أنهينا
في الحلقة السادسة الفصل الثاني من كتاب "أنا زلاتان"، اليوم ندخل في
الأيام الأولى لإبراهيموفيتش في مداعبة الساحرة المستديرة بدءً من مزرعته
في روسينجراد حتى وصل إلى أكبر نادٍ في السويد ..
الفصل الثالث | من روسينجراد إلى مالمو
البداية
كانت كالتالي "في روسينجراد كانت هناك العديد من المزارع المختلفة لكن لم
تكن هناك مزرعة أسوأ من الأخرى فجميعها كانت بحالة مزرية. كان هناك العديد
من الألبانيين و الأتراك، فالأصل و الجنسية لم تكن أهم هناك من امتلاك
المزارع. مزرعة والدتي كانت تُسمى تورنروسين و كانت تحتوي على (مرجيحة)،
مساحة جيدة للَّعب و سارية العلم و كنا نرتاده يوميًا لنلعب فيه كرة
القدم."
"أحيانًا لم أكن أحضر فقد كنت صغيرًا للغاية في السن. كنت
أكره أن أكون خارج الملعب، كنت أكره الخسارة رغم أنه حينها لم يكن الفوز
بتلك الأهمية الكبيرة. كنا نلعب بطاقة هائلة و كان ذلك جيدًا خاصة حين يصرخ
أحدهم قائلًا "أوه، أوه، وو!انظر إلى هذا" و ذلك إعجابًا بالصبية و سرعتهم
و ما يفعلونه من حركات كنت أتدرب و أتدرب حتى تعلمتها."
"أحيانًا
كانت تقوم أمهاتنا بالصراخ من نوافذ البيوت كل يوم و يقلن "لقد تأخر الوقت.
الطعام جاهز فلتأتوا الآن" فنرد قائلين "قريبًا، قريبًا" ثم نستمر في
اللعب إلى أن يصبح الوقت متأخرًا، و لم نكن نأبه بالأمطار أو بالفوضى
العارمة بشكل عام في المكان".
بدأت اللعبة تستهويه سريعًا "كنا لا
نكل و لا نمل و كانت المساحات ضئيلة لذا كان علينا أن نكون سريعين للغاية
بالرأس و القدمين، و كان هذا الأمر مهمًا خاصة بالنسبة لي فقد كنت صغيرًا و
نحيفًا و كان يسهل إسقاطي. لقد تعلمت أمورًا رائعة و كان ذلك مهمًا للغاية
و إلا لما حظيت بأي "وو"! أحيانًا كنت أنام و الكرة بجانبي لأصحو بأفكار
لحركات جديدة توجب علي القيام بها. لقد كان الأمر أشبه فيلم السينما طيلة
الوقت".
"أول
نادٍ لعبت له كان يُدعم نادي إم بي آي، أي نادي مالمو للكرة و الرياضة.
كان عمري ستة أعوام فقط حين بدأت اللعب في النادي. كنا نلعب على الحصى خلف
بعضالثكنات الخضراء و كنت أصل إلى النادي على دراجات مسروقة و لم أكن
دائمًا حسن السلوك. كان المدربون يقومون أحيانًا بإرسالي إلى المنزل و كنت
أصرخ و أبادر بالرد عليهم، كنت أسمعهم دائمًا يقولون لي "مرر يا زلاتان" و
كان ذلك يُزعجني و كنت أشعر أنني ضائع".
لم يكن مستقرًا في أي مكان
منذ الصغر "نادي إم بي آي كان به العديد من الأجانب بجانب السويديين و
العديد من الآباء و الأمهات لم يعجبهم ما كنت أقوم به من حركات تعلمتها في
المزرعة فأخبرتهم أن يغربوا من وجهي. قمت بتغيير النادي عدة مرات و ذهبت
إلى نادي إف بي كي البلقان و لم يكن هناك أي شيء! كان هناك في إم بي آي من
يقول لنا "هيا أيها الفتيان، عمل جيد"، لكن ذلك لم يكن متواجدًا بنادي
البلقان، بل على النقيض كان هناك من يقول "سأعتدي على والدتك"! لقد كانوا
حفنة من اليوغوسلافيين المجانين يتشاجرون دائمًا و يرمون أحذيتهم حولهم، و
حينها قلت لنفسي "رائع، إنه مثل منزلي. هنا أشعر أنني بأفضل حال!".
المدرب
كان من البوسنة و قد لعب في بعض المستويات العالية في يوغوسلافيا و قد كان
كالأب بالنسبة لنا. أحيانًا كان يوصلنا إلى منازلنا و أيضًا يعطينا بعض
الدولارات لشراء البوظة أو أي شيء نسد به جوعنا. وقفت كحارس مرمى لفترة في
بادئ الأمر و حقًا لم أعرف لماذا، ربما لأنني قلت سابقًا لحارس المرمى
القديم "أنت لا تساوي شيئًا، يمكنني القيام بعملك أفضل منك!".
ثار
إبرا حين وجد نفسه، فقرر ترك عالم كرة القدم "لكن أتت بعد ذلك مباراة سجلت
فيها العديد من الأهداف، فأصبت بالجنون و صرخت واصفًا الجميع بأنهم حمقى،
أن كرة القدم لعبة حمقاء و أن العالم سيء، و قلت لهم أنني سأتوقف عن لعب
كرة القدم و سأتحول في المقابل لمزاولة لعبة الهوكي "الهوكي أفضل بكثير
أيها المغفلون! سأكون محترفًا في الهوكي! فلتغرقوا في البحر!"
العودة
كانت أسرع مما يتخيل و السبب بسيط، و كانت عودة خاصة للغاية "سار الأمر
على ذلك المنوال و قررت أن أتحرى أسعار أدوات الهوكي، و ياللهول، كل ما كنت
بحاجة له كانت ملابس واقية نظيفة، إلا أن سعرها كان باهظًا للغاية. قررت
أن أنسى الفكرة و أعود للمضي قدمًا مع لعبة كرة القدم الحمقاء، لكنني تحولت
إلى هداف في الهجوم، و كنت وحشيًا للغاية. في إحدى الأيام كان علينا أن
نلعب مباراة و لم أكن متواجدًا، فصرخ الجميع قائلين "أين زلاتان؟ أين
زلاتان؟" و كانت تتبقى دقيقة واحدة فقط على بداية المباراة و كان المدرب و
زملائي يستشيطون غضبًا مني قائلين "أين هو؟ كيف يمكنه بحق الجحيم أن يغيب
عن مثل هذه المباراة المهمة؟"
لكنهم رأوا حينها أحمق يقود كالمجنون
دراجة مسروقة كان يتجه مسرعًا مباشرة نحو المدرب. هل يمكنه أن يطيح به؟ لا،
بل قام فقط بضرب الفرامل في الحصى أمام ذلك الرجل العجوز و ركض مباشرة إلى
الملعب. أتذكر أن المدرب جن جنونه آنذاك فقد ألقى ببعض الرمل في عيني، لقد
كان في أوج حالات الغضب لكنه تركني ألعب و أذكر أننا فزنا. لقد عوقبت في
إحدى المرات بسبب حماقة أخرى فجلت على الدكة طيلة شوط أول من مباراة ما و
تأخر فريقنا في النتيجة برباعية دون رد أمام حفنة من المغرورين القرويين،
بينما كنا نحن الأولاد اللطفاء ذوي القمصان الزرقاء.
كانت أجواء المباراة تشوبها العدوانية و لذا انفرجت من الغضب، كيف لذلك الأحمق أن يجلسني على دكة البدلاء؟
إبرا: هل أنت مجنون؟
المدرب: اهدأ، اهدأ .. ستلعب قريبًا
النفاق
لا يعجب أي شخص، و كذلك كان حال إبرا حين قال "شاركت في الشوط الثاني و
سجلت ثمانية أهداف و فزنا بنتيجة 8-5، و نعم، كنت رائعًا و ألعب بفنيات
مميزة و خرجت من المآزق دائمًا بحركات كنت أقوم بها في منزل أمي. بدأت أصبح
أستاذًا صغيرًا في إيجاد المهارات غير المتوقعة في مساحات ضيقة. لكنني في
المقابل مللت من أشخاص يذكرونني بشخصيات دونالد داك و هم يقولون الآن "رأيت
على الفور أن زلاتان سيكون خاصًا بلا بلا بلا .. لقد اعتنيت به و كان أفضل
أصدقائي" .. كل هذا مجرد "هراء ! لا أحد منهم رآني بقدر ما ادعوا الآن
أنهم فعلوا ذلك.
على أي حال فقد قامت الأندية الكبرى بطرق بابي
لكنني كنت طفلًا وقحًا و رفضتهم. كان كل من يشاهدني من تلك الأندية يقول
"أوه، هذا الفتى الموهوب سيكون رائعًا أيضًا"، لكن سرعان ما مررت بلحظات
تذبذب فكنت أسجل ثمانية أهداف في مباراة و أخرج خارج النص تمامًا في
الأخرى.
أما عن رفيق الدرب في الصبى فقال "كنت أتسكع كثيرًا مع ولد
يسمى توني فلايجير و قد كانت لغتنا الأم عاملًا مشتركًا بيننا فوالده و
والدته كانا أيضًا من البلقان و هو كان صبيًا قويًا قليلًا مثلي. هو لم يعش
في روسينجراد بل خارجها في مول ستريت. لقد ولد في نفس العام الذي ولدت
فيه، لكنه ولد في يناير بينما وُلدت في شهر أكتوبر و هو ما عنى لي شيئًا
ما. لقد كان أكبر و أقوى مني و كنت أراه كموهبة هائلة في كرة القدم. كان
يقال عن توني "شاهدوا هذا اللاعب!" بينما أنا كنت أعيش في ظله."
ربما
كان ذلك (التهاء الناس بأداء توني عوضًا عن تركيزهم مع إبرا) جيدًا فقد
كان علي أن أتقبل ما لا أطيقه أحيانًا و أقاتل و أنا على غير حق. لكن كما
يُقال، في ذلك الوقت لم أكن ذلك اللاعب الواعد بل كنت سفاحًا و صبيًا مجنون
و حقًا لم أكن أتحكم بأعصابي. كنت أصرخ في وجه اللاعبين و الحكام و لطالما
كنت أغير الأندية باستمرار.
لعبت في البلقان ثم عدت إلى الإم بي آي
ثم لعبت للبلقان مجددًا ثم لنادي بي كيه فلاج. لقد كان ذلك عبثًا و لا أحد
قادني للطريق الصحيح و أحيانًا كنت أبحث عن والداي في كل مرة، لكن والدي
لم يكن أبدًا هناك سواء بين اليوجارنا (أي أبناء بلاد البلقان) أو
السويديين و لم أكن أعلم فيما يجب علي التفكير به. إلا أنني اعتدت على
الأمر و لم يكن لدي طريق حقيقي أسير عليه بل كنت أعتاد على منعرجات الحياة.
رغم أنه عانى من عدم الاهتمام غالبًا، لكنه لم ينكر فضله عليه "والدي كان
كما كان دائمًا، بلا أمل. لقد كان رائعًا و كان متقلب الأحوال. لم يكن
بقدرتي التعويل عليه كما يعول الآخرون على آبائهم و أمهاتهم. لكنني بعد ذلك
أملت أن أحظى ببعض الوقت معه من الحين للآخر. أحيانًا كان يظهر والدي
التزامًا حقيقيًا تجاهي و قد أراد مني أن أكون محاميًا لكن لا يمكنني القول
أنني آمنت بذلك الأمل، فمنطقتي بأسرها لم تطبق القانون بحذافيره بل كانوا
يقومون بأعمال مجنون و يحلمون بأن بأن يكونوا صبية أشداء".
"لم نكن
نتمتع بالدعم العائلي، فوالدي لم يكن يقول لي "هل يجب أن أشرح لك التاريخ
السويدي؟". كان توجد فقط علب الجعة، أقراص الموسيقى، ثلاجة فارغة و حرب
البلقان، لكن أحيانًا كان يستغل الوقت للحديث عن كرة القدم معي و كنت
سعيدًا بذلك الأمر متى ما حدث، حتى جاء ذات مرة قائلًا"
والده: "زلاتان، لقد حان الوقت لتبدأ اللعب في فريق كبير"
إبرا: "أي نادٍ كبير؟ ما هو النادي الكبير؟"
والده: "فريق جيد يا زلاتان. فرقة هائلة كمالمو إف إف!"
لم
أكن أعتقد أنني بحاجة لذلك حقًا. "ما هو الشيء المميز للغاية بشأن مالمو
إف إف؟" لم يكن لدي ذلك النوع من التفكر، بشأن ما هو جيد و ما هو ليس كذلك.
لكنني كنت أعرف النادي فقد التقيت به سابقًا في نادي البلقان، فقلت لنفسي
"لم لا إن كان والدي يقول ذلك؟" لكن لم تكن لدي فكرة عن مكان ملعب كرة
القدم الخاص بمالمو أو عن أي شيء آخر على الإطلاق في المدينة. ربما كانت
مالمو مدينة قريبة لكنها كانت عالمًا آخر بالنسبة لي و لم أفهم أي شيء عن
الحياة هناك، لكنني عرفت الطريق إلى هناك و وصلت في 30 دقيقة و بالطبع كنت
عصبيًا.
وصف إبرا الاختلاف الذي رآه في النادي الذي سعى للانضمام
إليه، فقال "في مالمو إف إف كان كل شيء جديًا لم يكن الأمر كالمعتاد
بطريقة فلتأتِ لتلعب أيها الصبي! هنا عليك أن تخضع لتجربة و كانت هناك
أماكن مختلفة لاحظتها سريعًا. لم أكن مثل الآخرين و كنت مستعدًا لحزم
أمتعتي و العودة إلى المنزل لكن في اليوم الثاني كنت هناك و كان هناك مدرب
اسمه نيلس قال لي
نيلس: "مرحبًا بك في الفريق"
إبرا: "حقًا؟"
ما
الذي حدث بعد ذلك، و كيف عاش الأجواء المختلفة تمامًا في مالمو؟ انتظرونا
في الحلقة الثامنة للتعرف على حقبة أثرت في حياة إبرا كادابرا ..
في الحلقة السادسة الفصل الثاني من كتاب "أنا زلاتان"، اليوم ندخل في
الأيام الأولى لإبراهيموفيتش في مداعبة الساحرة المستديرة بدءً من مزرعته
في روسينجراد حتى وصل إلى أكبر نادٍ في السويد ..
الفصل الثالث | من روسينجراد إلى مالمو
البداية
كانت كالتالي "في روسينجراد كانت هناك العديد من المزارع المختلفة لكن لم
تكن هناك مزرعة أسوأ من الأخرى فجميعها كانت بحالة مزرية. كان هناك العديد
من الألبانيين و الأتراك، فالأصل و الجنسية لم تكن أهم هناك من امتلاك
المزارع. مزرعة والدتي كانت تُسمى تورنروسين و كانت تحتوي على (مرجيحة)،
مساحة جيدة للَّعب و سارية العلم و كنا نرتاده يوميًا لنلعب فيه كرة
القدم."
"أحيانًا لم أكن أحضر فقد كنت صغيرًا للغاية في السن. كنت
أكره أن أكون خارج الملعب، كنت أكره الخسارة رغم أنه حينها لم يكن الفوز
بتلك الأهمية الكبيرة. كنا نلعب بطاقة هائلة و كان ذلك جيدًا خاصة حين يصرخ
أحدهم قائلًا "أوه، أوه، وو!انظر إلى هذا" و ذلك إعجابًا بالصبية و سرعتهم
و ما يفعلونه من حركات كنت أتدرب و أتدرب حتى تعلمتها."
"أحيانًا
كانت تقوم أمهاتنا بالصراخ من نوافذ البيوت كل يوم و يقلن "لقد تأخر الوقت.
الطعام جاهز فلتأتوا الآن" فنرد قائلين "قريبًا، قريبًا" ثم نستمر في
اللعب إلى أن يصبح الوقت متأخرًا، و لم نكن نأبه بالأمطار أو بالفوضى
العارمة بشكل عام في المكان".
بدأت اللعبة تستهويه سريعًا "كنا لا
نكل و لا نمل و كانت المساحات ضئيلة لذا كان علينا أن نكون سريعين للغاية
بالرأس و القدمين، و كان هذا الأمر مهمًا خاصة بالنسبة لي فقد كنت صغيرًا و
نحيفًا و كان يسهل إسقاطي. لقد تعلمت أمورًا رائعة و كان ذلك مهمًا للغاية
و إلا لما حظيت بأي "وو"! أحيانًا كنت أنام و الكرة بجانبي لأصحو بأفكار
لحركات جديدة توجب علي القيام بها. لقد كان الأمر أشبه فيلم السينما طيلة
الوقت".
"أول
نادٍ لعبت له كان يُدعم نادي إم بي آي، أي نادي مالمو للكرة و الرياضة.
كان عمري ستة أعوام فقط حين بدأت اللعب في النادي. كنا نلعب على الحصى خلف
بعضالثكنات الخضراء و كنت أصل إلى النادي على دراجات مسروقة و لم أكن
دائمًا حسن السلوك. كان المدربون يقومون أحيانًا بإرسالي إلى المنزل و كنت
أصرخ و أبادر بالرد عليهم، كنت أسمعهم دائمًا يقولون لي "مرر يا زلاتان" و
كان ذلك يُزعجني و كنت أشعر أنني ضائع".
لم يكن مستقرًا في أي مكان
منذ الصغر "نادي إم بي آي كان به العديد من الأجانب بجانب السويديين و
العديد من الآباء و الأمهات لم يعجبهم ما كنت أقوم به من حركات تعلمتها في
المزرعة فأخبرتهم أن يغربوا من وجهي. قمت بتغيير النادي عدة مرات و ذهبت
إلى نادي إف بي كي البلقان و لم يكن هناك أي شيء! كان هناك في إم بي آي من
يقول لنا "هيا أيها الفتيان، عمل جيد"، لكن ذلك لم يكن متواجدًا بنادي
البلقان، بل على النقيض كان هناك من يقول "سأعتدي على والدتك"! لقد كانوا
حفنة من اليوغوسلافيين المجانين يتشاجرون دائمًا و يرمون أحذيتهم حولهم، و
حينها قلت لنفسي "رائع، إنه مثل منزلي. هنا أشعر أنني بأفضل حال!".
المدرب
كان من البوسنة و قد لعب في بعض المستويات العالية في يوغوسلافيا و قد كان
كالأب بالنسبة لنا. أحيانًا كان يوصلنا إلى منازلنا و أيضًا يعطينا بعض
الدولارات لشراء البوظة أو أي شيء نسد به جوعنا. وقفت كحارس مرمى لفترة في
بادئ الأمر و حقًا لم أعرف لماذا، ربما لأنني قلت سابقًا لحارس المرمى
القديم "أنت لا تساوي شيئًا، يمكنني القيام بعملك أفضل منك!".
ثار
إبرا حين وجد نفسه، فقرر ترك عالم كرة القدم "لكن أتت بعد ذلك مباراة سجلت
فيها العديد من الأهداف، فأصبت بالجنون و صرخت واصفًا الجميع بأنهم حمقى،
أن كرة القدم لعبة حمقاء و أن العالم سيء، و قلت لهم أنني سأتوقف عن لعب
كرة القدم و سأتحول في المقابل لمزاولة لعبة الهوكي "الهوكي أفضل بكثير
أيها المغفلون! سأكون محترفًا في الهوكي! فلتغرقوا في البحر!"
العودة
كانت أسرع مما يتخيل و السبب بسيط، و كانت عودة خاصة للغاية "سار الأمر
على ذلك المنوال و قررت أن أتحرى أسعار أدوات الهوكي، و ياللهول، كل ما كنت
بحاجة له كانت ملابس واقية نظيفة، إلا أن سعرها كان باهظًا للغاية. قررت
أن أنسى الفكرة و أعود للمضي قدمًا مع لعبة كرة القدم الحمقاء، لكنني تحولت
إلى هداف في الهجوم، و كنت وحشيًا للغاية. في إحدى الأيام كان علينا أن
نلعب مباراة و لم أكن متواجدًا، فصرخ الجميع قائلين "أين زلاتان؟ أين
زلاتان؟" و كانت تتبقى دقيقة واحدة فقط على بداية المباراة و كان المدرب و
زملائي يستشيطون غضبًا مني قائلين "أين هو؟ كيف يمكنه بحق الجحيم أن يغيب
عن مثل هذه المباراة المهمة؟"
لكنهم رأوا حينها أحمق يقود كالمجنون
دراجة مسروقة كان يتجه مسرعًا مباشرة نحو المدرب. هل يمكنه أن يطيح به؟ لا،
بل قام فقط بضرب الفرامل في الحصى أمام ذلك الرجل العجوز و ركض مباشرة إلى
الملعب. أتذكر أن المدرب جن جنونه آنذاك فقد ألقى ببعض الرمل في عيني، لقد
كان في أوج حالات الغضب لكنه تركني ألعب و أذكر أننا فزنا. لقد عوقبت في
إحدى المرات بسبب حماقة أخرى فجلت على الدكة طيلة شوط أول من مباراة ما و
تأخر فريقنا في النتيجة برباعية دون رد أمام حفنة من المغرورين القرويين،
بينما كنا نحن الأولاد اللطفاء ذوي القمصان الزرقاء.
كانت أجواء المباراة تشوبها العدوانية و لذا انفرجت من الغضب، كيف لذلك الأحمق أن يجلسني على دكة البدلاء؟
إبرا: هل أنت مجنون؟
المدرب: اهدأ، اهدأ .. ستلعب قريبًا
النفاق
لا يعجب أي شخص، و كذلك كان حال إبرا حين قال "شاركت في الشوط الثاني و
سجلت ثمانية أهداف و فزنا بنتيجة 8-5، و نعم، كنت رائعًا و ألعب بفنيات
مميزة و خرجت من المآزق دائمًا بحركات كنت أقوم بها في منزل أمي. بدأت أصبح
أستاذًا صغيرًا في إيجاد المهارات غير المتوقعة في مساحات ضيقة. لكنني في
المقابل مللت من أشخاص يذكرونني بشخصيات دونالد داك و هم يقولون الآن "رأيت
على الفور أن زلاتان سيكون خاصًا بلا بلا بلا .. لقد اعتنيت به و كان أفضل
أصدقائي" .. كل هذا مجرد "هراء ! لا أحد منهم رآني بقدر ما ادعوا الآن
أنهم فعلوا ذلك.
على أي حال فقد قامت الأندية الكبرى بطرق بابي
لكنني كنت طفلًا وقحًا و رفضتهم. كان كل من يشاهدني من تلك الأندية يقول
"أوه، هذا الفتى الموهوب سيكون رائعًا أيضًا"، لكن سرعان ما مررت بلحظات
تذبذب فكنت أسجل ثمانية أهداف في مباراة و أخرج خارج النص تمامًا في
الأخرى.
أما عن رفيق الدرب في الصبى فقال "كنت أتسكع كثيرًا مع ولد
يسمى توني فلايجير و قد كانت لغتنا الأم عاملًا مشتركًا بيننا فوالده و
والدته كانا أيضًا من البلقان و هو كان صبيًا قويًا قليلًا مثلي. هو لم يعش
في روسينجراد بل خارجها في مول ستريت. لقد ولد في نفس العام الذي ولدت
فيه، لكنه ولد في يناير بينما وُلدت في شهر أكتوبر و هو ما عنى لي شيئًا
ما. لقد كان أكبر و أقوى مني و كنت أراه كموهبة هائلة في كرة القدم. كان
يقال عن توني "شاهدوا هذا اللاعب!" بينما أنا كنت أعيش في ظله."
ربما
كان ذلك (التهاء الناس بأداء توني عوضًا عن تركيزهم مع إبرا) جيدًا فقد
كان علي أن أتقبل ما لا أطيقه أحيانًا و أقاتل و أنا على غير حق. لكن كما
يُقال، في ذلك الوقت لم أكن ذلك اللاعب الواعد بل كنت سفاحًا و صبيًا مجنون
و حقًا لم أكن أتحكم بأعصابي. كنت أصرخ في وجه اللاعبين و الحكام و لطالما
كنت أغير الأندية باستمرار.
لعبت في البلقان ثم عدت إلى الإم بي آي
ثم لعبت للبلقان مجددًا ثم لنادي بي كيه فلاج. لقد كان ذلك عبثًا و لا أحد
قادني للطريق الصحيح و أحيانًا كنت أبحث عن والداي في كل مرة، لكن والدي
لم يكن أبدًا هناك سواء بين اليوجارنا (أي أبناء بلاد البلقان) أو
السويديين و لم أكن أعلم فيما يجب علي التفكير به. إلا أنني اعتدت على
الأمر و لم يكن لدي طريق حقيقي أسير عليه بل كنت أعتاد على منعرجات الحياة.
رغم أنه عانى من عدم الاهتمام غالبًا، لكنه لم ينكر فضله عليه "والدي كان
كما كان دائمًا، بلا أمل. لقد كان رائعًا و كان متقلب الأحوال. لم يكن
بقدرتي التعويل عليه كما يعول الآخرون على آبائهم و أمهاتهم. لكنني بعد ذلك
أملت أن أحظى ببعض الوقت معه من الحين للآخر. أحيانًا كان يظهر والدي
التزامًا حقيقيًا تجاهي و قد أراد مني أن أكون محاميًا لكن لا يمكنني القول
أنني آمنت بذلك الأمل، فمنطقتي بأسرها لم تطبق القانون بحذافيره بل كانوا
يقومون بأعمال مجنون و يحلمون بأن بأن يكونوا صبية أشداء".
"لم نكن
نتمتع بالدعم العائلي، فوالدي لم يكن يقول لي "هل يجب أن أشرح لك التاريخ
السويدي؟". كان توجد فقط علب الجعة، أقراص الموسيقى، ثلاجة فارغة و حرب
البلقان، لكن أحيانًا كان يستغل الوقت للحديث عن كرة القدم معي و كنت
سعيدًا بذلك الأمر متى ما حدث، حتى جاء ذات مرة قائلًا"
والده: "زلاتان، لقد حان الوقت لتبدأ اللعب في فريق كبير"
إبرا: "أي نادٍ كبير؟ ما هو النادي الكبير؟"
والده: "فريق جيد يا زلاتان. فرقة هائلة كمالمو إف إف!"
لم
أكن أعتقد أنني بحاجة لذلك حقًا. "ما هو الشيء المميز للغاية بشأن مالمو
إف إف؟" لم يكن لدي ذلك النوع من التفكر، بشأن ما هو جيد و ما هو ليس كذلك.
لكنني كنت أعرف النادي فقد التقيت به سابقًا في نادي البلقان، فقلت لنفسي
"لم لا إن كان والدي يقول ذلك؟" لكن لم تكن لدي فكرة عن مكان ملعب كرة
القدم الخاص بمالمو أو عن أي شيء آخر على الإطلاق في المدينة. ربما كانت
مالمو مدينة قريبة لكنها كانت عالمًا آخر بالنسبة لي و لم أفهم أي شيء عن
الحياة هناك، لكنني عرفت الطريق إلى هناك و وصلت في 30 دقيقة و بالطبع كنت
عصبيًا.
وصف إبرا الاختلاف الذي رآه في النادي الذي سعى للانضمام
إليه، فقال "في مالمو إف إف كان كل شيء جديًا لم يكن الأمر كالمعتاد
بطريقة فلتأتِ لتلعب أيها الصبي! هنا عليك أن تخضع لتجربة و كانت هناك
أماكن مختلفة لاحظتها سريعًا. لم أكن مثل الآخرين و كنت مستعدًا لحزم
أمتعتي و العودة إلى المنزل لكن في اليوم الثاني كنت هناك و كان هناك مدرب
اسمه نيلس قال لي
نيلس: "مرحبًا بك في الفريق"
إبرا: "حقًا؟"
ما
الذي حدث بعد ذلك، و كيف عاش الأجواء المختلفة تمامًا في مالمو؟ انتظرونا
في الحلقة الثامنة للتعرف على حقبة أثرت في حياة إبرا كادابرا ..