«أجل لقد أساء هؤلاء لمظهر وجمالية مدينتنا» كلمة قالها المهندس ناظم أبازيد، الذي يعمل في مديرية التربية وسط مدينة درعا، وتراه يصادفهم بشكلٍ يومي. أما منال، فترى أن عدم قمع هذه الظاهرة بشدة والتساهل مع التعاطي معها أوصلنا إلى هذا العدد من المتسولين الذين راحوا يتمركزون في جميع أحياء درعا.
.
(من مال الله، الكرامة لله، الله يعطيك إللي في بالك، منشان الله) هذا ما تردده المتسولات اللواتي يفترشن شوارع مدينة درعا طلباً للمال واسترقاقاً لقلوب المارة في الشوارع الرئيسية للمدينة، على الرغم من التقاء جميع الآراء الدرعاوية على نبذ ظاهرة التسول والتأكيد على محاربتها، لم يجدِ ذلك نفعاً في القضاء على وجود عشرات المتسولين الذين يكاد وجودهم يغطي جميع أحياء وشوارع مدينة درعا المصنفة كإحدى أصغر مراكز المحافظات السورية بعدد سكانها البالغ 120 ألف نسمة، وحوالي 250 ألف مع الضواحي الجديدة والمخيمات المؤقتة. عند بداية الجسر المعلق الغربي الواصل إلى منطقة شمال الخط، يوجد متسولون وعلى الطرف الآخر يوجد مثلهم كذلك. نفس الحالة موجودة عند مداخل الجسر الأزرق المعلق أيضاً فوق محطة القطارات. أما قبالة اتحادي العمال والفلاحين، فيوجد متسولة معمرة شبه مستقرة في مكانها منذ زمنٍ بعيد وتراها تجلس طوال أوقات النهار. وأمام الجمعية السورية للمعلوماتية يوجد متسولة أخرى تطرق باستمرار رأسها للأسفل. وعند إشارة المرور قرب مكاتب الحوالات يوجد رجال لا يعانون من أي مشكلة، إنما يمثلون المرض والعوز. وإن ذهبت إلى محلات العطارة شرق سوق فراس، فيوجد عدد كبير من الفتيات الصغيرات اللواتي يسيطرن على المنطقة التي تضم بعض المطاعم فلايسمحن للشخص الجلوس أكثر من دقيقة لتناول وجبته الغذائية، حتى يعاجلنه بالقول: «من مال الله». ناهيك عما يسمعن من كلام من قبل بعض الشباب. هذا عدا عن عشرات الأولاد الموجودين بكثرة أمام المحكمة (السرايا)، حيث المراجعون للمحكمة وضاربو الآلات الكاتبة، وغير ذلك، يمكن إيراد ظاهرة المتسول الحر، هو الذي يتحرك في كل الأماكن، سواء شارع هنانو أو منطقة سوق الخضار. يُضاف إلى ذلك كله النشاط الملحوظ للإخوة (ح) المعروفون جيداً في درعا.
وأمام ذلك كله، نجد أن معالجة هذه الظاهرة لا تزال قاصرةً بالمقارنة إلى الدور السلبي الذي يلعبه هؤلاء في الإساءة لمظهر درعا السياحي، باعتبارها أحد أهم المعابر البرية الرئيسية إلى سورية على العالم الخارجي.
من باب الفضول، لأخذ معلومات وافية عنهم، حاولنا مراراً الاقتراب من بعض هؤلاء لمعرفة أوضاعهم وأماكن توافدهم واختيارهم لهذه الصنعة، فباءت جميع محاولاتنا بالفشل؛ فهم متكتمون في إعطاء أي سر عن حياتهم، وتراهم يبتعدون عنك فيما لو ألححت عليهم بالطلب الاستفساري.
أكدت مصادر مجلس مدينة درعا أن أمر مكافحة المتسولين ليس من اختصاصه أو نطاق عمله وإنما يتبع للشؤون الاجتماعية والعمل، والجمعيات الخيرية. لكن مصادر المجلس أكدت اهتمامها بقمع هذه الظاهرة التي تشوه منظر مدينة درعا !!
ما الحل؟
لأجل معرفة طرق مكافحة ومعالجة هذه الظاهرة، توجهنا بالسؤال إلى المحامي محمد خير المسالمة رئيس جمعية البر والخدمات الاجتماعية في درعا، عن حقيقة حاجة هؤلاء إلى المال وما هو وضعهم المعاشي، فأجاب المسالمة : إن موضوع المتسولين يؤرقنا حقاً في درعا ويسيء إلى وجه المدينة الحضاري، ومن يسمع كلمة متسول يتبادر إلى ذهنه موضوع الفقر والحاجة الذي يقع على عاتق الجمعيات الخيرية حمل محاربته والقضاء عليه.
وجمعيتنا تقدم كل ما تستطيع تقديمه إلى الفقراء والمحتاجين. لكن موضوع المتسولين، فأهم شيء أنه لا يوجد إحصائية حقيقية لعددهم، كونهم وافدين من خارج المحافظة. وإن أغلبهم أغنياء وليسوا فقراء، ونحن كجمعيات نعرف العائلات المستورة من غيرها. وإن ثبت أنهم بحاجة، فلا مشكلة في تقديم يد العون لهم، شرط وجود سكن خاص بهم. وقد أخذنا قراراً خلال الفترة القليلة الماضية بتصوير هؤلاء بكاميرات ورصد تحركاتهم ونشاطاتهم، وإجراء معاملات خاصة بهم مثل الأضابير أو بطاقات، وذلك بالتعاون مع قيادة الشرطة ومديرية الشؤون الاجتماعية والعمل. ومن يتم ضبطه بحالة التسول سيحول إلى القضاء، فيحكمه ربما بيومين أو ثلاثة أو أسبوع. وإن تم ضبطه في المرة الثانية، تشدد العقوبة وتزداد حدتها في المرات اللاحقة، ونأخذ منهم تعهدات بعدم مزاولة العمل مرةً أخرى. وأود اللفت إلى أن مكافحة هذه الظاهرة تحتاج إلى التعاون ما بين كافة الجهات بمساعدة الإعلام بمختلف أشكاله للقبض عليهم، خاصةً أيام الجمعة من أمام المساجد ومعاقبتهم العقاب اللازم كي لا يعودوا إلى امتهان هذه المهنة مرة أخرى
.
(من مال الله، الكرامة لله، الله يعطيك إللي في بالك، منشان الله) هذا ما تردده المتسولات اللواتي يفترشن شوارع مدينة درعا طلباً للمال واسترقاقاً لقلوب المارة في الشوارع الرئيسية للمدينة، على الرغم من التقاء جميع الآراء الدرعاوية على نبذ ظاهرة التسول والتأكيد على محاربتها، لم يجدِ ذلك نفعاً في القضاء على وجود عشرات المتسولين الذين يكاد وجودهم يغطي جميع أحياء وشوارع مدينة درعا المصنفة كإحدى أصغر مراكز المحافظات السورية بعدد سكانها البالغ 120 ألف نسمة، وحوالي 250 ألف مع الضواحي الجديدة والمخيمات المؤقتة. عند بداية الجسر المعلق الغربي الواصل إلى منطقة شمال الخط، يوجد متسولون وعلى الطرف الآخر يوجد مثلهم كذلك. نفس الحالة موجودة عند مداخل الجسر الأزرق المعلق أيضاً فوق محطة القطارات. أما قبالة اتحادي العمال والفلاحين، فيوجد متسولة معمرة شبه مستقرة في مكانها منذ زمنٍ بعيد وتراها تجلس طوال أوقات النهار. وأمام الجمعية السورية للمعلوماتية يوجد متسولة أخرى تطرق باستمرار رأسها للأسفل. وعند إشارة المرور قرب مكاتب الحوالات يوجد رجال لا يعانون من أي مشكلة، إنما يمثلون المرض والعوز. وإن ذهبت إلى محلات العطارة شرق سوق فراس، فيوجد عدد كبير من الفتيات الصغيرات اللواتي يسيطرن على المنطقة التي تضم بعض المطاعم فلايسمحن للشخص الجلوس أكثر من دقيقة لتناول وجبته الغذائية، حتى يعاجلنه بالقول: «من مال الله». ناهيك عما يسمعن من كلام من قبل بعض الشباب. هذا عدا عن عشرات الأولاد الموجودين بكثرة أمام المحكمة (السرايا)، حيث المراجعون للمحكمة وضاربو الآلات الكاتبة، وغير ذلك، يمكن إيراد ظاهرة المتسول الحر، هو الذي يتحرك في كل الأماكن، سواء شارع هنانو أو منطقة سوق الخضار. يُضاف إلى ذلك كله النشاط الملحوظ للإخوة (ح) المعروفون جيداً في درعا.
وأمام ذلك كله، نجد أن معالجة هذه الظاهرة لا تزال قاصرةً بالمقارنة إلى الدور السلبي الذي يلعبه هؤلاء في الإساءة لمظهر درعا السياحي، باعتبارها أحد أهم المعابر البرية الرئيسية إلى سورية على العالم الخارجي.
من باب الفضول، لأخذ معلومات وافية عنهم، حاولنا مراراً الاقتراب من بعض هؤلاء لمعرفة أوضاعهم وأماكن توافدهم واختيارهم لهذه الصنعة، فباءت جميع محاولاتنا بالفشل؛ فهم متكتمون في إعطاء أي سر عن حياتهم، وتراهم يبتعدون عنك فيما لو ألححت عليهم بالطلب الاستفساري.
أكدت مصادر مجلس مدينة درعا أن أمر مكافحة المتسولين ليس من اختصاصه أو نطاق عمله وإنما يتبع للشؤون الاجتماعية والعمل، والجمعيات الخيرية. لكن مصادر المجلس أكدت اهتمامها بقمع هذه الظاهرة التي تشوه منظر مدينة درعا !!
ما الحل؟
لأجل معرفة طرق مكافحة ومعالجة هذه الظاهرة، توجهنا بالسؤال إلى المحامي محمد خير المسالمة رئيس جمعية البر والخدمات الاجتماعية في درعا، عن حقيقة حاجة هؤلاء إلى المال وما هو وضعهم المعاشي، فأجاب المسالمة : إن موضوع المتسولين يؤرقنا حقاً في درعا ويسيء إلى وجه المدينة الحضاري، ومن يسمع كلمة متسول يتبادر إلى ذهنه موضوع الفقر والحاجة الذي يقع على عاتق الجمعيات الخيرية حمل محاربته والقضاء عليه.
وجمعيتنا تقدم كل ما تستطيع تقديمه إلى الفقراء والمحتاجين. لكن موضوع المتسولين، فأهم شيء أنه لا يوجد إحصائية حقيقية لعددهم، كونهم وافدين من خارج المحافظة. وإن أغلبهم أغنياء وليسوا فقراء، ونحن كجمعيات نعرف العائلات المستورة من غيرها. وإن ثبت أنهم بحاجة، فلا مشكلة في تقديم يد العون لهم، شرط وجود سكن خاص بهم. وقد أخذنا قراراً خلال الفترة القليلة الماضية بتصوير هؤلاء بكاميرات ورصد تحركاتهم ونشاطاتهم، وإجراء معاملات خاصة بهم مثل الأضابير أو بطاقات، وذلك بالتعاون مع قيادة الشرطة ومديرية الشؤون الاجتماعية والعمل. ومن يتم ضبطه بحالة التسول سيحول إلى القضاء، فيحكمه ربما بيومين أو ثلاثة أو أسبوع. وإن تم ضبطه في المرة الثانية، تشدد العقوبة وتزداد حدتها في المرات اللاحقة، ونأخذ منهم تعهدات بعدم مزاولة العمل مرةً أخرى. وأود اللفت إلى أن مكافحة هذه الظاهرة تحتاج إلى التعاون ما بين كافة الجهات بمساعدة الإعلام بمختلف أشكاله للقبض عليهم، خاصةً أيام الجمعة من أمام المساجد ومعاقبتهم العقاب اللازم كي لا يعودوا إلى امتهان هذه المهنة مرة أخرى