منتدى فور جامعة 4jam3a - طلاب كلية اقتصاد طرطوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الطلابي الأول في طرطوس .. والحاضر يعلم الغايب


    أنا زلاتان (6) | التهاب السحايا

    نسيم الأربعين
    نسيم الأربعين
    ملك التحدي


    ذكر
    عدد المساهمات : 6318
    العمر : 34
    المكان : سورية الغالية
    المزاج : عاشق لوطني سوريا وأفتخر به
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : 4
    المستوى : 105
    نقاط : 8465
    تاريخ التسجيل : 22/11/2009

    أنا زلاتان (6) | التهاب السحايا Empty أنا زلاتان (6) | التهاب السحايا

    مُساهمة من طرف نسيم الأربعين الخميس ديسمبر 15, 2011 12:27 am

    توقفنا
    في الحلقة الخامسة من كتاب "أنا زلاتان" عند وصفه للحرب وتأثيرها عليه
    وعلى والده ومن ثم كانت عودته لبيت والدته واليوم في الحلقة السادسة نتحدث
    عن مواقف من طفولته خاصة مع والده وأحدهم كاد أن يُودي بحياته.



    أنا زلاتان (6) | التهاب السحايا 8702hp2

    يبدأ إبرا الحديث عن الفارق في الحياة عند والده ووالدته قائلًا
    "مع أبي، كان فقط أنا وهو لكن عند والدتي كان البيت أشبه بالمهرجان ..
    العديد من الناس يدخل ويخرج والأصوات العالية تملأ المكان. أمي كانت قد
    انتقلت للطابق الخامس من نفس البناية في شارع كرونمانس فوق شقة عمتي حنيفة
    أو هانا كما يُقال لها. أنا وكيكي وسانيلا كنا مقربين للغاية وكنا متفقين
    تمامًا".


    يعود زلاتان للحديث عن المشاكل لدى
    والدته "لكن حتى في بيت أمي المشاكل المقرفة كانت حاضرة، أختي غير الشقيقة
    كانت تتناول المخدرات وذلك كان يُسبب الكثير من الخوف والقلق لوالدتي ..
    كلما رن الهاتف أو دق الباب كانت تصرخ "ألا يكفينا ما لدينا من مشاكل؟ ماذا
    الآن؟". في إحدى المرات فتحت باب الثلاثة ووجدت المخدرات داخلها .. صُدمت
    تمامًا وجلبت أخي كيكي وأنا أصرخ "يا إلهي، مخدرات في الثلاجة !!" جاء يصرخ
    "ما الذي أتى بالمخدرات في ثلاجة أمي !!" ظهرت أختي بعدها ولم تفعل شيء
    سوى أنها حاولت تهدئة والدتي بالقول "إنها أمور بسيطة، لا تقلقي" وهنا ردت
    والدتي "إنها تلك الأمور المقرفة مجددًا". لقد تأثرت والدتي كثيرًا بتلك
    السنوات، كان يُمكننا أن نكون ألطف كثيرًا في تلك الفترة لكننا امتزنا
    بالقسوة".


    الحديث عن اخته لم ينته، أضاف "مشاكل
    المخدرات بدأت تظهر على أختي وقد دخلت المشفى أكثر من مرة للعلاج لكن دومًا
    ما كانت تعود لذلك القرف مجددًا بعدما تخرج، وبالتالي كانت الخلافات بينها
    وبين والدتي موجودة دائمًا والأمر انتهى برحيلها عن البيت وانتقالها للسكن
    لوحدها. عمومًا، أذكر ذات مرة أننا وجدنا المخدرات معها في بيتها .. كان
    ذلك في عيد مولدي وكانت تُعد حفلة لأجلي وقد جلبت لي الهدايا، فقد كانت
    لطيفة في وسط كل ما يحدث لها، احتجت دخول دورة المياه وهنا ذُعرت أختي
    ووقفت في طريقي قائلة "لا لا، انتظر"، من ثم بكت ودخلت ونظفت ما كان موجود
    وقد أدركت يومها أن أمرًا ما خطأ وأنه سر لها ومن ثم علمت أنها كانت تُخفي
    المخدرات في دورة المياه .. لم أتدخل وقلت لنفسي "ذلك ما يخصها وأنا لدي ما
    يخصني أيضًا .. الدراجة وكرة القدم والعديد من الأحلام في ان أصبح مثل
    محمد علي كلاي وبروس لي".

    يحكي إبرا
    الآن كيف تعرف على أولئك الأبطال، يقول "أبي كان لديه أخ أكبر اسمه صباح
    الدين يسكن يوغسلافيا القديمة وكان يُلقب هناك "سابكو"، كان ملاكمًا
    وموهوبًا للغاية فقد نافس على جائزة رادينيتش في مدينة كراجوايفاك وكان بطل
    يوغسلافيا مع ناديه والمنتخب الوطني. لكن في عام 1967 وحين تزوج ذهب ليسبح
    في بحر نيريتفا وكان عُمره 23 عامًا فقط .. حدث شيء ما له وأعتقد أنه كان
    يُعاني من مشكلة ما في القلب أو الرئيتين لكن النتيجة أن الماء سحبه وغرق
    هناك. لك أن تتخيل حجم الصدمة التي أصابت العائلة وأبي تحديدًا. بعد وفاته،
    أصبح أبي متابعًا للعبة وكان يمتلك أشرطة فيديو مُسجل عليها كل المباريات
    القديمة ولكنها لم تكن خاصة فقط بصباح الدين بل كذلك محمد علي كلاي
    وفوريمان وتايسون وأيضًا كانت هناك أشرطة فيديو لأفلام بروس لي وجاكي شان".
    أنا زلاتان (6) | التهاب السحايا 144167_news

    يُواصل
    الحديث عن تلك الأيام قائلًا "كنا نتجمد أمام التلفاز لنتابع مثل تلك
    الأشرطة لكن كنا لا نتابع القنوات السويدية وقتها لأنها لم تكن تستحق ولم
    تكن على الخريطة. لقد عشنا في عالم مختلف تمامًا وحين شاهدت أول فيلم سويدي
    كنت في الـ20 من عُمري ولم يكن لدي أي فكرة عن أبطال الرياضة من السويد
    سواء إنجيمار ستينمارك أو غيره .. لكن بالنسبة لواحد مثل علي محمد علي، كيف
    لا يمكن أن أعرفه !! هو أسطورة .. يتحرك وفقًا لأسلوبه الخاص دون اهتمام
    لما يقوله الناس ولا يعتذر أو يُسامح أبدًا. كان شخصًا رائعًا وكنا نقلده
    كثيرًا .. كيف يُمكن ألا نفعل".

    يُضيف إبرا عن الحياة في مدينته
    "في روزينجراد يجب أن تتصرف بصرامة، كنا نتشاجر كثيرًا ولا نتوقف إلا حين
    نسمع الشتائم، لكننا لم نكن نتشاجر ضد بعضنا البعض فذلك لم يكن مبدأنا، بل
    الشجار كان خارج الحي وهنا كنا جميعًا متحدين وكنت أنا هناك أتابع وأشاهد
    تلك المعارك ضد العنصريين ... كنا جميعًا معًا، أذكر في 30 نوفمبر كان
    مهرجان مالمو وكنت هناك لكني فجأة وجدت أكثر من 200 شاب من روزينجارد يجرون
    خلف أحد الشباب .. لم يكن الأمر لطيفًا أبدًا بصراحة لكن لمجرد أنهم من
    أبناء مدينتي انضممت لهم فورًا وبالتأكيد لم يكن الولد على ما يُرام فيما
    بعد !!. كنا مغرورون كثيرًا ولكن أحيانًا ليس من السهل أن تكون عنيفًا".

    ينتقل
    لمرحلة جديدة ويقول "حين كنت أسكن مع أبي في ستينكولاسكولان، كنت أعود
    للبيت متأخرًا لأني كنت أمكث عند أمي لكن ذلك كان يُجبرني على المشي طويلًا
    في نفق مظلم يقطع شارع الأدميرال قرب جسر أنيلوند حيث ضُرب أبي قبل عدة
    سنوات وانتهى به الأمر مُلقًا في مشفى بثقب في الرئة. كانت شوارع مظلمة
    وموحشة للغاية وبها الكثير من الأشياء المخيفة .. كنت أجري بأقصى سرعة مما
    يجعلك تسمع أسرع دقات قلب قد تتخيلها حتى أصل للبيت مُنهكًا تمامًا ... لم
    أكن حقًا مثل علي محمد علي".

    اللاعب يتحدث عن أحد المواقف الصعبة
    له، يقول "كنت مع أبي وسانيلا ذاهبون للمسبح في آرلوف وبعدها ذهبت لأحد
    الأصدقاء، خلال عودتي أمطرت بشدة وقد وقفت في الشارع كالغبي ثم عدت للمنزل
    غارقًا بالمياه تمامًا والنتيجة أني مرضت .. كنت أعاني من الحمى والقشعريرة
    ولم أعد قادرًا على الحركة حتى أني استلقيت في السرير دون حراك، والدي جاء
    وهنا كان هو .. صحيح أنه كان يشرب كثيرًا وثلاجته فارغة لكنه في الأمور
    الخطيرة كان يتحول لأسد يُحافظ على أبنائه. لقد جلب سيارة أجرة (تاكسي)
    ووضعني في المكان الوحيد الخالي بها .. كنت مثل السمكة الصغيرة ولذا حملني
    من البيت للسيارة في الأسفل، كان أبي قويًا ومجنونًا تمامًا فالأمر يخص
    ولده .. هنا تحدث للسائق وكانت سيدة، قال لها "إنه ولدي، إنه كل شيء لي
    ..لا تتوقفي عند أي إشارة مرور وأنا سأدفع الغرامة المالية وسأهتم برجال
    الشرطة"، وقد فعلت السيدة ما قاله فتجاوزنا إشارتي مرور حتى وصلنا لقسم
    الأطفال في مستشفى مالمو العام .. هناك شعرت بأنها حالة طوارئ، كانوا
    سيعطوني حُقنة في الظهر ولكن أبي كان قد سمع أنها ربما تؤدي للشلل ولذا
    انفعل بقوة وبدأ يصرخ ويتلفظ بكلمات سيئة، لقد هدد بالتحرك في كل مكان لو
    حدث لي أي مكروه ... لكنه هدأ فيما بعد، فقد تحسنت حالتي كثيرًا بعد أن
    حُقنت بتلك الحقنة في النخاع الشوكي .. لقد كانت حالة التهاب السحايا. شعرت
    بالظلام حولي ولكني كنت أشعر بوجود والدي بجانبي وأنا أتلقى العلاج ثم
    صحوت في الخامسة من صباح اليوم التالي وكان كل شيء على ما يُرام وقد انتهت
    الأزمة تمامًا ... وحتى الآن لا أعرف وأسأل نفسي دومًا "ما سبب إصابتي بذلك
    المرض؟".

    يُتابع إبرا "لم أكن وقتها ملتزمًا بالمجموعات الغذائية،
    كنت صغيرًا وفقيرًا وكما تعلمون الفقراء كانوا ولايزالون يبحثون عن القوة
    للاستمرار، كنت أفضل الخروج والجري في الشارع بدلًا من البقاء في البيت أو
    المدرسة .. كان عامًا صعبًا جدًا وقد أدركت الآن أن أبي كان يمر بأمزجة
    مختلفة، أحيانًا يكون قريبًا وعطوفًا جدًا وأحيانًا قاسيًا للغاية .. مثل
    أن يقول لي "عليك أن تبقى هنا في البيت" وبعدها "لا تفعل ذلك، عليك
    اللعنة". حين تكون طفلًا لأب يُواجه صعوبات فأنت هنا مُطالب بأن تُصبح
    رجلًا، لم يكن لدينا أسلوبًا مرنًا في الحياة .. لم نقل مثلًا "اليوم لدي
    ألم في المعدة، اليوم أنا حزين"، قد تعلمت من تلك الحياة أن أضغط على آلامي
    وأواصل ولكن أيضًا تعلمت التضحية".


    اللاعب يذكر الآن مثالًا على
    التضحية، يقول "ذهبت مع أبي واشترينا لي سريرًا من إيكيا (شركة ضخمة لبيع
    الأثاث) ولكن المشكلة كانت في ثمن التوصيل لأنه لم يكن مع أبي رغم أنه لم
    يكن كبيرًا، ما الحل؟ إنه بسيط للغاية .. لقد ربط أبي السرير على ظهري طوال
    طريق العودة من إيكيا، كان الوضع صعبًا للغاية ولكن أبي كان يمتاز بتلك
    الأفكار الغريبة أحيانًا حتى أنه كان يحضر اجتماعات الآباء في المدرسة بزي
    رعاة البقر ويظهر مثلهم بعضلاته القوية حتى أن الكل يندهش ويسأل "من هذا؟"،
    الجميع كان يخشاه ويحترمه حتى في المدرسة ولذا لم يجرؤ أحد على عقابي في
    المدرسة خوفًا منه".

    إبرا طرح تساؤلًا هنا، قال "ربما تسألون الآن،
    لو لم أكن لاعبًا لكرة القدم .. ماذا كنت سأكون؟ ليس لدي فكرة، لكن ربما
    مجرمًا لأن الجريمة وقتها من كانت تُحيط بنا. لاحظ أننا كنا نذهب للسرقة
    وليس فقط الدراجات بل من المحال التجارية أيضًا .. أكثر ما يُسعدني في تلك
    النقطة أن أبي لم يكن يعلم أنني أسرق، صحيح أنه يشرب الخمر ولكن لديه قواعد
    صارمة مثل أن الرجل لا يجب أن يسرق أو يستغل الفرص ولو علم أني جربت
    السرقة حتى لدمر السماء على رأسي .. تذكرون تلك المرة حين سرقت مع صديقي من
    متجر فيسيلز (ما ذُكر في الحلقة الرابعة)، يومها كنت محظوظًا للغاية لأن
    الأمر كان خطيرًا فقد سرقنا 1500 كورونا وليس مجرد الحلوى ولكن والد صديقي
    أخرجنا من تلك الورطة .. حين وصلت الرسالة لأبي على المنزل وكانت تقول
    "زلاتان إبراهيموفيتش اعتقل بسبب السرقة وإلخ إلخ" كنت قد رأيتها قبله
    ونجحت في إخفائها ومن ثم واصلت السرقة .. نعم، كان يمكن للأمور أن تكون
    أسوأ كثيرًا".

    إبرا عاد للحديث عن المخدرات والشُرب، قائلًا "الشيء
    الوحيد الذي أستطيع الجزم به هو أنني لم أتناول المخدرات أبدًا فأنا ضدها
    تمامًا .. بالتأكيد أنا لم ألق فقط زجاجات البيرة الخاصة بأبي بل أيضًا
    السجائر الخاصة بوالدتي، أكره كل تلك المخدرات والسموم وحتى الخمر لم أشربه
    إلا حين تخطيت الـ17 أو الـ18 ووقتها سقطت مثل أي مراهق يُجرب الأمر للمرة
    الأولى. بعدها لم أشرب حتى الثمالة إلا في عدة مناسبات أبرزها بعد الفوز
    بالاسكوديتو الأول مع اليوفنتوس .. وقتها أقنعني الثعبان تريزيجيه بالشرب
    كأسًا تلو الآخر حتى نمت في المسبح".

    يُضيف "أنا وسانيلا سيطرنا على
    كيكي جيدًا فيما يخص هذا الأمر، فهو لم يشرب أو يُدخن لأننا كنا نتابعه
    ونحذره منها دومًا .. كان هناك اهتمامًا خاصًا بالأخ الصغير فقد اعتنينا به
    جيدًا، كان يتجه لسانيلا فيما يخص الأمور العاطفية ويتجه لي في الأمور
    الصعبة وكنت أقف بجانبه وأتحمل مسؤوليته وإن كنت على الجانب الآخر لست
    دائمًا لطيفًا مع الأصدقاء فقد قمت بتصرفات عدائيه تجاههم أحيانًا .. ذلك
    النوع من التصرفات التي لو فعلها أحد اليوم مع أولادي ماكسي وفينسينت
    سيُصيبني بالجنون".


    أنا زلاتان (6) | التهاب السحايا 48216_hp

    إبرا يصف ذلك الازدواج في شخصيته
    قائلًا "تلك الحقيقة التي يجب ألا تُنسى .. أنني شخصية ازدواجية، أحب
    الانضباط والتجاوز في نفس الوقت وتلك كانت فلسفتي في الحياة. مبدأي كان
    أنني أمتلك القدرة على الحديث والتنفيذ وليس فقط الكلام مثل "أنا الأفضل،
    من أنت؟" بالتأكيد لا، وليس أيضًا القدرة على التنفيذ لكن مع التفوه بكلمات
    جبانة مثلما يفعل نجوم السويد، لا فأنا أحب أن أكون الأفضل وأن أكون
    مغرورًا أيضًا. لم أفكر في أن أكون النجم المثالي .. يا إلهي، أنا قادم من
    روزينجارد وربما لهذا أنا مختلف قليلًا .. أنا مغرور ومجنون ولكني أيضًا
    أمتلك الشخصية المميزة لي. لم أصل للمدرسة في الموعد يوميًا لأني لم أكن
    أستيقظ مبكرًا ولكن في نفس الوقت كنت أقوم بجميع واجباتي المدرسية ولو
    أحيانًا على الأقل. كنت جيدًا في مادة الحساب ولكن المدرس لم يُصدق وكان
    يظنني أغش وله الحق ربما، فقد كنت الطفل الذي لا تتوقع منه نتائج جيدة بل
    أن يُطرد خارج المدرسة. مع هذا، كنت أدرس وأستعد جيدًا للامتحانات لكن في
    اليوم التالي أنسى كل شيء !! لم أكن وحشًا لكن لا أستطيع الجلوس طويلًا
    وأقوم ببعض الأمور المزعجة مثل رمي الأدوات المدرسية .. وكان النمل يسير في
    جسدي أيضًا".

    يُواصل إبرا "كان عامًا صعبًا، كنا ننتقل دومًا حتى
    أنني أذكر أننا نادرًا ما مكثنا في مكان واحد لما يزيد عن العام. دخلت
    العديد من المدارس ولكن المدرسين دومًا ما كانوا يقولون لي "عليك أن تنتقل
    للمدرسة التي تنتمي إليها"، لم يكن ذلك بسبب التزامهم بالقواعد لكن لأنهم
    وجودها فرصة للتخلص مني. ذهبت لمدارس مختلفة ودومًا ما واجهت مشاكل في
    تكوين الصداقات. والدي كان يهتم بالمكالمات الهاتفية والحرب والشُرب ولذا
    قررت أن أعتني بنفسي أكثر وأكثر وألا أهتم بالفوضى والمشاكل التي تعيشها
    العائلة .. دومًا ما كان هناك شيئًا ما في العائلة".

    أوضح اللاعب
    المشاكل قائلًا "كما تعلمون، نحن نعيش وضعًا صعبًا في البلقان. أختي
    المدمنة على المخدرات تشاجرت مع والدتي وانفصلت عنها وعنا وذلك ربما ليس
    بالأمر الغير المتوقع بعد كل محاولات علاجها وعودتها للمخدرات. لكن حتى
    أختي الغير شقيقة الأخرى انفصلت عن العائلة .. أمي ببساطة ألغتها من
    حياتنا، لم أكن أعرف السبب وقتها لكن لاحقًا علمت بصعوبة ما الذي حدث ..
    كان لأختي صديقًا يوغسلافيًا وقد تشاجرا معًا وهنا وقفت أمي مع الشاب
    لأسباب مختلفة ولذا تشاجرت مع أختي وقالتا أشياء مريعة لبعضهما البعض
    والنتيجة كانت بانفصال أختي عنا ولم يكن ذلك بالجيد أبدًا، هي أمور يجب ألا
    تحدث في كافة أنحاء العالم ولكنها مازالت تحدث !!".

    يختم إبرا
    الفصل الثاني وتلك المرحلة من حياته قائلًا "لم تكن تلك المشكلة الأولى في
    العائلة لكن أمي كانت فخورة بما فعلته وقد أدركت ذلك. لم أنسى الصعوبات
    التي واجهتنا خلال تلك السنوات والمشاكل التي مررنا بها لكن تلك المشكلة
    تخطت كل الحدود .. لقد كنا 5 أبناء في بيت أمي وفجأة أصبحنا 3 برحيل أختي
    غير الشقيقتين، كنت أنا وسانيلا وكيكي فقط ولم يكن إصلاح ذلك بالأمر السهل.
    لكن بعد 15 عامًا اتصل بنا ابن أختي .. نعم، أختي أنجبت ولد أصبح يقول
    لأمي يا جدتي، لقد اتصل وقال لها على الهاتف "مرحبًا جدتي" لكنها لم تعرفه
    وقالت ببساطة "الرقم خطأ" وأغلقت الهاتف. لم أصدق الأمر حين سمعت به وقد
    أصابني ألم المعدة وقتها، لا أستطيع وصف مشاعري .. لقد سبب ابن أختي الكثير
    من الفخر لتلك العائلة وأنا يجب أن أكون سعيدًا جدًا لاختياري كرة القدم
    ....".



    هنا نهاية الفصل الثاني من الكتاب، نبدأ في الحلقة القادمة ترجمة الفصل الثالث ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 7:08 am