جهينة نيوز:
محور دمشق ـ طهران ـ موسكو كان منهمكاً جداً هذه الأيام. حسب جريدة
الاخبار اللبنانية جهود مضنية لإحداث مفاجأة في اجتماعات الرباط اليوم.
والهدف إلغاء قرارات القاهرة السبت الماضي، وإطلاق حوار داخلي في سوريا
يحصّنها من التدخل الأجنبي.
ويراهن دبلوماسيون عرب وأجانب على تغيير سوف يسود مشهد الاجتماع الوزاري
العربي اليوم في الرباط والحديث في عواصم مثل طهران ودمشق وموسكو يجري عن
«انقلاب في المواقف يطيح القرارات المشؤومة التي علّقت عضوية دمشق في جامعة
الدول العربية»، في وقت اتخذ فيه قرار في إيران، وعلى أعلى المستويات،
يقضي بالعمل الدؤوب للحؤول دون أمرين: تصدّع البيت العربي، والتدخل الأجنبي
في سوريا.
وتقول مصادر دبلوماسية مشاركة في الاتصالات إن «إيران وروسيا بذلتا خلال
الساعات الماضية جهوداً كبيرة للحؤول دون تطور الأمر في اتجاه تصدّع البيت
العربي، والتدخل الأجنبي في سوريا». وتضيف المصادر أن روسيا «باتت تتعامل
مع الملف السوري كمسألة أمن قومي وهو ما يخصّ إيران أيضاً». وبحسب المصادر،
فإن «خلية نحل شهدتها الجهات المعنية في دمشق وطهران. اتصالات عربية
ودولية وتنسيق على أعلى المستويات، بدأ باتصال أجراه الرئيس محمود أحمدي
نجاد مع الرئيس بشار الأسد، ثم تهاتف وزيرا الخارجية علي أكبر صالحي ووليد
المعلم للتنسيق».
وقالت المصادر إن الحديث الإيراني «كان هدفه تأكيد دعم إيران ودفاعها عن
سوريا، وتفهّمها للموقف الحازم والثابت والمبدئي لدمشق». في المقابل، كان
الحديث السوري تأكيداً على أن «سوريا دولة ليست سهلة المنال، ونحن قادرون
على حل قضايانا، مع رسالة طمأنة إلى أن الأوضاع جيدة جداً، ولا تخافوا
علينا». وكشفت المصادر أن الجانب الإيراني «بعث برسالة استياء إلى قطر من
خلال إعلان عدم مشاركة نجاد» في قمة «أوبك» التي كانت منعقدة في الدوحة يوم
أمس.
وكان الحضور يتوقع مشاركة الرئيس الإيراني، لكن طهران أرادت أن تقول
للقطريين «لا ترتكبوا هذه الخطيئة (بحق سوريا). من أنتم لتتحكموا في الدول
الإسلامية. سوريا بوابة الشرق وستبقى، ولن يمسّها أحد. ما يجري في سوريا
حلّه بالحوار والتضامن العربي والإسلامي». في هذه الأثناء، كانت الاتصالات
مع الحكومة العراقية جارية بقوة من قبل سوريا وإيران. وبحسب المصادر، فقد
أبلغ الإيرانيون العراقيين أنهم «مستاؤون جداً من موقف العراق في اجتماع
الجامعة يوم السبت الماضي». وقتها، ارتأى وزير خارجية العراق هوشيار زيباري
الامتناع عن التصويت، رغم أن قرار بغداد كان رفض المشروع القطري. تضيف
المصادر «يبدو أنه أراد أن يوازن بين (رئيس إقليم كردستان) مسعود البرزاني
وبين (رئيس الحكومة العراقية) نوري المالكي وبين حلفائه الأميركيين». وتكشف
المصادر أن «اتصالات جرت بين بغداد وطهران هدف الإيرانيون من خلالها إلى
دفع العراقيين إلى مزيد من التنسيق مع السوريين واتخاذ موقف حازم برفض
القرارات العربية بحق سوريا»، مشيرة إلى أنه «جرى أيضاً بحث موضوع مخيمات
اللاجئين السوريين. وقد تمنّى الإيرانيون على العراقيين عدم إقامة مخيمات
كهذه، لأنها معارضة للنظام السوري وللاتفاق المبدئي بين طهران ودمشق على
دعم سوريا». وكانت تسريبات قد أفادت بأن بحثاً جدّياً جرى خلال الأيام
القليلة الماضية مع أطراف عراقية لإقامة مخيمات للاجئين السوريين في العراق
قرب الحدود مع سوريا، خصوصاً في المناطق ذات الغالبية الكردية أو حيث
الكتلة السنيّة الكبيرة، على غرار المخيمات المقامة على الحدود مع تركيا.
الجزائر والسودان
وفي هذا الإطار، تحدثت المصادر الدبلوماسية عن اتصال بين وزير الخارجية
الإيراني ونظيره الجزائري مراد مدلسي، ودعوته إلى «الوقوف في وجه القرارات
الظالمة بحق سوريا، وفي وجه الهيمنة القطرية على جامعة الدول العربية».
وقال صالحي لمدلسي، بحسب المصادر، «أنتم بلد المليون شهيد، يجب ألا تهزّك
دولة صغيرة كقطر. ويجب ألا تؤثر على الرجال. الإهانة التي وجهت إليك غير
مقبولة. لستم أنتم الدولة التي تهان. أنتم دولة محورية تستطيع أن تفعل
الكثير».
كذلك اتصل صالحي بنظيره السوداني علي أحمد كرتي للغاية نفسها. وتقول
المصادر إن «العلاقات الإيرانية ـــ السودانية أخوية وقوية جداً. لقد أبلغ
صالحي كرتي أنه إذا كانت الخرطوم تعاني من أي مشكلة، فيمكننا التنسيق على
نحو أفضل. كذلك أكد له ضرورة ألا يشعر السودان بالحاجة إلى أحد، وأن إيران
مستعدة لأن تسد أي عجز مالي أو تقني أو من أي نوع كان. المهم أن يكون قرار
السودان مستقلاً، ويأتي من دون أي ضغوط من أحد، وهدفه دعم سوريا، لأن سوريا
تساوي المقاومة التي لا يمكن التفريط بها بأي ثمن». وأضاف صالحي لكرتي «لا
تتعاملوا مع الملف على أنه علاقات عربية ـــ عربية فقط، بل على أنه قضية
مقاومة. ساعدوا على تشجيع الحوار في سوريا بقدر ما استطعتم». وفي السياق
نفسه الخاص بـ«تقوية جبهة المدافعين عن سوريا ومحاصرة القرارات الظالمة غير
المقبولة»، تفيد المصادر بأن صالحي أجرى أيضاً اتصالاً بنظيره الموريتاني
حمادي ولد حمادي. كذلك أرسلت طهران وفداً رفيعاً إلى أبو ظبي في محاولة
لتليين موقف الإمارات العربية المتحدة من القرارات العربية الخاصة بسوريا.
تنسيق روسي إيراني
وكان صالحي قد اتصل صباحاً بنظيره الروسي سيرغي لافروف، قبل استقبال
الأخير للعضو البارز في المجلس الوطني السوري الدكتور برهان غليون. وقالت
مصادر مطّلعة على هذا الاتصال إنه جرى خلاله التأكيد «أن الاتفاق تم على
رعاية الحوار السوري الداخلي بين النظام والمعارضة. ما حصل في جامعة الدول
العربية يوم السبت كان خطأً. لم تُعطَ فرصة للمبادرة العربية لتأخذ طريقها
نحو التطبيق. عندما شجعنا سوريا على أن تقبل هذه المبادرة، كان من المفروض
أن يعني ذلك إطلاق حوار داخلي يوقف العنف ويقف سداً منيعاً في وجه أي تدخل
خارجي، لا أن تصبح الجامعة مطية للتدخل الأجنبي وتصعيد الأزمة».
وتضيف المصادر أن «الطرفين أكدا أن الاتفاق لم يكن على أن تؤخذ قرارات
كهذه التي جرى البحث في كيفيّة إيقاف مفاعليها»، مشيرة إلى أن الروس أجروا
هم أيضاً سلسلة اتصالات مع عدد من أعضاء الجامعة العربية لثنيهم عن تأييدهم
لقرارات يوم السبت، والعمل على تحصين سوريا وتشجيع الحوار الداخلي فيها.
وختم صالحي يومه الطويل والمضني بتصريح علني أكد فيه أن «إيران مستعدة لعمل
كل ما هو مطلوب منها لدعم سوريا وإنجاح الحوار الداخلي فيها ورأب الصدع
العربي».
محور دمشق ـ طهران ـ موسكو كان منهمكاً جداً هذه الأيام. حسب جريدة
الاخبار اللبنانية جهود مضنية لإحداث مفاجأة في اجتماعات الرباط اليوم.
والهدف إلغاء قرارات القاهرة السبت الماضي، وإطلاق حوار داخلي في سوريا
يحصّنها من التدخل الأجنبي.
ويراهن دبلوماسيون عرب وأجانب على تغيير سوف يسود مشهد الاجتماع الوزاري
العربي اليوم في الرباط والحديث في عواصم مثل طهران ودمشق وموسكو يجري عن
«انقلاب في المواقف يطيح القرارات المشؤومة التي علّقت عضوية دمشق في جامعة
الدول العربية»، في وقت اتخذ فيه قرار في إيران، وعلى أعلى المستويات،
يقضي بالعمل الدؤوب للحؤول دون أمرين: تصدّع البيت العربي، والتدخل الأجنبي
في سوريا.
وتقول مصادر دبلوماسية مشاركة في الاتصالات إن «إيران وروسيا بذلتا خلال
الساعات الماضية جهوداً كبيرة للحؤول دون تطور الأمر في اتجاه تصدّع البيت
العربي، والتدخل الأجنبي في سوريا». وتضيف المصادر أن روسيا «باتت تتعامل
مع الملف السوري كمسألة أمن قومي وهو ما يخصّ إيران أيضاً». وبحسب المصادر،
فإن «خلية نحل شهدتها الجهات المعنية في دمشق وطهران. اتصالات عربية
ودولية وتنسيق على أعلى المستويات، بدأ باتصال أجراه الرئيس محمود أحمدي
نجاد مع الرئيس بشار الأسد، ثم تهاتف وزيرا الخارجية علي أكبر صالحي ووليد
المعلم للتنسيق».
وقالت المصادر إن الحديث الإيراني «كان هدفه تأكيد دعم إيران ودفاعها عن
سوريا، وتفهّمها للموقف الحازم والثابت والمبدئي لدمشق». في المقابل، كان
الحديث السوري تأكيداً على أن «سوريا دولة ليست سهلة المنال، ونحن قادرون
على حل قضايانا، مع رسالة طمأنة إلى أن الأوضاع جيدة جداً، ولا تخافوا
علينا». وكشفت المصادر أن الجانب الإيراني «بعث برسالة استياء إلى قطر من
خلال إعلان عدم مشاركة نجاد» في قمة «أوبك» التي كانت منعقدة في الدوحة يوم
أمس.
وكان الحضور يتوقع مشاركة الرئيس الإيراني، لكن طهران أرادت أن تقول
للقطريين «لا ترتكبوا هذه الخطيئة (بحق سوريا). من أنتم لتتحكموا في الدول
الإسلامية. سوريا بوابة الشرق وستبقى، ولن يمسّها أحد. ما يجري في سوريا
حلّه بالحوار والتضامن العربي والإسلامي». في هذه الأثناء، كانت الاتصالات
مع الحكومة العراقية جارية بقوة من قبل سوريا وإيران. وبحسب المصادر، فقد
أبلغ الإيرانيون العراقيين أنهم «مستاؤون جداً من موقف العراق في اجتماع
الجامعة يوم السبت الماضي». وقتها، ارتأى وزير خارجية العراق هوشيار زيباري
الامتناع عن التصويت، رغم أن قرار بغداد كان رفض المشروع القطري. تضيف
المصادر «يبدو أنه أراد أن يوازن بين (رئيس إقليم كردستان) مسعود البرزاني
وبين (رئيس الحكومة العراقية) نوري المالكي وبين حلفائه الأميركيين». وتكشف
المصادر أن «اتصالات جرت بين بغداد وطهران هدف الإيرانيون من خلالها إلى
دفع العراقيين إلى مزيد من التنسيق مع السوريين واتخاذ موقف حازم برفض
القرارات العربية بحق سوريا»، مشيرة إلى أنه «جرى أيضاً بحث موضوع مخيمات
اللاجئين السوريين. وقد تمنّى الإيرانيون على العراقيين عدم إقامة مخيمات
كهذه، لأنها معارضة للنظام السوري وللاتفاق المبدئي بين طهران ودمشق على
دعم سوريا». وكانت تسريبات قد أفادت بأن بحثاً جدّياً جرى خلال الأيام
القليلة الماضية مع أطراف عراقية لإقامة مخيمات للاجئين السوريين في العراق
قرب الحدود مع سوريا، خصوصاً في المناطق ذات الغالبية الكردية أو حيث
الكتلة السنيّة الكبيرة، على غرار المخيمات المقامة على الحدود مع تركيا.
الجزائر والسودان
وفي هذا الإطار، تحدثت المصادر الدبلوماسية عن اتصال بين وزير الخارجية
الإيراني ونظيره الجزائري مراد مدلسي، ودعوته إلى «الوقوف في وجه القرارات
الظالمة بحق سوريا، وفي وجه الهيمنة القطرية على جامعة الدول العربية».
وقال صالحي لمدلسي، بحسب المصادر، «أنتم بلد المليون شهيد، يجب ألا تهزّك
دولة صغيرة كقطر. ويجب ألا تؤثر على الرجال. الإهانة التي وجهت إليك غير
مقبولة. لستم أنتم الدولة التي تهان. أنتم دولة محورية تستطيع أن تفعل
الكثير».
كذلك اتصل صالحي بنظيره السوداني علي أحمد كرتي للغاية نفسها. وتقول
المصادر إن «العلاقات الإيرانية ـــ السودانية أخوية وقوية جداً. لقد أبلغ
صالحي كرتي أنه إذا كانت الخرطوم تعاني من أي مشكلة، فيمكننا التنسيق على
نحو أفضل. كذلك أكد له ضرورة ألا يشعر السودان بالحاجة إلى أحد، وأن إيران
مستعدة لأن تسد أي عجز مالي أو تقني أو من أي نوع كان. المهم أن يكون قرار
السودان مستقلاً، ويأتي من دون أي ضغوط من أحد، وهدفه دعم سوريا، لأن سوريا
تساوي المقاومة التي لا يمكن التفريط بها بأي ثمن». وأضاف صالحي لكرتي «لا
تتعاملوا مع الملف على أنه علاقات عربية ـــ عربية فقط، بل على أنه قضية
مقاومة. ساعدوا على تشجيع الحوار في سوريا بقدر ما استطعتم». وفي السياق
نفسه الخاص بـ«تقوية جبهة المدافعين عن سوريا ومحاصرة القرارات الظالمة غير
المقبولة»، تفيد المصادر بأن صالحي أجرى أيضاً اتصالاً بنظيره الموريتاني
حمادي ولد حمادي. كذلك أرسلت طهران وفداً رفيعاً إلى أبو ظبي في محاولة
لتليين موقف الإمارات العربية المتحدة من القرارات العربية الخاصة بسوريا.
تنسيق روسي إيراني
وكان صالحي قد اتصل صباحاً بنظيره الروسي سيرغي لافروف، قبل استقبال
الأخير للعضو البارز في المجلس الوطني السوري الدكتور برهان غليون. وقالت
مصادر مطّلعة على هذا الاتصال إنه جرى خلاله التأكيد «أن الاتفاق تم على
رعاية الحوار السوري الداخلي بين النظام والمعارضة. ما حصل في جامعة الدول
العربية يوم السبت كان خطأً. لم تُعطَ فرصة للمبادرة العربية لتأخذ طريقها
نحو التطبيق. عندما شجعنا سوريا على أن تقبل هذه المبادرة، كان من المفروض
أن يعني ذلك إطلاق حوار داخلي يوقف العنف ويقف سداً منيعاً في وجه أي تدخل
خارجي، لا أن تصبح الجامعة مطية للتدخل الأجنبي وتصعيد الأزمة».
وتضيف المصادر أن «الطرفين أكدا أن الاتفاق لم يكن على أن تؤخذ قرارات
كهذه التي جرى البحث في كيفيّة إيقاف مفاعليها»، مشيرة إلى أن الروس أجروا
هم أيضاً سلسلة اتصالات مع عدد من أعضاء الجامعة العربية لثنيهم عن تأييدهم
لقرارات يوم السبت، والعمل على تحصين سوريا وتشجيع الحوار الداخلي فيها.
وختم صالحي يومه الطويل والمضني بتصريح علني أكد فيه أن «إيران مستعدة لعمل
كل ما هو مطلوب منها لدعم سوريا وإنجاح الحوار الداخلي فيها ورأب الصدع
العربي».