بحسب الديانة الاسلامية لعن الله ابليس واعتبره من الكافرين لانه رفض ان يسجد لادم المخلوق !! رفض ان يشرك بالله وان يسجد لغيره !! ابليس كافر لانه لم يكفر ولم يعبد ولم يسجد لاحد الا لله !!
طلب الاله العربى " الله " من ابليس , وقد كان ملاكا تقيا بل من اتقى الملائكة وكبيرهم , ان يسجد لادم , اى يسجد لغير الله , فما كان من ابليس الا انه رفض ان يسجد لاحد غير الله , فما كان جزائه على هذا الموقف النبيل الا اللعن والهلاك الابدى وتجريده من حالته الملائكية الى وضعه الشيطانى , ووضعه بصفته عدو الله بالرغم من انه لم يعادى الله وانما جريمته كانت فى اخلاصه وولائه له وارادته القوية فى عدم الشرك به .
ان مأساة ابليس تكمن فى انه كان مخلصا لله ولم يشا ان يشرك به احدا.
كثيرا من المفكرين لم يجدوا فى تصرف ابليس اى نقيصة او كفر او انكار للاله , بل وجدوا فيه مثالا لمن يحترم مبادئه حتى لو كلفته اللعنة والهلاك.
ومن بين الذين دافعوا عن ابليس و تعاطفوا معه ومع وقضيته ورأوا فيها ظلم من الاله لابليس كان مؤرخ الاديان المسلم الشهرستانى صاحب كتاب " الملل والنحل ."
لم يجاهر الشهرستانى برأيه مباشرة خشية قتله لمخالفته صريح الدين الاسلامى من موقفه من ابليس , لذلك لجا لحيلة تمكنه من قول رايه وفى نفس الوقت تجنبه المتاعب .
بدلا من ان يقول : هذا رأيى فى ابليس ,قال اإنه ينقل آراء بعض الفرق والبدع المسيحية التى جاءت فى شرح الاناجيل الاربعة , وهكذا يجنب نفسه تهمة مخالفة القرآن , وهكذا فانه ينقل ما قاله غيره , اى ان ناقل الكفر ليس بكافر
وسواء كان ينقل فعلا من شروحات الاناجيل , والتى لم يحدد لنا اسمائها , والتى يبدو ان لا وجود لها , او انه ينقل رايه باسلوب غير مباشر , فان ما ذكره على لسان ابليس يعد دفاعا قويا ازاء الظلم الالهى لابليس .
لقد جعل ابليس باسلوب رمزى يقف فى ساحة القضاء ليدافع عن نفسه ويبين موقفه مما نسب اليه من كفر وضلال , وكان دفاعه عبارة عن كلمات قليلة , عبارة عن سبعة اسئلة تكشف كيف انه من الشخصيات المفترى عليها ومن الذين تعرضوا لابشع ظلم تعرض له مخلوق فى التاريخ الدينى للبشرية . كما تبين غياب الحكمة وتبين الرعونة والحماقة الالهية.
وها هى اسئلة ابليس السبعة التى تمثل دفاعه عن نفسه ازاء الظلم الذى تعرض له بلا وجه حق :
يقول الشهرستانى فى ( الملل والنحل ) الجزء الاول ص25 –28 المكتبة التوفيقية
" المقدمة الثالثة
في بيان أول شبهة وقعت في الخليقة ومن مصدرها فى الأول ومن مظهرها فى الآخر
اعلم أن أول شبهة وقعت في الخليقة شبهة إبليس لعنه الله ومصدرها استبداده بالرأى في مقابلة النص وإختياره الهوى في معارضة الأمر واستكباره بالمادة التى خلق منها وهى النار على مادة آدم عليه السلام وهى الطين.
وانشعبت من هذه الشبهة سبع شبهات , وسارت في الخليقة , وسرت فى أذهان الناس حتى صارت مذاهب بدعة وضلالة .
وتلك الشبهات مسطورة فى شرح الأناجيل الأربعة إنجيل لوقا ومارقوس ويوحنا ومتى ومذكورة فى التوراة متفرقة على شكل مناظرات بينه وبين الملائكه بعد الأمر بالسجود والامتناع منه.
قال كما نقل عنه :
إنى سلمت أن البارى تعالى إلهى وإله الخلق , عالم قادر , ولا يسأل عن قدرته ومشيئته.
وأنه مهما أراد شيئا قال له كن فيكون , وهو حكيم إلا أنه يتوجه على مساق حكمته أسئلة.
قالت الملائكة :
ما هي ؟ وكم هى ؟
قال لعنه الله : سبع
الأول منها :
أنه قد علم قبل خلقى أى شيء يصدر عنى ويحصل منى فَلِمَ خلقني أولا ؟
وما الحكمة في خلقه إياى ؟
والثاني :
إذ خلقنى على مقتضى إرادته ومشيئته فَلِمَ كلفنى بمعرفته وطاعته؟
وما الحكمة فى هذا التكليف بعد أن لا ينتفع بطاعة و لا يتضرر بمعصية؟
والثالث:
إذ خلقنى وكلفنى فالتزمت تكليفه بالمعرفة والطاعة فعرفت وأطعت , فَلِمَ كلفنى بطاعة آدم والسجود له؟
وما الحكمة في هذا التكليف على الخصوص بعد أن لا يزيد ذلك فى معرفتى وطاعتى إياه ؟
والرابع :
إذ خلقنى وكلفنى على الإطلاق , وكلفنى بهذا التكليف على الخصوص , فإذا لم أسجد لآدم , فَلِمَ لعننى وأخرجنى من الجنة ؟
وما الحكمة فى ذلك بعد أن لم أرتكب قبيحا إلا قولى لا أسجد إلا لك ؟
والخامس :
إذ خلقنى وكلفنى مطلقا وخصوصا , فلم أطع فلعننى وطردنى , فَلِمَ طرقنى ( اى جعل لى طريقا الى فتنته ) إلى آدم حتى دخلت الجنة ثانيا وغررته بوسوستى , فأكل من الشجرة المنهى عنها , وأخرجه من الجنة معى ؟
وما الحكمة فى ذلك بعد أن لو منعنى من دخول الجنة لاستراح منى آدم , وبقى خالدا فيها؟
والسادس :
إذ خلقنى وكلفنى عموما , وخصوصا , ولعننى , ثم طرقنى إلى الجنة , وكانت الخصومة بينى وبين آدم , فَلِمَ سلطنى على أولاده حتى أراهم من حيث لا يروننى , وتؤثر فيهم وسوستى ولا يؤثر فىَّ حولهم وقوتهم وقدرتهم واستطاعتهم ؟
وما الحكمة فى ذلك بعد أن لو خلقهم على الفطرة دون من يحتالهم عنها , فيعيشوا طاهرين سامعين مطيعين ,كان أحرى بهم , وأليق بالحكمة ؟
والسابع :
سلمت هذا كله , خلقنى وكلفنى مطلقا ومقيدا , وإذا لم أطع لعننى وطردنى , وإذا أردت دخول الجنة مكننى وطرقنى , وإذا عملت عملى إخرجنى ثم سلطنى على بنى آدم , فَلِمَ إذا استمهلته أمهلنى ؟
فقلت : أنظرني إلى يوم يبعثون ( الاعراف 14 ) قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ( الحجر 37 – 38 ) ؟
وما الحكمة في ذلك بعد أن لو أهلكنى فى الحال استراح آدم والخلق منى وما بقى شر ما فى العالم؟
أليس بقاء العالم على نظام الخير خيرا من امتزاجه بالشر؟
قال: فهذه حجتى على ما ادعيته في كل مسألة
قال شارح الإنجيل : فأوحى الله تعالى إلى الملائكة عليهم السلام , قولوا له:
إنك فى تسليمك الأول أنى إلهك وإله الخلق غير صادق و لا مخلص , إذ لو صدقت أنى إله العالمين ما احتكمت على بِلِمَ , فأنا الله الذى لا اله إلا أنا , لا أسأل عما أفعل , والخلق مسئولون . وهذا الذى ذكرته مذكور فى التوراة , ومسطور فى الإنجيل على الوجه الذى ذكرته "
طلب الاله العربى " الله " من ابليس , وقد كان ملاكا تقيا بل من اتقى الملائكة وكبيرهم , ان يسجد لادم , اى يسجد لغير الله , فما كان من ابليس الا انه رفض ان يسجد لاحد غير الله , فما كان جزائه على هذا الموقف النبيل الا اللعن والهلاك الابدى وتجريده من حالته الملائكية الى وضعه الشيطانى , ووضعه بصفته عدو الله بالرغم من انه لم يعادى الله وانما جريمته كانت فى اخلاصه وولائه له وارادته القوية فى عدم الشرك به .
ان مأساة ابليس تكمن فى انه كان مخلصا لله ولم يشا ان يشرك به احدا.
كثيرا من المفكرين لم يجدوا فى تصرف ابليس اى نقيصة او كفر او انكار للاله , بل وجدوا فيه مثالا لمن يحترم مبادئه حتى لو كلفته اللعنة والهلاك.
ومن بين الذين دافعوا عن ابليس و تعاطفوا معه ومع وقضيته ورأوا فيها ظلم من الاله لابليس كان مؤرخ الاديان المسلم الشهرستانى صاحب كتاب " الملل والنحل ."
لم يجاهر الشهرستانى برأيه مباشرة خشية قتله لمخالفته صريح الدين الاسلامى من موقفه من ابليس , لذلك لجا لحيلة تمكنه من قول رايه وفى نفس الوقت تجنبه المتاعب .
بدلا من ان يقول : هذا رأيى فى ابليس ,قال اإنه ينقل آراء بعض الفرق والبدع المسيحية التى جاءت فى شرح الاناجيل الاربعة , وهكذا يجنب نفسه تهمة مخالفة القرآن , وهكذا فانه ينقل ما قاله غيره , اى ان ناقل الكفر ليس بكافر
وسواء كان ينقل فعلا من شروحات الاناجيل , والتى لم يحدد لنا اسمائها , والتى يبدو ان لا وجود لها , او انه ينقل رايه باسلوب غير مباشر , فان ما ذكره على لسان ابليس يعد دفاعا قويا ازاء الظلم الالهى لابليس .
لقد جعل ابليس باسلوب رمزى يقف فى ساحة القضاء ليدافع عن نفسه ويبين موقفه مما نسب اليه من كفر وضلال , وكان دفاعه عبارة عن كلمات قليلة , عبارة عن سبعة اسئلة تكشف كيف انه من الشخصيات المفترى عليها ومن الذين تعرضوا لابشع ظلم تعرض له مخلوق فى التاريخ الدينى للبشرية . كما تبين غياب الحكمة وتبين الرعونة والحماقة الالهية.
وها هى اسئلة ابليس السبعة التى تمثل دفاعه عن نفسه ازاء الظلم الذى تعرض له بلا وجه حق :
يقول الشهرستانى فى ( الملل والنحل ) الجزء الاول ص25 –28 المكتبة التوفيقية
" المقدمة الثالثة
في بيان أول شبهة وقعت في الخليقة ومن مصدرها فى الأول ومن مظهرها فى الآخر
اعلم أن أول شبهة وقعت في الخليقة شبهة إبليس لعنه الله ومصدرها استبداده بالرأى في مقابلة النص وإختياره الهوى في معارضة الأمر واستكباره بالمادة التى خلق منها وهى النار على مادة آدم عليه السلام وهى الطين.
وانشعبت من هذه الشبهة سبع شبهات , وسارت في الخليقة , وسرت فى أذهان الناس حتى صارت مذاهب بدعة وضلالة .
وتلك الشبهات مسطورة فى شرح الأناجيل الأربعة إنجيل لوقا ومارقوس ويوحنا ومتى ومذكورة فى التوراة متفرقة على شكل مناظرات بينه وبين الملائكه بعد الأمر بالسجود والامتناع منه.
قال كما نقل عنه :
إنى سلمت أن البارى تعالى إلهى وإله الخلق , عالم قادر , ولا يسأل عن قدرته ومشيئته.
وأنه مهما أراد شيئا قال له كن فيكون , وهو حكيم إلا أنه يتوجه على مساق حكمته أسئلة.
قالت الملائكة :
ما هي ؟ وكم هى ؟
قال لعنه الله : سبع
الأول منها :
أنه قد علم قبل خلقى أى شيء يصدر عنى ويحصل منى فَلِمَ خلقني أولا ؟
وما الحكمة في خلقه إياى ؟
والثاني :
إذ خلقنى على مقتضى إرادته ومشيئته فَلِمَ كلفنى بمعرفته وطاعته؟
وما الحكمة فى هذا التكليف بعد أن لا ينتفع بطاعة و لا يتضرر بمعصية؟
والثالث:
إذ خلقنى وكلفنى فالتزمت تكليفه بالمعرفة والطاعة فعرفت وأطعت , فَلِمَ كلفنى بطاعة آدم والسجود له؟
وما الحكمة في هذا التكليف على الخصوص بعد أن لا يزيد ذلك فى معرفتى وطاعتى إياه ؟
والرابع :
إذ خلقنى وكلفنى على الإطلاق , وكلفنى بهذا التكليف على الخصوص , فإذا لم أسجد لآدم , فَلِمَ لعننى وأخرجنى من الجنة ؟
وما الحكمة فى ذلك بعد أن لم أرتكب قبيحا إلا قولى لا أسجد إلا لك ؟
والخامس :
إذ خلقنى وكلفنى مطلقا وخصوصا , فلم أطع فلعننى وطردنى , فَلِمَ طرقنى ( اى جعل لى طريقا الى فتنته ) إلى آدم حتى دخلت الجنة ثانيا وغررته بوسوستى , فأكل من الشجرة المنهى عنها , وأخرجه من الجنة معى ؟
وما الحكمة فى ذلك بعد أن لو منعنى من دخول الجنة لاستراح منى آدم , وبقى خالدا فيها؟
والسادس :
إذ خلقنى وكلفنى عموما , وخصوصا , ولعننى , ثم طرقنى إلى الجنة , وكانت الخصومة بينى وبين آدم , فَلِمَ سلطنى على أولاده حتى أراهم من حيث لا يروننى , وتؤثر فيهم وسوستى ولا يؤثر فىَّ حولهم وقوتهم وقدرتهم واستطاعتهم ؟
وما الحكمة فى ذلك بعد أن لو خلقهم على الفطرة دون من يحتالهم عنها , فيعيشوا طاهرين سامعين مطيعين ,كان أحرى بهم , وأليق بالحكمة ؟
والسابع :
سلمت هذا كله , خلقنى وكلفنى مطلقا ومقيدا , وإذا لم أطع لعننى وطردنى , وإذا أردت دخول الجنة مكننى وطرقنى , وإذا عملت عملى إخرجنى ثم سلطنى على بنى آدم , فَلِمَ إذا استمهلته أمهلنى ؟
فقلت : أنظرني إلى يوم يبعثون ( الاعراف 14 ) قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ( الحجر 37 – 38 ) ؟
وما الحكمة في ذلك بعد أن لو أهلكنى فى الحال استراح آدم والخلق منى وما بقى شر ما فى العالم؟
أليس بقاء العالم على نظام الخير خيرا من امتزاجه بالشر؟
قال: فهذه حجتى على ما ادعيته في كل مسألة
قال شارح الإنجيل : فأوحى الله تعالى إلى الملائكة عليهم السلام , قولوا له:
إنك فى تسليمك الأول أنى إلهك وإله الخلق غير صادق و لا مخلص , إذ لو صدقت أنى إله العالمين ما احتكمت على بِلِمَ , فأنا الله الذى لا اله إلا أنا , لا أسأل عما أفعل , والخلق مسئولون . وهذا الذى ذكرته مذكور فى التوراة , ومسطور فى الإنجيل على الوجه الذى ذكرته "