{ نظرية القرود الخمسة }
لا حياة بدون تغيير، فهو طبيعة كل كائن حي، والانسان الذي يرفض التغيير يمكن تصنيفه ضمن فئة الجماد لأن الجماد هو الشئ الوحيد الذي لا يتغير في هذا الكون..
وفي علم الادارة فان تحدي الوضع الراهن وادخال التغيير هما مفتاح الأبواب الذي يستطيع الانسان من خلاله أن يعمل أفضل ما عنده، والتحدي هو البيئة الحافزة على التفوق ..
.. ولعل أخطر ما يواجهه الموظف هو التبلد والجمود في تأدية مهام الوظيفة بشكل روتيني معتاد، فهو بذلك يتحول الى آلة صماء تتحرك ضمن نطاق محدود، وخط سير معروف لا يمكن تغييره ..
وهنا يأتي الفرق بين المبدع والجامد، فالأول يوجد بينه وبين التغيير والتجديد ارتباط وثيق، بينما الثاني يدور حول زاوية ضيقة لايكلف نفسه عناء النظر لأبعد منها ..
.. خبراء الادارة وضعوا بعض المبادئ لزرع حب التغيير في نفوس الموظفين وهم يرون أنه من الضروري أن يعامل الانسان كل وظيفة على أساس أنها مغامرة جديدة .. في الوقت نفسه عليه أن يكرر السؤال التالي على نفسه دائما: اذا كنت سأبدأ العمل الأن، ماذا سأفعل؟ .. واذا كان هناك مجال أمام الموظف لعمل الأشياء بصورة مختلفة فليبدأ فورا في تنفيذ هذه الأشياء بالطريقة غير الاعتيادية .. ومن هنا تبدأ قصة مكافحة البيروقراطية والروتين والاجراءات المطبقة بنفس الطريقة ونفس الأسلوب ..
في تجربة أشبه بالدعابة قدمت الادارة الحديثة درساً مهماً لكل الموظفين، هذه التجربة تعرف بنظرية القرود الخمسة .. تقول النظرية: أحضر خمسة قرود وضعها في قفص، وعلق في منتصف القفص حزمة موز، وضع تحتها سلما، بعد مدة قصيرة ستجد أن قردا من المجموعة سيعتلي السلم محاولا الوصول الى الموز، وما أن يضع يديه على الموز أطلق رشاشا من الماء البارد على القرود الأربعة وارعبها .. بعد قليل سيحاول قرد آخر أن يعتلي نفس السلم ليصل الى الموز، كرر نفس العملية ورش بقية القرود بالماء البارد .. استمر في تكرير العملية أكثر من مرة .. بعد فترة ستجد أنه ما أن يحاول أي قرد أن يعتلي السلم للوصول الى الموز ستمنعه القرود الأخرى خوفا من الماء البارد ..
الآن أبعد الماء البارد، وأخرج قردا من الخمسة الى خارج القفص وضع مكانه قردا جديدا ولنسميه سعدان، طبعا سعدان لم يعاصر تجربة الماء البارد ولم يشاهدها، ستجده سرعان ما يذهب الى السلم لقطف الموز ،عندها ستهب المجموعة المرعوبة من الماء لمنعه وستهاجمه، وبعد أكثر من محاولة سيتعلم سعدان أنه اذا حاول قطف الموز سينال علقة ساخنة من بقية قرود المجموعة !! الأن أخرج قردا آخر ممن عاصروا رش الماء البارد وأترك سعدان مع المجموعة ثم أدخل قردا جديدا، ستجد أن نفس المشهد سيتكرر من جديد، القرد الجديد يذهب الى الموز، والقردة الباقية تنهال عليه ضربا والغريب أن سعدان سيشاركها ضرب القرد الجديد على الرغم من أنه لم يعاصر رش الماء البارد، ولا يدري لماذا ضربوه في السابق، كما أنه لا يدري لماذا يضرب القرد الجديد، كل مايعرفه أنه تعلم ان لمس الموز سيتعرض للضرب لذلك فهو يشارك ربما بحماس اكبر من غيره بكيل اللكمات والصفعات للقرد الجديد !! استمر بتكرار نفس الموضوع، اخرج قردا ممن عاصروا رش الماء البارد، وأدخل قردا جديدا، سيتكرر نفس الموقف .. كرر هذا الأمر الى أن تستبدل كل المجموعة القديمة ممن تعرضوا لرش الماء البارد بمجموعة جديدة لم تتعرض للعملية السابقة ..
المفاجأة في النهاية حين ستجد أن القردة ستستمر تنهال ضربا على كل من يجرؤ على الاقتراب من السلم لقطف الموز .. لماذا ؟ لا أحد منها يدري .. لكن هذا ما وجدت المجموعة نفسها عليه منذ جاءت !!
بعد هذا الدرس المهم من دروس علم الادارة الحديثة ألا تطرح النظرية بعض التساؤلات لينظر كل واحد الى مقر عمله، ويفكر بدقة عن حجم القوانين والاجراءات المطبقة وفائدتها، ولماذا يتم تطبيقها ؟! لماذا نجد الاساليب البيروقراطية غير المقنعة منذ الازل مازالت تعشش في رؤوس البعض، ولا يجرؤ أحد على السؤال حول سبب وكيفية تطبيقها بهذه الطريقة ؟! ولماذا يستميت البعض في الدفاع عن تطبيق بعض الاجراءات بطريقة تقليدية بالرغم من أنهم لا يعرفون سبب تطبيقها بهذه الطريقة ؟! ألم يحن الوقت للبعض لكسب الخبرة والتعلم من نظرية القرود
لا حياة بدون تغيير، فهو طبيعة كل كائن حي، والانسان الذي يرفض التغيير يمكن تصنيفه ضمن فئة الجماد لأن الجماد هو الشئ الوحيد الذي لا يتغير في هذا الكون..
وفي علم الادارة فان تحدي الوضع الراهن وادخال التغيير هما مفتاح الأبواب الذي يستطيع الانسان من خلاله أن يعمل أفضل ما عنده، والتحدي هو البيئة الحافزة على التفوق ..
.. ولعل أخطر ما يواجهه الموظف هو التبلد والجمود في تأدية مهام الوظيفة بشكل روتيني معتاد، فهو بذلك يتحول الى آلة صماء تتحرك ضمن نطاق محدود، وخط سير معروف لا يمكن تغييره ..
وهنا يأتي الفرق بين المبدع والجامد، فالأول يوجد بينه وبين التغيير والتجديد ارتباط وثيق، بينما الثاني يدور حول زاوية ضيقة لايكلف نفسه عناء النظر لأبعد منها ..
.. خبراء الادارة وضعوا بعض المبادئ لزرع حب التغيير في نفوس الموظفين وهم يرون أنه من الضروري أن يعامل الانسان كل وظيفة على أساس أنها مغامرة جديدة .. في الوقت نفسه عليه أن يكرر السؤال التالي على نفسه دائما: اذا كنت سأبدأ العمل الأن، ماذا سأفعل؟ .. واذا كان هناك مجال أمام الموظف لعمل الأشياء بصورة مختلفة فليبدأ فورا في تنفيذ هذه الأشياء بالطريقة غير الاعتيادية .. ومن هنا تبدأ قصة مكافحة البيروقراطية والروتين والاجراءات المطبقة بنفس الطريقة ونفس الأسلوب ..
في تجربة أشبه بالدعابة قدمت الادارة الحديثة درساً مهماً لكل الموظفين، هذه التجربة تعرف بنظرية القرود الخمسة .. تقول النظرية: أحضر خمسة قرود وضعها في قفص، وعلق في منتصف القفص حزمة موز، وضع تحتها سلما، بعد مدة قصيرة ستجد أن قردا من المجموعة سيعتلي السلم محاولا الوصول الى الموز، وما أن يضع يديه على الموز أطلق رشاشا من الماء البارد على القرود الأربعة وارعبها .. بعد قليل سيحاول قرد آخر أن يعتلي نفس السلم ليصل الى الموز، كرر نفس العملية ورش بقية القرود بالماء البارد .. استمر في تكرير العملية أكثر من مرة .. بعد فترة ستجد أنه ما أن يحاول أي قرد أن يعتلي السلم للوصول الى الموز ستمنعه القرود الأخرى خوفا من الماء البارد ..
الآن أبعد الماء البارد، وأخرج قردا من الخمسة الى خارج القفص وضع مكانه قردا جديدا ولنسميه سعدان، طبعا سعدان لم يعاصر تجربة الماء البارد ولم يشاهدها، ستجده سرعان ما يذهب الى السلم لقطف الموز ،عندها ستهب المجموعة المرعوبة من الماء لمنعه وستهاجمه، وبعد أكثر من محاولة سيتعلم سعدان أنه اذا حاول قطف الموز سينال علقة ساخنة من بقية قرود المجموعة !! الأن أخرج قردا آخر ممن عاصروا رش الماء البارد وأترك سعدان مع المجموعة ثم أدخل قردا جديدا، ستجد أن نفس المشهد سيتكرر من جديد، القرد الجديد يذهب الى الموز، والقردة الباقية تنهال عليه ضربا والغريب أن سعدان سيشاركها ضرب القرد الجديد على الرغم من أنه لم يعاصر رش الماء البارد، ولا يدري لماذا ضربوه في السابق، كما أنه لا يدري لماذا يضرب القرد الجديد، كل مايعرفه أنه تعلم ان لمس الموز سيتعرض للضرب لذلك فهو يشارك ربما بحماس اكبر من غيره بكيل اللكمات والصفعات للقرد الجديد !! استمر بتكرار نفس الموضوع، اخرج قردا ممن عاصروا رش الماء البارد، وأدخل قردا جديدا، سيتكرر نفس الموقف .. كرر هذا الأمر الى أن تستبدل كل المجموعة القديمة ممن تعرضوا لرش الماء البارد بمجموعة جديدة لم تتعرض للعملية السابقة ..
المفاجأة في النهاية حين ستجد أن القردة ستستمر تنهال ضربا على كل من يجرؤ على الاقتراب من السلم لقطف الموز .. لماذا ؟ لا أحد منها يدري .. لكن هذا ما وجدت المجموعة نفسها عليه منذ جاءت !!
بعد هذا الدرس المهم من دروس علم الادارة الحديثة ألا تطرح النظرية بعض التساؤلات لينظر كل واحد الى مقر عمله، ويفكر بدقة عن حجم القوانين والاجراءات المطبقة وفائدتها، ولماذا يتم تطبيقها ؟! لماذا نجد الاساليب البيروقراطية غير المقنعة منذ الازل مازالت تعشش في رؤوس البعض، ولا يجرؤ أحد على السؤال حول سبب وكيفية تطبيقها بهذه الطريقة ؟! ولماذا يستميت البعض في الدفاع عن تطبيق بعض الاجراءات بطريقة تقليدية بالرغم من أنهم لا يعرفون سبب تطبيقها بهذه الطريقة ؟! ألم يحن الوقت للبعض لكسب الخبرة والتعلم من نظرية القرود