تتأزَّم العلاقة في بعض الأحيان بين الموظف ومديره في العمل.
إذ لاتوجد أيُّ علاقة مهما كان نوعها سواء كانت بين أفراد الأسرة الواحدة أم بين الأصدقاء أم حتى بين شخصين متزوِّجين؛ لم تتأثر أبداً بالظروف التي تمرُّ بها. كما لاتوجد أيُّ علاقة قائمة بين شخصين مهما كانت الروابط التي تجمعهما معاً لم تتأزَّم أبداً ولو حتى قليلاً من فترة إلى أخرى.
ويمكن أن تمرَّ العلاقة بين المدير والموظف في الشركة نفسها من فترة إلى أخرى بالقليل من التوتر، إلا أنَّ هذا التوتر يجب أن لا يصبح أبداً من السمات الرئيسة التي تميِّز هذه العلاقة.
وتعتبر العلاقة التي تجمع بين الموظف ومديره في العمل، علاقة مبنيَّة في الأساس على المصالح المشتركة والفائدة التي تعود على كليهما.
إذ يكون المدير بحاجة إلى أن يسير عمله بالشكل المناسب الذي يزيد من أرباحه المادية ويزيد بالتالي من تقدُّم شركته وقدرتها على المنافسة.
وفي الوقت نفسه فإنَّ الموظف يكون أيضاً بحاجة إلى أن تتطوَّر الشركة التي يعمل لديها وتتقدَّم؛ حيث إنَّ ذلك ينعكس بالفائدة عليه من الناحية المادية بالإضافة إلى انعكاس ذلك على سمعته في المجال المهني وقدراته المهنية ومهاراته.
ويمكن أن نقول إنَّ هذه العلاقة التي تجمع بين الموظف ومديره في العمل، تعتبر من بين أكثر العلاقات الإنسانية التي تكون قائمة وبشكل كبير على جانب المصلحة المشتركة من الناحيتين المهنية والمادية.
ولكي تتحقَّق أكبر فائدة ممكنة من هذه العلاقة وتتحقَّق المصالح المشتركة لكلا الطرفين، فإنه من الأفضل أن تكون هذه العلاقة جيدة قدر الإمكان.
إذ يجب أن تكون هذه العلاقة في وضع جيد، وذلك ضماناً لسير العمل بالشكل المناسب والذي بالتالي يحقِّق أهداف الطرفين المادية والمهنية.
كما أكَّد الخبراء أنَّ العلاقة الجيدة بين هذين الطرفين لا تؤثِّر إيجاباً فقط على مصالحهما المشتركة، بل إنَّ لها تأثيراً كبيراً ومباشراً على الحالة النفسية لهما سواء داخل الشركة أم حتى خارجها.
أي إنَّ العلاقة المتأزِّمة بين المدير والموظف لا تعمل فقط على توتر سير العمل، بل إنَّ كلا الطرفين يمكن أن يتأثَّرا سلباً من الناحية النفسية، ويصابا بحالات من الإجهاد النفسي والضغوط داخل العمل وخارجه أيضاً ضمن حياتهما الشخصية والخاصة.
وأشار الخبراء إلى أنَّ هذه العلاقة في الأساس تقوم على التواصل السليم، حيث إنَّ فشل العلاقة وتوتُّرها يكون سببهما الرئيس سوء التواصل وعدم معرفة إيصال الأفكار بالشكل الصحيح لدى كليهما.
وقاموا بتحديد أكثر الأمور التي لا يجب على الموظف بتاتاً أن يقولها لمديره في العمل في حال أراد فعلاً المحافظة على صورته المهنية بأفضل شكل وضمان بقائه في الشركة.
"مستحيل.. لا يمكننا أن نقوم بذلك"
من الخطأ تماماً أن تقول لمديرك في العمل إنه ليس بإمكانك ولا حتى بإمكان أيِّ موظف في الشركة أن يكون قادراً على إنجاز أمر ما يكلفك به.
وأوضح الخبراء أنَّ المدير لا يفضِّل أبداً أن يرى موظفيه يفكِّرون بطريقة قصيرة المدى.
إذ إنَّ المدير وبشكل طبيعي لا يمكن أن يكلِّف موظفيه بأمور يعرف تماماً أنها مستحيلة التحقيق.
كما أنَّ الموظف الناجح يحب أن لا يكون محدود التفكير وكسولا بل يفضَّل أن يبذل المزيد من الجهد لكون الأمر لا ينعكس فقط على تطوُّر الشركة، بل أيضاً على تطور الموظف نفسه ومسيرته المهنية.
إلى ذلك فإنَّ التلفظ بهذه العبارة للمدير لا توتِّر هذه العلاقة فقط بل إنها تؤثِّر على صورتك أمامه.
ولذلك فإنه ما لم يكن لديك الحل المنطقي والبديل المناسب لتلحقه مباشرة بهذه العبارة فيفضَّل قدر الإمكان أن تتجنَّب قولها.
"هذه ليست مشكلتي"
من أكثر العبارات التي يمكن أن تؤثر سلباً على العلاقة بين المدير والموظف هي أن تقول لمديرك وبشكل خالٍ من الاهتمام إنَّ المسألة لا تعنيك و"ليست مشكلتي".
ومن أسوأ الأمور التي تطرأ على العلاقة هنا أن يكون أحد الطرفين لا يريد أن يحمل أيَّ مسؤولية.
وعندما يطلب منك المدير شيئاً ما، فلا داعي أن تجيبه بهذه العبارة، فإنه في هذه الحالة يكون بحاجة إلى شخص ما يمكن أن يتحمَّل المسؤولية ريثما يجد الحلَّ المناسب لها، حتى ولو لم تكن أنت الشخص المباشر المتعلق بالموضوع.
مما يعني أنَّ المدير يكون على يقين تام بأنَّ الموضوع لا يمسُّك بشكل مباشر إلا أنه يثق بقدراتك واختارك أنت لكي تتعامل مع المسألة ريثما يجد لها الحلَّ الجذري.
كما أنَّ تأكيدك على فكرة "مشكلتي" يعني أنَّ هناك "مشكلة" فعلاً، الأمر الذي يزيد من توتُّر المدير، ووضوح التوتر في العلاقة.
" أنا لا أُدفع بما فيه الكفاية لهذه المهمة"
يمكن لهذه العبارة أن تثير الكثير من الإجابات الجاهزة، والتي يمكن لأيِّ مدير أن يقولها مباشرة في وجه الموظف.
إذ تثير عبارة أنك "لا تحصل على ما فيه الكفاية" لقاء المهمات التي تقوم بها، العديد من الردود، ومن أبسطها أن يجيبك المدير بكل برود، أنه في حال لم يعجبك الوضع يمكن أن تبحث لك عن مكان آخر، خاصة في حال كانت طلباتك غير منطقية أبداً.
ولا يمكن أن تفيدك هذه العبارة أبداً، بل يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على صورتك المهنية أمام المدير، إلى جانب أنها تؤزِّم العلاقة بينكما.
كما يمكن أن تجعل هذه العبارة مديرك يراك بصورة الشخص المظلوم والمقهور، ولا أحد يفضِّل أن يوظِّف هذا النوع من الأشخاص.
وبما أنَّ العلاقة الحسنة بينك وبين مديرك في العمل تكون الأساس في ضمان تحقيق مصالحكما المشتركة فمن الحكمة أن تعرف تماماً كيف توطِّدها ضمن المجال المهني وما يتعلَّق بالعمل]