جهينة نيوز- كفاح نصر:
قبل عقد من الزمن كان السؤال: إلى متى ستبقى واشنطن قطباً أوحد يدير العالم، ولكن اليوم السؤال المطروح: أي مقعد في العالم الجديد القادم سيكون لواشنطن، فبعد شنّها عشرات الحروب الخاسرة، من حروب الثورات الملوّنة إلى القتال المباشر وغير المباشر، واستمرارها بالعنجهية في تعاملها مع دول العالم، هي نفسها خلقت من يضع حداً لجبروتها، ومن أهم عناوين الأخبار الأخيرة كان على هامش قمة الأمن النووي، حين عرضت قناة أمريكية تسجيلاً صوتياً يتوسل من خلاله أوباما للرئيس الروسي ديميتري مديفيديف بدعمه في الانتخابات، وكان المفاجئ أن الرئيس الروسي رفض الطلب وردّ لأوباما صفعة قديمة، ومن الواضح أن الرئيس الروسي الذي شنّ عليه الغرب حملة واسعة ليظهره بأنه تابع لبوتين، وبأن بوتين هو الرئيس الخفي لروسيا، ردّ الرئيس الروسي الصاع للرئيس الأمريكي وقاله له سأوصل طلبك لبوتين.
وبعبارة أخرى بدأ أوباما عهده بحملة على الرئيس الروسي لكسر هيبته وإظهاره كموظف لبوتين، واليوم قال مديفيديف لأوباما سأوصل طلبك لبوتين الذي تعتبره يا أوباما حاكم روسيا، وبعبارة أخرى قال مديفيديف لأوباما لا يهمنا الرئيس القادم من يكون فلا قيمة للوعود بل للاتفاقات والمصالح، وكلامكم يا سيد أوباما أصبح مع بوتين، وهي المعادلة الروسية التي على الغرب التعامل معها، إذا لم تقبلوا ميديفيديف المرن سيأتيكم بوتين الحازم، وإذا رفضتم بوتين ومديفيديف قد يعود الشيوعيون والحرب الباردة، فحتى الجاهل يدرك أن مديفيديف الذي بدأ رئاسته لروسيا بحرب القوقاز وأنهى عهده بالفيتو المزدوج مرتين مع الصين والذي أعاد التوازن إلى مجلس الأمن هو الجانب الأكثر مرونة في السياسة الروسية، تلك المرونة التي أنهاها الرئيس ميديفيديف نفسه، مع رفضه طلب أوباما بدعمه في الانتخابات من جهة وفي خطابه بقمة بريكس التي عقدت في الهند من جهة ثانية.
بريكس لا تهدد بل تنفذ..؟
من مجموعة اقتصادية لدول نامية إلى منظمة بدأت تظهر معالمها السياسية، هي قمة بريكس 2012 التي عقدت في الهند. وإذا كان الاتفاق الروسي الصيني بوصول التبادل التجاري بين روسيا والصين إلى ما يعادل 200 مليار دولار بدون الدولار بل بالروبل الروسي والرممبي الصيني، قد شكل خطراً على العملة الأمريكية، فقد أصبح مشروع التخلي عن العملة الأمريكية المنهارة ضمن جدول أعمال خمس دول من أهم اقتصادات العالم، وهذه الدول ما يميّزها أن بعضها بلا ديون والآخر ديونه لا تذكر، وهي الدول الوحيدة التي تحقّق نمواً حقيقياً منذ سنوات، ولها اقتصادات قوية وآمنة، ومع الفشل الأمريكي والعنجهية الأمريكية سيصبح أوباما غورباتشوف الولايات المتحدة الأمريكية، والضغوط الأمريكية التي كانت تستهدف دول العالم ستصبح توسلات ويتكرّر كلام الرئيس الأمريكي على أكثر من لسان أمريكي ولأكثر من رئيس من رؤساء دول بريكس!!.
فمع الازدياد المتصاعد للطلب على الغاز والانهيارات التي أصابت الدولار خلال السنوات الماضية من متوسط أونصة الذهب 330 دولاراً إلى متوسط سعر الأونصة 1700 دولار، ومع بدء الاستغناء عن العملة الخضراء بين خمس دول من أكبر اقتصادات العالم، وحاجة الكثير من الدول للاستغناء عنها من فنزويلا ودول أمريكا اللاتينية إجمالاً، لسورية، وإيران، وبيلاروس، وكوريا الديمقراطية، والكثير من الدول التي أصبح الدولار يرهق اقتصادها ونموها، وتفكر بالتمرّد على النمر الأمريكي المهزوم، وسيصبح الدولار في خبر كان، وقد يصبح متوسط سعر الذهب خلال السنوات الخمس القادمة ما لا يقل عن 2300 دولار للأونصة، فمعالم العالم الجديد واضحة من عودة التوازن إلى مجلس الأمن لصعود اقتصادات دول مثل الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا على حساب أوروبا، ومن جهة ثانية الديون الخيالية التي تعاني منها اليابان والولايات المتحدة الأمريكية، وصولاً إلى ظهور الكثير من العملات المنافسة في التجارة الدولية، ولن يكون بالإمكان إعادة الدولاب للخلف نهائياً فقد بدأ العالم يتغير ووحدهم مشايخ العرب يعتقدون أنهم بعيدون عن التغير.
قمم المعزى على غنم..!
في نفس يوم قمة مجموعة بريكس عقدت جامعة الدول العربية قمتها بغياب عروبتها سورية، ومن الواضح أن العرب دائماً خارج التاريخ والسياسة، وعلى مقربة من بغداد تعرّض أردوغان لفركة أذن إيرانية بموجبها أطلق سراح أكثر من عشرة إيرانيين خطفوا على الأراضي السورية، ورفضت دمشق مبادلتهم بالأسرى الأتراك في سورية، كما رفضت طهران ذات الأمر واعتبرته هجوماً تركياً على إيران تراجع عنه الأتراك بفعل فركة الأذن، وأما الرئيس الأسد الذي أرسل رسالة إلى مجموعة بريكس لأول مرة يحزم بأمر تجفيف موارد الإرهاب والأهم منع الجماعات المسلحة من استغلال عمل أي بعثة دولية كاستغلالهم لبعثة المراقبين العرب، تلك البعثة التي كانت عادلة في تقريرها وبغطائها دخل آلاف المقاتلين والأسلحة إلى سورية، سورية التي كانت بدورها محور عمل القادة العرب، من أمراء يتبولون ويتبرزون ديمقراطية على رعيتهم، وهؤلاء الأمراء في قمتهم لم يقرأ أي منهم ماذا حدث وإلى أين تسير الأمور، ولهذا عوضاً عن التعليق على قمم المعزى والغنم وجب تذكيرهم ببعض النقاط، أن الصراع الأمريكي الروسي على سورية انتهى منذ تأجيل نابوكو ومنذ تسليم الأتراك وثيقة السيل الجنوبي للروس، والضغط على روسيا من بوابة سورية سقط مع الفيتو الروسي الصيني الثاني، والضغط على إيران عبر سورية انتهى مع إطلاق سراح المهندسين الإيرانيين وتحديد موعد مفاوضات الدول الخمس زائد واحد مع إيران، ولم يبقَ إلا الصراع مع سورية بما تمثل من دول تصارع الغرب معها على أرض سورية، وبالتالي يا أصحاب الفخامة والجلالة والسمو كما قال الرئيس الروسي ديمتري ميديفيديف هي الفرصة الأخيرة للحل السياسي، وإلا هناك حرب أهلية نترك التفسير لكم بمعنى الكلام، ولكن الإعلام السوري أعلن صراحة أن من يدعم الإرهاب والإرهابيين هم تركيا وقطر والسعودية ويضاف إليهم إسرائيل التي خسرت نائب رئيس موسادها في إسبانيا على وقع انفجار ثلاث سفارات لها، فالحسم على الأرض شبه تام والحل الأمني على الطاولة، وسورية تقريباً استعادت عافيتها، فكل الأوكار الخطيرة والعصابات الخطيرة قد سقطت كما توقعت سابقاً قبل نهاية آذار، وفلولها ستنتهي قبل نهاية أيار، عفواً.. قبل المناورات الصينية الروسية البحرية وقبل وصول بوتين إلى السلطة، ولا يسعني إلا أن أقول لأصحاب السعادة والجلالة والسمو ومن دون أي ضحكة شريرة (الحمار يلي ما في إلو رسن من ذيلو رح نشده)!!.
قبل عقد من الزمن كان السؤال: إلى متى ستبقى واشنطن قطباً أوحد يدير العالم، ولكن اليوم السؤال المطروح: أي مقعد في العالم الجديد القادم سيكون لواشنطن، فبعد شنّها عشرات الحروب الخاسرة، من حروب الثورات الملوّنة إلى القتال المباشر وغير المباشر، واستمرارها بالعنجهية في تعاملها مع دول العالم، هي نفسها خلقت من يضع حداً لجبروتها، ومن أهم عناوين الأخبار الأخيرة كان على هامش قمة الأمن النووي، حين عرضت قناة أمريكية تسجيلاً صوتياً يتوسل من خلاله أوباما للرئيس الروسي ديميتري مديفيديف بدعمه في الانتخابات، وكان المفاجئ أن الرئيس الروسي رفض الطلب وردّ لأوباما صفعة قديمة، ومن الواضح أن الرئيس الروسي الذي شنّ عليه الغرب حملة واسعة ليظهره بأنه تابع لبوتين، وبأن بوتين هو الرئيس الخفي لروسيا، ردّ الرئيس الروسي الصاع للرئيس الأمريكي وقاله له سأوصل طلبك لبوتين.
وبعبارة أخرى بدأ أوباما عهده بحملة على الرئيس الروسي لكسر هيبته وإظهاره كموظف لبوتين، واليوم قال مديفيديف لأوباما سأوصل طلبك لبوتين الذي تعتبره يا أوباما حاكم روسيا، وبعبارة أخرى قال مديفيديف لأوباما لا يهمنا الرئيس القادم من يكون فلا قيمة للوعود بل للاتفاقات والمصالح، وكلامكم يا سيد أوباما أصبح مع بوتين، وهي المعادلة الروسية التي على الغرب التعامل معها، إذا لم تقبلوا ميديفيديف المرن سيأتيكم بوتين الحازم، وإذا رفضتم بوتين ومديفيديف قد يعود الشيوعيون والحرب الباردة، فحتى الجاهل يدرك أن مديفيديف الذي بدأ رئاسته لروسيا بحرب القوقاز وأنهى عهده بالفيتو المزدوج مرتين مع الصين والذي أعاد التوازن إلى مجلس الأمن هو الجانب الأكثر مرونة في السياسة الروسية، تلك المرونة التي أنهاها الرئيس ميديفيديف نفسه، مع رفضه طلب أوباما بدعمه في الانتخابات من جهة وفي خطابه بقمة بريكس التي عقدت في الهند من جهة ثانية.
بريكس لا تهدد بل تنفذ..؟
من مجموعة اقتصادية لدول نامية إلى منظمة بدأت تظهر معالمها السياسية، هي قمة بريكس 2012 التي عقدت في الهند. وإذا كان الاتفاق الروسي الصيني بوصول التبادل التجاري بين روسيا والصين إلى ما يعادل 200 مليار دولار بدون الدولار بل بالروبل الروسي والرممبي الصيني، قد شكل خطراً على العملة الأمريكية، فقد أصبح مشروع التخلي عن العملة الأمريكية المنهارة ضمن جدول أعمال خمس دول من أهم اقتصادات العالم، وهذه الدول ما يميّزها أن بعضها بلا ديون والآخر ديونه لا تذكر، وهي الدول الوحيدة التي تحقّق نمواً حقيقياً منذ سنوات، ولها اقتصادات قوية وآمنة، ومع الفشل الأمريكي والعنجهية الأمريكية سيصبح أوباما غورباتشوف الولايات المتحدة الأمريكية، والضغوط الأمريكية التي كانت تستهدف دول العالم ستصبح توسلات ويتكرّر كلام الرئيس الأمريكي على أكثر من لسان أمريكي ولأكثر من رئيس من رؤساء دول بريكس!!.
فمع الازدياد المتصاعد للطلب على الغاز والانهيارات التي أصابت الدولار خلال السنوات الماضية من متوسط أونصة الذهب 330 دولاراً إلى متوسط سعر الأونصة 1700 دولار، ومع بدء الاستغناء عن العملة الخضراء بين خمس دول من أكبر اقتصادات العالم، وحاجة الكثير من الدول للاستغناء عنها من فنزويلا ودول أمريكا اللاتينية إجمالاً، لسورية، وإيران، وبيلاروس، وكوريا الديمقراطية، والكثير من الدول التي أصبح الدولار يرهق اقتصادها ونموها، وتفكر بالتمرّد على النمر الأمريكي المهزوم، وسيصبح الدولار في خبر كان، وقد يصبح متوسط سعر الذهب خلال السنوات الخمس القادمة ما لا يقل عن 2300 دولار للأونصة، فمعالم العالم الجديد واضحة من عودة التوازن إلى مجلس الأمن لصعود اقتصادات دول مثل الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا على حساب أوروبا، ومن جهة ثانية الديون الخيالية التي تعاني منها اليابان والولايات المتحدة الأمريكية، وصولاً إلى ظهور الكثير من العملات المنافسة في التجارة الدولية، ولن يكون بالإمكان إعادة الدولاب للخلف نهائياً فقد بدأ العالم يتغير ووحدهم مشايخ العرب يعتقدون أنهم بعيدون عن التغير.
قمم المعزى على غنم..!
في نفس يوم قمة مجموعة بريكس عقدت جامعة الدول العربية قمتها بغياب عروبتها سورية، ومن الواضح أن العرب دائماً خارج التاريخ والسياسة، وعلى مقربة من بغداد تعرّض أردوغان لفركة أذن إيرانية بموجبها أطلق سراح أكثر من عشرة إيرانيين خطفوا على الأراضي السورية، ورفضت دمشق مبادلتهم بالأسرى الأتراك في سورية، كما رفضت طهران ذات الأمر واعتبرته هجوماً تركياً على إيران تراجع عنه الأتراك بفعل فركة الأذن، وأما الرئيس الأسد الذي أرسل رسالة إلى مجموعة بريكس لأول مرة يحزم بأمر تجفيف موارد الإرهاب والأهم منع الجماعات المسلحة من استغلال عمل أي بعثة دولية كاستغلالهم لبعثة المراقبين العرب، تلك البعثة التي كانت عادلة في تقريرها وبغطائها دخل آلاف المقاتلين والأسلحة إلى سورية، سورية التي كانت بدورها محور عمل القادة العرب، من أمراء يتبولون ويتبرزون ديمقراطية على رعيتهم، وهؤلاء الأمراء في قمتهم لم يقرأ أي منهم ماذا حدث وإلى أين تسير الأمور، ولهذا عوضاً عن التعليق على قمم المعزى والغنم وجب تذكيرهم ببعض النقاط، أن الصراع الأمريكي الروسي على سورية انتهى منذ تأجيل نابوكو ومنذ تسليم الأتراك وثيقة السيل الجنوبي للروس، والضغط على روسيا من بوابة سورية سقط مع الفيتو الروسي الصيني الثاني، والضغط على إيران عبر سورية انتهى مع إطلاق سراح المهندسين الإيرانيين وتحديد موعد مفاوضات الدول الخمس زائد واحد مع إيران، ولم يبقَ إلا الصراع مع سورية بما تمثل من دول تصارع الغرب معها على أرض سورية، وبالتالي يا أصحاب الفخامة والجلالة والسمو كما قال الرئيس الروسي ديمتري ميديفيديف هي الفرصة الأخيرة للحل السياسي، وإلا هناك حرب أهلية نترك التفسير لكم بمعنى الكلام، ولكن الإعلام السوري أعلن صراحة أن من يدعم الإرهاب والإرهابيين هم تركيا وقطر والسعودية ويضاف إليهم إسرائيل التي خسرت نائب رئيس موسادها في إسبانيا على وقع انفجار ثلاث سفارات لها، فالحسم على الأرض شبه تام والحل الأمني على الطاولة، وسورية تقريباً استعادت عافيتها، فكل الأوكار الخطيرة والعصابات الخطيرة قد سقطت كما توقعت سابقاً قبل نهاية آذار، وفلولها ستنتهي قبل نهاية أيار، عفواً.. قبل المناورات الصينية الروسية البحرية وقبل وصول بوتين إلى السلطة، ولا يسعني إلا أن أقول لأصحاب السعادة والجلالة والسمو ومن دون أي ضحكة شريرة (الحمار يلي ما في إلو رسن من ذيلو رح نشده)!!.