أكدت مصادر تركية صحة ما نشره بعض المواطنين الأكراد السوريين اليوم على صفحات " فيسبوك" الخاصة بهم لجهة قيام طائرات" تركية" بإلقاء أجهزة تنصت وتجسس وتوجيه في محيط بلدة عفرين الأسبوع الماضي. لكن المصدر صحح المعلومات بالقول" إن الطائرات التي ألقت هذه الأجهزة أميركية وليست تركية" ، مشيرا إلى أنها أقلعت من قاعدة "إنجرليك" الأطلسية ـ التركية جنوب شرقي مدينة أضنة ، والتي تبعد عن مدينة عفرين حوالي 130 كم. علما بأن بلدة عفرين ، التي يغلب على سكانها انتماؤهم إلى القومية الكردية ( القومية الثانية في سوريا) ، تبعد أقل من 30 كم عن الحدود السورية ـ التركية من الجهة الشمالية ، ومثل هذه المسافة عن لواء اسكندرونة من جهتها الغربية.
وقد أكد مصدر تركي أن هدف هذه الأجهزة التقاط الاتصالات بين القوات السورية التي نشرت في المنطقة مؤخرا، وتحديد إحداثياتها والتعرف على طبيعتها.
وكان سوريون أكراد ، أبرزهم وأولهم عدنان مصطفى الذي نشر الخبر على صفحته صباح اليوم مع بعض صور هذه الأجهزة، قد أشاروا إلى أن مواطنين أكرادا عثروا على بعض هذه الأجهزة خلال اليومين الماضيين في التلال المحيطة ببلدة عفرين، وكشفوا عن أن طائرات"تركية" اخترقت جدار الصوت في سماء المنطقة بتاريخ 14 من الشهر الجاري. وقال هؤلاء إن الأجهزة " أسقطت بمظلات صغيرة" . وبحسب الكتابات والرموز التي وجدت على هذه الأجهزة ، فإنها من نوع GRAW DFM-06 ألمانية الصنع. و تتضمن نظامي عمل ، أحدهما GPS مخصص لتحديد الإحداثيات الجغرافية ، والآخر للتنصت على الاتصالات السلكية واللاسكية وذبذبات " الهيرتز" بما فيها التي تقع على ارتفاع 40 كم ، وعلى الاتصالات التي قد تجري بين الطائرات وأبراج المراقبة في المطارات . ويبلغ وزن كل جهاز 90 غرام ، بحسب المواطنين الذين اكتشفوا هذه الأجهزة وقاموا بفحصها.
وقال المصدر التركي "إن إلقاء الأجهزة جاء بعد قيام السلطات السورية بنشر الفرقة السابعة في السادس من الشهر الجاري على امتداد الحدود الشرقية والجنوبية الشرقية لإقليم هاتاي( لواء اسكندرونة المحتل) . وهو يهدف إلى التنصت على الاتصالات التي تجريها القوات السورية فيما بينها ، وعلى تحديد أماكن تموضعها بدقة ، وجمع أية معلومات عنها بهدف تقديمها الجهات الأميركية و التركية المعنية ، وربما إلى الجيش السوري الحر. هذا فضلا عن مراقبة أية تحركات عسكرية لحزب العمال الكردستاني في المنطقة".