منتدى فور جامعة 4jam3a - طلاب كلية اقتصاد طرطوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الطلابي الأول في طرطوس .. والحاضر يعلم الغايب


    روسيا العظمة تولد من الرحم السوري....

    casilas
    casilas
    جامعي برونزي
    جامعي برونزي


    ذكر
    عدد المساهمات : 420
    العمر : 39
    المكان : حلب
    المزاج : اخر رواق
    الدراسة : أخرى
    السنة الدراسية : 3
    المستوى : 48
    نقاط : 937
    تاريخ التسجيل : 07/02/2012

    روسيا العظمة تولد من الرحم السوري.... Empty روسيا العظمة تولد من الرحم السوري....

    مُساهمة من طرف casilas الخميس فبراير 09, 2012 2:29 pm


    تعتبر الحرب الأميركية على سورية بمنزلة المعركة الأخيرة في الاستراتيجية الأميركية للسيطرة على الشرق الأوسط وحماية "إسرائيل" من حركات
    وأنظمة المقاومة، فتحقق أميركا هدفين: حماية وجود "إسرائيل"، والسيطرة على النفط والغاز.

    لقد حشدت أميركا كل القوى العالمية، وسخّرت الجامعة العربية وأتباعها والمؤسسات الدولية لهذه المعركة، لحسمها قبل فوات الآوان، لتنتقل بعدها لإسقاط إيران وروسيا، وحصار الصين، ولتعويض خسائرها المفترضة بعد إسقاط الرؤساء التابعين لها، وبقاء أنظمة الحكم وأذرعه والفعاليات الاقتصادية والنخب الإعلامية والثقافية التابعة للثقافة الغربية.

    ولأن شعارات "الديمقراطية" و"الإصلاح" أفضل وسائل الحرب الناعمة لهزيمة الأنظمة المتمردة والممانعة لإسقاطها من الداخل بالثورات الملونة، فقد لجأت أميركا لتفجير الموقع الأخير المتمثل بسورية، يساعدها الأتباع والأذناب والانتهازيون، مع المراهنة على "الخمول" الروسي، والتردد الصيني في المؤسسات الدولية وفي الميدان، مستفيدة من "الفخ الليبي" الذي سقطت فيه روسيا، فخسرت أهم ساحاتها في أفريقيا، نتيجة الخديعة الأميركية وعدم الحزم الروسي، حيث حاول الأميركيون تجربة الخطة بنسخة مكررة في سورية لاقتلاع روسيا من المغرب والمشرق العربي.

    لقد استوعب الروس "الدرس الليبي" وفهموا أهداف الأميركيين من استغلال الحراك السوري، فبادروا إلى التحرك الوقائي لحماية دولتهم من الاضطرابات عبر دعم النظام في سورية، مستفيدين من الصمود والصلابة للجيش والشعب والإدارة السياسية للنظام، وكذلك من الموقع الجيوسياسي الاستراتيجي، وبعض أوراق القوة لسورية عبر حلفائها من حركات المقاومة وإيران والعراق، واختاروا القتال في دمشق للدفاع عن موسكو، بالإضافة إلى اقتناص اللحظة التاريخية التي لن تتكرر إلا بعد عقود من الزمن، لاستعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي كقوة عظمى ترثها روسيا لتصبح "روسيا العظمى"، لإنهاء عشرين عاماً من الهوان والضعف، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وحتى لا تتطاول قطر على روسيا في مجلس الأمن، بعدما تطاولت على سفيرها في الدوحة، وتنقلب الأدوار فتصبح قطر العظمى أو قنينة الغاز العظمى مقابل روسيا الضعيفة.

    واسترجاعاً للتاريخ منذ الملكة كاترينا الثانية الروسية، التي أرادت الانفتاح على المسلمين فأعطتهم بعض حقوقهم لضمان عدم تمردهم عليها، ولكي تفتح لروسيا منفذاً إلى المياه الدافئة، حتى لا يتجمد السوفيات في صقيع الشمال، بادر الثلاثي الروسي - الإيراني - السوري، مدعوماً من الصين، في حرب استعادة المواقع الدولية وساحاته السابقة، وكذلك صوته في المؤسسات الدولية، وكان أولها مجلس الأمن، الذي يشكل المخ الدولي لأميركا وأتباعها، لإخضاع المتمردين أو "محور الشر" كما تسميهم أميركا، ولحصار القوى الصاعدة التي اجتمعت بعنوان دول "البريكس"، فكان الفيتو الروسي - الصيني المزدوج الأول عام 2011 المنازلة الأولى في التصدي الروسي للهيمنة الأميركية قبيل الانسحاب الأميركي في العراق، وبدأت الحرب لإلغاء منظومة القطب الواحد الأميركي في العالم، وتوالت المعارك ضد الهيمنة الأميركية، عبر الدعم الروسي للنظام في سورية، ومعارضة العقوبات الاقتصادية على إيران.

    إن الوضع الدولي الذي يتبلور على مشهد معسكرين متقابلين، تقود أحدهما أميركا وحلفاؤها، والثاني روسيا والصين وحلفاؤهما، يتجاوز في صراعه مسألة الوضع السوري الداخلي إلى مناقشة المشهد العالمي الجيوسياسي للمرحلة المقبلة، وتحديد القوى المؤثرة في العالم، فإذا انتصر المحور الأميركي، دخلت المنطقة في مرحلة الحروب الأهلية والفتن الداخلية، وصولاً إلى تقسيم البلاد العربية والإسلامية إلى ما يشابه قطر ودول الخليج، والتي أثبتت فعالية نموذج الكيانات الصغيرة في خدمة المشروع الأميركي الاقتصادي والعسكري، أما إذا انتصر محور الممانعة بالتحالف مع روسيا والصين، فستحافظ البلاد العربية والإسلامية، وكذلك روسيا والصين، على وحدتها واستقلالها وثرواتها، وستنكفئ أميركا إلى داخل حدودها، وستكون أوروبا أولى الخاسرين، وكذلك دول الخليج، لأن أميركا لا تدفع من جيبها، بل تتخلى عن أتباعها عند انتهاء صلاحيتهم وانتفاء خدماتهم؛ هكذا فعلت في فيتنام ومع حسني مبارك وبن علي والقذافي، وكذلك فعلت "إسرائيل" مع عملائها من جيش لحد، وستترك أميركا المتعاونين معها من مجلس اسطنبول والمسلحين، عندما تتقدم المفاوضات، خصوصاً أن طرق التدخل العسكري باتت مسدودة في سورية، وطرق التدخل الدولي العنيف الدبلوماسي مسدودة في مجلس الأمن، والانتخابات الرئاسية الأميركية على الأبواب، والأزمة المالية الأميركية تجبر أوباما على الانسحاب السريع من أفغانستان، للهروب من مستقنعات أفغانستان، التي يمكن أن يثأر السوفيات من الأميركيين فيها، ويذيقونهم طعم ما ذاقوه أثناء غزوهم، بعدما دعمت أميركا الأفغان العرب وغيرهم، فيعيد الروس الكرّة ضد الأميركيين، ويعاونهم في ذلك الإيرانيون.

    إن صمود سورية قيادة وشعباً وجيشاً، هو مركب النجاة لمحور المقاومة والممانعة، وللقضية الفلسطينية التي ستبدأ بالذوبان، بعدما اتجهت حماس لإلقاء السلاح والتخلي عن المقاومة عبر تحالف (مشعل - عباس - حمد)، وهذا ما ربحته "إسرائيل" من الفتنة السورية حتى الآن، كجائزة ترضية بدلاً عن خسارتها بإسقاط النظام.

    إن صمود سورية فتح الطريق أمام روسيا لتعود قوة عظمى تكسر الأحادية، وتثبت منظومة الأقطاب المتعددة في العالم بديلاً عن القطب الواحد الذي عاش عشرين عاماً فقط، بينما كانت الإمبراطوريات الكبرى تعيش مئات السنين، وتأتي زيارة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف مع مدير المخابرات الروسية ميخائيل برادكوف، إلى دمشق، لتؤكد أن تشييع العهد الإمبراطوري الأميركي بات وشيكاً، خصوصاً أن المحادثات الروسية – السورية لم تقتصر على الجانب السياسي، الذي تم فيه التأكيد على مضي القيادة السورية بعملية الإصلاحات الشاملة، إنما تناولت أيضاً التطورات الأمنية، حيث تسلمت القيادة السورية ملفاً كاملاً عن النشاط التخريبي لـ"المعارضات السورية"، حيث تبيّن أن المخابرات الروسية اخترقت تجمعات هذه "المعارضات"؛ العسكرية والسياسية، مما يساعد الجيش العربي السوري في تسريع الحسم مع المجموعات المسلحة.

    باختصار، ستنتصر المقاومة وشعوب المنطقة، وسيُخذل المتآمر والتابع، وستبقى الأوطان محمية بسواعد شرفائها، وليس بأموال "مشايخها".

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 5:16 pm