يتأمل السيجارة مطولاً بين أصابعه، ثم يقربها من شفتيه بشغف، يشعلها ببطء، بينما صديقته تراقبه بإعجاب وهو ينفث الدخان. مشهد درامي من أحد المسلسلات السورية يصعب تفسيره إن كان محاولة للاقتراب من واقع الشباب السوري، الذي يعتبر من أكثر الشباب تدخيناً في العالم العربي، أو أنه طريقة لترويج التدخين بين جيل الشباب عبر الدراما؟
اليوم في سورية، أصبح شيئاً مألوفاً أن ترى المراهقين يقفون على أبواب المدارس يدخنون، وأحياناً أمام أنظار الأهل والمدرسين، يقدم أحدهم السيجارة للآخر وكأنها العصا السحرية التي تجعل الجنس الآخر ينجذب إليه. ويعزو الاختصاصيون في علم الاجتماع مثل هذا السلوك لدى فئة الشباب إلى محاولة تقليد الآخر، استفادت منها شركات إنتاج التبغ في حملات الترويج المبطنة في الدراما التلفزيونية والسينمائية، والتي تظهر التدخين كقيمة مضافة للشباب ترتبط بمفاهيم الجاذبية والإثارة والبلوغ.
أنس، شاب في الثانوية العامة، بدأ التدخين قبل عامين حين شعر بأنه يحظى باهتمام صديقته وخوفها عليه من أضرار التدخين، يقول: « بصراحة حين أدخن أمامها أشعر بأني أكثر رجولة، ويعجبني تعاطفها معي وخوفها علي». ويتابع: «حالتي الصحية لا بأس بها حتى الآن، لكن لم يعد باستطاعتي ممارسة هوايتي المفضلة السباحة، فالمشكلة أني بدأت التدخين للمتعة لكني اعتدته الآن، حيث أستهلك علبتي سجائر يومياً».
حال أنس تشبه حال شريحة كبيرة من شباب بدأوا التدخين لجذب انتباه الآخرين وبخاصة الجنس الآخر، فأدمنوه، والأمر لا يقتصر على السجائر وليس محصوراً بالذكور، فزيارة واحدة لأي من المطاعم الدمشقية التي تقدم النرجيلة كأولى خدماتها تكفي لملاحظة أن الفتيات تفوقن على الشباب في التدخين، وعن ذلك يقول الدكتور محمود نديم مميز، اختصاصي الأمراض الصدرية: «للأسف نسبة التدخين لدى فئة الشباب مرتفعة جداً، و خلال السنوات الماضية ازدادت الإصابة بالأمراض الصدرية وفي مقدمتها الربو التحسسي». ويقدر مميز نسبة الإصابة بمرض الربو التحسسي الذي يأتي التدخين على رأس الأسباب المؤدية إليه، بـ 8 إلى 10 في المئة من السكان في سورية معظمهم من الشباب، موضحاً أن خطورة التدخين مضاعفة لدى الشباب اذ يؤثر في الخصوبة، وقد يسبب العقم لدى الشباب الذين بدأوا التدخين في سن مبكرة، عدا عن الإصابة بالأمراض القلبية والسرطانات التي لا تخجل شركات التبغ من الإشارة إلى خطرها على علب السجائر نفسها.
ويبدو واضحاً أن توعية الشباب بخطر التدخين لا يقف عند التخلص من صورة السيجارة المرافقة للشاب «الوسيم» أو الفتاة «المتحررة»، وإنما يتطلب تعاون جهات المجتمع كافة، اذ تبدو جهود الأهل والمؤسسات التعليمية متواضعة، وكذلك هي الحال بالنسبة إلى الحكومة التي احتفلت رسمياً في أيار (مايو) الماضي، بافتتاح مصنع جديد لإنتاج التبغ بكلفة حوالى 15 مليون دولار أميركي، وبطاقة إنتاجية 600 طن سنوياً من التبغ، إضافة إلى غياب قوانين تُحظّر التدخين في الأماكن العامة في سورية باستثناء بعض التعميمات الوزارية بمنع التدخين في وسائل النقل العام، إضافة إلى مرسوم تشريعي يمنع الإعلان عن التدخين.
الحياة
اليوم في سورية، أصبح شيئاً مألوفاً أن ترى المراهقين يقفون على أبواب المدارس يدخنون، وأحياناً أمام أنظار الأهل والمدرسين، يقدم أحدهم السيجارة للآخر وكأنها العصا السحرية التي تجعل الجنس الآخر ينجذب إليه. ويعزو الاختصاصيون في علم الاجتماع مثل هذا السلوك لدى فئة الشباب إلى محاولة تقليد الآخر، استفادت منها شركات إنتاج التبغ في حملات الترويج المبطنة في الدراما التلفزيونية والسينمائية، والتي تظهر التدخين كقيمة مضافة للشباب ترتبط بمفاهيم الجاذبية والإثارة والبلوغ.
أنس، شاب في الثانوية العامة، بدأ التدخين قبل عامين حين شعر بأنه يحظى باهتمام صديقته وخوفها عليه من أضرار التدخين، يقول: « بصراحة حين أدخن أمامها أشعر بأني أكثر رجولة، ويعجبني تعاطفها معي وخوفها علي». ويتابع: «حالتي الصحية لا بأس بها حتى الآن، لكن لم يعد باستطاعتي ممارسة هوايتي المفضلة السباحة، فالمشكلة أني بدأت التدخين للمتعة لكني اعتدته الآن، حيث أستهلك علبتي سجائر يومياً».
حال أنس تشبه حال شريحة كبيرة من شباب بدأوا التدخين لجذب انتباه الآخرين وبخاصة الجنس الآخر، فأدمنوه، والأمر لا يقتصر على السجائر وليس محصوراً بالذكور، فزيارة واحدة لأي من المطاعم الدمشقية التي تقدم النرجيلة كأولى خدماتها تكفي لملاحظة أن الفتيات تفوقن على الشباب في التدخين، وعن ذلك يقول الدكتور محمود نديم مميز، اختصاصي الأمراض الصدرية: «للأسف نسبة التدخين لدى فئة الشباب مرتفعة جداً، و خلال السنوات الماضية ازدادت الإصابة بالأمراض الصدرية وفي مقدمتها الربو التحسسي». ويقدر مميز نسبة الإصابة بمرض الربو التحسسي الذي يأتي التدخين على رأس الأسباب المؤدية إليه، بـ 8 إلى 10 في المئة من السكان في سورية معظمهم من الشباب، موضحاً أن خطورة التدخين مضاعفة لدى الشباب اذ يؤثر في الخصوبة، وقد يسبب العقم لدى الشباب الذين بدأوا التدخين في سن مبكرة، عدا عن الإصابة بالأمراض القلبية والسرطانات التي لا تخجل شركات التبغ من الإشارة إلى خطرها على علب السجائر نفسها.
ويبدو واضحاً أن توعية الشباب بخطر التدخين لا يقف عند التخلص من صورة السيجارة المرافقة للشاب «الوسيم» أو الفتاة «المتحررة»، وإنما يتطلب تعاون جهات المجتمع كافة، اذ تبدو جهود الأهل والمؤسسات التعليمية متواضعة، وكذلك هي الحال بالنسبة إلى الحكومة التي احتفلت رسمياً في أيار (مايو) الماضي، بافتتاح مصنع جديد لإنتاج التبغ بكلفة حوالى 15 مليون دولار أميركي، وبطاقة إنتاجية 600 طن سنوياً من التبغ، إضافة إلى غياب قوانين تُحظّر التدخين في الأماكن العامة في سورية باستثناء بعض التعميمات الوزارية بمنع التدخين في وسائل النقل العام، إضافة إلى مرسوم تشريعي يمنع الإعلان عن التدخين.
الحياة