جهينة نيوز- خاص:
لم نكن نتمنى أن يحدث كل هذا السجال بين "جهينة نيوز" وجمال سليمان، لكن
يبدو أن الفنان العتيد أبى إلا أن يجرنا إلى هذه المساحة الضيّقة، فقط
ليدافع عن نفسه ويبرّر مواقفه المتناقضة خلال فترة الأزمة التي تمرّ بها
سورية.. حيث كان حرياً بـ"مدّعي الوطنية" أن يكون الإعلام الوطني منبره
وسورية ساحته لينفي ما يريد أن ينفيه، لا الهروب إلى الأمام واللجوء إلى
القاهرة، وفبركة ادعاءات بالتهديد بالقتل، وقيادة حملة إعلامية للتهجّم على
النظام وأركانه، ووصف السوريين المدافعين عن بلدهم بالشبيحة، تلك المفردة
التي يعرف جمال سليمان معناها ودلالاتها ومن الذي أطلقها وأي هدف أراده
منها؟!!.
بداية لا بد من الإشارة إلى أن موقع "جهينة نيوز" أكبر من أن يتهمه
ويطعن في وطنيته شخص كجمال سليمان، الذي كشف وبالمطلق عن نفس موتورة حاقدة
لا تؤمن بالاختلاف ولا تحترم الرأي الآخر، إذ كنا نتساءل ونحن نتابع حملته
المضادة المسعورة علينا: كيف استطاع حشد هذا المد الإعلامي الكبير من
الدوحة مروراً بالقاهرة ولبنان، وتسخيره للدفاع عن شخصه المدّعي البراءة،
في حين أعرض هذا الإعلام ورفض عرض ولو صورة واحدة لما يحدث لآلاف الأسر
السورية المفجوعة بأبنائها من المدنيين، والعسكريين، ورجال الأمن الذين
قُطّعت رؤوسهم ومثل بجثثهم أبشع تمثيل على يد العصابات المسلحة التي يزعم
جمال سليمان وسواه أنها احتجاجات سلمية!!.. وكان التساؤل يكبر كلّما دققنا
بالحقائق والوقائع أكثر: لماذا انبرت كل تلك الوسائل الإعلامية للدفاع
عنه؟!!.
لقد أثار جمال سليمان هذه "الهمروجة" الإعلامية متنقلاً بين عواصم
(أصحاب التجربة الديمقراطية العريقة) مطلقاً سلسلة بيانات اعتقدنا أن
مضمونها سياسي على اعتباره صاحب (مبادرة وطنية) كما يدّعي، لكن أن تكون
رئيسة تحرير "جهينة نيوز" مضمون البيان فهو لعمري منتهى الإفلاس والسخرية
شكلاً ومضموناً، بما حمله من اتهامات وتهديدات بعيداً عن أصول اللياقة
والتهذيب، وحتى الديمقراطية التي يتشدّق بها زوراً وبهتاناً، فتارة يطالب
السلطات "كرمى لعينيه" بإقفال الموقع وتارة بتحريض (ثواره السلميين) على
قتل وذبح كاتب المقال والقائمين على موقع "جهينة نيوز" عبر تعليقات منها
ما نشرناه للقارئ، ومنها ما لم ننشره حرصاً على عدم إيذاء مشاعر السوريين
من الحالة التي يريد أن يعمّمها (جمال باشا السفاح) في حياتنا، وتارة بشتم
رئيسة تحرير الموقع بالقول: "هذا البلد العظيم الذي تلطّخت سمعته بفعل
أشخاص كفاديا جبريل وموقعها الإلكتروني البائس" أو ادعائه "أن لغة التخوين
والتحريض خاصة في مواقع تعتبر شبه رسمية- لأن كل سوري يعرف كيف تُدار هذه
المواقع-..!!"..
وهنا نسأل السيد سليمان: هل يستدعي كل هذا المستوى المتدني من الإسفاف
والابتذال في الردود، فقط لأننا ذكّرنا الفاسق بما فيه؟.. أو لأن أحداً ما
خالفك الرأي؟.. وهل سمعة البلد تقف عن حدود شخص بعينه؟.. وهل كل موقع يقف
مع الدولة يُدار من الدولة، بمعنى أنك كشفت غطاء الوطنية عن كل المواقع
السورية بما فيها صفحات الفيسبوك وبقيت وحدك و(مبادرتك) الوطني الكبير
والوحيد؟!..
إن لعبة التضليل والإقصاء وإلغاء الآخر واتهامه، التي لجأ إليها جمال
سليمان، منذ اليوم الأول لبدء حملته الشرسة ليس ضد الموقع والقائمين عليه،
وإنما ضد كل مواطن سوري شريف حين قال في بيان العودة: "قرّرت أن أعود إلى
وطني، لأن سورية وطناً لأمثالي وليست لأمثالك".. فنعم الديمقراطية
والمبادرة الوطنية التي تدّعي حملها، وأنت المختبئ خلف نجوميتك الزائفة،
ونزعتك الإقصائية المريضة!!.
هل يهدف جمال سليمان من كل ما سبق التعمية على خطوته الأخيرة التي تؤكد
سلسلة مواقفه التي استنكرها كل السوريين عبر المواقع الالكترونية وصفحات
التواصل الاجتماعي قبل أن نكتب عنها نحن، بدءاً من أن النظام السوري الذي
يقوده الرئيس بشار الأسد فقد جزءاً كبيراً من شرعيته، مروراً بتصريحاته
وبياناته لعدّة منابر إعلامية يزفّ لهافرحا خبر تصدره قائمة" الشرف
السورية"التي أغرقت الشارع السوري بالدماء . وهو يدرك أنّ مَن يدخل (هذه
القائمة) يشكل أداة من أدوات مشروع الفتنة التقسيمي، الذي يستهدف حاضر
سورية ومستقبلها.. وصولاً إلى استهداف إعلامه الحربي للسيد الرئيس شخصياً،
أما ما لم نقله سابقاً فقد قاله الشعب السوري قبلنا: لأي أهداف عظيمة أو أي
غايات كبرى يزور جمال سليمان (الدوحة) التي تنوب عن إسرائيل في تنفيذ
المشروع الأمريكي، وتُدار منها عمليات ذبح السوريين واستباحة حريتهم
ووطنهم، بل وأعراضهم التي انتُهكت في مخيمات اللجوء التركية، وكيف يسمح
لنفسه استخدام مفردات المؤامرة ، واتهام الإعلام السوري بالتضليل، والتنكر
لفضل سورية عليه، وانتقاد مقولة أنّ سورية ونظامها هي التي صنعت النجوم
السوريين، متسائلاً: "لماذا لم يصنع النظام أيضاً صحافة سورية قوية ولاعبي
كرة مشهورين؟!!!"..
إذاً نحن أمام شخص مكشوف كلياً للشعب السوري والذي حاول، مدفوعاً بجنون
العظمة، أن يتشبّه بوزير الخارجية وليد المعلم حين أشار إلى أنّه في اليوم
الذي غادر فيه قطر بعد مشاركته في "مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي" حطّت
طائرة وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مطار الدوحة.. والسخرية أن هذه
المقارنة لن تكون إلا في ذهن جمال سليمان وحده!!.
وأخيراً.. نشكر الفنان جمال سليمان على تضحيته بالقدوم إلى سورية، رغم
ادّعائه الخوف بأن النظام السوري سيرسل له الشبيحة لاستقباله، فمجيئه عبر
المطار شكّل لدى السوريين حالة ارتياح كبيرة من أن يأتي على صورة ثائر من
ثوار الناتو معتلياً بيك آب تحمل رشاشاً، ومصحوباً بكاميرا قناة الجزيرة..
نأسف حقيقة لأننا بذلنا في ذكرك أيها (الفيلسوف الصغير) جهداً ضائعاً،
كان الأولى أن نوفر قدراتنا وكافة القدرات الوطنية لمحاربة أصحاب الرؤوس
الكبيرة.. وليس التفاصيل الصغرى.. لأنك تبقى مجرد تفصيل في مجرى
الأحداث!!..
بقي أن نقول: بعد كل هذا الإقصاء والإلغاء وحملة التهديد والوعيد
والتشكيك بوطنيتنا، لا نستغرب أن نراك بعمامة على قناة "وصال"، تردّد
عبارات ومصطلحات منقرضة أحياها حلف الناتو، وتفتي بهدر دماء من تجرأ على
(المدعو ) جمال سليمان.
ونضيف: إننا نحمّلك ومن وراءك كامل المسؤولية الأخلاقية والقانونية في
حال تعرّض أي أحد من القائمين على موقع "جهينة نيوز" لأي أذى يطاله أو
يهدّد حياته الشخصيّة والمهنيّة.