جهينة نيوز- كفـاح نـصر:
الحاج رضوان، عماد فايز مغنية هو الشخص الذي أرعب الكيان الصهيوني بعد
استشهاده، كما أرعبهم وهو حيّ، ليس فقط لأن المقاومة يوماً ما ستردّ على
اغتياله، وليس فقط لأن الكيان الصهيوني تكلّف ملايين الدولارات لحماية
مسؤوليه الذين يعيشون رعباً يومياً، بل لأن استشهاده هزّ الضمير العربي،
وأصبح هناك عماد مغنية في كل روح مقاومة، وأصبحت ظلاله رعباً على الكيان
العبري، ولكن الآن إلى جانب ظلال هذا القائد العظيم، هناك الكثير من الظلال
التي ترعب الكيان الصهيوني ومن خلفه.
رد المقاومة
كل خطاب من خطابات سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله توعّد فيه
بالردّ، كان رداً، كل رعب عاشه جنرالات ومسؤولو الكيان الصهيوني كان رداً،
ولكن الكيان الصهيوني يدرك تماماً أن العام 2012 هو أفضل عام لرد المقاومة،
الأمريكي مهزوم، الغرب الأوروبي ومعه واشنطن في أسوأ أزماتهم الاقتصادية،
وأي حرب في المنطقة تدمّر المصالح الأمريكية إلى الأبد، وتدرك إسرائيل
جيداً أن قيام المقاومة في العام 2012 بأي عمل أمني ضد أي زعيم صهيوني
سيجعلها في وضع لا تُحسد عليه البتة، ولن تقوى حتى على التفكير بالرد إلا
أمنياً إذا استطاعت، بعد تساقط العملاء في لبنان كورق الخريف، ويدرك الكيان
العبري تماماً تحذيرات الأمين العام لحزب الله وكلفتها على الكيان
الصهيوني.
توسع دائرة الاشتباك
أخيراً إيران وبعد هروب الأمريكي من العراق، وحين أدركت أن الأمريكي
عاجز أكثر من أي وقت مضى، قرّرت بكل صراحة الرد بالمثل، حيث أكد العميد
مسعود جزائري مساعد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية أن الرد
على جريمة اغتيال العالم الإيراني مصطفى أحمدي روشن سيكون مؤلماً لأميركا
والكيان الصهيوني، وقال جزائري إن إيران تعتبر هذه الجريمة تهديداً لها،
وإنها تدرس حالياً كيفية معاقبة العناصر المتورطة ميدانياً في الاغتيال،
وذلك في إطار إستراتيجية التهديد و"الرد بالمثل".. ومن جهة ثانية قال
الباحث الإستراتيجي الإيراني محمد صادق الحسيني وعن مقربين من دوائر القرار
في إيران في مقاله الأخير: "لا يعرف أحد البتة إلى ما ستؤول إليه هذه
الحرب المفتوحة من تداعيات على مستوى المنطقة إلا أن القدر المتيقن منه هو
أن جميع المسؤولين الصهاينة ومعهم أسيادهم الأمريكان ولاسيما الأمنيين
والاستخباريين حسب مواقف طهران المعلنة باتوا الآن رهائن قرار العمل
بالمثل، وعلينا الانتظار من سيكون عليه الدور أولاً، كما تقول المصادر
الإيرانية الوثيقة الصلة بمطبخ صناعة القرار الإيراني!"..
وفي سورية أعلن الرئيس السوري وبشكل صريح، أنه لن يكون هناك صراع على
سورية، بل الصراع سيكون مع سورية، وذلك بعد ثلاثة إنفجارات هزّت العاصمة
دمشق، ويدرك الأمريكي والإسرائيلي معنى الصراع مع سورية، وقد ذاقوا طعمه
سابقاً، بل وتذوقوا طعمه قبل أسابيع (ملاحظة للقارئ "ضحكة شريرة").
في موازين القوى
تملك واشنطن وإسرائيل الكثير من العملاء، ولا يمكن الاستهانة بقدرات
الاستخبارات الأمريكية وتحت تصرفها عدة أجهزة استخبارات عربية وتنظيمات
(متأسلمة)، ولكن في مناطق الوجود الأمريكي لا يمكن المقارنة بين نفوذ محور
المقاومة والنفوذ الأمريكي، وخصوصاً في دول الخليج، وكذلك في فلسطين
المحتلة حيث يعيش أكثر من مليون ونصف المليون عربي، هذا ويعتقد البعض أن
إيران وسورية قادرتان على تأسيس "الجيش القطري الحر" وتوجيه ضربات فعالة
للأمريكيين في أكبر قواعدهم العسكرية بالخليج، وبالتالي عند الحديث عن حرب
إستخباراتية في المنطقة لا يمكن الاستهانة بأي قوى من القوى المتصارعة، فمن
جهة سورية وإيران وحزب الله والفصائل الفلسطينية لهم قدرات كبيرة على
توجيه ضربات مؤلمة جداً للمصالح الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة وحول
العالم، وبنفس الوقت لا يمكن الاستهانة بمقدرات الإستخبارات الأمريكية رغم
الضربات التي تعرّضت لها في لبنان وسورية وإيران، ولكن رغم ذلك يمكن فهم
التصعيد الحالي بأنه جزء من نقل المعركة إلى أرض الخصم، فواشنطن وتل أبيب
قاموا بأكبر ما لديهم وقدموا ما لديهم، بينما سورية وإيران والمقاومة لم
تصبهم الطلقة وبيدهم الطلقة الأخيرة.
ساحات الصراع
من الرسائل المبطنة وخصوصاً التي صدرت عن إيران، فإن البريطاني
والأمريكي والإسرائيلي هم من الأهداف، بعلمائهم ومسؤوليهم وضباطهم، ولكن من
المؤكد أن الساحة الأهم هي الساحة الصهيونية، نعم اليوم الكيان العبري
يعيش أسوأ ساعاته وتعيش الأجهزة الأمنية الصهيونية أسوأ أيامها، ومعهم عدد
من العواصم العربية التي تعيش حالة استنفار أمني منذ بدء الأحداث في سورية.
زمن الصراع
يعتقد أن المهلة التي تركها الرئيس السوري للعفو الذي صدر هي مهلة
الفرصة الأخيرة، وسيكون بعدها الصراع مفتوحاً، في المنطقة، وسيرى أخيراً من
تبجج بالحل الأمني ما هو معنى الحل الأمني، وربما إيران كذلك في الشهر
القادم لن تبقى مكتوفة الأيدي، بل بدأت بالتحضير للرد، وحتى المقاومة تدرك
أن المنطقة في أفضل أحوالها بعد هروب الأمريكي من العراق واستعانة
الإسرائيلي بالناتو في مناورات "تحول 6"، وهنا السؤال: هل انتهى الربيع
العربي الأمريكي الإسرائيلي، وسيبدأ الربيع العربي المعادي لأمريكا
وإسرائيل.
في نتائج الحرب الإستخباراتية
يفهم الأمريكي والإسرائيلي جيداً معنى انفجار أي حرب في المنطقة،
ويدركون بأن أي حرب في المنطقة ستكون كارثة كبرى، ويدركون جيداً أن اغتيال
أي مسؤول إسرائيلي كبير بهذه الفترة هو تأسيس لربيع عربي حقيقي، ويدركون
جيداً أن إمكانياتهم كبرى ولكن ليس في حرب عض أصابع، ويدركون جيداً أن
النفوذ السوري الإيراني هو نفوذ أخلاقي وليس مالياً، وبالتالي الصراع سيكون
بين مأجورين لأمريكا وإسرائيل ضد استشهاديين يدافعون عن قضية، ويدرك
الأمريكي أنه على مستوى العالم انتهت سياسة القطب الواحد، وفي الشرق الأوسط
انتهى عهد قيام أمريكا وإسرائيل بشن الحروب، وكل خبراء علم النفس
الأمريكيين وخبراء الحرب النفسية لم يغسلوا عار إسقاط طائرة أمريكية في
إيران ولا عار اقتراب الزوارق الإيرانية من البوارج الأمريكية واستفزازها،
ويدركون أن مكابرتهم لن تعني فقط هزيمتهم، بل سيلحقهم الذل الذي سيعجز
خبراء حروبهم النفسية عن غسله، علماً بأن الحروب النفسية التي تشنها واشنطن
نتائجها كانت عكسية، ومن يشعر بالخوف الآن في المنطقة هم إسرائيل وأمراء
النفط فقط.
مروراً بالملف السوري
كان على واشنطن وقف الهجوم على سورية منذ شهر أيار، ولكن حجم تورطها
الكبير جعلها تتورط حتى تغرق، وفي المقابل استعاد الرئيس السوري شعبيته في
العالم العربي، وسقطت كل الأفكار التي كلفت واشنطن مليارات الدولارات
لترويجها، ومنحت واشنطن محور المقاومة الوقت الذي يريده لبدء الهجوم
المضاد، والأمير الذي وعدوه بأن يزور العواصم العربية وصوره على الصدر مكان
صور تشي غيفارا طرد من العواصم، والأمريكي الذي هدد وتوعد وشن أكبر حرب
نفسية ضد سورية سقطت كل ملياراته بخطاب للرئيس السوري، وزيارة لساحة
الأمويين، وفي منتصف آذار القادم سيكون قد مر على الأحداث في سورية عام
كامل، وسيكون قد بدأ الربيع العربي الحقيقي، وعنوان المرحلة القادمة إما
كهرباء وغاز ومازوت للسوريين أو سيحرم منه الكثيرون.
هل يتعلم الأمريكي من هزائمه السابقة..؟
حين خسرت إسرائيل حرب تموز كان على واشنطن الاعتراف بالهزيمة في
المنطقة، ولكنها لم تعترف حتى خسرت أهم أوراقها في لبنان ووضعت جدولاً
زمنياً لهروبها من العراق، وكان عليها أن تعترف منذ أيار العام الماضي
بهزيمتها في سورية، ولكن مكابرتها قد تكلفها وجودها في المنطقة، ويدرك
الأمريكي جيدا أن المنطقة مقبلة على ربيع انتصارات عربي إذا استمرت
بسياستها الحالية، ورغم استحالة حل مشاكلها مع الصين وروسيا، ولكن حتى لو
حلت هذه المشاكل فهي عاجزة عن تجاوز محور المقاومة.
نعم كانت واشنطن تستعمل الرمز الدولي للاتحاد السوفييتي (007) في إنتاج
أفلام خيالية للترويج لقدرات الإستخبارات الأمريكية، ولكن لن يحتاج محور
المقاومة إلى إنتاج أفلام تستعمل الرمز الدولي لأمريكا (001) لشن حرب
نفسية، بل إن أي عمل أمني سيحدث هو بحد ذاته عرس عربي لن يحتاج إلى أي
تبهير، وبانتظار مفاجآت العملاء الذين يحملون اسم (001) و(00972) وفي
الجانب الآخر على هوليود التحضير لإنتاج أفلام غسل العار القادم، كأفلام
غسل عار الأمريكي في الصومال والعراق وفيتنام ولبنان... الخ، وقريباً
سيتحضرون لأفلام غسل العار الأمريكي في الشرق الأوسط إلا إذا قرر الأمريكي
التعلم من التاريخ ومن هزائمه السابقة!!.
الحاج رضوان، عماد فايز مغنية هو الشخص الذي أرعب الكيان الصهيوني بعد
استشهاده، كما أرعبهم وهو حيّ، ليس فقط لأن المقاومة يوماً ما ستردّ على
اغتياله، وليس فقط لأن الكيان الصهيوني تكلّف ملايين الدولارات لحماية
مسؤوليه الذين يعيشون رعباً يومياً، بل لأن استشهاده هزّ الضمير العربي،
وأصبح هناك عماد مغنية في كل روح مقاومة، وأصبحت ظلاله رعباً على الكيان
العبري، ولكن الآن إلى جانب ظلال هذا القائد العظيم، هناك الكثير من الظلال
التي ترعب الكيان الصهيوني ومن خلفه.
رد المقاومة
كل خطاب من خطابات سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله توعّد فيه
بالردّ، كان رداً، كل رعب عاشه جنرالات ومسؤولو الكيان الصهيوني كان رداً،
ولكن الكيان الصهيوني يدرك تماماً أن العام 2012 هو أفضل عام لرد المقاومة،
الأمريكي مهزوم، الغرب الأوروبي ومعه واشنطن في أسوأ أزماتهم الاقتصادية،
وأي حرب في المنطقة تدمّر المصالح الأمريكية إلى الأبد، وتدرك إسرائيل
جيداً أن قيام المقاومة في العام 2012 بأي عمل أمني ضد أي زعيم صهيوني
سيجعلها في وضع لا تُحسد عليه البتة، ولن تقوى حتى على التفكير بالرد إلا
أمنياً إذا استطاعت، بعد تساقط العملاء في لبنان كورق الخريف، ويدرك الكيان
العبري تماماً تحذيرات الأمين العام لحزب الله وكلفتها على الكيان
الصهيوني.
توسع دائرة الاشتباك
أخيراً إيران وبعد هروب الأمريكي من العراق، وحين أدركت أن الأمريكي
عاجز أكثر من أي وقت مضى، قرّرت بكل صراحة الرد بالمثل، حيث أكد العميد
مسعود جزائري مساعد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية أن الرد
على جريمة اغتيال العالم الإيراني مصطفى أحمدي روشن سيكون مؤلماً لأميركا
والكيان الصهيوني، وقال جزائري إن إيران تعتبر هذه الجريمة تهديداً لها،
وإنها تدرس حالياً كيفية معاقبة العناصر المتورطة ميدانياً في الاغتيال،
وذلك في إطار إستراتيجية التهديد و"الرد بالمثل".. ومن جهة ثانية قال
الباحث الإستراتيجي الإيراني محمد صادق الحسيني وعن مقربين من دوائر القرار
في إيران في مقاله الأخير: "لا يعرف أحد البتة إلى ما ستؤول إليه هذه
الحرب المفتوحة من تداعيات على مستوى المنطقة إلا أن القدر المتيقن منه هو
أن جميع المسؤولين الصهاينة ومعهم أسيادهم الأمريكان ولاسيما الأمنيين
والاستخباريين حسب مواقف طهران المعلنة باتوا الآن رهائن قرار العمل
بالمثل، وعلينا الانتظار من سيكون عليه الدور أولاً، كما تقول المصادر
الإيرانية الوثيقة الصلة بمطبخ صناعة القرار الإيراني!"..
وفي سورية أعلن الرئيس السوري وبشكل صريح، أنه لن يكون هناك صراع على
سورية، بل الصراع سيكون مع سورية، وذلك بعد ثلاثة إنفجارات هزّت العاصمة
دمشق، ويدرك الأمريكي والإسرائيلي معنى الصراع مع سورية، وقد ذاقوا طعمه
سابقاً، بل وتذوقوا طعمه قبل أسابيع (ملاحظة للقارئ "ضحكة شريرة").
في موازين القوى
تملك واشنطن وإسرائيل الكثير من العملاء، ولا يمكن الاستهانة بقدرات
الاستخبارات الأمريكية وتحت تصرفها عدة أجهزة استخبارات عربية وتنظيمات
(متأسلمة)، ولكن في مناطق الوجود الأمريكي لا يمكن المقارنة بين نفوذ محور
المقاومة والنفوذ الأمريكي، وخصوصاً في دول الخليج، وكذلك في فلسطين
المحتلة حيث يعيش أكثر من مليون ونصف المليون عربي، هذا ويعتقد البعض أن
إيران وسورية قادرتان على تأسيس "الجيش القطري الحر" وتوجيه ضربات فعالة
للأمريكيين في أكبر قواعدهم العسكرية بالخليج، وبالتالي عند الحديث عن حرب
إستخباراتية في المنطقة لا يمكن الاستهانة بأي قوى من القوى المتصارعة، فمن
جهة سورية وإيران وحزب الله والفصائل الفلسطينية لهم قدرات كبيرة على
توجيه ضربات مؤلمة جداً للمصالح الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة وحول
العالم، وبنفس الوقت لا يمكن الاستهانة بمقدرات الإستخبارات الأمريكية رغم
الضربات التي تعرّضت لها في لبنان وسورية وإيران، ولكن رغم ذلك يمكن فهم
التصعيد الحالي بأنه جزء من نقل المعركة إلى أرض الخصم، فواشنطن وتل أبيب
قاموا بأكبر ما لديهم وقدموا ما لديهم، بينما سورية وإيران والمقاومة لم
تصبهم الطلقة وبيدهم الطلقة الأخيرة.
ساحات الصراع
من الرسائل المبطنة وخصوصاً التي صدرت عن إيران، فإن البريطاني
والأمريكي والإسرائيلي هم من الأهداف، بعلمائهم ومسؤوليهم وضباطهم، ولكن من
المؤكد أن الساحة الأهم هي الساحة الصهيونية، نعم اليوم الكيان العبري
يعيش أسوأ ساعاته وتعيش الأجهزة الأمنية الصهيونية أسوأ أيامها، ومعهم عدد
من العواصم العربية التي تعيش حالة استنفار أمني منذ بدء الأحداث في سورية.
زمن الصراع
يعتقد أن المهلة التي تركها الرئيس السوري للعفو الذي صدر هي مهلة
الفرصة الأخيرة، وسيكون بعدها الصراع مفتوحاً، في المنطقة، وسيرى أخيراً من
تبجج بالحل الأمني ما هو معنى الحل الأمني، وربما إيران كذلك في الشهر
القادم لن تبقى مكتوفة الأيدي، بل بدأت بالتحضير للرد، وحتى المقاومة تدرك
أن المنطقة في أفضل أحوالها بعد هروب الأمريكي من العراق واستعانة
الإسرائيلي بالناتو في مناورات "تحول 6"، وهنا السؤال: هل انتهى الربيع
العربي الأمريكي الإسرائيلي، وسيبدأ الربيع العربي المعادي لأمريكا
وإسرائيل.
في نتائج الحرب الإستخباراتية
يفهم الأمريكي والإسرائيلي جيداً معنى انفجار أي حرب في المنطقة،
ويدركون بأن أي حرب في المنطقة ستكون كارثة كبرى، ويدركون جيداً أن اغتيال
أي مسؤول إسرائيلي كبير بهذه الفترة هو تأسيس لربيع عربي حقيقي، ويدركون
جيداً أن إمكانياتهم كبرى ولكن ليس في حرب عض أصابع، ويدركون جيداً أن
النفوذ السوري الإيراني هو نفوذ أخلاقي وليس مالياً، وبالتالي الصراع سيكون
بين مأجورين لأمريكا وإسرائيل ضد استشهاديين يدافعون عن قضية، ويدرك
الأمريكي أنه على مستوى العالم انتهت سياسة القطب الواحد، وفي الشرق الأوسط
انتهى عهد قيام أمريكا وإسرائيل بشن الحروب، وكل خبراء علم النفس
الأمريكيين وخبراء الحرب النفسية لم يغسلوا عار إسقاط طائرة أمريكية في
إيران ولا عار اقتراب الزوارق الإيرانية من البوارج الأمريكية واستفزازها،
ويدركون أن مكابرتهم لن تعني فقط هزيمتهم، بل سيلحقهم الذل الذي سيعجز
خبراء حروبهم النفسية عن غسله، علماً بأن الحروب النفسية التي تشنها واشنطن
نتائجها كانت عكسية، ومن يشعر بالخوف الآن في المنطقة هم إسرائيل وأمراء
النفط فقط.
مروراً بالملف السوري
كان على واشنطن وقف الهجوم على سورية منذ شهر أيار، ولكن حجم تورطها
الكبير جعلها تتورط حتى تغرق، وفي المقابل استعاد الرئيس السوري شعبيته في
العالم العربي، وسقطت كل الأفكار التي كلفت واشنطن مليارات الدولارات
لترويجها، ومنحت واشنطن محور المقاومة الوقت الذي يريده لبدء الهجوم
المضاد، والأمير الذي وعدوه بأن يزور العواصم العربية وصوره على الصدر مكان
صور تشي غيفارا طرد من العواصم، والأمريكي الذي هدد وتوعد وشن أكبر حرب
نفسية ضد سورية سقطت كل ملياراته بخطاب للرئيس السوري، وزيارة لساحة
الأمويين، وفي منتصف آذار القادم سيكون قد مر على الأحداث في سورية عام
كامل، وسيكون قد بدأ الربيع العربي الحقيقي، وعنوان المرحلة القادمة إما
كهرباء وغاز ومازوت للسوريين أو سيحرم منه الكثيرون.
هل يتعلم الأمريكي من هزائمه السابقة..؟
حين خسرت إسرائيل حرب تموز كان على واشنطن الاعتراف بالهزيمة في
المنطقة، ولكنها لم تعترف حتى خسرت أهم أوراقها في لبنان ووضعت جدولاً
زمنياً لهروبها من العراق، وكان عليها أن تعترف منذ أيار العام الماضي
بهزيمتها في سورية، ولكن مكابرتها قد تكلفها وجودها في المنطقة، ويدرك
الأمريكي جيدا أن المنطقة مقبلة على ربيع انتصارات عربي إذا استمرت
بسياستها الحالية، ورغم استحالة حل مشاكلها مع الصين وروسيا، ولكن حتى لو
حلت هذه المشاكل فهي عاجزة عن تجاوز محور المقاومة.
نعم كانت واشنطن تستعمل الرمز الدولي للاتحاد السوفييتي (007) في إنتاج
أفلام خيالية للترويج لقدرات الإستخبارات الأمريكية، ولكن لن يحتاج محور
المقاومة إلى إنتاج أفلام تستعمل الرمز الدولي لأمريكا (001) لشن حرب
نفسية، بل إن أي عمل أمني سيحدث هو بحد ذاته عرس عربي لن يحتاج إلى أي
تبهير، وبانتظار مفاجآت العملاء الذين يحملون اسم (001) و(00972) وفي
الجانب الآخر على هوليود التحضير لإنتاج أفلام غسل العار القادم، كأفلام
غسل عار الأمريكي في الصومال والعراق وفيتنام ولبنان... الخ، وقريباً
سيتحضرون لأفلام غسل العار الأمريكي في الشرق الأوسط إلا إذا قرر الأمريكي
التعلم من التاريخ ومن هزائمه السابقة!!.