[b]
ما يُسمى بـ “المعارضة السورية”، تحتفل بحصيلة سنة من النشاط التخريبي والإجرامي الذي تسبّب بضحايا كثيرة وترويع الآمنين، كما تحتفل بتشتتها وتشرذمها وتعدُّد ولاءاتها وغايات أفرادها..
العفويون والبسطاء غادروا “الحراك”، لأنهم اقتنعوا بأن دولتهم أكثر الحاحاً وعزماً على تحقيق الإصلاح، ولم يبقَ في الأزقة إلا تلك العصابات المسلَّحة والمجموعات التكفيرية، وإرهاب المتعدِّدة الجنسيات، الذين يرعاهم الغرب وأمراء النفط والصهاينة بالدعم والتسليح، تحت مسمّيات الحرية وحقوق الإنسان. وأمر هؤلاء تستطيع الدولة السورية أن تحسمه في أيام معدودة، لكنها تحرص على حياة أبنائها الأبرياء العزل الذين تتخذهم المجموعات الإرهابية دروعاً بشرية.
أما “المعارضون” الذي يتَّخذون من فنادق باريس ولندن وواشنطن واسطنبول مقرّات لهم، فيصعب الوقوف على حقيقة نفوسهم التي فاضت نتانة، فهم لم يتورّعوا عن السير تحت راية الصهيوني برنار هنري ليفي، الذي يُعتبر القائد الميداني لما يسمّى “الثورات” العربية، وهو نفسه الذي جال في جبال أفغانستان، وعرفته سهول السودان، ومراعي دارفور، وجبال كردستان العراق، وميدان التحرير في القاهرة، وليبيا حيث تربطه صداقة حميمة بعبده الذليل مصطفى عبد الجليل.
هؤلاء “المعارضون” الذين يتبعون لمدرسة برنار هنري ليفي، المدرسة الـ”إسرائيلية” بإمتياز، لم يخجلوا بخيانتهم، فرفعت الأسد يلتقي ليفي ويتلقى منه درساً في الديمقراطية، وعبد الحليم خدام، الذي غدَرَ بشعبه وقيادته، يختار القناة “الإسرائيلية” الثانية، ليعد “إسرائيل” بالصلح والسلام.
وها هم أعضاء مجلس اسطنبول، لم يتفقوا ولم يجمعهم رأي سوى مناصرة الصهاينة والقضاء على الأمن والاستقرار السوريين، فبرهان غليون يغترف من أموال البترول (الذهب الأسود)، ومن الفكر الصهيوني، ولم نتلمّس منه سوى معاداة من يُعادي “إسرائيل” والاعتراف بالدولة العبرية، أما بسمه القضماني، فهي وبحسب قولها لا تعرف شيئاً عن سورية، فيبدو أن لكنتها اليهودية هي التي ساعدتها على أن تكون ناطقة باسم مجلسها الاسطنبولي، وهي التي شدّدت على حاجتها ورفاقها إلى “إسرائيل” في المنطقة، وبكل تأكيد، حسب تعبيرها بلغة فرنسية سليمة.
ولا يقتصر الأمر على هؤلاء فقط، بل هناك عدد كبير من المتورِّطين بعلاقات مع العدو الصهيوني، نذكر منهم، مأمون الحمصي الذي تربطه علاقة وطيدة بالكيان الصهيوني، والذي ظهر متأبطاً ذراع الناشطة الصهيونية فياما نيرينستين، خلال مشاركته في مؤتمر “الأمن الإسرائيلي” في براغ، وفريد نهاد الغادري، الذي يريد الذهاب إلى الكنيست الصهيوني، وصولاً إلى الاتصالات وإلى اللقاءات التي تعقد بين صهاينة ومعارضين سوريين، حيث أعلن مؤخّراً الوزير الصهيوني اسحاق هرتزوغ عن أن معارضين سوريين أبلغوه أنهم يودُّون السلام مع “إسرائيل”، في حين أن الحزب الليبرالي النمسوي أعلن في وقت سابق عن تنظيم لقاء بين 5 شخصيات سورية معارضة، ووفد “إسرائيلي”، لكن الوفد الصهيوني برئاسة نائب الوزير أيوب القرا اعتذر في اللحظات الأخيرة.
هؤلاء الذين يعدون “إسرائيل” بالسلام والطمأنينة، إذا أسعفتهم هي و”الناتو” في القضاء على سورية الممانعة والمقاومة، باتوا مقتنعين بديمقراطية “إسرائيل” وحداثتها، وتجندوا من أجل مسالمتها، في حين توغل هي في عنصريتها وتواصل استيطان وتهويد فلسطين والقضاء على معالمها التاريخية، من البحر إلى النهر، بما في ذلك القدس، وسط صمت عربي مطبق، لم تحركه حصوة أمير قطر الذي شكا إلى مجلس الأمن إما من فيلته الفخمة على ساحل البحر في نهاريا، أو بواسطة أصدقائه الصهاينة الذين يصولون ويجولون في أرض “إمارته”؟
وهنا نسأل أيّ سورية ننتظر من هؤلاء المرتزقة؟ وماذا لو فتحنا كتاب الحركات التكفيرية وقد ملأت الصفحات الإلكترونية بجثث ضحاياها وقد أشبعتها تمزيقاً وتمثيلاً.
لكن، يدرك “الناتو” والغرب جيداً أن سورية لا تشبه إلا ذاتها، ولن تكون إلا مقبرة لمن يحاول الاعتداء على أرضها وكرامة شعبها، وأن نظرية ليفي باعتماد النموذج الليبي في سورية، لن تجدي نفعاً.
سورية تشارف اليوم على تنظيف أزقتها من القتلة والمرتزقة، فهل سيستعمل الأوروبيون والأميركيون والصهاينة حلفاءهم من أعضاء المجلس الاسطنبولي في مهام تنظيرية لبلد آخر، أم سيتمّ استعمالهم كمنظرين فاشلين لثورات وهمية، فيما تبقى
سورية، بالرغم من أنوفهم، قلب العروبة.
ما يُسمى بـ “المعارضة السورية”، تحتفل بحصيلة سنة من النشاط التخريبي والإجرامي الذي تسبّب بضحايا كثيرة وترويع الآمنين، كما تحتفل بتشتتها وتشرذمها وتعدُّد ولاءاتها وغايات أفرادها..
العفويون والبسطاء غادروا “الحراك”، لأنهم اقتنعوا بأن دولتهم أكثر الحاحاً وعزماً على تحقيق الإصلاح، ولم يبقَ في الأزقة إلا تلك العصابات المسلَّحة والمجموعات التكفيرية، وإرهاب المتعدِّدة الجنسيات، الذين يرعاهم الغرب وأمراء النفط والصهاينة بالدعم والتسليح، تحت مسمّيات الحرية وحقوق الإنسان. وأمر هؤلاء تستطيع الدولة السورية أن تحسمه في أيام معدودة، لكنها تحرص على حياة أبنائها الأبرياء العزل الذين تتخذهم المجموعات الإرهابية دروعاً بشرية.
أما “المعارضون” الذي يتَّخذون من فنادق باريس ولندن وواشنطن واسطنبول مقرّات لهم، فيصعب الوقوف على حقيقة نفوسهم التي فاضت نتانة، فهم لم يتورّعوا عن السير تحت راية الصهيوني برنار هنري ليفي، الذي يُعتبر القائد الميداني لما يسمّى “الثورات” العربية، وهو نفسه الذي جال في جبال أفغانستان، وعرفته سهول السودان، ومراعي دارفور، وجبال كردستان العراق، وميدان التحرير في القاهرة، وليبيا حيث تربطه صداقة حميمة بعبده الذليل مصطفى عبد الجليل.
هؤلاء “المعارضون” الذين يتبعون لمدرسة برنار هنري ليفي، المدرسة الـ”إسرائيلية” بإمتياز، لم يخجلوا بخيانتهم، فرفعت الأسد يلتقي ليفي ويتلقى منه درساً في الديمقراطية، وعبد الحليم خدام، الذي غدَرَ بشعبه وقيادته، يختار القناة “الإسرائيلية” الثانية، ليعد “إسرائيل” بالصلح والسلام.
وها هم أعضاء مجلس اسطنبول، لم يتفقوا ولم يجمعهم رأي سوى مناصرة الصهاينة والقضاء على الأمن والاستقرار السوريين، فبرهان غليون يغترف من أموال البترول (الذهب الأسود)، ومن الفكر الصهيوني، ولم نتلمّس منه سوى معاداة من يُعادي “إسرائيل” والاعتراف بالدولة العبرية، أما بسمه القضماني، فهي وبحسب قولها لا تعرف شيئاً عن سورية، فيبدو أن لكنتها اليهودية هي التي ساعدتها على أن تكون ناطقة باسم مجلسها الاسطنبولي، وهي التي شدّدت على حاجتها ورفاقها إلى “إسرائيل” في المنطقة، وبكل تأكيد، حسب تعبيرها بلغة فرنسية سليمة.
ولا يقتصر الأمر على هؤلاء فقط، بل هناك عدد كبير من المتورِّطين بعلاقات مع العدو الصهيوني، نذكر منهم، مأمون الحمصي الذي تربطه علاقة وطيدة بالكيان الصهيوني، والذي ظهر متأبطاً ذراع الناشطة الصهيونية فياما نيرينستين، خلال مشاركته في مؤتمر “الأمن الإسرائيلي” في براغ، وفريد نهاد الغادري، الذي يريد الذهاب إلى الكنيست الصهيوني، وصولاً إلى الاتصالات وإلى اللقاءات التي تعقد بين صهاينة ومعارضين سوريين، حيث أعلن مؤخّراً الوزير الصهيوني اسحاق هرتزوغ عن أن معارضين سوريين أبلغوه أنهم يودُّون السلام مع “إسرائيل”، في حين أن الحزب الليبرالي النمسوي أعلن في وقت سابق عن تنظيم لقاء بين 5 شخصيات سورية معارضة، ووفد “إسرائيلي”، لكن الوفد الصهيوني برئاسة نائب الوزير أيوب القرا اعتذر في اللحظات الأخيرة.
هؤلاء الذين يعدون “إسرائيل” بالسلام والطمأنينة، إذا أسعفتهم هي و”الناتو” في القضاء على سورية الممانعة والمقاومة، باتوا مقتنعين بديمقراطية “إسرائيل” وحداثتها، وتجندوا من أجل مسالمتها، في حين توغل هي في عنصريتها وتواصل استيطان وتهويد فلسطين والقضاء على معالمها التاريخية، من البحر إلى النهر، بما في ذلك القدس، وسط صمت عربي مطبق، لم تحركه حصوة أمير قطر الذي شكا إلى مجلس الأمن إما من فيلته الفخمة على ساحل البحر في نهاريا، أو بواسطة أصدقائه الصهاينة الذين يصولون ويجولون في أرض “إمارته”؟
وهنا نسأل أيّ سورية ننتظر من هؤلاء المرتزقة؟ وماذا لو فتحنا كتاب الحركات التكفيرية وقد ملأت الصفحات الإلكترونية بجثث ضحاياها وقد أشبعتها تمزيقاً وتمثيلاً.
لكن، يدرك “الناتو” والغرب جيداً أن سورية لا تشبه إلا ذاتها، ولن تكون إلا مقبرة لمن يحاول الاعتداء على أرضها وكرامة شعبها، وأن نظرية ليفي باعتماد النموذج الليبي في سورية، لن تجدي نفعاً.
سورية تشارف اليوم على تنظيف أزقتها من القتلة والمرتزقة، فهل سيستعمل الأوروبيون والأميركيون والصهاينة حلفاءهم من أعضاء المجلس الاسطنبولي في مهام تنظيرية لبلد آخر، أم سيتمّ استعمالهم كمنظرين فاشلين لثورات وهمية، فيما تبقى
سورية، بالرغم من أنوفهم، قلب العروبة.