2 - انت في مملكتك التي تمتد حدودها إلى اللانهاية لتجد خلفك جيوش الأرض تأتمر بأمرك , و بجانبك
زوجتك الحسناء الفانتة و التي هي أجمل نساء الأرض ...تتجول بين رعيتك المحبة المخلصة و التي تهتف
لك بأعلى صوتها .....
و فجأة تسمع صوتاً يزداد ارتفاعاً لتدرك بعده منزعجاً انه صوت المنبه يوقظك, أجل إنه وقت الدوام , فلا
تحس برناته إلا كأنها رصاصات استقرت في أذنك ...
تنهض متثاقلاً متكاسلاً فاركاً عينيك بشدة و كأنك تريد طحنهما , و على لسانك لا تتردد إلا عبارة واحدة "
الله يلعن ابو الدوام و ساعتو" ....
تغسل وجهك عبثاً مراراً و تكراراً في محاولة ل"الصحصحة" , و لكنك لا تشعر إلا بجفونك المحملة
بأطنان من الأوزان تجبرهما على النزول . و في أذنك يطن صوت حنون دافئ يدعوك للعودة إلى سريرك
الوثير الناعم و لكنك تضطر حزيناً إلى قمع ذلك الصوت ....
تصل جامعتك متأخراً خمس دقائق لتجد أن الدكتور قد سبقك بربع ساعة , و تصعق لمعرفتك أن السيد
المحترم -الدكتور- قد كتب على اللوح و مسحه اربع مرات و هو بصدد الخامسة ...!!!
تقرر عدم الكتابة و محاولة التركيز على الشرح علّك تستوعب شيئاً , لتبدأ بعدها لعبة متاهة الأفكار , فلا
تجد الدكتور إلا و قد أخذك إلى فكرة ليشرح لك القسم الأصغر منها ثم يتركها و ينتقل لغيرها على مبدأ "أنت
فهيم و ما في داعي أشرحلك أكتر" ....
تبدأ بمحاولة فك شيفرات حديثه الملغوم لتجد نفسك تائهاً في غابة من الطلاسم و التعابير الجديدة ...
تنسى فكرة (محاولة الفهم) و تحاول التركيز على البقاء صامداً في المحاضرة دون السقوط في وادي النوم
, و لكن هيهات , فحيثما وجهت نظرك رأيت تثاؤبات مشبعة بالنعاس , حتى عندما تنظر إلى الدكتور ,
لا تستطيع إلا أن تتخيله ساحراً يحاول تنويمك مغناطيسياً و هو بألفاظه و مصطلحاته لا يذكرك إلا بمصطلح "
أبرا كادابرا" ..
فيهوي رأسك كالقتيل على المقعد , لتستيقظ على صدى الجملة السحرية التي يطلقها الدكتور مهدداً متوعداً :
"طلّع ورقة و قلم سجّل اسمك عالورقة" ..
و بعدها يبدأ أخونا الكريم بطرح مسائله التي لا تشعر بها إلا كفوف مسلطة عليك, فلا تعرف من اين يأتيك
الضرب , و لا تستطيع عندها إلا ان تتخيل نفسك بأذنين طويلتين و على وجهك نظرة العبيط المستغرب و
كأنك تقرأ أسئلة باللغة الصينية أو اليابانية , و تستيقظ من أفكارك على صوت الدكتور طالباً جمع الأوراق
.......
تنتهي المحاضرة و كلك أمل بالربع ساعة التي ستستريح فيها بين المحاضرتين ليفاجئك دكتور المادة التالية على
باب القاعة و أنت خارج منها , مبشراً إياك انه سيبدأ محاضرته الاسطورية باكراً هذه المرة كي يلحق
بالمنهاج , و على كل حال فهو غير مهتم إن شرح المحاضرة أم لا لأنك ستطالب بها في الامتحان , فتعود
لبؤسك و شقائك و ترمي نفسك على المقعد ....
تنظر إلى هذا الدكتور نظرة ملؤها البؤس لتتفاجأ بعدها بلسان ذلك الدكتور يطلق الكلمات رشاً و دون توقف ,
و هنا يأتي دور مخك كي يترجم ربع ما قاله السيد المحترم , اما فهم ما شرحه فليس مهماً حالياً ...
يطلب منك أخونا الوقوف و يبدأ برش 500 كلمة كل دقيقة موجهة نحوك ..
تحاول ان تستوعب ما يقول فلا تستطيع , لكنك تستنتج بعدها بفطنتك و ذكائك أنه كان يسألك بضعة أسئلة من
المحاضرة السابقة , فتقف كالمسطول الأخرق لا حول لك و لا قوة , كالقملة المفروكة وسط قطيع من
الدبابير , لتسمع بعدها مئات كلمات التأنيب و التعنيف من قبل الدكتور و بنفس سرعة الكلام الصاروخية التي
يتحدث بها , لكنك في هذه المرة لا تحاول أن تفهم ما يقول . و صدقني هذه هي الحالة الوحيدة التي لا
تتمنى فيها ان تفهم ما يقوله لك الدكتور ....
يطلق بعدها أخونا نصائحه الخارقة و التي حفظها الطلاب غيباً , ثم يعود إلى منبره ..
يقف متفاجئاً , يقلب حقيبته رأساً على عقب فلا يجد ملخصه الخالد , ليتذكر بعدها ان ابنه كان يتسلى بها
مع أوراق مذاكرتك التي قدمتها الأسبوع الماضي .
فيلتفت إلى الطلاب متحججاً بأنه مريض و يعتذرعن محاضرته هذه مع وعد كبير بتعويضها قريباً جداً
.......
هذا جزء من برنامجك اليومي أثناء الدوام . أما برنامجك أثناء الامتحان فهذا ما سنعرفه في الجزء الثالث من
يوميات طالب جامعي .....
زوجتك الحسناء الفانتة و التي هي أجمل نساء الأرض ...تتجول بين رعيتك المحبة المخلصة و التي تهتف
لك بأعلى صوتها .....
و فجأة تسمع صوتاً يزداد ارتفاعاً لتدرك بعده منزعجاً انه صوت المنبه يوقظك, أجل إنه وقت الدوام , فلا
تحس برناته إلا كأنها رصاصات استقرت في أذنك ...
تنهض متثاقلاً متكاسلاً فاركاً عينيك بشدة و كأنك تريد طحنهما , و على لسانك لا تتردد إلا عبارة واحدة "
الله يلعن ابو الدوام و ساعتو" ....
تغسل وجهك عبثاً مراراً و تكراراً في محاولة ل"الصحصحة" , و لكنك لا تشعر إلا بجفونك المحملة
بأطنان من الأوزان تجبرهما على النزول . و في أذنك يطن صوت حنون دافئ يدعوك للعودة إلى سريرك
الوثير الناعم و لكنك تضطر حزيناً إلى قمع ذلك الصوت ....
تصل جامعتك متأخراً خمس دقائق لتجد أن الدكتور قد سبقك بربع ساعة , و تصعق لمعرفتك أن السيد
المحترم -الدكتور- قد كتب على اللوح و مسحه اربع مرات و هو بصدد الخامسة ...!!!
تقرر عدم الكتابة و محاولة التركيز على الشرح علّك تستوعب شيئاً , لتبدأ بعدها لعبة متاهة الأفكار , فلا
تجد الدكتور إلا و قد أخذك إلى فكرة ليشرح لك القسم الأصغر منها ثم يتركها و ينتقل لغيرها على مبدأ "أنت
فهيم و ما في داعي أشرحلك أكتر" ....
تبدأ بمحاولة فك شيفرات حديثه الملغوم لتجد نفسك تائهاً في غابة من الطلاسم و التعابير الجديدة ...
تنسى فكرة (محاولة الفهم) و تحاول التركيز على البقاء صامداً في المحاضرة دون السقوط في وادي النوم
, و لكن هيهات , فحيثما وجهت نظرك رأيت تثاؤبات مشبعة بالنعاس , حتى عندما تنظر إلى الدكتور ,
لا تستطيع إلا أن تتخيله ساحراً يحاول تنويمك مغناطيسياً و هو بألفاظه و مصطلحاته لا يذكرك إلا بمصطلح "
أبرا كادابرا" ..
فيهوي رأسك كالقتيل على المقعد , لتستيقظ على صدى الجملة السحرية التي يطلقها الدكتور مهدداً متوعداً :
"طلّع ورقة و قلم سجّل اسمك عالورقة" ..
و بعدها يبدأ أخونا الكريم بطرح مسائله التي لا تشعر بها إلا كفوف مسلطة عليك, فلا تعرف من اين يأتيك
الضرب , و لا تستطيع عندها إلا ان تتخيل نفسك بأذنين طويلتين و على وجهك نظرة العبيط المستغرب و
كأنك تقرأ أسئلة باللغة الصينية أو اليابانية , و تستيقظ من أفكارك على صوت الدكتور طالباً جمع الأوراق
.......
تنتهي المحاضرة و كلك أمل بالربع ساعة التي ستستريح فيها بين المحاضرتين ليفاجئك دكتور المادة التالية على
باب القاعة و أنت خارج منها , مبشراً إياك انه سيبدأ محاضرته الاسطورية باكراً هذه المرة كي يلحق
بالمنهاج , و على كل حال فهو غير مهتم إن شرح المحاضرة أم لا لأنك ستطالب بها في الامتحان , فتعود
لبؤسك و شقائك و ترمي نفسك على المقعد ....
تنظر إلى هذا الدكتور نظرة ملؤها البؤس لتتفاجأ بعدها بلسان ذلك الدكتور يطلق الكلمات رشاً و دون توقف ,
و هنا يأتي دور مخك كي يترجم ربع ما قاله السيد المحترم , اما فهم ما شرحه فليس مهماً حالياً ...
يطلب منك أخونا الوقوف و يبدأ برش 500 كلمة كل دقيقة موجهة نحوك ..
تحاول ان تستوعب ما يقول فلا تستطيع , لكنك تستنتج بعدها بفطنتك و ذكائك أنه كان يسألك بضعة أسئلة من
المحاضرة السابقة , فتقف كالمسطول الأخرق لا حول لك و لا قوة , كالقملة المفروكة وسط قطيع من
الدبابير , لتسمع بعدها مئات كلمات التأنيب و التعنيف من قبل الدكتور و بنفس سرعة الكلام الصاروخية التي
يتحدث بها , لكنك في هذه المرة لا تحاول أن تفهم ما يقول . و صدقني هذه هي الحالة الوحيدة التي لا
تتمنى فيها ان تفهم ما يقوله لك الدكتور ....
يطلق بعدها أخونا نصائحه الخارقة و التي حفظها الطلاب غيباً , ثم يعود إلى منبره ..
يقف متفاجئاً , يقلب حقيبته رأساً على عقب فلا يجد ملخصه الخالد , ليتذكر بعدها ان ابنه كان يتسلى بها
مع أوراق مذاكرتك التي قدمتها الأسبوع الماضي .
فيلتفت إلى الطلاب متحججاً بأنه مريض و يعتذرعن محاضرته هذه مع وعد كبير بتعويضها قريباً جداً
.......
هذا جزء من برنامجك اليومي أثناء الدوام . أما برنامجك أثناء الامتحان فهذا ما سنعرفه في الجزء الثالث من
يوميات طالب جامعي .....