في محافظة طرطوس مايقرب من ألف قرية ومزرعة ومدينة وبلدة, والكثير من هذه المناطق دلت الآثار المكتشفة فيها إلى أنها تعود إلى أعوام مغرقة في القدم, وأن معظم أسماء القرى في محافظة طرطوس من أصل عربي.
وقد جاء في كتاب (معجم معاني أسماء المدن والقرى في محافظة طرطوس) لمؤلفه محمد جميل الحطاب, أن قسماً من هذه التسميات يعود إلى أصول آرامية وكنعانية وهناك أسماء ذات أصول فارسية ويونانية ولاتينية وعثمانية, لكن القسم الأكبر من هذه الأسماء هو عربي خالص اعتمد في إظهار معناه على معاجم اللغة العربية.
أما الأثر الذي خلفه المحتلون الغربيون حسب صحيفة الثورة غير ذي شأن, فالأسماء اليونانية أندر من النادر ولم تطلق إلا على المدن الساحلية كاللاذقية وهي تحريف لأوديسا وطرطوس (انترادوس) ومعناها مقابل أرواد.
أما الصليبيون فلم يتركوا أي اسم على الإطلاق ولكنهم اعتمدوا الأسماء المعروفة مع بعض التحريف (طرطوز) تحريفاً عن طرطوس و(قدمواس) تحريفاً عن قدموس و(أبو قبويس) تحريفاً عن أبو قبيس.
ولقد كان تأثير الأتراك كبيراً لأن الاحتلال رافقه استقرار طويل ولكن أهالي البلاد أعادوا تسمية المدن والقرى إلى ما كانت عليه بعد أن حصلوا على الاستقلال والحرية.
ويقول الكاتب في كتابه أيضاً: إن أسماء المدن والقرى وخلافها قبل العصر المقدوني كانت تحمل مدلولات ثلاثة لا رابع لها وهي:
1- أسماء ذات مدلولات طبيعية (طبوغرافية - جيولوجية- ومناخية وخلافها).
2- أسماء ذات مدلولات عسكرية.
3- أسماء ذات مدلولات دينية.
أما الأسماء الشخصية فلم تعرفها المنطقة إلا بعد الاحتلال المقدوني.
ويستشهد الحطاب بقول الدكتور أحمد داؤود في كتابه تاريخ سورية القديم: إن شبابنا اليوم سوف يدهش حينما ينظر في معجم سرياني عربي ويفاجأ بأنه أمام لغة واحدة بفصحاها وعاميتها معاً وأكثر من هذا سوف يجد أن جميع كلماتنا العامية إنما هي كلمات عربية سريانية حقيقية عمرها لا يقل عن خمسة آلاف عام.
وكأمثلة عن معاني أسماء بعض القرى في محافظة طرطوس نورد مايلي:
إسقبلة: الهمزة في أولها ( ها ) أداة التعريف في الكنعانية, والجزء المتبقي معناه: ضد أو خصم, أو عدو فيصبح معنى الكلمة في السريانية: المتقابلات.
بارمايا: مأخوذة من السريانية أو من الكنعانية بار + مايا: بار: ابن في السريانية ونقي في الكنعانية ومايا مياه فيصبح المعنى ابن الماء, أو المياه النقية.
بحوزي: سريانية وتعني مكان الناظرين أو العارفين.
درتي: درتا: تسمية سريانية معناها باحة الدار.
الدردارة: نسبة إلى شجر الدردار الذي ينمو حولها بكثرة.
دحباش: سريانية تعني مكان الحبس, والدال السريانية هنا قرينة ودالة على وجود كلمة محذوفة هي مكان وهذا أمر متبع أيضاً في اللغة العربية نقول جاءت القرية بدل قولنا: جاء أهل القرية, وهذا أكثر بلاغة.
التوانين: تسمية سريانية تعني الرواة أو المحدثين.
المرقب: مكان المراقبة أو المرصد.
مرقية: من الجذر الآرامي مرق الذي يقابله في الأكادية مراقو بمعنى صقل وملس, ومرقيا: تسمية سريانية تعني السلاحف العظيمة, أو مكان الرق وهو جلد يكتب عليه, وربما تكون التسمية مركبة من مار+قا بمعنى السيد المقدس.
القمصية: سريانية تعني الجرادات أو الجزرات البرية.
غفران (كفرّان): غفر غفراناً له الذنب: رضي عليه وعفا عنه, والأمر أصلحه الغفر, والغفر ولد الوغل, وكفر: بمعنى القرية ومن السريانية معناه التغطية والإخفاء, وسميت القرية (كفر) لأنها حصن وملاذ ومخبأ.
تيشور: كلمة آرامية مركبة من تي: وهي اسم إشارة آرامي يعني ذا, وشور: تسمية آرامية تعني السور أو الحائط, فيصبح المعنى: هذا السور.
بريخية: سريانية تعني المباركين.
بسدقين: سريانية مركبة تعني مكان الشقوق.
بقرعوني: سريانية مركبة من الباء بمعنى بيت, وقرعون: الثمرة التي لم تنضج بعد.
بلغونس: سريانية معناها: بعل المنقذ.
بشرائيل: الباء بيت شرو: حلّ ونزل, إيل: الله, فيصبح المعنى مكان حلول الله.
بشراغي: سريانية مكان الأسرجة جمع سراج, المصابيح.
</FONT>برمانة المشايخ: الباء + رمانا معناها بيت الإله السامي المشترك.