الواضحة والمحددة والواقعية الّتي يسعى المخطط لتنفيذها وتتمثل الأهداف التربوية فيمايلي :
-أهداف اجتماعية :
1-تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين .
2-تحقيق التكامل والتنسيق بين المؤسسات التعليمية وسوق العمل وتوفير حاجات المجتمع من القوى العاملة .
3-الإسهام في تقدّم المجتمع وتطويره .
4- المحافظة على هوية المجتمع وقيمه وتقاليده الحسنة .
أهداف ثقافية :
1-المحافظة على الثقافة الإنسانية بوجه عامّ وثقافة المجتمع المعني بوجه خاصّ .
2- معالجة المشكلات الثقافية وتحقيق مفهوم التعاون والتبادل الثقافي ونشر المعرفة .
3-المساهمة في نشر التعليم ومحو الأمية والقضاء على الجهل والتخلّف .
أهداف اقتصادية :
1-تقليل كلفة التعليم .
2-توفير القوى العاملة لتلبية حاجات سوق العمل .
الأهداف السياسية :
1-تدعم ركائز الديمقراطية والتنمية السياسية للأفراد وتتمثّل هذه الركائز في التعليم والثقافة والقوانين والأنظمة الميسرة لحياة الأفراد وتوفر نظام سياسي قوي يحمي تطبيق ماسبق.
2-تنمية وتعزيز الروح الوطنية لدى الأفراد (مريزيق , 2009،29-30).
صعوبات التخطيط التربوي :
1- صعوبات يثيرها التواصل القائم بين التخطيط الاقتصادي والتخطيط التربوي :
إنّ للتربية دون شك أغراضاً ثقافية وإنسانية واجتماعية ، ولايمكن أن تكون في خدمة الاقتصاد وحده ولايمكن أن ننظر إليها على أنّها صناعة من الصناعات
تزان بمقدار ماتقدم من عطاء اقتصادي مالي .ولئن كان التداخل قائماً بين الأغراض التربوية للتربية والأغراض الاقتصادية لها ، فإنّ للتربية قطبي نشاط لايمكن أن ينحل أحدهما في الآخر , هما قطب تكوين الإنسان من أجل قيمه الإنسانية عامّةً ، ثمّ قطب تكوينه من أجل مهنته وعمله واقتصاد بلده . فالتربية لاتستطيع أن تعطي ثمراتها الاقتصادية والثقافية على السواء إذا كانت مجرد خادم للاقتصاد وإذا لم يكن الاقتصاد نفسه في خدمتها إلى حد بعيد , ومعنى هذا أنّه إذا صحّ أن التنمية التربوية ينبغي أن تخدم أهداف التنمية الاقتصادية , فالصحيح أيضاً أنّ التنمية الاقتصادية لابدّ أن تخدم التنمية التربوية .هذه اللحمة بين الاقتصاد والتربية يجدها معظم الباحثين في التخطيط التربوي محققة إن نحن خططنا للتربية تخطيطاً يتجاوب مع حاجات الطاقة العامّة .
2- الصعوبات الّتي يثيرها القول بأنّ التربية مردود وتوظيف مثمر لرؤوس الأموال .
3- صعوبات ناشئة عن ضرورة مجاراة التربية للتقدّم العلمي والتقني السريع في العصر الحديث .إنّ التقدم في مجال العلم والصناعة والتقنية يفرض على التربية مهمات خاصّة ويملي عليها تحقيق تغييرات جذرية تستجيب لمتطلبات ذلك التقدم ، لكنه في الوقت نفسه يضع أمامها صعوبات يجعل مهمتها عسيرة .ذلك أنّ التقدم الّذي يتمّ في العصر الحديث تقدم هائل وعظيم .وأكبر مشكلة تواجهها التربية في هذا المجال هو أن تجد معياراً تستطيع أن تتنبأ باتجاهات المستقبل وتغيراته ، والعثور على مثل هذا المعيار لايخلو من صعوبات وثغرات .
يضاف إل ذلك أن الدول المتخلفة والنامية تخضع للتطور العلمي والتقني ضمن ظروف خاصّة تزيد من الصعوبات أمام التربية .
4- صعوبات ناشئة عن تداخل مشكلات التربية وتداخل حلولها :إنّ تضامن مشكلات التربية يملي علينا أن نقدم حلولاً مترابطة لتلك المشكلات وبالتالي وضع خطة شاملة تطوق الأمور من جميع جنباتها ، ولكن إذا كان من الصحيح أنّ مشكلات التربية لاتحلّ إلّا حلّاً متكاملاً يأخذها جميعها بعين الاعتبار فمن الصحيح أيضاً أنّه من العسير إيجاد مثل هذا الحل وتحقيقه تحقيقاً متكاملاً .
5- صعوبات يثيرها مبدأ التعليم عامّةً :إذا كان التخطيط لايفضّل على أية حال ترك الأمور تجري على عواهلها ، فهذا لايعني أن التخطيط عمل سهل ، فهو سيف ذو حدين في كثير من الأحيان ولا نستطيع جني ثمراته إلّا إذا عرفنا حدوده وصعوباته (عبد الدايم ،1983،53-65).
شروط نجاح التخطيط التربوي :
إنّ الشروط الّتي تبدو أنّها لازمة كافية معاً لنجاح التخطيط التربوي هي التّالية :
1- إنّ التزاماً سياسياً بالتخطيط التربوي يجب أن يتضمّن بالوقت نفسه التزاماً بخلق مكاتب تخطيط والتزاماً بدعم نشاطاته , مع العلم أنّ الالتزام الأوّل لايغني عن الثّاني .
2-على مخططي التربية أن يعرفوا مسؤولياتهم وحقوقهم فالتعاريف القانونية لمراكز التخطيط غير كافية .
3- يجب إقامة حدود واضحة المعالم -إن لم نقل صارمة-بين القطاعات السياسية والفنية والإدارية للتخطيط التربوي .فالمخطط التربوي باعتباره فنيّاً , يجب ألّا يتحمّل عبء الامتياز السياسي في تحديد هدف ما ولا عبء الامتياز الإداري في تحقيقه , غير أنّ الفصل يجب ألّا يبلغ حدّ الانعزال .
4-يجب أن نزيد الاهتمام في إلغاء مركزية سلطة اتّخاذ القرارات السياسية والفنية , بشكل لاتظلّ بكاملها بين يدي شخص واحد أو نفر من الأشخاص يتربعون في قمّة السّلّم الوظيفي . إنّ لامركزية كهذه صعبة في البلدان الّتي يكون فيها تعيين موظفي التعليم ومنحهم الرتب متعلّقاً باعتبارات سياسية أكثر منها فنية , حيث تتغيّر الاعتبارات السياسية بسرعة بسبب عدم الاستقرار الحكومي .
5- يجب أن نعير اهتماماً أكبر لرسم الأهداف وإلى الأفضليات المحددة بوضوح كي يكون لدى مخططي التربية فكرة أكثر دقّة عمّا يرمي إليه التخطيط .ومن المناسب أن نجهد في تقليل الإبهام الموجود في المسائل الأصولية والمسائل الواقعية كي يستطيع المخطط التربوي أن يتفرّغ للبحث عنى معلومات واقعية أكثر من الموافقات السياسية .
6-ولعلّ من أهمّ المهمات الأساسية لمخططي التربية تلك الّتي تقوم على إيضاح دقيق للوسائل الفنية المختلفة لتحقيق الأهداف السياسية والتربوية المعطاة . وعلى المسؤولين السياسيين أن يحترسوا من الحكم على هذه الوسائل كما لوكانت قضية سياسية وليست فنية .
7- بالتالي ينبغي أن نجهد أنفسنا للتقليل من تسييس المعرفة الّذي نصادفه في كثير من البلدان , ومن غير الممكن لمخططي التربية تقديم التعاون على المدى الطويل إذا لقي بالبحث والخطط عرض الحائط , لأنّ المسؤولين السياسيين يكنّون العداء لأولئك الّذين يقومون بهذا العمل .
8- يجب أن يُبذل جهد كبير لاستطلاع الرأي العامّ فيما يتعلّق بتطوير التعليم وتوجيهه إلى المستقبل ولاستمالة الرأي العامّ في إقامة المناهج التعليمية وتحقيقها .
9- يجب على إدارة التعليم الإسهام بصورة أكثر نشاطاً في التغييرات الضرورية للتخطيط التربوي , وينبغي إجراء تحسينات على وضع يتميّز بنقص في خدمات الوظيفة العامّة وباستقلال ذاتي واسع لخدمات وزارة التربية الإدارية الّتي غالباً ماتكون حجر عثرة في وجه التخطيط .
10- لما كان جزء كبير من نظام التعليم غير خاضع للسلطة الحكومية المباشرة , فإنّه يجب بذل جهد أكبر في سبيل إقامة تنسيق بين الحكومة من جهة وبين المسؤولين عن التعليم الخاصّ والسلطات الجامعيّة من جهة أخرى , تنسيق يستفيد منه الطرفان .
11-إنّ التخطيط التربوي لاسيما على مستويات التعليم الثّانوي والتعليم العالي محكوم عليه بالفشل في كثير من البلدان مادام التعليم الخاصّ والتعليم الجامعي لايدعمانه ولا يشاركان فيه بصورة فعّالة (ريسكو,1973،57-59).
مبررات العناية بالتخطيط التربوي :
1- قيام التخطيط الاقتصادي وشعوره بالحاجة الأساسية إلى التخطيط التربوي : وذلك نتيجة شعور القائمين على التخطيط الاقتصادي أنّ التخطيط الاقتصادي لايبلغ أهدافه ولايكون صحيحاً إلا إذا رافقه وداخله تخطيط للتربية يلبي حاجات الاقتصاد، وذلك من أجل إعداد اليد العاملة المدربة الّتي تمثّل عنصر الكفاءة والإعداد ، عنصر التربية .فالعنصر الهامّ في أي خطة اقتصادية هو العنصر البشري .
2- اعتبار التربية مردوداً وتوظيفاً مثمراً لرؤوس الأموال :فمن أهمّ أسباب العناية بالتخطيط التربوي ، هي الفكرة الّتي ترى في التربية نوعاً من التوظيف المثمر لرؤوس الأموال ، وترى أنّ لها مردوداً اقتصادياً واضحاً .وبذلك ظهرت فكرة جديدة تقول إنّ الأموال الّتي ننقلها إلى التربية ليست مجرد نفقات نستهلكها لخدمة المواطنين ، إنما هي رؤوس أموال نوظفها أي نضعها في مشروع معين هو التعليم لنجني ثمراتها بعد ذلك أضعافاً مضاعفة ، وقد استشهد الباحثون على هذه الفكرة بشواهد كثيرة .
3- ضرورة مجاراة التربية للتقدم السريع والتغير السريع في ميدان العلم والصناعة خاصّةً :إذا كان مكن الطبيعي القول إن على التربية أن تعد الأطفال لزمانهم لا لزماننا أو لزمان انقضى ،فإن هذا القول يصبح ذا أهمية خاصّة إذا كان الزمان الّذي نعد الأطفال فيه هو زمن التغير والتحوّل السريع ، زمن الانقلابات العلمية الهائلة .
4- التكامل بين مشكلات التربية وبين الحلول الّتي ينبغي أن تقدم لها :
لقد وجد الباحثون أن هناك مبرراً تربوياً يبرر ضرورة التخطيط التربوي ،ينبثق من حاجة التربية نفسها إلى التخطيط ، بصرف النظر عنى حاجة الاقتصاد إلى تخطيط التربية ،وهذا المبرر كون مشكلات التربية متداخلة متآخذة متكاملة ، وكون الحلول الّتي ينبغي أن تقدم لها حلولاً لابد أن تكون متكاملة ومتداخلة تجمعها نظرة شاملة واحدة ويلمها إطار واحد هو إطار الخطة .وبذلك تتضح أهمية التخطيط التربوي في تحقيق التكامل بين جوانب النظام التربوي وتقديم الحلول لمشكلاته المتعددة خاصة في البلدان النامية ومنها الدول العربية التي تعاني من نقص التوازن في جوانب التربية المختلفة ( توزيع الخدمات التعليمية بين الذكور والإناث أو بين المناطق المختلفة أو غير ذلك ) .
5- الإيمان المتزايد بالتخطيط وقدرته على السيطرة على المستقبل :حيث بدأ يشيع في عصرنا الحالي الإيمان بالتخطيط بوجه عامّ ، واعتباره الوسيلة الناجعة لسيطرة الإنسان على المستقبل والتحكّم فيه بالقدر الممكن . فالتخطيط اليوم يبدو للباحثين الأداة العلمية الفعلية الوحيدة الجديرة بإنسان العصر الحديث المتلائم مع الروح العلمية والعقل العلمي الذي يهدف إلى السيطرة على الأشياء والإمساك بزمامها ، ويأبى قبول عالم يجري على هواه لاشأن للإنسان فيه (عبد الدائم ، 1986،20-46بتصرف).