3 - صوت مرتفع لموسيقى حزينة تشعرك بالبؤس ... وقع خطوات متسارعة يقترب باتجاه غرفتك .. يدخل غرفتك ملهوفاً عابساً , تنظر عليه فيفزعك ما تراه في يده و يدخل الرعب إلى قلبك ..يقترب منك و أنت ترتجف في مكانك مرعوباً , يرفع يده و يهوي بها بأقصى سرعة ليمسك بيدك .......... و يصافحك بحذر يشعرك بما هو آت من مصائب ....
إنه صديقك و في يده رزمة اوراق جاء ليبشرك أنها محاضرة أخرى أنزلها الدكتور مؤخراً , مع العلم أنك ستقدم مادة هذا الدكتور في اليوم التالي ...
تجلس مصدوماً , و إلى جانبها ترى أنفاسك الملتهبة تخرج من إبريق المتة الساخن .....
جبال من الأوراق المرمية هنا و هناك , جوارب ملحوشة بجانب السرير , و مذياع يبشرك بمستقبل مشرق حينما يسمعك أغنية للمرحوم عبد الحليم فيقول " طريقك مسدود مسدود مسدوووووود , يا ولدي " ..
يتركك صديقك و على وجهه ضحكة لئيمة . لتجد أخاك طالب المدرسة واقفاً إلى جانبك يغيظك و يحاول استفزازك بشدة , فلا تشعر بيدك إلا و قد انطلقت كالقذيفة لتحفر طبعتها على وجه أخيك , و الذي ترتخي شفتاه و يطلق بعدها زمور الإنذار ثم يأتي أهلك موبخبين مؤنبين و يزيدوا في غيظك غيظاً ....
ليس هذا المهم , المهم ما سيحدث في اليوم التالي .... يوم الامتحان ......
تستيقظ في اليوم التالي باكراً جداً -هذا أن كنت قد نمت أصلاً - و تحاول أن تسترجع ما قد درسته , لتكتشف أنك -و للأسف- لا تتذكر شيئاً , و أن رأسك الأن فارغ كالطبل الأجوف .. تحاول أن توهم نفسك بعكس ذلك , و تبدأ كالمجنون بالتحدث إلى نفسك " بروح ع المادة ولاّ بتركها للفصل التاني" و لكن سرعان ما تتذكر أنك كنت قد تركت للفصل الثاني ست مواد سابقة من أصل سبعة , فتنسى فكرة التأجيل لترتدي ثيابك مهموماً مقهوراً....
تصل جامعتك ليفاجئك أصدقاؤك الأوفياء بابتسامات عريضة , و ليبدأ بينهم نقاش عقيم حول هذا القانون أو تلك المعادلة , و أنت بينهم كالمعتوه لا تدري عمّ يتحدثون أو من أين أتوا بأسماء كل أولئك العلماء و تلك المعادلات ... لتضحك بعدها على كلامهم محاولاً عبثاً إيهامهم أنك أذكى منهم جميعاً , و بأنك تستوعب كل ما يتحدثون عنه .. و لكن سرعان ما يفضحك جهلك لتجعل من أينشتاين أحد ملوك العثمانيين و من فيثاغورث صاحب إحدى المعلقات الشعرية الخالدة و من المتنبي أحد أركان النهضة الصناعية في أوربا ....
تدخل قاعة الأمتحان مرعوباً من خوفك و هلعك ...
يأتي المراقبون متجهمي الوجه على صورة جلادين , و يبدؤون بإطلاق تحذيراتهم النارية حتى تصدق أنهم سيقصفونك بالصواريخ النووية إذا حركت رأسك كي تبعد الذبابة التي حطت على عينك ......
بعدها يباشرون بتسليم أوراق الأسئلة , في حين أنك تردد بصوت مسموع " اللهم إني لا أسألك رد القضاء , لكن أسألك اللطف فيه ".. يسمعك المراقب الذي سلمك الورقة فينظر إليك نظرة قرف تاركاً إياك غارقاً في صلواتك و دعواتك ......
تنظر إلى ورقة الأسئلة لتنفرج أسارير وجهك و ينزل ضغط دمك إلى مرحلة الأمان عندما ترى أن ورقة الأسئلة لا تحتوي إلا على ثلاثة أسئلة , فتستخف بها معتبراً أنك ستحطم المعدل العام في هذا المقرر .. و لكن سرعان ما يعود ضغط دمك للارتفاع لأقصى درجات الخطر , و يبدأ الدم في رأسك بالغليان عندما تدرك أنك تسمع بالسؤال الأول للمرة الأولى في تاريخك , و بأن السؤال الثاني موجود في المحاضرة الأخيرة و التي لم تسمع بوجودها حتى البارحة فلم يسعفك الوقت لتدرسها و أن السؤال الثالث مخصص لمن هم فوق مستواك الذهني و العقلي ...
هنا تبدأ بإظهار مواهبك العلمية لتدرج في ورقة إجابتك كل قانون يخطر ببالك سواءً كنت تعرفه أم اخترعته توّاً , صحيحاً كان أم لا , و تبدأ بعدها بتكسير النظريات و المسلمات بعنف الواحدة تلو الأخرى , لتسلم مسبقاً بأن الجاذبية الأرضية هي فعل بشري بحت يجب أن يعاقب عليه أجدادنا , و أن حركة الأرض الدورانية إنما هي بسبب ركلة من أحد عمالقة الفضاء حين كان يلعب كرة القدم ...لتعتبر بعدها أن ولاعة السجائر هي أعظم الاختراعات العلمية البشرية.
و لا يقطع سلسلة ابداعاتك المتلاحقة تلك إلا اكتشافك أن دفتر إجابتك قد فرغت من أي مكان يمكن الكتابة عليه , فتطلب راجياً دفتراً أخر , و يمن عليك أحد المراقبين بهذا الدفتر , لتتابع إنجازاتك الخارقة في تحطيم الأسس العلمية و الاكتشافات الحضارية , ثم تختم روائعك بكتابة قانون لا يفسره أينشتاين و نيوتن لو عادا من قبرهما و عملا مئات السنين على فك شيفراته , لتجد بعدها مصدوماً يا حرام أن الوقت قد انتهى و لم تبدع إلا في سؤال واحد ....
تخرج من الإمتحان فرحاً مسروراً حتى ليظنك زملاؤك أنك ستهزم الدكتور بإجابتك الصحيحة 1000% , لتفاجئهم بأن سبب ضحكتك بكل بساطة ما هو إلا لأنك ارتحت من هذه المادة مؤقتاً -حتى الفصل القادم- , فتعود إلى بيتك لتنام بعدها نومة قصيرة لا تتجاوز الثماني ساعات و أنت تحلم بأنك ستنجح في هذه المادة ....
ماذا عن يوم النتائج ؟؟ ... انتظروا الجزء الأخير من يوميات طالب جامعي ....
إنه صديقك و في يده رزمة اوراق جاء ليبشرك أنها محاضرة أخرى أنزلها الدكتور مؤخراً , مع العلم أنك ستقدم مادة هذا الدكتور في اليوم التالي ...
تجلس مصدوماً , و إلى جانبها ترى أنفاسك الملتهبة تخرج من إبريق المتة الساخن .....
جبال من الأوراق المرمية هنا و هناك , جوارب ملحوشة بجانب السرير , و مذياع يبشرك بمستقبل مشرق حينما يسمعك أغنية للمرحوم عبد الحليم فيقول " طريقك مسدود مسدود مسدوووووود , يا ولدي " ..
يتركك صديقك و على وجهه ضحكة لئيمة . لتجد أخاك طالب المدرسة واقفاً إلى جانبك يغيظك و يحاول استفزازك بشدة , فلا تشعر بيدك إلا و قد انطلقت كالقذيفة لتحفر طبعتها على وجه أخيك , و الذي ترتخي شفتاه و يطلق بعدها زمور الإنذار ثم يأتي أهلك موبخبين مؤنبين و يزيدوا في غيظك غيظاً ....
ليس هذا المهم , المهم ما سيحدث في اليوم التالي .... يوم الامتحان ......
تستيقظ في اليوم التالي باكراً جداً -هذا أن كنت قد نمت أصلاً - و تحاول أن تسترجع ما قد درسته , لتكتشف أنك -و للأسف- لا تتذكر شيئاً , و أن رأسك الأن فارغ كالطبل الأجوف .. تحاول أن توهم نفسك بعكس ذلك , و تبدأ كالمجنون بالتحدث إلى نفسك " بروح ع المادة ولاّ بتركها للفصل التاني" و لكن سرعان ما تتذكر أنك كنت قد تركت للفصل الثاني ست مواد سابقة من أصل سبعة , فتنسى فكرة التأجيل لترتدي ثيابك مهموماً مقهوراً....
تصل جامعتك ليفاجئك أصدقاؤك الأوفياء بابتسامات عريضة , و ليبدأ بينهم نقاش عقيم حول هذا القانون أو تلك المعادلة , و أنت بينهم كالمعتوه لا تدري عمّ يتحدثون أو من أين أتوا بأسماء كل أولئك العلماء و تلك المعادلات ... لتضحك بعدها على كلامهم محاولاً عبثاً إيهامهم أنك أذكى منهم جميعاً , و بأنك تستوعب كل ما يتحدثون عنه .. و لكن سرعان ما يفضحك جهلك لتجعل من أينشتاين أحد ملوك العثمانيين و من فيثاغورث صاحب إحدى المعلقات الشعرية الخالدة و من المتنبي أحد أركان النهضة الصناعية في أوربا ....
تدخل قاعة الأمتحان مرعوباً من خوفك و هلعك ...
يأتي المراقبون متجهمي الوجه على صورة جلادين , و يبدؤون بإطلاق تحذيراتهم النارية حتى تصدق أنهم سيقصفونك بالصواريخ النووية إذا حركت رأسك كي تبعد الذبابة التي حطت على عينك ......
بعدها يباشرون بتسليم أوراق الأسئلة , في حين أنك تردد بصوت مسموع " اللهم إني لا أسألك رد القضاء , لكن أسألك اللطف فيه ".. يسمعك المراقب الذي سلمك الورقة فينظر إليك نظرة قرف تاركاً إياك غارقاً في صلواتك و دعواتك ......
تنظر إلى ورقة الأسئلة لتنفرج أسارير وجهك و ينزل ضغط دمك إلى مرحلة الأمان عندما ترى أن ورقة الأسئلة لا تحتوي إلا على ثلاثة أسئلة , فتستخف بها معتبراً أنك ستحطم المعدل العام في هذا المقرر .. و لكن سرعان ما يعود ضغط دمك للارتفاع لأقصى درجات الخطر , و يبدأ الدم في رأسك بالغليان عندما تدرك أنك تسمع بالسؤال الأول للمرة الأولى في تاريخك , و بأن السؤال الثاني موجود في المحاضرة الأخيرة و التي لم تسمع بوجودها حتى البارحة فلم يسعفك الوقت لتدرسها و أن السؤال الثالث مخصص لمن هم فوق مستواك الذهني و العقلي ...
هنا تبدأ بإظهار مواهبك العلمية لتدرج في ورقة إجابتك كل قانون يخطر ببالك سواءً كنت تعرفه أم اخترعته توّاً , صحيحاً كان أم لا , و تبدأ بعدها بتكسير النظريات و المسلمات بعنف الواحدة تلو الأخرى , لتسلم مسبقاً بأن الجاذبية الأرضية هي فعل بشري بحت يجب أن يعاقب عليه أجدادنا , و أن حركة الأرض الدورانية إنما هي بسبب ركلة من أحد عمالقة الفضاء حين كان يلعب كرة القدم ...لتعتبر بعدها أن ولاعة السجائر هي أعظم الاختراعات العلمية البشرية.
و لا يقطع سلسلة ابداعاتك المتلاحقة تلك إلا اكتشافك أن دفتر إجابتك قد فرغت من أي مكان يمكن الكتابة عليه , فتطلب راجياً دفتراً أخر , و يمن عليك أحد المراقبين بهذا الدفتر , لتتابع إنجازاتك الخارقة في تحطيم الأسس العلمية و الاكتشافات الحضارية , ثم تختم روائعك بكتابة قانون لا يفسره أينشتاين و نيوتن لو عادا من قبرهما و عملا مئات السنين على فك شيفراته , لتجد بعدها مصدوماً يا حرام أن الوقت قد انتهى و لم تبدع إلا في سؤال واحد ....
تخرج من الإمتحان فرحاً مسروراً حتى ليظنك زملاؤك أنك ستهزم الدكتور بإجابتك الصحيحة 1000% , لتفاجئهم بأن سبب ضحكتك بكل بساطة ما هو إلا لأنك ارتحت من هذه المادة مؤقتاً -حتى الفصل القادم- , فتعود إلى بيتك لتنام بعدها نومة قصيرة لا تتجاوز الثماني ساعات و أنت تحلم بأنك ستنجح في هذه المادة ....
ماذا عن يوم النتائج ؟؟ ... انتظروا الجزء الأخير من يوميات طالب جامعي ....