[b]
ثقة النظام بنفسه تزداد يوماً بعد يوم، ومعها تزداد مقاربته للأزمة نضجاً، وشعبية، حتى على المستوى الدولي. يظهر ذلك، على سبيل المثال، من خلال طريقته في استقبال موفد سعودي زار دمشق ليقنع مسؤوليها بوجهة نظر ملكه، فغادرها مقتنعاً بوجهة نظر رئيسها. ومن خلال إعطاء أفق سياسي للحل الأمني، يتوقع أن يُترجم بخطوات ثلاث أخرى في آذار، هي عبارة عن حكومة إدارة أزمة ومؤتمر للبعث وصيغة جديدة للأجهزة الأمنية
وبعد ساعات من انفضاض مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس، وقبل ساعات من فتح صناديق الاستفتاء على دستور الجمهورية العربية السورية الجديد، وصل إلى دمشق سراً موفد عن ملك عربي ـــــ أغلب الظن أنه الملك عبد الله بن عبد العزيز ـــــ وفي جعبته رسالة للرئيس بشار الأسد، مفادها: اختر أنت المخرج الذي يناسبك للخروج من المأزق. والعرض الأساس الذي تقدمه الرسالة هو الآتي: مستعدون لتقديم المساعدة لتأمين خروجك من الحكم وترتيب أمور المرحلة الانتقالية المؤدية إلى ذلك.
ردّ السوريون على حامل الرسالة باستعلاء، لكن بشيء من التروي. فقد نظموا له جولة سريعة على مناطق في سوريا. ووضعوا أمامه وثائق ومعطيات تظهر الواقع كما هو على الأرض. قالوا له إن الحرب في حمص هي بين الجيش السوري وإرهابيين. عرضوا له صوراً لأصوليين عرب وشرق آسيويين، ومعلومات عنهم. وقالوا له إن النظام ليس منهاراً كما يصوره الإعلام في الخارج. وأبلغوه أن الرئيس بشار الأسد يقدم على خطوة الاستفتاء ومباشرة أجندة إصلاحات متكاملة ستظهر قريباً على أرض الواقع، من موقع قوة؛ فالاستفتاء يجري بعد الفيتو الصيني ـــــ الروسي، وبعد السيطرة على حمص بالنار وتنفيذ خطة خنق البؤر الساخنة فيها، وبعد اتضاح ضعف المعارضة السورية واكتشاف مدى اختراق تنظيم القاعدة لها. ويقول السوريون إن الموفد عاد إلى الجهة التي أرسلته، بانطباع يعاكس مضمون الرسالة التي كان يحملها. أكثر من ذلك، يقول مصدر قريب للنظام إن الموفد لم ينتظر حتى وصوله إلى البلد الذي جاء منه، بل طلب عبر الهاتف من دمشق، الجهة التي أرسلته ليبلغها أن الصورة هنا مختلفة تماماً عما نظنه.
لقد تقصد الرئيس الأسد أن يستفتي في مبنى الإذاعة والتلفزيون السوري؛ فرمزية المكان تسمح له بالحديث عن دور الإعلام في تزوير حقيقة الواقع على الأرض في سوريا. قال: «نحن من نملك الأرض». كانت هذه الكلمات موجهة إلى الجهة العربية الخليجية التي أرسلت موفدها إلى سوريا، لتقول للأسد إنه انهار وانتهى، ولا تزال هناك فرصة لإخراجه من المأزق بشرط موافقته على ترك الحكم.
ثقة النظام بنفسه تزداد يوماً بعد يوم، ومعها تزداد مقاربته للأزمة نضجاً، وشعبية، حتى على المستوى الدولي. يظهر ذلك، على سبيل المثال، من خلال طريقته في استقبال موفد سعودي زار دمشق ليقنع مسؤوليها بوجهة نظر ملكه، فغادرها مقتنعاً بوجهة نظر رئيسها. ومن خلال إعطاء أفق سياسي للحل الأمني، يتوقع أن يُترجم بخطوات ثلاث أخرى في آذار، هي عبارة عن حكومة إدارة أزمة ومؤتمر للبعث وصيغة جديدة للأجهزة الأمنية
وبعد ساعات من انفضاض مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس، وقبل ساعات من فتح صناديق الاستفتاء على دستور الجمهورية العربية السورية الجديد، وصل إلى دمشق سراً موفد عن ملك عربي ـــــ أغلب الظن أنه الملك عبد الله بن عبد العزيز ـــــ وفي جعبته رسالة للرئيس بشار الأسد، مفادها: اختر أنت المخرج الذي يناسبك للخروج من المأزق. والعرض الأساس الذي تقدمه الرسالة هو الآتي: مستعدون لتقديم المساعدة لتأمين خروجك من الحكم وترتيب أمور المرحلة الانتقالية المؤدية إلى ذلك.
ردّ السوريون على حامل الرسالة باستعلاء، لكن بشيء من التروي. فقد نظموا له جولة سريعة على مناطق في سوريا. ووضعوا أمامه وثائق ومعطيات تظهر الواقع كما هو على الأرض. قالوا له إن الحرب في حمص هي بين الجيش السوري وإرهابيين. عرضوا له صوراً لأصوليين عرب وشرق آسيويين، ومعلومات عنهم. وقالوا له إن النظام ليس منهاراً كما يصوره الإعلام في الخارج. وأبلغوه أن الرئيس بشار الأسد يقدم على خطوة الاستفتاء ومباشرة أجندة إصلاحات متكاملة ستظهر قريباً على أرض الواقع، من موقع قوة؛ فالاستفتاء يجري بعد الفيتو الصيني ـــــ الروسي، وبعد السيطرة على حمص بالنار وتنفيذ خطة خنق البؤر الساخنة فيها، وبعد اتضاح ضعف المعارضة السورية واكتشاف مدى اختراق تنظيم القاعدة لها. ويقول السوريون إن الموفد عاد إلى الجهة التي أرسلته، بانطباع يعاكس مضمون الرسالة التي كان يحملها. أكثر من ذلك، يقول مصدر قريب للنظام إن الموفد لم ينتظر حتى وصوله إلى البلد الذي جاء منه، بل طلب عبر الهاتف من دمشق، الجهة التي أرسلته ليبلغها أن الصورة هنا مختلفة تماماً عما نظنه.
لقد تقصد الرئيس الأسد أن يستفتي في مبنى الإذاعة والتلفزيون السوري؛ فرمزية المكان تسمح له بالحديث عن دور الإعلام في تزوير حقيقة الواقع على الأرض في سوريا. قال: «نحن من نملك الأرض». كانت هذه الكلمات موجهة إلى الجهة العربية الخليجية التي أرسلت موفدها إلى سوريا، لتقول للأسد إنه انهار وانتهى، ولا تزال هناك فرصة لإخراجه من المأزق بشرط موافقته على ترك الحكم.