ولد في السادس من تشرين الأول عام 1930 في القرداحة ( محافظة اللاذقية ) .. وحمل صفات عائلته ذات الجذوروالقيم العربية الأصيلة، وأضاف إليها صفاته الذاتية .
ـ تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة القرداحة .
- انتقل بعد ذلك لإتمام تعليمه في ثانوية اللاذقية في مطلعالأربعينيات وكان لامعاً منذ سنوات دراسته الأولى 1944 ـ 1946 ..إذ كان الأول فيصفه كما تبين الوقائع والملفات، فلم يكتف بالمنهاج الدراسي ، وكان يكثر منالمطالعة، خاصة في حقل الأدب والشعر منه بشكل خاص، وهذه الصفات جعلته يحظى بعدةشهادات تقدير في مدرسته الابتدائية.
- انخرط في العملالسياسي في اللاذقية قبل انعقاد المؤتمر الأول للبعث في نيسان 1947 وكان بعضالمدرسين في الثانوية الرسمية وبعض الطلاب الأكبر منه سناً يتناقلون الأفكارالقومية والاشتراكية السائدة آنذاك وبرز اهتمامه بالقضايا العامة منذ تلك الفترة(أثناء الحرب العالمية الثانية وقبل جلاء الفرنسيين عن سورية )، وساهم في المظاهراتضد الحكم الفرنسي وفي النشاطات السياسية من أجل الجلاء وبعد ذلك انتخب في لجنة طلابمحافظة اللاذقية ، وقاد حركة الطلاب في المحافظة بصفته رئيساً لهذه اللجنة ، وقدكان النضال من أجل قضية فلسطين وغيرها من القضايا العامة هو الوجه البارز للعمل السياسي .
- انتسب في تلك الفترة إلى حزب البعث العربي الاشتراكي نحو عام( 1946 ) وناضل في صفوفه عندما كان الحزب يخوض الصراع ضد السياسة القديمة، ولم يكناختياره لحزب البعث أنه انتقى الخيار الصحيح والسليم فقط بل معناه أيضاً، وهذا هوالأهم أن حزب البعث العربي الاشتراكي اكتسب دليلاً كبيراً على أنه الخيار الصحيحبسبب انتساب شاب يافع،له شخصية القائد كحافظ الأسد لصفوفه، وهذه هي فحوى العلاقةالمتناسقة بين الاستعداد الفطري السليم والتنظيم السياسي السليم، وهذه هي فحوىالعطاء المتبادل بين القائد والأداة الثورية الجماهيرية المنظمة، فلقد اكتسب الشابحافظ الأسد بانتسابه للحزب بعداً جديداً ، أساسياً ، يكمل شخصيته الفذة، واكتسبالحزب بانتساب حافظ الأسد له رباناً ماهراً وشجاعاً كان دائماً وحسب موقعه في صفوفهذا الحزب يعمل على توجيه السفينة الاتجاه الصحيح، إلى أن جاءت الحركة التصحيحيةنتاجاً لهذه التجربة المتراكمة، فكان أن تبوأ حافظ الأسد دفة القيادة باعتبارهاتطور طبيعي لدوره في الحزب منذ تأسيسه .
- حصل على شهادة الدراسة الثانويةللفرع العلمي من ثانوية اللاذقية وتطوع في الكلية العسكرية في عام 1952 واختارالكلية الجوية وتخرج منها ملازماً طياراً في مطلع عام 1955 بعد أن نال المرتبةالأولى في الطيران العملي في كل سنة من سني الدراسة ، وعند التخرج حصل على بطولةالألعاب الجوية ونال كأس البطولة.
- اتبع دورات عسكرية كطيار قتال على مختلفأنواع الطائرات ودورة طيار قتال نهاري وليلي ، وأوفد في بعثات دراسية خارج القطرالعربي السوري فاجتاز بدرجة امتياز دورة قائد سرب في عام 1959 وحصل على شهادة دورةأركان طيران عام 1964 بامتياز .
- عاش حافظ الأسد تجربة الوحدة بين سورية ومصر،عاشها طياراً، وعاشها مناضلاً، فانتدب للخدمة فيأحد أسراب القتال الليلي فيالقاهرة أثناء الوحدة بين القطرين الشقيقين سورية ومصر .
- أبعد عن القواتالمسلحة في 2 / 12/ 1961 ونقل إلى إحدى الوزارات المدنية بعد (مؤامرة الانفصالأيلول 1961 ) نتيجة مواقفه النضالية المضادة للانفصال إلا أن ذلك لم يثنه عنعزيمته، فتابع النضال ضد الانفصال وكان رائداً في التنظيم النضالي وقيادته إذ ساهمبفعالية في النضال السياسي لإسقاط حكم الانفصال وكان من قادة التنظيم السري الذيقاد ثورة الثامن من آذار عام 1963 ، كعضو في اللجنة العسكرية التي تولت القيادةالسياسية والعسكرية، حيث كان العنصر الأهم في اللجنة العسكرية القيادية التي تقودالقوات المسلحة حزبياً وسياسياً، والأبرز فعالية وتأثيراً بين أعضائها فكان لهالدور الأساسي والنشط في الاتصالات المكثفة التي هيأت لثورة آذار المجيدة وفجرتها،ولاسيما أن هذه الاتصالات جاءت تتويجاً لمرحلة نضالية صعبة برزت فيها قدرة القائدالخالد حافظ الأسد على ابتكار صيغ ملائمة للاتصال والتنسيق مع رفاقه البعثيين فيعهد الوحدة أثناء وجوده في مصر وبعد ذلك في عهد الانفصال .
- تجلى تأثير القائدالخالد حافظ الأسد وقيادته الحزبية ذات البصيرة في دوره الذي سبق ثورة آذار، وفيجمع الطاقات الحزبية المبعثرة، وحفاظه على وحدة الحزب الفكرية والتنظيمية، ويتأكدذلك كله من خلال مواقفه من قادة اليمين في المؤتمر القومي السادس عام 1963 .. ومقرراته، ثم موقفه الحازم والمؤثر في حركة 23 شباط 1966 .. وبعد ذلك في موقفه منالقضاء على مؤامرة أيلول 1966 .. وتجلى موقفه الجريء في المؤتمر القطري الرابعوالقومي العاشر عام 1968 .. وفي المؤتمر القطري الرابع الاستثنائي عام 1969 .. والعاشر الاستثنائي عام 1970 .. ضد القيادة المناورة والمتسلطة وممارساتها الخاطئة.
- شغل مناصب رئيسيـة فـي قيادتي حزب البعث العربي الاشـتراكـي (القوميةوالقطرية) منذ ثورة الثامن من آذار .
-كان له الدور البارز في إنجاح حركة 23شباط 1966 ..التي أبعدت عن مسيرة الحزب الاتجاه اليميني .
- وفي الوقت نفسه كانيقوم بمهام ضخمة في قيادة القوات المسلحة فقد قاد قاعدة جوية فور عودته إلى القواتالمسلحة مع ثورة الثامن من آذار .
- رقّي إلى رتبة لواء طيار في 2 / 12 /1964وعين قائداً للقوى الجوية والدفاع الجوي.
- سمي وزيراً للدفاع إضافة إلى قيادةالقوى الجوية وذلك في 23 / 2 / 1966
- رفع إلى رتبة الفريق الجوي في 1/7/1968
- تولى منصب رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الدفاع في 21 ـ 11 ـ 1970 بعدقيامه بقيادة الحركة التصحيحية التي أدت إلى انفتاح الحزب على جماهير الشعب وعلىالوطن العربي وأعادت الحزب لجماهيره، والتفاف الجماهير حول الحزب وقيادته ودشنت هذهالحركة المباركة عهداً جديداً في حياة حزب البعث والنضال العربي عموماً فالتقىبالشعب والتقى الشعب به لخوض معارك جديدة رفعت مقام سورية عالياً، وسمحت للحزب أنيمضي قدماً في تجسيد مواقفه القومية .
- في آذار 1971، انتخب رئيساً للجمهورية العربية السورية بأغلبية ساحقة.
- أدخل إصلاحات سياسية تمثلت في إعادة تفعيل مجلس الشعب (البرلمان) وتشكيل الجبهة الوطنية التقدمية 1972 وإصدار دستور جديد للبلاد 1973.
- في تشرين الأول 1973 قام حافظ الأسد مع مصر بشن هجوم مباغت على القوات الإسرائيلية في الجولان وسيناء المصرية. كادت القوات السورية أن تحرر كامل الجولان لولا المساعدات الأميركية الكبيرة التي تدفقت على إسرائيل؛ وكانت الحرب، التي عرفت باسم حرب تشرين أو أكتوبر، نصراً معنوياً كبيراً للعرب بعد ست سنوات من هزيمتهم عام 1967.
- بعد حرب تشرين، استعادت سورية جزءاً من الأراضي في الجولان تضمن مدينة القنيطرة، كبرى مدن المنطقة، وذلك وفقاً لاتفاقية فض الاشتباك مع الإسرائيليين.
- في عام 1976، أرسل حافظ الأسد القوات السورية إلى لبنان لإنهاء الحرب الأهلية التي اندلعت هناك عام 1975. وتصدت القوات السورية في لبنان للغزو الإسرائيلي عام 1982 ولعبت الدور الأكبر في إنهاء الحرب الأهلية في تشرين الأول 1990.
- كان حافظ الأسد من أشد معارضي السلام المنفرد الذي عقدته مصر مع إسرائيل عام 1978، خارجة عن وحدة الصف العربي، ورفض الدخول في مفاوضات سلام قبل انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة.
- كان حافظ الأسد أيضاً معارضاً لحرب العراق ضد إيران التي أعلنها الرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 1980 ولغزو العراق للكويت عام 1990؛ وأرسلت سورية حينئذ قوات للدفاع عن المملكة العربية السعودية ضد أي هجوم عراقي.
- وافق حافظ الأسد على حضور سورية لمؤتمر مدريد للسلام الذي عقد في تشرين الثاني 1991 بحضور كل أطراف النزاع في الشرق الأوسط، ولكن حلفاؤه العرب وقعوا سلاماً منفرداً مع إسرائيل، الفلسطينيون في عام 1993 والأردنيون في عام 1994، في حين لم تسفر المفاوضات السورية - الإسرائيلية عن أية نتيجة.
- استمر حافظ الأسد في دعم المقاومة اللبنانية المسلحة للاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، إلى أن نجحت هذه المقاومة في إجبار إسرائيل على الانسحاب من لبنان في أيار 2000.
- لقد اجتاز حافظ الأسد كل الصعاب التي مرت به منتصراً واستلهم الحزب وألهمه، وقاده إلى النصر، وكان في هذا ينصر طموحات القومية العربية، الباحثة عن مسلك مضيء وعن قائد يقودها إلى أرض صلبة .
- انتقل إلى رحمته تعالى في العاشر من حزيران عام 2000 .. إذ وقع في ذلك اليوم المصاب الأليم الذي هز أعماق الشعب والأمة لأنه كان الملهم والموجه والمعلم وفي طليعة مناضلي البعث وأكثرهم عطاءً وتضحية، كان القائد الذي جسد فكره وقيمه ونضاله آمال الشعب وأهداف الأمة .
مقاطع من خطاباته
-الوطن غالي , والوطن عزيز , والوطنشامخ , والوطن صامد
لأن الوطن هو ذاتنا ! فلندرك هذه الحقيقة
ولنحب وطننابأقصى ما نستطيع من الحب
وليكن وطننا هو المعشوق الأول , الذي لا يساويه
ولايدانيه معشوق آخر... فلا حياة انسانية من دون وطن
ولا وجود انساني من دونوطن
- نحن دعاة سلام , نحن لا نريد الموت لأحد
نحن ندفع الموت عنأنفسنا.... نحن نعشق الحرية
ونريدها لنا و لغيرنا , ونكافح اليوم , كي ينعمشعبنا في الغد
- لا خوف على المستقبل , فنحن أقوى من الجميع
لأننامع الحق , لأننا مع الشعب , لأننا مع الله
و الله معالشعب
- باسمكم أحيّ قواتنا المسلحة الباسلة في البرّ و الجوّ والبحر
أحيّ ضباطها... وصف ضباطها و جنودها الشجعان
المدافعين عن أرض الوطنوشرف الأمة وكرامتها
المستعدين دوما" لتلبية النداء لأي واجب قومي
المتأهبينباستمرار لبذل أرواحهم دفاعا" عن قضايا الأمة
انهم سياج الوطن و سورهالمنيع
وهم الذين آمنوا بشعار : الشهادة أو النصر
- إن الشدائد هيمحك لمعدن الشعوب وامتحان لأصالتها
وكلما ازدادت الأمة شدة ظهر المعدن الصافيوتأكدت الأصالة الراسخة . إنكم أبناء أمة عرفت على مدى التاريخ بمواقف الرجولةوالإباء ... مواقف البطولة والفداء
أبناء أمة حملت رسالة النور والإيمان إلىأصقاع الأرض
وشهد لها العالم قاطبة بأسمى الصفات وأنبل الأخلاق