جهينة نيوز- خاص- كفاح نصر:
قالوا لا يكفي أن تكون في النور لترى، بل يجب أن يكون ما تراه في النور،
فقلت ساخراً قد يكفي أن تملك مناظير ليلية، وترى أينما كنت، فقالوا لما
تسخر، فقلت لا يكفي أن ترى بل يجب أن تدقّق في الذي تراه، وتنتبه للذي
تراه، وأن تنظر لترى، لا أن تحكم مسبقاً على ما ستراه، فالرؤية قرار.
منذ العام 2006 وصولاً إلى العام 2011 كانت تعيش واشنطن صراعاً مع بكين،
تريد واشنطن خفض العجز في الميزان التجاري مع الصين، وتطالب الصين برفع
قيمة اليوان مقابل الدولار لخفض عجز الميزان التجاري، علماً بأن العام 2011
كان فيه العجز الأمريكي يزيد عن 1300 مليار دولار معظمها للصين، وبالتزامن
مع الصراع الأمريكي الصيني حول قيمة اليوان كان (شيوخ واشنطن التكفيريين)
وخصوصاً اللوطيين منهم -وكتبت في المسألة الجنسية عن هؤلاء اللوطيين-
يقومون على الأرض بحرب دينية ضد الصين، وتحضير جماعات تكفيرية منها المسلح
ومنها غير المسلح ومن هذه المجموعات من عمل في سورية.
صناعة الإيديولوجيا..؟
ليس جديداً على واشنطن وإسرائيل صناعه الإيديولوجيا، فمثلاً لمحاربة
المقاومة في غزة، خلقت تنظيماً متشدداً تابعاً للقاعدة، وعند رصد أي قائد
ميداني من المقاومة الفلسطينية ويقرّر الإسرائيلي تصفيته يقوم هذا التنظيم
بقصف مكان خال من السكان جنوب فلسطين المحتلة، كمبرر للرد الإسرائيلي، وترد
إسرائيل باغتيال قيادي من قيادات المقاومة، وفي جنوب لبنان خلق ما يُسمّى
المقاومة العربية للمزايدة على حزب الله، ولكن للصدف قبض على زعيم هذا
التنظيم بتهمة الاتصال والعمالة لإسرائيل، ويستعاض عنه الآن بتنظيم
القاعدة، ولتدمير الحركات الشيوعية خلق التطرف الشيوعي وخلق يسار أمريكا
وتجدهم يكتبون مقالاً ينتقد أمريكا ومئة مقال ليس انتقاداً بل ضد كوريا
الديمقراطية وكوبا وضد الأحزاب الشيوعية ومعظم مقالاتهم تحمل عنوان أزمة
اليسار، والتحريض ضد الشيعة كإيديولوجيا تحول الدخول إلى الجنة بالعداء
للشيعة وليس بالعمل الصالح ولا يحتاج هذا الأمر إلى شرح، وحتى تضخيم
أردوغان لخطاب مؤتمر دافوس كان جزءاً من خلق البديل، ولكن في عملية
الياسمينة الزرقاء تم خلق المجموعات التكفيرية عبر خلق إيديولوجيا العدو
الصيني.
لماذا العدو الصيني..؟
روسيا بلد مسيحي بأغلبية شرقية، وخمس سكانه من المسلمين وتدافع عن
الإسلام، وللمسلمين في روسيا دور مهمّ في الحياة، وهناك مشاريع قنوات
إسلامية روسية، ولهم إعلامهم، على عكس واشنطن أكبر عدو للإسلام، والتي شنّت
ما سمّته حروباً صليبية ضد الإسلام، ولهذا تمّ اختيار الصين، والهدف إظهار
واشنطن عدوة الإسلام كصديق للإسلام، ولجر الناس إلى خندق الصراع الأمريكي
مع الصين، ولهذا تمّ صنع وتحريف الكثير من الأمور باسم الدين لخلق العداء
للصين.
ملاحظة: كوني أكتب بشكل شخصي وليس ضمن مركز أبحاث أو دراسات، كان عليّ
التدقيق في كثير من الأمور من الخبراء في هذه القضايا ليتسنى لي فهمها
وشرحها، وتحقّقت من كثير من الأمور من مختصين والبعض لم يتسنَ لي ذلك، وهذا
الأمر من الأمور التي لم أتحقق منها كون خبرتي في القصص الإسلامية ضعيفة،
ولهذا سأترك الأمور كما هي تاركاً للقارئ البحث في هذه الأمور وتدقيقها.
جوهر الإيديولوجيا
جوهر الحرب على الصين يكمن في القول إن هناك حديثاً منقولاً عن رسول
الله بأنه في آخر الوقت والزمان سيتحدّ المسيحيون والمسلمون (الديانات
السماوية المسلمون وأهل الكتاب) ضد الكفار الذين سيهددون العالم ويغزونه.
وطلب الخبراء الأمريكيون استثمار ما سمّي في القرآن قصة (يأجوج ومأجوج)
والبناء عليها، وكان الأمريكيون يصرون على عدة أمور، مثل الإيحاء بأن قوم
يأجوج ومأجوج هم الصينيون، وبأن ما سمّي (سد ذو القرنين) يقع في وسط آسيا،
بالقرب من بحر قزوين (حيث تريد واشنطن الوصول إلى ثرواته).
وبحسب ما وصلني فإن قصة توحد المسلمين وأهل الكتاب ضد الكفار، هي بدعة
تمّ اختلاقها ولكن لم يتسنَ لي التأكد من هذا الأمر، وكان يجب ربطها بقصة
يأجوج ومأجوج، وطلب أيضاً استثمار ما يسمّى الترك المغول (سكان وسط آسيا)
كبداية لنشر خبر يوحي للناس بأن قوم (يأجوج ومأجوج) يشبهون الصينيين، حيث
يفترض أن هناك وصفاً لقوم يأجوج ومأجوج بأنهم يشبهون الأتراك، وكان يجب
الحديث عن الأتراك المغول ومن ثم الحديث عن الصينيين لكي تترسخ في عقول
الناس بأن قوم يأجوج ومأجوج هم الصينيون، وطبعاً هذا الأمر لا يمكنني الخوض
به فهو من اختصاص علماء الإسلام، ولكن لأخذ العلم حين قام بعض المحللين
السياسيين بالقول إن إسقاط سورية يعني قطع الأحلام بإعادة طريق الحرير،
وقام شيوخ واشنطن باستثمار هذا الكلام للقول إن إسقاط النظام في سورية
والعراق جزء من التحصين ضد قوم يأجوج ومأجوج.
الحج باراك أوباما..!
ومن ضمن الإيديولوجيا التي تمّ بناؤها، بأن الرئيس الأمريكي باراك
أوباما مسلم، ويناضل للتخلّص من اللوبي الصهيوني، وسيعيد المنطقة إلى ما
قبل اتفاق سايكس بيكو، وبالتالي سيلغي التقسيم، ويعيد الإمبراطورية
العثمانية، والحكم الإسلامي، وهنا أكرّر ما ذكرته سابقاً أنه منذ العام
2001 بدأ التبشير بالعثمانية، وإعادة رسمها بغير ما كانت عليه، ومع سقوط
عدوان تموز على لبنان، وقيام الدراما السورية بإنتاج عدد من الأعمال التي
تحدثت عن العصر العثماني، بدأت إعادة رسم سياسة جديدة للتبشير بالعثمانية
عبر قيام شركات إنتاج خليجية ببث العديد من المسلسلات التركية، وتغييب
الأعمال التي تتحدّث عن الاحتلال التركي، وعلى الانترنيت التبشير
بالعثمانية الجديدة، وثم التطبيل لباراك أوباما الذي ينتمي لأصول مسلمة،
وتضخيم حجم أردوغان على أنه المخلّص.
أخيراً...
كتبت عن هذا سابقاً ضمن سلسلة الياسمينة الزرقاء، وطلب البعض توضيحات،
ولازال لليوم الكثيرون يعتقدون أن مثل هذا الكلام ترهات، وبأن هناك مسلمات،
ولكن لا يدركون أن المسلمات لشخص ما هي ليس مسلمات لآخر، ويمكن لأي شخص
التأكد من الكلام أعلاه، ويكفي فتح نقاش مع أي شخص من القوى الإسلامية التي
تخدم واشنطن حول الاقتصاد الصيني، لتسمع منه القصة الكاملة، وهذا ليس فقط
في سورية، بل وكذلك في مصر وليبيا وتونس، ولهذا لمن سخر من أن هناك من
يصدّق أن أوباما سيساعد المسلمين، أقول له يمكنك أن تتأكد بأن هناك
الكثيرين يؤمنون بهذه الترهات، ويؤمنون بأساطير صنعها الأمريكي ونسبها
للتاريخ الإسلامي.
قالوا لا يكفي أن تكون في النور لترى، بل يجب أن يكون ما تراه في النور،
فقلت ساخراً قد يكفي أن تملك مناظير ليلية، وترى أينما كنت، فقالوا لما
تسخر، فقلت لا يكفي أن ترى بل يجب أن تدقّق في الذي تراه، وتنتبه للذي
تراه، وأن تنظر لترى، لا أن تحكم مسبقاً على ما ستراه، فالرؤية قرار.
منذ العام 2006 وصولاً إلى العام 2011 كانت تعيش واشنطن صراعاً مع بكين،
تريد واشنطن خفض العجز في الميزان التجاري مع الصين، وتطالب الصين برفع
قيمة اليوان مقابل الدولار لخفض عجز الميزان التجاري، علماً بأن العام 2011
كان فيه العجز الأمريكي يزيد عن 1300 مليار دولار معظمها للصين، وبالتزامن
مع الصراع الأمريكي الصيني حول قيمة اليوان كان (شيوخ واشنطن التكفيريين)
وخصوصاً اللوطيين منهم -وكتبت في المسألة الجنسية عن هؤلاء اللوطيين-
يقومون على الأرض بحرب دينية ضد الصين، وتحضير جماعات تكفيرية منها المسلح
ومنها غير المسلح ومن هذه المجموعات من عمل في سورية.
صناعة الإيديولوجيا..؟
ليس جديداً على واشنطن وإسرائيل صناعه الإيديولوجيا، فمثلاً لمحاربة
المقاومة في غزة، خلقت تنظيماً متشدداً تابعاً للقاعدة، وعند رصد أي قائد
ميداني من المقاومة الفلسطينية ويقرّر الإسرائيلي تصفيته يقوم هذا التنظيم
بقصف مكان خال من السكان جنوب فلسطين المحتلة، كمبرر للرد الإسرائيلي، وترد
إسرائيل باغتيال قيادي من قيادات المقاومة، وفي جنوب لبنان خلق ما يُسمّى
المقاومة العربية للمزايدة على حزب الله، ولكن للصدف قبض على زعيم هذا
التنظيم بتهمة الاتصال والعمالة لإسرائيل، ويستعاض عنه الآن بتنظيم
القاعدة، ولتدمير الحركات الشيوعية خلق التطرف الشيوعي وخلق يسار أمريكا
وتجدهم يكتبون مقالاً ينتقد أمريكا ومئة مقال ليس انتقاداً بل ضد كوريا
الديمقراطية وكوبا وضد الأحزاب الشيوعية ومعظم مقالاتهم تحمل عنوان أزمة
اليسار، والتحريض ضد الشيعة كإيديولوجيا تحول الدخول إلى الجنة بالعداء
للشيعة وليس بالعمل الصالح ولا يحتاج هذا الأمر إلى شرح، وحتى تضخيم
أردوغان لخطاب مؤتمر دافوس كان جزءاً من خلق البديل، ولكن في عملية
الياسمينة الزرقاء تم خلق المجموعات التكفيرية عبر خلق إيديولوجيا العدو
الصيني.
لماذا العدو الصيني..؟
روسيا بلد مسيحي بأغلبية شرقية، وخمس سكانه من المسلمين وتدافع عن
الإسلام، وللمسلمين في روسيا دور مهمّ في الحياة، وهناك مشاريع قنوات
إسلامية روسية، ولهم إعلامهم، على عكس واشنطن أكبر عدو للإسلام، والتي شنّت
ما سمّته حروباً صليبية ضد الإسلام، ولهذا تمّ اختيار الصين، والهدف إظهار
واشنطن عدوة الإسلام كصديق للإسلام، ولجر الناس إلى خندق الصراع الأمريكي
مع الصين، ولهذا تمّ صنع وتحريف الكثير من الأمور باسم الدين لخلق العداء
للصين.
ملاحظة: كوني أكتب بشكل شخصي وليس ضمن مركز أبحاث أو دراسات، كان عليّ
التدقيق في كثير من الأمور من الخبراء في هذه القضايا ليتسنى لي فهمها
وشرحها، وتحقّقت من كثير من الأمور من مختصين والبعض لم يتسنَ لي ذلك، وهذا
الأمر من الأمور التي لم أتحقق منها كون خبرتي في القصص الإسلامية ضعيفة،
ولهذا سأترك الأمور كما هي تاركاً للقارئ البحث في هذه الأمور وتدقيقها.
جوهر الإيديولوجيا
جوهر الحرب على الصين يكمن في القول إن هناك حديثاً منقولاً عن رسول
الله بأنه في آخر الوقت والزمان سيتحدّ المسيحيون والمسلمون (الديانات
السماوية المسلمون وأهل الكتاب) ضد الكفار الذين سيهددون العالم ويغزونه.
وطلب الخبراء الأمريكيون استثمار ما سمّي في القرآن قصة (يأجوج ومأجوج)
والبناء عليها، وكان الأمريكيون يصرون على عدة أمور، مثل الإيحاء بأن قوم
يأجوج ومأجوج هم الصينيون، وبأن ما سمّي (سد ذو القرنين) يقع في وسط آسيا،
بالقرب من بحر قزوين (حيث تريد واشنطن الوصول إلى ثرواته).
وبحسب ما وصلني فإن قصة توحد المسلمين وأهل الكتاب ضد الكفار، هي بدعة
تمّ اختلاقها ولكن لم يتسنَ لي التأكد من هذا الأمر، وكان يجب ربطها بقصة
يأجوج ومأجوج، وطلب أيضاً استثمار ما يسمّى الترك المغول (سكان وسط آسيا)
كبداية لنشر خبر يوحي للناس بأن قوم (يأجوج ومأجوج) يشبهون الصينيين، حيث
يفترض أن هناك وصفاً لقوم يأجوج ومأجوج بأنهم يشبهون الأتراك، وكان يجب
الحديث عن الأتراك المغول ومن ثم الحديث عن الصينيين لكي تترسخ في عقول
الناس بأن قوم يأجوج ومأجوج هم الصينيون، وطبعاً هذا الأمر لا يمكنني الخوض
به فهو من اختصاص علماء الإسلام، ولكن لأخذ العلم حين قام بعض المحللين
السياسيين بالقول إن إسقاط سورية يعني قطع الأحلام بإعادة طريق الحرير،
وقام شيوخ واشنطن باستثمار هذا الكلام للقول إن إسقاط النظام في سورية
والعراق جزء من التحصين ضد قوم يأجوج ومأجوج.
الحج باراك أوباما..!
ومن ضمن الإيديولوجيا التي تمّ بناؤها، بأن الرئيس الأمريكي باراك
أوباما مسلم، ويناضل للتخلّص من اللوبي الصهيوني، وسيعيد المنطقة إلى ما
قبل اتفاق سايكس بيكو، وبالتالي سيلغي التقسيم، ويعيد الإمبراطورية
العثمانية، والحكم الإسلامي، وهنا أكرّر ما ذكرته سابقاً أنه منذ العام
2001 بدأ التبشير بالعثمانية، وإعادة رسمها بغير ما كانت عليه، ومع سقوط
عدوان تموز على لبنان، وقيام الدراما السورية بإنتاج عدد من الأعمال التي
تحدثت عن العصر العثماني، بدأت إعادة رسم سياسة جديدة للتبشير بالعثمانية
عبر قيام شركات إنتاج خليجية ببث العديد من المسلسلات التركية، وتغييب
الأعمال التي تتحدّث عن الاحتلال التركي، وعلى الانترنيت التبشير
بالعثمانية الجديدة، وثم التطبيل لباراك أوباما الذي ينتمي لأصول مسلمة،
وتضخيم حجم أردوغان على أنه المخلّص.
أخيراً...
كتبت عن هذا سابقاً ضمن سلسلة الياسمينة الزرقاء، وطلب البعض توضيحات،
ولازال لليوم الكثيرون يعتقدون أن مثل هذا الكلام ترهات، وبأن هناك مسلمات،
ولكن لا يدركون أن المسلمات لشخص ما هي ليس مسلمات لآخر، ويمكن لأي شخص
التأكد من الكلام أعلاه، ويكفي فتح نقاش مع أي شخص من القوى الإسلامية التي
تخدم واشنطن حول الاقتصاد الصيني، لتسمع منه القصة الكاملة، وهذا ليس فقط
في سورية، بل وكذلك في مصر وليبيا وتونس، ولهذا لمن سخر من أن هناك من
يصدّق أن أوباما سيساعد المسلمين، أقول له يمكنك أن تتأكد بأن هناك
الكثيرين يؤمنون بهذه الترهات، ويؤمنون بأساطير صنعها الأمريكي ونسبها
للتاريخ الإسلامي.
عدل سابقا من قبل محمد عفارة في الجمعة يناير 13, 2012 7:32 pm عدل 1 مرات