[b]
ما سر تسويق علم الانتداب الفرنسي ذو النجوم الثلاث، وطرحه على أنه علم للسوريين؟ ولماذا هذا العلم بالتحديد؟
إن أي باحث في التاريخ ، يعلم علم اليقين الدور المشبوه للأخوان المسلمين في حقبة الاحتلال الفرنسي، الذين كانوا القلة اليمينية المتطرفة المنبوذة من المجتمع السوري آنذاك.
الاخوان كانوا أشد التيارات تمسكاً بالاحتلال، ولعبوا دوراً كبيراً في محاولات التقسيم وترويج إشاعات ضباط استخبارات الاحتلال الفرنسي في حينها، ونشر الأكاذيب والخرافات في المجتمع والتي من شأنها ضرب التعايش وشق الصفوف ضمن مخطط محكم يرمي إلى زعزعة السلم الأهلي.
في مصر وبعد نجاح الثورة في الخمسينات على الملك فاروق، وتحديداً في العام 1953 تم لقاء بين الرئيس جمال عبد الناصر والمرشد العام للأخوان المسلمين، حسن الهضيبي في منزل الأخير، وقد الهضيبي مطالب جديدة غير مألوفة تتمثل في مطالبة مجلس قيادة الثورة بإصدار مراسيم بفرض الحجاب على النساء وإقفال دور السينما والمسارح ومنع وتحريم الأغاني و الموسيقى وتعميم الأناشيد الدينية واصدار مرسوم يلزم القائمين على حفلات وقاعات الافراح باستخدام أناشيد مصحوبة بايقاعات الصاجات (الدفوف) فقط، ومنع النساء من العمل وإزالة كافة التماثيل القديمة والحديثة من القاهرة وكل أنحاء مصر بما فيها “الأصنام الفرعونية” وكلنا لاحظ احتفاظ أخوان اليوم بهذا المطلب وابرازه من جديد في الساحة المصرية.
كان رد عبد الناصر على هذه المطالب حاسماً واستراتيجياً وقال للهضيبي عبارته الشهيرة: “لن اسمح لكم بتحويلنا إلى شعب بدائي يعيش في أدغال أفريقيا مرة أخرى”، ورفض جميع هذه المطالب.
وهنا بدأت حكاية الحقد الأسود من الجماعة واستشعرت قياداتها بخطر الفكر القومي الذي طرحه عبد الناصر، وزيادة عزلتهم واقصاءهم وحتى نبذهم في المجتمع ولا سيما أن الاستجابة الفكرية والعاطفية للجمهور العربي للفكر القومي كانت بأوجها ، كما كان الخطاب المعادي للصهيونية هو الأكثر سماعاً في الشارع العربي، وهذا مالم تتجرأ الحركة يوماً على اتخاذه.
وعندما تمت الوحدة بين سوريا ومصر في عام 1958 كان الاخوان المسلمين في كلا البلدين نموذجاً للتيار المنبوذ المقصي عن المجتمع من كل أطياف الشعبين، ولم يكن لدى الشعب أي أرضية خصبة للتطرف وصنفت الحركة على أنها قوة رجعية تعيق نمو البلاد وتقدمها وظلت أصداء عبارة ناصر الشهيرة حتى أيامنا هذه، وآمن الجميع بمسؤولية الحركة عن عرقلة النهضة العربية التقدمية وضرب حركات التحرر وتشويه مفهوم المواطنة، وإلى الحد الذي يعيدنا إلى أدغال افريقيا كما قال عبد الناصر.
في عام 1959 قام أحد الشيوخ في حلب ويدعى “أبو قاسم” بحرق علم الوحدة ورفع علم الانتداب في أحد أحياء حلب، وتفاجأ بتقدم المواطنين نحوه بمن فيهم تلامذة له وانهالوا عليه بالضرب والشتائم وشرعوا إلى حرق علم الانتداب وانطلقت مظاهرة من تلك الساحة تهتف للوحدة وتلعن الاحتلال، وأعلنت الجماهير الطلاق التام مع الحركة وفكرها.
إن تمسك حركة الأخوان بعلم الانتداب الفرنسي اليوم يعود إلى سببين الأول: استغلال ثغرة ثقافية تاريخية لدى بعض شرائح المجتمع والتسويق بأن العلم الرسمي هو من نتاج حزب البعث وأن التغيير يجب أن يشمل حتى العلم.
والثاني: هو الحقد التاريخي على الرئيس جمال عبد الناصر والذي يعتبره الأخوان في كتبهم ومنشوراتهم بأنه السد الذي منع ظهورهم ومشروعهم الرجعي، فتغيير العلم ماهو إلا محاولة لتصفية الحساب التاريخي مع القوى التقدمية وحركات التحرر.
ما سر تسويق علم الانتداب الفرنسي ذو النجوم الثلاث، وطرحه على أنه علم للسوريين؟ ولماذا هذا العلم بالتحديد؟
إن أي باحث في التاريخ ، يعلم علم اليقين الدور المشبوه للأخوان المسلمين في حقبة الاحتلال الفرنسي، الذين كانوا القلة اليمينية المتطرفة المنبوذة من المجتمع السوري آنذاك.
الاخوان كانوا أشد التيارات تمسكاً بالاحتلال، ولعبوا دوراً كبيراً في محاولات التقسيم وترويج إشاعات ضباط استخبارات الاحتلال الفرنسي في حينها، ونشر الأكاذيب والخرافات في المجتمع والتي من شأنها ضرب التعايش وشق الصفوف ضمن مخطط محكم يرمي إلى زعزعة السلم الأهلي.
في مصر وبعد نجاح الثورة في الخمسينات على الملك فاروق، وتحديداً في العام 1953 تم لقاء بين الرئيس جمال عبد الناصر والمرشد العام للأخوان المسلمين، حسن الهضيبي في منزل الأخير، وقد الهضيبي مطالب جديدة غير مألوفة تتمثل في مطالبة مجلس قيادة الثورة بإصدار مراسيم بفرض الحجاب على النساء وإقفال دور السينما والمسارح ومنع وتحريم الأغاني و الموسيقى وتعميم الأناشيد الدينية واصدار مرسوم يلزم القائمين على حفلات وقاعات الافراح باستخدام أناشيد مصحوبة بايقاعات الصاجات (الدفوف) فقط، ومنع النساء من العمل وإزالة كافة التماثيل القديمة والحديثة من القاهرة وكل أنحاء مصر بما فيها “الأصنام الفرعونية” وكلنا لاحظ احتفاظ أخوان اليوم بهذا المطلب وابرازه من جديد في الساحة المصرية.
كان رد عبد الناصر على هذه المطالب حاسماً واستراتيجياً وقال للهضيبي عبارته الشهيرة: “لن اسمح لكم بتحويلنا إلى شعب بدائي يعيش في أدغال أفريقيا مرة أخرى”، ورفض جميع هذه المطالب.
وهنا بدأت حكاية الحقد الأسود من الجماعة واستشعرت قياداتها بخطر الفكر القومي الذي طرحه عبد الناصر، وزيادة عزلتهم واقصاءهم وحتى نبذهم في المجتمع ولا سيما أن الاستجابة الفكرية والعاطفية للجمهور العربي للفكر القومي كانت بأوجها ، كما كان الخطاب المعادي للصهيونية هو الأكثر سماعاً في الشارع العربي، وهذا مالم تتجرأ الحركة يوماً على اتخاذه.
وعندما تمت الوحدة بين سوريا ومصر في عام 1958 كان الاخوان المسلمين في كلا البلدين نموذجاً للتيار المنبوذ المقصي عن المجتمع من كل أطياف الشعبين، ولم يكن لدى الشعب أي أرضية خصبة للتطرف وصنفت الحركة على أنها قوة رجعية تعيق نمو البلاد وتقدمها وظلت أصداء عبارة ناصر الشهيرة حتى أيامنا هذه، وآمن الجميع بمسؤولية الحركة عن عرقلة النهضة العربية التقدمية وضرب حركات التحرر وتشويه مفهوم المواطنة، وإلى الحد الذي يعيدنا إلى أدغال افريقيا كما قال عبد الناصر.
في عام 1959 قام أحد الشيوخ في حلب ويدعى “أبو قاسم” بحرق علم الوحدة ورفع علم الانتداب في أحد أحياء حلب، وتفاجأ بتقدم المواطنين نحوه بمن فيهم تلامذة له وانهالوا عليه بالضرب والشتائم وشرعوا إلى حرق علم الانتداب وانطلقت مظاهرة من تلك الساحة تهتف للوحدة وتلعن الاحتلال، وأعلنت الجماهير الطلاق التام مع الحركة وفكرها.
إن تمسك حركة الأخوان بعلم الانتداب الفرنسي اليوم يعود إلى سببين الأول: استغلال ثغرة ثقافية تاريخية لدى بعض شرائح المجتمع والتسويق بأن العلم الرسمي هو من نتاج حزب البعث وأن التغيير يجب أن يشمل حتى العلم.
والثاني: هو الحقد التاريخي على الرئيس جمال عبد الناصر والذي يعتبره الأخوان في كتبهم ومنشوراتهم بأنه السد الذي منع ظهورهم ومشروعهم الرجعي، فتغيير العلم ماهو إلا محاولة لتصفية الحساب التاريخي مع القوى التقدمية وحركات التحرر.